آية الله الشيخ شمس الدين الواعظي دام ظله 29محرم 1428 - 2007/2/18 م.
كان يصلي في جامع الجوهرجي الذي يقع في شارع المدينة في النجف الاشرف، وكان شيخاً جليلاً ذا أخلاق عالية، وعلى الرغم من تلك الظروف الصعبة، إلّا انّه كان يواظب على حضور الصلاة وإمامة المصلين، وكان يهتم كثيراً بالشباب ويوجههم وينصحهم ويجيب على أسئلتهم وإشكالاتهم، وبعد أحداث عام 1991م حيث ثار الناس ضد النظام الدكتاتوري بالعراق كان للشيخ الواعظي دور هام في التوجيه والنصح...، وبعد دخول الجيش إلى مدن العراق الوسطى والجنوبية وتدميرها وقتل واعتقال رجالها وشبابها، هاجر الشيخ الواعظي مع عائلته إلى خارج العراق وبعدها استقر في مدينة قم في ايران.
ورجع الشيخ الواعظي إلى العراق بعد سقوط النظام المجرم في العراق في عام 2003م، واستقر في نفس المنطقة التي كان يسكنها، وبدأ نشاطه بإعطاء الدرس في البحث الخارج في مكتبه الخاص، وقد التقيناه بعد هذا الغياب الطويل، فرحب بنا كثيراً، ودار بيننا الحديث، حيث ابتدأنا بسؤال سماحته قائلين:
سماحة الشيخ في البدء لو تفضلتم بالحديث عن سيرتكم؟
أنا من مواليد 1936م حيث بدأت دروسي في مدينة قم، وبعد تخرجي من الدراسة الابتدائية هاجرنا إلى العراق، واستقرّ والدي في مدينة الكاظية، وكان له درس كبير هناك، وكان والدي من علماء الكاظمية ومن المدرسين الكبار؛ لأن جميع من الطلبة المتواجدين بالكاظمية الذين جاؤوا من مدينة قم ينسبون أنفسهم للوالد دائماً، كان له (90) طالباً من الجامعة، و كان يدرسهم في جامع الشريف المرتضى ويصلي هناك، وكان يهتم كثيراً بتربية الطلبة، وكان يمنع الجرائد والخطابات السياسية من دخول الجامع، ويقول للتلامذة: إنا أدرسك و أنت تدرس في المسجد الذي لا يوجد به أحد حيث المراقبة، في الكاظمية كنت حينها مهتماً بالدرس ولم انقطع عن الدرس حتى في ايام الخميس والجمعة التي تكون عطلة في الحوزة، فقد درست المعلقات السبع وتفسير القرآن ونهج البلاغة، وانتقلت إلى النجف الأشرف وعمري (18) سنة، وبدأت الدرس في هذه المدينة المباركة.
من هم أبرز أساتذة الشيخ الواعظي ؟
في بداية حياتي كانت دروسي أغلبها عند الوالد، ثم درست جزءاً من الرسائل والمكاسب لدى الشيخ مجتبى الجمكراني والشيخ محمد السبزواري والشيخ كاظم التبريزي الذي توفى في إيران، ثم بعد إكمالها درست البحث الخارج، ودراسة البحث الخارج لها اهمية خاصة لدى الأستاذ، ولدى الطلبة الحرية الكاملة في اختيار الاستاذ؛ لذا حضرت هذه الدروس عند كل من السيد عبدالهادي الشيرازي و السيد الحكيم والشاهرودي والسيد البروجردي حيث درست عنده دورتين ونصف من دورة الأصول استمرّت لمدة (17) سنة تقريباً، والسيد الخوئي الذي كان درسي عنده مميزاً فقد كانت الدورة الأخيرة، وكانت تلك الدروس في المدرسة التي أنشأها السيد الخوئي (قدس سره) وكانت مقابل باب الفرج، ولكن النظام السابق قام بإزالتها، ثم انتقلت لمدرسة الآخوند الكبرى، في ذلك الوقت كانت المدرسة تغص بالعلماء والطلبة وكثرة الدروس حيث كان درس السيد علي السيستاني والشيخ الغروي والسيد محمد سعيد الحكيم والسيد عبدصاحب الحكيم والسيد السبزواري (قدست أسرارهم)، وعند انتقالنا إلى إيران في قم كنت أدرّس البحث الخارج لدورتين، وكل دورة كانت تستمر لمدة (6) سنوات.
ما إجازات الاجتهاد التي حصلتم عليها، وهل أعطيت إجازات؟
لدي إجازة اجتهاد من الشيخ فاضل اللنكراني والذي كان من كبار المجتهدين في الكاظمية، وإجازة عن شيخ الشريعة الأصفهاني أبو تراب الخونساري في سؤال وجه لسماحته عني فأجاب: أجزت فلان وكتب يجوز فهو قابل للتقليد، وأما بالنسبة للسيد محمود الشاهرودي ايضاً لدي إجازة منه.
