مدرسة الكوفة الحديثية في القرانين الاول و الثاني الهجري

مكتبة الروضة الحيدرية

الرسائل الجامعية ـ 18

تأليف 

هناء حسين علوان خوير

المقدمة 

الحمد للهِ على عظيمِ فضلهِ  وأفضل الصلاة والسلام على اشرفِ انبيائهِ ورسلهِ الطيبين الطاهرين وبعد ...

فان الاشتغال بالحديث وعلومه وتحصيله، والتصنيف فيه خير ما يُشَغلُ به الوقت وأفضل ما يسعى إليه في العمر واشرف ما يُتحصل عليه، اذ هو ارث المعصومين ومطلب العلماء ومما لا يخفى على ذي بال ان حديث المعصوم عليه السلام له منزلة ومكانة رفيعة الى درجة انه ورد في أحاديث المعصومين عليهم السلام ان الحديث جلاء وحياة القلوب فقد ورد عن رسول (ص):((تحدثوا فان الحديث جلاءَ القلوب))،وعن رسول الله (ص) ((اللهم ارحم خلفائي  اللهم ارحم خلفائي  اللهم ارحم خلفائي – قيل يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين يروون حديثي وسنتي))^([1]) .

وعن الباقر(عليه السلام)(( سارعوا إلى طلب العلم فالذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة))^([2])، ان التحقيق في دراسة الحديث ومدارسه يعد نعمة كبيرة لطلبة الشريعة والعلوم الإسلامية

تسمية الموضوع :

فقد وفقني الله تعالى للاشتغال بحديث أهل البيت عليهم السلام وتعلمه وقد رأيت بعد الاستشارة ان أتقدم لنيل درجة الماجستير في الحديث الشريف وعلومه في كلية الفقه  لجامعة الكوفة برسالة في هذا العلم الشريف بعنوان (مدرسة الكوفة الحديثية في القرنين الأول والثاني الهجريين ).

مشكلة البحث:

اختلف الباحثون حول مدرسة الكوفة في القرنين الأول والثاني الهجريين أكانت مدرسة رأي تعمل بالقياس والاجتهاد كما برز كثير من الفقهاء أمثال سفيان الثوري ( ت 161هـ)وأصحابه. أم أنها مدرسة إخبار تأخذ بروايات الأئمة المعصومين عليهم السلام وتجعلها المدار في استنباط الأحكام الشرعية كما في حال زرارة بن أعين ونظرائه فانبثقت مشكلة البحث، ما طبيعة مدرسة الكوفة في القرنين الأول والثاني الهجريين ؟ فكان اختيار الموضوع يركز على أهمية علم الحديث والخوض في المدارس الحديثية إذ أن معرفتها ستكشف العلم بفن يعد من انواع علوم الحديث هو معرفة علم العلل الذي يساعد بدوره على  الكشف عن الأسباب الخفية والغامضة التي تقدح في السند قدحا كبيرا من خلال التعرف على المدارس  الحديثية وأساتذتها وتلامذتها ،كما أن لجدة الموضوع وحيث لم أرَ من خاض في مدرسة الكوفة تحديدا لذا،جعلتُ اختيار الموضوع مناسبا  للبحث فيه وقد واجهت فيه عدة صعوبات كبيرة منها ندرة المعلومات المهيأة للكشف عن هذه المدرسة لاسيما أن كتب الرجال قد ظهرت بعد فترة حدود البحث بقرنين اذ ان كتب الحديث ومصطلحه ظهرت بعد ثمانية قرون مما أدى الى التكلف والتنقيب والفحص والتدقيق حول كل راوِ والاستدلال عليه ، استنباط مصطلحاتهِ ، فكان رجال الكشي ، النجاشي ، فهرست الشيخ الطوسي ، رجال الطوسي من اهم الكتب المعتمدة فضلا عن كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري .

اما بخصوص الدراسات السابقة فقد أفادت الباحثة من الرسائل والاطاريح التي تناولت المدارس الحديثية منها على سبيل المثال اطروحة الدكتور مظفر شاكر محمود المعنونة ( مدرسة البصرة الحديثية في القرنين الأول والثاني الهجريين) وأطروحة الدكتور خالد شاكر الكبيسي (مدرسة بغداد الحديثية في القرنين الثالث والرابع الهجريين).

فضلا عن عشرات الرسائل والاطاريح والمصادر والمراجع  ، أما منهج البحث فقد اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي والاستقرائي للوصول الى الحقيقة .

خطة البحث :

فقد احتوت الرسالة على مقدمة و تمهيد وخمسة فصول وخاتمة،فأما المقدمة فقد ركزت فيها على أهمية الموضوع وأسباب اختياره وتحديد مشكلة البحث والصعوبات التي واجهت الباحثة وخطة البحث والمنهج الذي اعتمدته  فضلا عن الاشارة الى الدراسات السابقة التي حصلتُ عليها .

     أما التمهيد : فقد أشتمل على بيان النقاط الآتية :-

1. إطلالة على الحياة الفكرية في الكوفة
2. أنواع المدارس العلمية في الكوفة خلال القرنين الأول والثاني الهجريين.

 اهتم الفصل الأول :الذي كان بعنوان(مدينة الكوفة في القرنين الاول
والثاني الهجريين)، التعريف بالكوفة وتمصيرها وما جاء في مدحها
وفضلها من روايات وتناولت ايضا الكوفة في اللغة والتاريخ وتعرضتُ
الى مساجد الكوفة وفضائلها والاسر العلمية التي اشتهرت
فيها.  

   اختص الفصل الثاني : الذي كان بعنوان (تعريف الحديث الشريف واهميته واشهر المدارس الحديثية)، بتعريف الحديث الشريف لغة واصطلاحا ومعنى الخبر والأثر وعلم الدراية والرواية وبيان أهمية الحديث الشريف في القرآن والسنة المطهرة وأقوال العلماء . واشهر المدارس الحديثية في القرنين الأولين مثل مدرسة المدينة المنورة ومدرسة مكة ومدرسة الشام ومدرسة البصرة .

وتطرق الفصل الثالث : الذي عنوانه (اساتذة مدرسة الكوفة) الى نشأة مدرسة الكوفة الحديثية وذكر اساتذتها  من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وسلط هذا  الفصل الضوء على اثر الإمام الصادق (ع) في مدرسة الكوفة ومن ثم أثر تلامذة الإمام الصادق (ع)  ورواة أحاديثه  .

ركز الفصل الرابع : الذي كان عنوانه( خصائص مدرسة الحديث في الكوفة)،على بيان خصائص مدرسة الحديث في الكوفة وسماتها وبين الآتي :-

1. التصنيف المبكر في الحديث الشريف .
2. الأصول الأربعمئة .
3. الأصول وكتب الحديث الكوفية والنوادر.

وقد كان الفصل الخامس: بعنوان مدرسة الكوفة ومصطلحات الحديث.

 فقد بين اهتمام مدرسة الكوفة بالحديث وأهميته لدى المدرسة ولقد تناولت فيه عددا من الموضوعات منها اهتمام المدرسة بعلم الحديث وطرق تحمل الرواية وتحديد سن سماع الحديث ورواية الحديث بالمعنى ومعرفتهم بالحديث المختلف والموضوع واهتمامهم بالأسانيد والعلل.

هذا واسأل الله تعالى التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة وان يسهل لي الأمور ويذلل لي الصعاب ويجعلنــــي ممن  يخدمون  سنة محمد وآل محمد (عليهم السلام).