ملاحظة : انظر المخطط التوضيحي للحجر التي تتحتوي على قبور العلماء ( قدس الله اسرارهم ) أسفل النص
من جملة الامور التي اشتهرت بها مدينة النجف الاشرف - هو الدفن في ترتبتها - وذلك تيمناً وتبركاً بها، حيث اختارها الله (جلّ وعلا) لتكون مدفناً لجسد خيرالخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما الصلاة و السلام)، كما ضمت هذه الأرض المباركة أجساد الأنبياء السابقين - آدم ونوح وهود وصالح (عليهم السلام جميعاً) بالإضافة إلى كثير من جثامين الاولياء والاتقياء والملوك وغيرهم.
وقد جاء في الرواية أن الامام علي(عليه السلام) اشترى ما بين الخورنق الى الحيرة الى الكوفة من الدهاقين بأربعين درهماً.. فقيل يا امير المؤمنين تشتري بهذا المال وليس ينبت حطبا ؟، فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول (كوفان يرد اولها على اخرها يحشر من ظهرها سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب واشتهيت ان يحشروا في ملكي)(1)، وكذلك قال الامام امير المؤمنين (عليه السلام): (ما احسن منظرك واطيب قعرك اللّهم اجعل قبري بها).(2)
وفي كتاب إرشاد القلوب: روي عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال: الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه إبراهيم خليلا، ومحمدا صلى الله عليه وآله حبيبا، وجعله للنبيين مسكنا".
وورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: يا علي إن الله عز وجل عرض مودتنا أهل البيت على السماوات والأرض فأول من أجاب منها السماء السابعة فزينها بالعرش والكرسي ثم السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور ثم السماء الدنيا فزينها بالنجوم، ثم أرض الحجاز فشرفها بالبيت الحرام، ثم أرض الشام فزينها ببيت المقدس، ثم أرض طيبة فشرفها بقبري، ثم أرض كوفان فشرفها بقبرك يا علي، فقال له: يا رسول الله أقبري بكوفان العراق؟ فقال:
نعم يا علي تقبر بظاهرها قتلا بين الغريين والذكوات البيض، يقتلك شقي هذه الأمة عبد الرحمان بن ملجم، فوالذي بعثني بالحق نبيا ما عاقر ناقة صالح عند الله بأعظم عقابا منه، يا علي ينصرك من العراق مائة ألف سيف(3).
وجاء في الخبر عن بعض الأصحاب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها فقال: ما تبالي حيثما مات أما إنه لا يبقى مؤمن شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام قلت له: وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة، أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون.(4)
وقد اضحت النجف محلاً لدفن المتوفين من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) استناناً بما ورد من أن الدفن بجوار أمير المؤمنين (عليه السلام) يقي من ضغطة القبر وحسابه، ومن جميل ما قيل في هذا الجانب:
إذا مت فادفني مجاور حيدر
أبا شبر أعني به وشبير
******
فتى لا تمس النار من كان جاره
ولا يُختشى من منكر ونكير
*******
وعار على حامي الحمى وهو في الحمى
إذا ضل في البيدا عقال بعير
******
وقيل ان من مميزات هذه التربة اسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير، وتعتبر محشراً لأرواح المؤمنين، فعن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام): (ما من مؤمن يموت في بقاع الأرض إلا قيل لروحه الحقي بوادي السلام، وإنها لبقعة من جنة عدن)
1 - فرحة الغري / 58
2 - نفس المصدر / 22
3 - نفس المصدر / 18
4 - الكافي / ج 3 - ص 243
المخطط التوضيحي للحجر التي تتحتوي على قبور العلماء ( قدس الله اسرارهم )