ما هي أبرز مؤلفاتكم؟
دورة فقهية غير مطبوعة، وأما الدورة الأصولية فهي تحت الطبع في إيران، ولدينا رسالة في المسائل المستحدثة وهذه الرسالة لم يكتب بها أحد من العلماء، و لدي شرح بسم الله الرحمن الرحيم، ولديّ رسالة في الربا والتقية، ولديّ مناسك الحج في مجلد مطبوع، ولدي تعليق على منهاج الصالحين للسيد الخوئي، ولدي رسالة في الدماء الثلاثة وهي رسالة مختصرة بالحيض والاستحاضة مخصصة لمدارس النساء، ورسالة في التبليغ والمبلّغ لأن خطباءنا لا يعرفون وسائل التكليف الشرعي والإنسان يستطيع أداء الرسالة أولاً بنية التبليغ، وهذا مهم والتبليغ للمعمم فقط، وقد طبعت في إيران كل كتاباتي بالعربية، ولديّ رسالة مطبوعة وحالياً يعاد طبعها وهي (الكشف الجلي في ما ورد عن أبي الأسود الدؤلي) لم يكتب احد في هذا الشأن إلا احد علماء السنة، فقد أثبتّ عن طريق العامة وهذه رسالة مطبوعة، وحالياً نجدد طبعها مع مصادر أكثر وهي تحت الطبع، ولدي منهاج الصالحين وهو رسالة عملية للسيد الخوئي وقد أدخلت رأيي فيها في الحاشية، وكان لديّ مناسك الحج وقد احترق في مدرسة القزويني من قبل جيش صدام وكان ذلك تقريراً لبحثي عند السيد البروجردي.
شيخنا عاصرتم بعض الأساتذة، حبذا لو تحدّثنا عنهم ؟
كنت أحضر دروس العلوم الأخلاقية والتي يعبّر عنها بالعرفان عند السيد السبزواري، وكانت لديه عقيدة خاصة، كنت أذهب لخدمته ليالي الجمعة لمدة ساعتين وأتعلم منه بعض الأمور وبعض المسائل الاخلاقية، ومن جملة ما أوصاني به، أنه سألني يوماً هل بدأت بالبحث الخارج؟ فقلت: نعم، قال أنصحك بمطالعة الكتب كثيراً ليكون بحثك علمياً، ولا تكترث لعدد الحضور في بحثك سواء أكان واحداً أو أكثر. وأتذكر وأنا في مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) كان أحد العلماء يصلي في أحد المساجد هناك، وكنت حينها أنا وطالب فقط نصلي خلفه لمدة 12 سنة، وعندما أتيت للنجف سمعت بأنّ المسجد الآن أصبح ممتلئاً، وقد كان مجتهداً ومن تلامذة ميرزا محمد ابن صاحب الكفاية.
لقد كان في فكر السيد الخوئي (قدس سره) تربية الطلبة والمحافظة على بقاء الحوزة وديمومتها رغم الظروف الصعبة آنذاك، فبأي شكل الحوزة وتحت أي ظرف يجب أن تبقى الحوزة ولا تنهار، وكان مستعداً للتضحية بأي شيء من أجل بقاء الحوزة. أمّا بالنسبة للطلاب الفضلاء فقد كانت له محبة خاصة لهم، حتى انه يرسل الراتب بصورة خاصة للفضلاء، وهذا ما كان يحصل معي. وكان (قدس سره) مهتماً بالتأليف.
أمّا السيد البروجردي فكان مع الطالب الذي لا يفهم شديداً، وكان يقرّب الطالب الذي يستوعب المادة.
أما السيد الحكيم فقد كنت وكيلاً له في ناحية الحيدرية (خان النص)، وكان يساعدني في هذه الناحية، حيث لا أحد يذهب للتبليغ في تلك الناحية، فذهبت للسيد الحيكم وقلت له: أنا أذهب لتلك الناحية، ففرح بذلك وسألني عن السبب، فقلت له: كي أتفرغ للمطالعة وإرشاد الناس، وبالفعل فقد تم بناء حسينية باسم زوار المشاة، والحسينية باقية إلى اليوم، وعندما كنت أراجعه يسألني قائلاً: ماذا فعلت مع الفقراء الموجودين هناك؟ حيث كانت تأتي مبالغ قليلة لتوزيعها على الفقراء، وكان السيد يدعم ذلك أكثر ويرسل المعونات لمساعدة كثير من الفقراء، وكانت أخلاقه عالية.
في أحد الأيام صدر مني شيء، وكان عنده مشايخ من الجنوب، وعند سؤاله عن حالة معينة أجابهم، فقلت: سيدنا هذا اشتباه، فقال: وكيف ذلك؟ قلت: من رسالتك العملية، قال: جئني بالرسالة العملية، وعندما رأى انّ الحق معي لم يتغير، لكنني ندمت، لأنني تكلمت بهذا وهو المرجع العام. وكنت عندما أذهب إليه يبالغ في احترامي، وأتذكر عندما كنا نقوم ببناء الحسينية في منطقة (خان النص) كانت شخصيات من كربلاء يساعدون من أجل بناء الحسينية، وفي إحدى المرات ذهبوا بالاموال للسيد الحكيم، فسألهم: هل هذه الأموال لبناء الحسينية؟ قالوا: نعم، فقال: إذاً لماذا لم تعطوها إلى وكيلي في تلك المنطقة؟ قالوا: أحببنا أن نسلمها بيدك، فقال: انّ الوكيل يمثلنا ولا يوجد فرق إن أعطيتموه المال. فكان (رحمه الله) يرفع من شأن وكلائه، ودخلت عليه حينها وأعطاني جميع المال بحضورهم لأجل إكمال بناء الحسينية.
