الاستاذ الدكتور هادي آل طعمه ( حفظه الله )
الأستاذ السيد سلمان هادي طعمة 25جمادى2 1431 – 9/6/2010
والاستاذ سلمان ال طعمة مؤرخ ، ومؤلف بارع، وشاعر مفوه من اسرة علوية نالت شرف خدمة مرقدي الإمام الحسين واخيه العباس عليهما السلام في العهود السابقة، له مؤلفات قيمة ودواوين شعرية، فكان بحق أحد الأعلام الذي يشار لهم بالبنان في مدينة كربلاء المقدسة الذي خدمها بعلمه وشعره.. ولكن في قلبه شيء؟ فالعلماء والمفكرون والعاملون.. يجب أن ينالوا استحقاقهم.. لا أن تسلط عليهم الأضواء بعد رحيلهم من عالم الدنيا.. حديثا اتحفنا به الاستاذ البارع السيد سلمان هادي ال طعمة، ضمن سلسلة اللقاءات التي اجرتها مكتبة الروضة الحيدرية في العتبة العلوية المقدسة مع العلماء والادباء.. وقد اخترنا جانبا منه.
البطاقة الشخصية؟
سلمان هادي ال طعمة ولدت سنة 1935م الموافق 13ذي القعدة 1353هـ في مدينة كربلاء من أسرة علوية لها تاريخها العلمي والأدبي والجهادي وقد تشرفت هذه الأسرة بخدمة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام منذ زمن بعيد، وهي من اقدم العوائل العلوية التي سكنت كربلاء.
أسرة آل طعمة؟
من الأسر العلوية القديمة التي تعاطت شرف الخدمة في الروضتين المقدستين وهي متفرعة من قبيلة ال فائز الموسوية وهي اقدم القبائل العلوية التي سكنت كربلاء سنة 247هـ ,ترجع إلى السيد ابراهيم المجاب فقد هاجر من المدينة إلى الكوفة وبعدها استقر وسكن في كربلاء ,وبرز في هذه الأسرة رعيل من نقباء الأشراف وسدنة الروضتين الحسينية والعباسية وحكومة كربلاء فقد كان هناك الكثير من العلماء والمفكرين والأدباء والعلماء ومن أبرز رجال الأدب والفكر فيها العلامة السيد عبد الحسين الكليدار ال طعمة صاحب كتاب (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء) وأخيه د. عبد الجواد الكليدار صاحب كتاب (تاريخ كربلاء وحائر الحسين) ثم السيد محمد حسن الكليدار ال طعمة، عبد الرزاق ال الوهاب ال طعمة (كربلاء في التاريخ) وقد ألفت كتاب (تراث كربلاء) عن تاريخ هذه المدينة المقدسة، وقد قدمت العائلة 26 شهيدا في زمن النظام البائد فقط وفي العائلة أديبات ايضاً.
النشأة العلمية؟
اتممت الابتدائية والثانوية في كربلاء وقبلها حفظني والدي بعض القصائد الشعرية المعروفة مثل ميمية الفرزدق وفائية دعبل ورائية السيد الحميري وكان يشجعني والدي على حفظ سور القرآن، وكنت اهتم بالشعر فطالعت دواوين امرء القيس وحفظت المعلقة وديوان عمر بن ربيعة وطرفه بن العبد وانتقلت إلى الشعر الإسلامي وقد تأثرت بالمتنبي وحفظت بعض قصائده ثم قرأت للبحتري وابي تمام والشريف الرضي بعدها انتقلت إلى الشعر الحديث وقرأت للجواهري وتأثرت بالسياب ونازك الملائكة في الشعر الحديث.
