آية الله العظمى الشيخ محمدتقي بهجت ( قدس سره )

محمد تقي بهجت (أو محمد تقي بهجة) (1334 - 1430 هـ) يعدّ من مراجع تقليد الشيعة في حوزة قم العلمية. واشتهر بـالعرفان، والزهد والتقوى بين شيعة ايران. وكان يقصد مسجده الكثير للاقتداء به في صلاة الجماعة كما وذاع صيت حالاته العرفانية وبكائه في الصلاة، بين الناس. توفي في مدينة قم المقدسة ودفن في حرم السيدة معصومةعليها السلام.

سيرته الذاتية

ولد محمدتقي بهجت سنة 1334 هـ. (أو 1332 هـ) في أسرة دينية ملتزمة في مدينة فومن. وحوَّل في ما بعد بيته الذي ولد فيه إلى مدرسة دينية. فقد الشيخ بهجت أمه عندما كان في الشهر السادس عشر من عمره وربّاه والده. وكان والدة الكربلائي محمود يحصل على لقمة العيش عن طريق طبخ نوع خاص من الكعكة المحلية.

الهجرة إلى العراق

سافر آية الله بهجت إلى حوزة العراق العلمية لمواصلة دروسه، حيث أنه كان قد انهى المرحلة المقدماتية من دراساته الحوزوية في مدينة فومن سنة 1348 ق. واختار مدينة كربلاء للسكن في البداية.[2] وطالت هذه الإقامة في كربلاء مدة أربع سنوات. ولاهب من كربلاء إلى النجف الأشرف سنة 1352 ه_ وأنهى الأجزاء المتبقية من دروسه في مستوي السطح على أيدي الأساتذة هناك مثل آية الله الحاج الشيخ مرتضي الطالقاني. وبعد إنهاء مرحلة السطح، واصل دروسه في مرحلة بحث الخارج للفقه والأصول والأخلاق والعرفان عند أساتذة حوزة النجف الأشرف.

العودة إلى ايران

بعد أن أخذ آية الله بهجت إجازات الإجتهاد من أساتذته الكبار رجع إلى ايران لزيارة أسرته سنة 1363 ق. وقضى مدة شهور في فومن. ثم ترك مدينة فومن قاصدا زيارة السيدة المعصومة عليها السلام في قم والعلم على حوزة قم ومكث هناك عدة أشهر؛ لكنه طوال إقامته هناك كان يتلقى نبأ وفاة أساتذته في النجف واحدا تلو الآخر. وسبَّب هذا الأمر أن يعزم الشيخ على البقاء في مدينة قم المقدسة.

وانتقل إلى رضوان الله مساء الأحد 1388 /2 /27 إثر نوبة قلبية في مستشفى ولي العصر(عج) بمدينة قم المقدسة ودفن في حرم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام

 

سيرته العلمية

الأساتذة في حوزة النجف

السيد عبدالغفار المازندراني النجفي.

الشيخ مرتضى الطالقاني.

السيد ابو الحسن الإصفهاني.

آغا ضياءالدّين العراقي.

الميرزا محمّد حسين النائيني.

الشيخ محمّدحسين الغروي الإصفهاني.

الشيخ محمّد كاظم الشيرازي.

السيد علي القاضي.

السيد حسين بادكوبئي.

الأساتذة في حوزة قم

آية الله السيد محمّد حجّت كوه كمرئي التبريزي

آية الله البروجردي

 

التدريس والتلامذة

كان لآية الله بهجت طريقة خاصة في التدريس و تربية التلامذة. يقول علي أكبر المسعودي الخميني حول طريقته في التدريس:

له منهج خاص في التدريس وخلافا لباقي أساتذة بحث الخارج بدل أن ينقل الأقوال في البداية فيثبتها أويردّها، يطرح المسئلة ثم يستدل عليها. إذا كان التلميذ قرأ وطالع آراء العلماء يفهم أن الدليل الذي يذكره الأستاذ أنه مقالة من؟ أو إن الإشكال أو التأييد الذي نقله الأستاذ يشير إلى أي شيء. فالذي يريد أن يشارك في بحثه لابد أن يعرف مباني و نظرات الآخرين.

 

التلامذة

مرتضى مطهري.

عبدالله جوادي الآملي.

محمد محمدي الجيلاني.

محمد اليزدي.

احمد آذري القمي.

محمدتقي مصباح اليزدي.

عباس محفوظي الجيلاني.

سيد مهدي الروحاني.

