سماحة الشيخ نـجاح الطائي (دام توفيقه) 9شوال 1432 - 10/9/2011
برزت مؤلفات الشيخ الطائي من خلال عناوينها المثيرة للجدل ، وحين قراءتها تبرز الكثير من علامات الاستفهام . والشيخ الطائي مفكر إسلامي.. ومحقق ، غاص في غور التاريخ وأظهر حقائق خطيرة لم يجرؤ الكثير من البوح بها رغم معرفتها.. لكن سماحة الشيخ نجاح الطائي أعلنها صراحة بعد أن ترجمها لواقع بمؤلفات ثارت حفيظة العامة بشكل كبير حتى صرح القرضاوي بأنه أخطر كتاب كتب في القرن العشرين هو (صاحب الغار) وكتاب (هل اغتيل النبي).. لأن فيها حقائق لا يمكن التغافل عنها.. فالشيخ الطائي له اسلوب وطابع مثير من خلال استفزاز الطرف .
البطاقة الشخصية:
نجاح عطا عبد محمد الطائي، ولدت في العراق في مدينة الكوت سنة 1955 درست دراستي الأكاديمية في المدارس الثانوية في الكوت ودخلت عام 1973 في كلية الآداب وحصلت على شهادة البكلوريوس والمعهد العالي، وبعد أحداث عام 1980 وشهادة السيد الشهيد محمد باقر الصدر هاجرت إلى إيران عام 1980م.
وعن بداية دراسته الحوزوية يقول سماحة الشيخ الطائي:
بعد أن هاجرت إلى ايران استقريت في مدينة قم وبدأت بها دراستي الحوزوية فدرست المقدمات والسطوح والبحث الخارج ومن بين ابرز أساتذتي السيد أحمد المدني والشيخ وحيد الخراساني والسيد محمد الهاشمي والشيخ ناصر مكارم الشيرازي والشيخ جواد التبريزي.
وحاول اكمال دراسته الأكاديمية على غرار دراسته الحوزوية حيث يقول:
صممت أن أحصل على شهادة الدكتوراه وبالفعل وفقني الله للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة وحوزة الفيضية الشهيرة في بحث السيرة النبوية عام 2001، وحصلت على شهادة دكتوراه ثانية من جامعة المصطفى بالمعارف الإسلامية عام 2006.
أما بدايته في التوجه للكتابة والقراءة والتأليف يقول الشيخ الطائي:
رحلتي مع الكتاب بدأت في المرحلة الابتدائية فقد كنت أحب ان اطالع القصص الدينية والكتب وكنت عندما أقرأ الكتاب أحاول تلخيصه بعده صفحات لتكون هذه الصفحات دليلي حيث اركز على نقاط مهمة في الكتاب، ثم كان في محلتنا مسجد كبير فيه مجاميع من الكتب خاصة بالمعارف الإسلامية وكنا نستعير هذه الكتب للقراءة ثم تاسست مكتبة كبيرة أسسها المرجع الديني السيد محسن الحكيم (قدس سره) وقد انتفعنا بهذه المكتبة كثيراً.
وقد استدرك الشيخ قائلا: أدعو من هذه المكان ومن مجلتكم المباركة على حاجة المدن والأحياء الشعبية بصورة خاصة إلى مكتبات وادعوا الجميع من حوزات ومؤسسات ثقافية وعليمة وعلى التجار والخيرين ان ينفقوا أموالهم على الكتب والمكتبات لأنها صدقة جارية وهداية للناس وحفظ للدين.
للكتاب دور مهم في ثقافة الفرد والمجتمع، فكيف تنظرون إلى الكتاب؟
الكتاب هو مرجع المراجع فحتى العالم المرجع يرجع إلى الكتاب وبالتالي فإن مرجع العلماء هو الكتاب.
وقد أوصى الرسول الأعظم F بالكتابة والتدوين فكان يقول اكتبوا فو الله لا يخرج منه الا الحق، لذا فالكل يحتاج إلى الكتاب حتى في الفقه والأصول والعقائد.
وأرى ان خير استاذ في الدنيا هو الكتاب الجيد الذي كتبه المؤلف العالم المخلص واخذ منه سنان عديدة من عمره في تأليفه.
