مسجد الامام علي (عليه السلام) في المدينة المنورة

من اهم آثار الامام علي (عليه السلام) الباقية حتى الآن المسجد المعروف باسمه قرب المسجد النبوي والمسمى بمسجد الامام علي (عليه السلام) .

وهو من المساجد التي ينبغي زيارتها والصلاة  فيها وهو من مساجد مصلى الاعياد التي صلى الله علي وآله العيد فيها، وهو مسجد كبير شمالي الحديقة متصل بها يسمى مسجد علي بن ابي طالب (عليه السلام) (1)

وقد ورد ان النبي صلى العيد في أماكن متعددة والمشهور منها الآن ثلاثة كلها غربي المدينة خارج باب المصري الموضع المعروف بالمناخة والمناخة هي موضع بالقرب من الحرم النبوي يحمل في الوقت الحاضر هذا الاسم نفسه وبطحان، احدهما يسمى مسجد مصلى العيد ويعرف اليوم بمسجد الغمامة، ونسبته  الى الامام علي (عليه السلام) لانه صلى فيه العيد (2)

هذا المسجد من المواضع التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وآله، ويعتبر ثالث المساجد الثلاثة في ميدان المصلى ويبعد من مسجد المصلى (122 م) وعن مبنى التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي الشريف (290 م) يقال له : مسجد علي، ولعل سبب تسميته بذلك ان أمير المؤمنين صلى فيه العيد وعثمان محصور، وافاد المطري (ت741 هـ (أن هذا المسجد من الأماكن التي صلى فيها الرسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العيد في بعض السنوات، يرى السمهودي (ت 911 هـ) ان هذا المسجد قد دثر حتى صار بعض الحجار يدفن فيه الموتى أيام نزولهم هناك . 

وذكر المطري (ت741 هـ) هذا المسجد ضمن مساجد المصلى، قال : ومسجد كبير شمالي الحديقة متصل بها، واشار اليه المراغي ) ت816 هـ) (2)

موقع المسجد 

يوجد هذا المسجد غربي مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، شمال مسجد المصلى ممايلي الغرب، قرب شارع المناخة، على يسار المتجه الى شمال المدينة المنورة، ولايبعد عن المسجد النبوي اكثر من اربعمائة متر، وبالقرب من مسجد ابي بكر، وموضع المسجد كان فيما مضى شمال حديقة العريضي قديما، ويشغلها الآن حي العريضة، والمسجد يقع في شمال غربي مسجد الغمامة، وقرب زقاق الطيار . (3)

في واجه شارع العينية المنطلق من ميدان المسجد النبوي الغربي الواقع بين باب السلام وباب الرحمة، وهذا الشارع فتحه فخري باشا حاكم مدينة زمن الاتراك أبان الحرب العالمية الاولى ويشرف على المسجد دار آل الكردي وهما في رأس، وربما كانت هاتان الداران في موقع دار الحكيم ابن العداء الهوزاني، فمن حيث ما اتيت من المناخة او شمالها تصل الى المسجد المذكور لانه يتوسطها تقريبا في جانبها الغربي مدخل زقاق الطيار والمسافة اليه من المسجد النبوي عن طريق شارع العينية قريبة جدا حوالي (350) مترا . 

نقل السمهودي عن ابن شبة وابن زبالة عن ابي هريرة، قال اول فطر واضحى صلى الله عليه واله للناس بالمدينة المنورة بفناء دار حكيم بن العداء عند اصحاب المحامل، اي الذين يصنعونها ويبيعونها، وهي رواية للناني يقصد صلاة الثاني صلى في ذلك المسجد، وهو خلف المجزرة التي بفناء دار العداء بن خالد، وقال : هي دار ابنه حكيم بن العداء ابي بكر من هوازن، ومنزلهم مع مزينة غربي المصلى، فلعله المسجد الكبير المعروف بمسجد علي (عليه السلام) شامي المصلى ممايلي المغرب، متصل بشامي الحديقة المعروفة بالعريضي، لان سوق المدينة كان هناك .


1 - تحقيق النصرة ص234 .

2 - المدينة المنورة في رحلة العياشي ص145 .

3 - المساجد الأثرية في المدينة النبوية ص246 .

4 - دليل مساجد المدينة المنورة ص6 .

المصدر : مابقى من آثار الامام علي في العراق .