وفي الثانوية شجعني الدكتور الشاعر صالح جواد ال طعمة وهو من رواد الشعر في العراق وكان يأتي ببعض الشعراء في دارنا في ليالي الجمع كالسياب وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم، وقد دخلت دار المعلمين الابتدائية في كربلاء بعد نهاية دراستي الثانوية وبعدها سافرت إلى بغداد ودخلت كلية التربية /جامعة بغداد وحصلت على البكالوريوس في التربية وعلم النفس عام 1970 وعينت في متوسطة الكاسب في كربلاء مرشدا تربويا وبعد فترة من الزمن عام 2000 دخلت الجامعة الإسلامية في لبنان وحصلت على شهادة الماجستير بدرجة جيد عال برسالة عنوانها (التفسير الصوتي للنص القرآني ــ ابن عربي انموذجا) واسعى الآن للحصول على شهادة الدكتوراه.
هل درستم دراسة حوزوية؟
درست في بداية عمري في الصحن الحسيني عند الشيخ حسن كوسه بتعلم القرآن وحفظه ودرست في النحو شرح القطر عند العلامة الشيخ عبد الحسين البيضاني ثم درست التاريخ الإسلامي عند العلامة السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة.
ما هي الإجازات التي حصلتم عليها؟
حصلت على 48 اجازة في الرواية منها العلامة اغا بزرك الطهراني والسيد شهاب الدين المرعشي واية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله والسيد اية الله محمد مهدي الخرسان، واية الله الشيخ اسحق الفياض وكثيرون، وقد منحت اجازات لكثير من الأعلام منهم الشيخ محمد مهدي شمس الدين في لبنان والشيخ عبد الأمير قبلان والمرحوم كاظم الفتلاوي والدكتور كامل سلمان الجبوري والأستاذ علي جهاد الحساني وغيرهم.
ابرز قصائدك الشعرية والأدبية ومؤلفاتك؟
اول قصيدة ألفتها سنة 1952 وفي عام 1953 ألقيت قصيدة امام الملك فيصل الثاني وخاله عبد الاله في نادي الموظفين بكربلاء عندما زار الملك المدينة المقدسة، وسنة 1954 صدر لي أول مطبوع باسم (الأمل الضائع) وبعدها بعام اصدرت (شاعرات العراق المعاصرات) تناولت سيرة 9 شاعرات منهم نازك الملائكة وأم نزار الملائكة وعاتكة الخزرجي وفطيمة النائب..، وبعدها نشرت عدة مقالات بجريدة اليقظة والسياسة واتصلت بأدباء النجف وبغداد ونشرت كتاباً سنة 1960 (ابو المحاسن الشاعر الوطني المخلد) وهو جد الأستاذ نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي وقد جاء والد الأستاذ نوري المالكي وهو الحاج كامل وقد اشترى مني 10 نسخ من الكتاب وكانت قيمة الكتاب بدرهم، ثم اصدرت ديوان (حسين الكربلائي) الشاعر الشعبي المعروف وبعدها اصدرت ديوان (الأشواق الحائرة) قدم لي د. يوسف عز الدين وهو شعر وجداني ووطني.. وبعدها اصدرت أول كتاب عن تاريخ كربلاء وهو (تراث كربلاء) وقد اصدر ابناء عمومتي من قبل أربعة كتب عن تاريخ الحرم الحسيني، أما كتابي فكان موسوعة كربلاء المقدسة صدر منها 15 جزء ضم عناوين متعددة عن المكتبات والعوائل والحرم وثورة العشرين وغيرها ويا حبذا لو تتعاون معي العتبة الحسينية المقدسة في اصدار هذه الموسوعة المهمة من تاريخ كربلاء.
وقد بلغ عدد مؤلفاتي ما يقارب 100 كتب طبع منها 54 والباقي مخطوط واخر كتاب صدر لي مشاهير المدفونين في كربلاء، وقد ترجمت بعض كتبي إلى اللغة الفارسية منها تاريخ كربلاء وحرم الحسين وكتاب تراث كربلاء.
