آية الله العظمى السيد محسن الامين ( قدس سره )
السيد محسن الأمين، ابن السيد عبد الكريم الأمين العامِلي (1371-1284هـ / 1952-1867م)، ولد سنة 1284 هــ في أسرة عريقة تنتمي إلى آل الرسول (ص) في جبل عامل في لبنان. يرجع نسبه إلى حسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد
انتقل السيد الامين الى النجف الأشرف سنة 1408هـ /1891م بعد أن أتم دروس المقدمات في مسقط رأسه جبل عامل، ودرس هناك مرحلة السطح والخارج في الفقه والأصول لينال بعد ذلك درجة الإجتهاد، كما ساهم في تربية مجموعة من الطلاب الذين نهلوا من علومه.
لم يكن السيد الأمين عالماً في الدين وحسب، بل كان له باع في الأدب، حيث استطاع أن يكون ناقدا شعريا فضلا عن نظمه للشعر
ويعدّ كتاب "أعيان الشيعة" أحد أهم مؤلفات السيد محسن الأمين، وهو موسوعة كبيرة تتضمن ترجمة لحياة كبار الشيعةومفاخرهم. وكان يهدف من خلالها إلى تعريف الهوية الثقافية للشيعة الإمامية, والتذكير بدور الإمامية في رفع راية الحضارة الإسلامية. وقد تحمّل السيد الأمين المشاقّ الكبيرة لتدوين هذه الموسوعة الكبيرة فقد سافر إلى مناطق عديدة كـ سوريا والأردنوفلسطين ومصر والعراق وإيران لجمع مصادر التحقيق لكتابه هذا
توفى السيد محسن الأمين سنة 1371 هــ في مدينة دمشق، ووري الثرى في جنوب شرق المدينة، مقابل الباب الكبير لـمرقد السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين (عليهما السلام)
ولادته ونسبه
هو السيد محسن بن عبد الكريم العاملي ولد سنة 1284هـ ق في أسرة عريقة تنتمي إلى آل الرسول (ص) في قرية شقرا من جبل عامل في لبنان. أمه بنت الشيخ محمد حسن فلحة الميسي وكان من علماء عصره الصالحين. يعود نسبه إلى حسين ذي الدمعةابن الشهيد زيد بن علي (ع).
دراساته وأساتذته
أكمل السيد الأمين دراسات المقدمات في مسقط رأسه شقرا في جبل عامل حيث أتم هناك المنطق، والنحو والبيان ثم انتهل في بنت جُبيل من محضر أستاذه الشيخ موسى شراره.
في سنة 1408هـ ق /1891م هاجر السيد الأمين إلى النجف الأشرف واستقر به المكان هناك سنة 1419هـ ق/ 1901م فانتهل من محضر كبار العلماء من قبيل الشيخ محمد طه نجف، والحاج رضا الهمداني والآخوند الخراساني. كما حضر درس الشيخ محمد باقر نجم آبادي والسيد أحمد الكربلائي في مرحلتي السطح وخارج الفقه والأصول ونال هناك درجة الإجتهاد كما ساهم السيد الأمين في تربية جملة من التلاميذ وطلاب العلوم الدينية.
كان للسيد الأمين اليد الطولى في الأدب فقد كان شاعرا وناقد شعريا قديرا، فضلا عن كفائته العلمية في مجال العلوم الحوزوية.
تلامذته
تأليفاته وآثاره
أعيان الشيعة
يعد كتاب أعيان الشيعة أهم كتب السيد محسن الأمين، والكتاب موسوعة كبيرة تشتمل على ترجمة حياة مفاخر علماء الشيعة ورجالها الكبار. وقد خصص السيد الأمين الجزء الأكبر من هذه الموسوعة للبحث في حياة أئمة الشيعة الأمامية.
وتناول السيد الأمين في هذه الموسوعة- التي كان يهدف من خلالها إلى تعريف الأمة بالهوية الثقافية للشيعة الإثني عشريةوالتذكير بدور الإمامية في إحياء الحضارة الإسلامية ترجمة حياة وآراء وآثار (11733) شخصية من شخصيات الطائفة الإمامية الإثني عشرية- وذلك من خلال السعة في الإطلاق في مفهوم الشيعة الإثني عشرية-
ويعتبر كتاب أعيان الشيعة موسوعة كبيرة تناول من خلالها ترجمة حياة الشخصيات الشيعية الكبيرة من صدر الإسلام إلى فترة حياة المؤلف،وتضمن الكتاب ترجمة لأحوالالصحابة والتابعين ورجال كل فن حيث تطرّق إلى الرواة والمحدثين والقرآء والمفسرين والفقهاء والحكماء والمتكلمين والوعاظ والشعراء وكذا علماء اللغة والصرف والنحو والبيان والمنطق والرياضيات والطب والنجوم وحتى الملوك والوزراء. يتضمن كتاب "أعيان الشيعة" عشرة أجزاء رحلية كبيرة، ويتطرق المؤلف في الجزء الأول وقسم من الجزء الثاني إلى مقدمة وترجمة لحياة النبي الأكرم (ص)، والسيدة فاطمة الزهراء (ع) وبقية أئمة الشيعة (ع)، ثم يتناول من أواسط الجزء الثاني إلى نهاية الجزء العاشر ترجمة حياة الشخصيات الشيعية.
بقية مؤلفاته
ومن مؤلفات السيد الأمين الأخرى:
كتاب "حق اليقين في لزوم التأليف بين المسلمين"وقد ألف هذا الكتاب للتوفيق بين المسلمين وتوحيد رؤاهم
كتاب "كشف الإرتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب" في الرد على الوهابية ونقد أفكارها
كتاب "لواعج الاشجان في مقتل الحسين (ع)" تطرق فيه إلى تاريخ واقعة عاشوراء.
كتاب "التنزيه لأعمال الشبيه"، حيث انتقد فيه منهجية العزاء التي راجت بين الشيعة وممارسات أخرى من قبيل ضرب الرؤوس بالسيوف (التطبير) حيث اعتبرها عملا محرما يخالف الشرع المقدس. وقد ترجم هذا الكتاب الى اللغة الفارسية الأستاذ جلال آل أحمد وذلك بعنوان "عزاداريهاي نامشروع" لكن بعض معارضي هذا الكتاب أقدموا على شراء نسخه وأحرقوها
ومن مؤلفاته الأخرى:
وفاته
توفى السيد محسن الأمين سنة 1371 هـ في مدينة دمشق، ووري الثرى في حوالي طرف الجنوب الشرقي، مقابل الباب الكبير
لمرقد السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين (عليهما السلام) بمدينة دمشق