لكل مؤلف ومحقق منهج خاص به يسير عليه في التأليف والتحقيق فما هو منهج الشيخ نجاح الطائي؟
النهج الذي أسير عليه هو نهج الإمام امير المؤمنين T وهو ذكر الحق وقول الحق ومقولته الشهيرة (الساكت عن الحق شيطان آخرس) وهذا هو نهجي فكل حقيقة أتوصل اليها من كتب التاريخ الإسلامي اعلق عنها في كتبي لأوصلها إلى طلاب الحقيقة.
بالرغم من كثرة عناوين الكتب التي بدأت تغزو الأسواق من شتى المذاهب والمشارب، لكن الكتاب المؤثر نادر وقليل فما رأي سماحتكم؟
لقد رأيت وقرأت الكثير من العناوين والكتب المؤلفة وهناك مأساة حقيقية في هذا المجال فهناك كتب لا تعرف ماذا يريد المؤلف أو إلى ماذا يريد ان يوصلك وغير ذلك من الغموض وعدم الوضوح في العرض والطلب، والمشكلة هي في عدم قدرة البعض في تقديم بحوث علمية رصينة قائمة على مناهج وأسس صحيحة تقدم وأفكار سليمة ومعتدلة غير منحرفة تقدم للمجتمع.
ما أول كتاب قمت بتأليفه؟
أول كتاب تم طباعته في عام 1984بعنوان (الفكر القومي إسلامياً وتاريخيا) وضحت فيه نظرة القرآن والحديث الشريف إلى القومية العربية والسياسية وهذه آلية قسمت العالم الإسلامي إلى أقاليم ودويلات وبعدها اوضحت نشوء الأحزاب القوية كتأسيس حزب الاتحاد والترقي في الدولة العثمانية.
وبعدها بدأت سيرتي في التأليف والكتابة حيث طبع لي السيرة النبوية والتفسير القرآني 10 أجزاء وكتب في العقائد والتاريخ وكتاب جداً مهم هو الإمام علي (عليه السلام) في القرآن من كتب السنة ولدي إلى الآن 500 عنوان المطبوع منها أكثر من 200 عنوان.
قمت بإصدار مجموعة من الكتب احدثت ضجة في الشارع الإسلامي وكنت جريئاً جدا في طرح موضوعاتها؟
أوضحت قبل قليل منهجي في التأليف والكتابة فأنها لا اجامل على الحقيقة مهما كانت مرة ونحن إلى متى نبقى نجامل ونداوي مشاعر الآخرين وهم غير ابهين بنا لقد التقيت كثير من علماء السنة خلال تجوالي في البلاد الإسلامية وغيرها كانوا يطلبون منا اظهار الحقائق الغامضة حتى قال لي أحدهم: سوف نحاكمكم يوم القامة أمام الله سبحانه ان كتمتم عنا الحق، فلهذا صممت على الكتابة بطريقة أكاديمية خاضعة للحوار والاسلوب العلمي الرصين بدون تهجم ولكنها كتب تنطق عن الحق فبدأن هذه الرحلة الموفقة وقد تأثر بها أساطين علماء السنة كالقرضاوي وابن عثيمين والذين يعدون من كبار علماء الوهابية فبعد ان اطلع القرضاوي على كتابي (صاحب الغار) و (هل اغتيل النبي) قال ان اخطر ما كتب من كتب في القرن العشرين هذين الكتابين، وأوضح من خلال قراءتي للكتابين وجدت حقائق دامغة لا يمكن السكوت عنها مثل ان قضية الحمامة والبيضتين والعنكبوت مختلفة وموضوعية ولم تكن موجودة في عصر الصحابة والتابعين الأوائل هذا الدين العظيم ينصره الله ببيت العنكبوت وهو أوهن البيوت أو غيرها من القضايا المختلفة كصحبة ابي بكر في الغار مع النبي وهذا لم يثبت قط.
