مشهد الامام علي (عليه السلام) في الشمال عانه

ويسمى هذا المشهد أيضاً (قبة الإمام علي (عليه السلام)) وتقع آثاره شمال مدينة عانة(1) بحوالي ثمانية كيلو مترات بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات، وقد أقيم تذكاراً لإقامة الإمام علي (عليه السلام) في طريق عودته من معركة صفين، وفي موضع المشهد وحواليه توجد خرائب لبلدة لا تقل سعة عن مدينة عانة ازدهرت في زمن العقيليين ولاتابكة من بعدهم، ولم يبق فيها في بداية القرن السابع عشر الميلادي سوى مسجدها. أما الطريق من عانة إلى (حديثة) فلا يخلو من القبب الإسلامية القائمة على امتداد نهر الفرات ومنها قبة الإمام علي (عليه السلام) في قرية المعاضيد إلى الجنوب من آثار الخليلية.

ولعل المشهد عُمِّرَ على عهد الحمدانيين (293 – 367 هـ) الذين اتخذوا من الموصل مركزاً لدولتهم، وكذلك عُمِّرَ المشهد على عهد الدولة بني عقيل في الموصل (380 – 489هـ) وهو كأسلافهم كانوا من الإمامية وممن عنوا بتعمير مشاهد الأئمة بل امتدت أعمالهم العمرانية لتشمل الموصل وضواحيها المختلفة وجميع المناطق التي امتدت إليها دولتهم على طول نهري دجلة والفرات ومن بين تلك المناطق عانة فقد شيدوا بها منارة عانة وعمروا مشهد علي كما تقدم ذلك(2).

 


(1) (قال في معجم البلدان 4/ 72): (عانة بلد مشهور بين الرقة وهيت بعد أعمال الجزيرة وهي مشرقة على الفرات قرب حديثة وبها قلعة حصينة....

(2) فرحة الغري ص 103.