علي بهلواني تهراني سعادت برور.

عزيزالله خوش وقت البادكوبئي.

صادق إحسان بخش.

محمدعلي فيض الجيلاني.

علي اكبر مسعودي الخميني.

محمود امجد الكرمانشاهي.

محمدهادي الفقهي.

مهدي هادوي الطهراني.

 

المؤلفات

هناك مؤلفات لآية الله بهجت في الفقه و الأصول لكن الغالبية منها لم تطبع. عندما اقترح عليه البعض أن يطبعوا كتبه بأموالهم الشخصية، أجابهم بأنه: «ما زال كثير من الكتب لكبار العلماء بقيت بصورة مخطوطة وما طبعت، إذهبوا واطبعوا تلك الكتب. وطبع هذه الكتب ما تأخّر.» الشيخ بهجة قام بالكتابة أيام شبابه مع المحدث القمي في تأليف سفينة البحار؛ والقسم الكثير من كتاب سفينة البحار الذي كتب مخطوطا هو بخط آية الله بهجت»

 

الآثار المطبوعة

رسالة توضيح المسائل.

مناسك الحج.

وسيلة النجاة حاشية على وسيلة النجاة لآية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني.

جامع المسائل حاشية على ذخيرة العباد لآية الله الغروي الإصفهاني.

 

الآثار غير المطبوعة

حاشية على كتاب الصلوة صاحب الجواهر.

حاشية على كفاية الأصول.

تعليقة على مناسك حج الشيخ الأنصاري.

حاشية على المكاسب.

عدة مجلدات أصولية.

حاشية على شرائع الاسلام.

تقريرات فقهية وأصولية على أبحاث الأساتذة.

 

الميزات الأخلاقية والعرفانية

كان محمد تقي بهجت يبحث عن المسائل العرفانية والأخلاقية جنبا للفقه والأصول منذ شبابه. كان رؤيته تجاه العرفان الخالص هي التقيّد والتعبّد. كان بعض كبار العلماء يترفّبون الحضور في صلواته الجماعية خاصة في ليالي الجمعة، ومن ضمنهم: العلامة الطباطبائي، آية الله بهاء الديني، الشهيد القدوسي، العلامة حسن زاده الآملي، آية الله جوادي الآملي و... . وكان يعلو صوته أثناء الصلاة بالبكاء. وكان يعيش في بيت عتيق على بعد قليل من المسجد الفاطمي في منطقة جذر خان في قم المقدسة.

وتأخر سماحته في نشر رسالته العلمية مستدلا بأنه عليّ أن أصبر حتى ينتهي من يريد نشر رسالته من نشرها وإذا بقي أحد ولم يقلد واحدا منهم، ثم أقوم بنشر رسالتي. وكان يذهب يوميا بعد تعقيبات صلاة الصبح وبعد طلوع الشمس إلى حرم السيدة معصومة عليها السلام وكان يعبدالله في مسجد الشهيد المطهري.

 

من وجهة نظر الآخرين

الإمام الخميني:«للسيد بهجة مقامات معنوية عالية جدا وهو صاحب الموت الإختياري».

العلامة السيد محمّدحسين الطباطبائي:«إنه العبد الصالح».

آية الله السيد رضا بهاء الديني:«أغنى شخص معنويا الآن في االعالم هو السيد بهجة».

محمد تقي الجعفري بعد الإشارة إلى رواية (زيارة العلماء أحب عند الله من سبعين طوافا لبيت الله) يقول: «المصداق البارز للعلماء هو آية الله بهجت. مجرد رؤيته وزيارته يعدّ موعظة. وعندما أرىه شخصيا تبقى آثار هذه الزيارة عليّ إلى أيام».

آيةالله السيد حسين بُدلا:«كان وضع مقامات السيد بهجة واضحا منذ أن كنا نحضر درس آية الله البروجردي وكان واضحا أنه كان يليق لمثل هذه المقامات».

الشيخ محمّد شريف الرّازي مؤلف كتاب كنز العلماء:«السيد الحاج الشيخ محمّد تقي بهجت الغروي الفومني من الآيات والمدرسين الكبار ومن العلماء المشتهرين في حوزة قم العليمة، وهو عالم مميّز حقاً وعالم مهذّب وبارع ومتّقٍ وزاهد ومُعْرِض عن الرياء والسمعة وهو دائم الذكر. إنه في مركز إلتفات كبار المدرسين والعلماء في حوزة قم العلمية».