لقد اختلطت المفاهيم والرؤى لدى الكثير فكيف يمكن أن تميز بين المؤلفات والعناوين المختلفة؟
الكتاب العلوي والقائم على أسس منهجه موضوعية يتأثر فيه الناس بالتأكيد أما الكتاب غير العلمي يصبح عالة على المؤلف والقراء فادعوا الجميع إلى كتابات أكاديمية علمية حضارية فيها بيان في عالم المعرفة لكي نصل بالقارئ إلى الأهداف الصحيحة بطرق عليمة وأسس صحيحة.
لكل فعل ردة فعل، فما ردة الفعل التي كانت تجاه مؤلفاتك المؤثرة؟
بعد هذه الكتب التي أصدرتها تشيع الكثير واهتز عالم الكتب خاصة تلك الكتب القائمة على الوضع والاختلاق والتزييف وسارعت أبواق الضلالة للرد وقد القوا ضدي خمسة كتب منها كتاب (الرد الشافي لنجاح الطائي) لمؤلفه الوهابي علاء الدين البصير، وهذا الكتاب عندي وغيرها استشعر بها النجاح لأن عدد القراء في تزايد مستمر والكتاب طبع طبعات عديدة في عدة بلدان إسلامية حتى في السعودية نفسها تم طباعة الكتاب ونشره، كذلك تم نشر هذه الكتب على مواقع الانترنت او على الأقراص وقد لاقت هذه الكتب رواجا كبير بين أوساط العامة والخاصة لما فيها من أدله علمية دامغة.
يتهم البعض الشيخ نجاح الطائي بالتعصب؟
اتهام الآخرين شيء رخيص قد تعرض له الأنبياء والعلماء والصالحون فقد اتهموا النبي صلى الله عليه واله بالتعصب لإله السماء وتنكره للأصنام المصنوعة وقد اتهموا النبي بالتعصب لابن عمه وغيره وكل ما لا يروق لهم يتهمون بالتعصب ولا بأس للإنسان ان يكون متعصبا للحق الذي يومن به، والمهم في عالم المعرفة بيان الأمور بشكل طبيعي وإظهار الحقائق بدون تزويق أو تبرير وبعيدة عن المهاترات والسب واللعن.
لو سألنا نجاح الطائي بمن تأثرت، ولمن تحب أن تقرأ؟
تأثري الكبير كان بالعلماء والمحدثين كالكليني والطوسي والعلامة الحلي والمجلسي وسليم بن قيس وكل هذه الطبقة فحقيقة كتبهم مؤثرة واعتبرها موسوعة ثقافية علمية واعتبر هؤلاء أساتذتي والمؤثرين في كتاباتي وأنا أحب ان أطالع كتبهم باستمرار واستخرج منها الجواهر وفي الوقت الحاضر أحب الكتابات التي تدافع عن الحق وتظهر الحقائق ككتاب المراجعات وكتب التيجاني وكتب المستبصرين.
للتبليغ والمبلغين دور مهم في نشر الفكر والثقافة الإسلامية الصحيحة لاسيما مدرسة أهل البيت عليهم السلام ؟
بالفعل للتبليغ دور مهم وهذا ما دفعني منذ بدايتي في طريق العلم للذهاب إلى البلاد الأوربية والصين واليابان وغيرها من البلدان لأداء رسالتي وبالفعل وبفضل الله تعالى نشرت التشيع في هذه البلدان خاصة في الصين واليابان في ظروف عصيبة وصعبة وكانت الأمور تسير ضدي لكني صممت على أداء رسالتي بنشر المذهب الحق وقد رأيت رؤيا كانت البلسم والدافع القوي للتمسك بعملي ومنهجي فقد رأيت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد أخذ بيدي.. وأرى ان كل هذه البركة التي حصلت عليها في التأليف والتحقيق جاءت من بركات الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه.
كلمة أخيرة:
أدعو الجميع للمداومة على القراءة وشراء الكتب الجيدة والنافعة والابتعاد عن الكتب الرخيصة والهابطة لكي لا يتلفوا أموالهم ووقتهم بقراءة الكتب العقيمة.. ودعوتي إلى السير في منهج محمد وآل محمد سلام الله عليهم أساطين اهل الأرض ورفع كلمة لا إله إلا الله وعدم الخوف من طرح الحق مهما كانت النتائج