لكم الكثير من المؤلفات كما ذكرتم ولكن ما هو ابرزها التي تشعرون بالفخر إزاء تأليفها؟
كتاب (تراث كربلاء) اهم كتاب من كتبي العلمية والتاريخية وقد اهتممت به كثيرا وكتاب علمي آخر هو تشريح بدن الإنسان وقد قمت بتحقيق هذا الكتاب لمؤلفه عيسى بن يحيى المسيحي المتوفى سنة 401هـ، وكتاب اعلام الفكر العربي وهو كتاب تناولت فيه سيرة الأعلام العربي والإسلامي وهناك كتاب في مخطوطات كربلاء صدر منه جزءان سنة 1973 قدم لي الشيخ اغا بزرك الطهراني وكوركيس عواد وهلال ناجي وتناولت فيه مخطوطات مكتبتي السيد عبد الحسين الكليدار والسيد حسين القزويني، وطبع لي معهد المخطوطات العربية في القاهرة وكان مركزه في الكويت وقد طبع الجزء الثاني منه والجزء الثالث مخطوطات مكتبة الروضة الحسينية والجزء الرابع كان مخطوطات المدينة اجمع.
كيف تقيمون المشهد الثقافي في كربلاء؟
ارى ان المشهد الفكري والثقافي توجد فيه حالات من الابداع في مجالات القصة والرواية والشعر وهناك رعيل من الشباب امتاز بمهارة وألمس في آثارهم التألق والإبداع وخصوصا في الفترة الحالية اما في السابق فكان حصار شديد على الفكر والأدب الا فيما يخص مدح السلطة، وأتفاءل خيراً وأرى انه سيكون هناك حركة أدبية وعلمية كبيرة وقد انتشرت المؤسسات الثقافية التي تشجع الحركة الفكرية.
مقترحات:
واتمنى ان تصدر مجلات متخصصة وصحف رصينة يكتب فيها كبار الأدباء والمفكرين يبدعون في الكلمة الحرة والهادفة التي تهتم بقضايا تهم الأمة.
ما رأيك بدور العتبات المقدسة في الناحية الفكرية والثقافية؟
ابارك لهذا الجهد الثقافي والفكري الذي عم العتبات المقدسة بفضل دعم المرجعية العليا في النجف الأشرف لاسيما اية العظمى السيد السيستاني حفظه الله وابقاه ذخرا للإسلام فالحمد لله ان أرى مجلات ذات قيمة أدبية وفكرية وبطباعة أنيقة وجميلة تسهم في دفع الواقع الفكري والثقافي واصبحت اليوم العتبات مصدر اشعاع فكري فكم كانت فرحتي كبيرة حينما اقرأ مجلات واصدارات العتبة العلوية المقدسة والحسينية والعباسية والكاظمية.
ذكرى مع الشيخ اغا بزرك الطهراني؟
كان الشيخ اغا بزرك الطهراني يزور كربلاء بصورة مستمرة وفي احدى المرات نزل عند الشيخ محمد مهدي الحائري صاحب كتاب (شجرة طوبى) وذهبت لزيارته ورجوته ان يأتي في الزيارة القادمة وينزل في بيتي وبالفعل وفي اليوم الأول من المحرم جاء هو وزوجته وزارنا في بيتنا وبقي عندنا عشرة أيام فكان منفتح الصدر طيب الأخلاق ورع تقي لا يترك صلاة الليل , صباحا يذهب إلى الحرم ويأتي بعد الظهر وفي العصر يزوره العلماء والأدباء والشعراء وكان يباحث معهم ويسجل كل ملاحظاتهم واستفساراتهم وبعد العاشر من المحرم رجع إلى النجف وكانت لنا معه علاقة طيبة حيث كنا نزوره باستمرار مع علماء وادباء كربلاء.
هل لديك مشاركات ثقافيه خارج العراق؟
شاركت في أماسي واحتفالات كثيرة في عدد من بلدان العالم في مكة والمدينة ومصر ولبنان وسوريا وتركيا وكانت بالأحرى زيارات وسجالات فيما يخص الأدب والفكر والثقافة والشعر وكانت تعقد هذه الجلسات بعد دعوات ولقاءات للرقي بالأدب والثقافة العربية والإسلامية وقد التقيت حينها بالكثير من الأدباء والشعراء وقد دونت كل هذه التفاصيل في كتاب ذكرياتي في مجلدين.