وداد السكاكيني (1332-1411 هـ / 1913-1991 م)

وداد السكاكيني (1332-1411 هـ / 1913-1991 م)

وداد بنت محمد سكاكيني، كاتبة وناقدة رائدة من مواليد صيدا في لبنان، تخرجت في كلية المقاصد الاسلامية في بيروت، وقد امضت في بيروت عشر سنوات من حياتها في التعليم، فقد عملت في المعهد العالي للبنات، ثم اقامت في سورية ومصر مع زوجها الاديب زكي المحاسني، بدأت حياتها الأدبية في مطلع الثلاثينيات، نشر معظم اعمالها في القاهرة، وتوفيت في دمشق .

كتبت في رحلتها الى العراق : 

ومضينا الى النجف يحدونا شوق الى امام العرب الذي طبع لغتهم بطوابع بلاغته وكان الفتى الاول في الاسلام واقرب الناس الى رسوله نسبا وعلما وجهادا وعند مدخل النجف تلقينا من بعيد لافتة للنظر بظرورة الحجاب للنساء، فان التبرج والسفور لايسمح بهما للغربيات والمقيمات على السواء، فدارت العباءات على المدعوات قبل ان نقترب من جامع الامام .

ودخلنا بخشوع وصمت ساحة واسعة تحيط بها ابنية عديدة وفي المشهد منارتان شامختان على جانبي سطحه صفائح من الذهب رقاق متوهجة وابواب المسجد مصفحة بالذهب ومن اعلى السقوف تدلت المصابيح والثريات وفوق المرقد وفي زواياه تيجان الملوك وكبراء من الهند وفارس، وعلى الحيطان نفائس السجاد والالطاف من هدايا المعتزين بحرمة المقام .

والاقفاص المحيطة بضريح الامام ومراقد آل البيت قد صنعت قضبا نها ومشابكها من الفضة وبعظها مطلي بالذهب، واي زائر عربي لهذه المشاهد لابد ان يعود بالخاطر من فوره الى تاريخ اهلها الذي ضمنتهم من الصالحين والشهداء فتأخذك الروعة من هول حوادثهم ونكباتهم لا مما يبهره من فخامة الزينة وبريق الطلاء والقناديل وزخرف القشاني والخزف وغيره مما يدهش له الاجنبي الذي تتاح له الزيارة فيعجب لتألق المرايا والكريستال الذي يتلألأ في السقف ويطيل الى المآذن والقباب دون ان يتسلل بشعورة ومحبته الى هيبة الراقدين من آل البيت والصالحين (1) 

 


(1) موسوعة النجف الاشرف ج4 ص117 .