بالنسبة للوالد كان لديه وكالة مطلقة من السيد الشاهرودي، وكان يدفع رواتب الطلبة جميعاً، وكان السيد عندما يدخل إلى البراني الخاص به ويستقبل الزائرين والضيوف لا يفرق بين أحد أبداً، فيبدأ بالسلام على الجميع، ويمسّيهم (مساكم الله بالخير) واحداً واحداً ويشير لهم بيده، وإذا حضر الطعام وأعدّت المائدة يقول: ضعوا الطعام للصغار أولاً وأطعموهم وإلا لن أذوق الطعام.
عاصرتم الحوزة منذ فترة طويلة وعاصرتم الحكومات المتعاقبة منذ الخمسينات إلى ألان؟
أنا واقعاً ليس مع السياسة، لكن أتذكر كان عبدالكريم قاسم وكانت في ايامه تجري امور الحوزة بصورة طبيعية، وكانت شخصية السيد محسن الحكيم قوية وكلمته مسموعة عند الجميع، وعندما أصدر فتواه الشهيرة (الشيوعية كفر وإلحاد) ثارت ثائرة الشيوعيين، حتى أنهم حاصروا مدينة الكاظمية لكن الجيش أرجعهم.
وفي زمن البعثيين مرت علينا أيام عصيبة، فقد كنت أصلي في مسجد الحاج صالح الجوهرجي، وكنت لا أتوقع الرجوع للبيت بعد انتهاء الصلاة، فقد كان رجال الأمن منتشرين في كل مكان يراقبون كل حركة، وكنت أحاول تجنب الكلام مع أي شخص، أو أن أجيب عن بعض الاسئلة المتعلقة بالصلاة، وكنت أتجنب تبيين بعض الامور المتعلقة بالدين، وكنت أستغل الدعوات الخاصة لبعض المقربين من أفراح أو أحزان للوعظ والارشاد، لقد كان التخلف والجهل يسود العراق، ولم يكن بوسع العلماء فعل شيء، وكان من السهل أن يتّهموا أي شخص بالعمالة ويتم تصفيته جسدياً.
اليوم نرى تهافت السياسيين للقاء المراجع؟
كثرت الاحزاب وكثر السياسيون، والكل يريد الحوزة العلمية للوصول إلى مقاصده وغاياته، ليبيّن للناس أنه قريب من العلماء، يأتون ويقولون نحن بحاجة إلى النصح والارشاد ولدينا هموم نريد طرحها، ولكن قليل منهم يسمع الكلام ويطبّقه؛ لذا عملت على غلق الباب بوجه السياسيين.
شيخنا الجليل ما هو السبيل الانجع لتوعية الناس وتثقيفهم؟
يقع عبء كبير على المبلغين والخطباء، وقد ذكرت ذلك في كتابي المبلغ، فيجب على المبلغ الابتعاد عن السياسة والجهات السياسية، ويحصر همّه في التبليغ وإرشاد الناس، وأن يكون صادقاً مخلصاً لله تعالى في تبليغه ودعواه، وأن تتطابق أفعاله مع أقواله حتى يثق الناس به، ويجب على العامة ان يتوجهوا نحو العلماء لا أن يبتعدوا عنهم؛ لأنه قد جاء في الخبر يأتي زمان على أمتي يفرون من العلماء كفرار الغنم من الذئب، فإذا كان كذلك أرفع البركة من أموالهم وأسلط عليهم من لا يرحمهم ويخرجون من الدنيا بلا إيمان، أنا لا أضع كل اللوم على عاتق العوام، نحن أيضاً لدينا قصور، يجب أن نفهم فكر العوام وكيفية إصلاحهم.
بدأ اعداء المذهب بطرح سمومهم وشبهاتهم تجاه المذهب، ما السبيل لمواجهتها؟
العالم الخارجي أحسن منا، فهم يبينوا العلة ويضعوا لها الدواء، ونحن هنا لا نبين العلة ولا نبين الدواء. بالنسبة للمذهب والعقائد فنحن دائماً في حالة الدفاع، لماذا لا نتعلم الهجوم؟ الوهابية لا يفهمون شيئاً، ولكن دائماً هم يهاجمون، ونحن ندافع، يجب أن نتسلح بأسلحة حديثة، يجب أن نتسلح بمسائل عقائدية أصيلة، انّه لا يكفي أن نأتي للطرف المقابل ونقول هذا باطل، يجب أن نبدأ بالهجوم، وأن يكون الهجوم علمي، إلى الآن نحن في دفاع، وإلى الآن نحن لسنا مسلحين بأسلحة العصر لمحاربة العدو، وكلامي هذا موجّه للعلماء ولأبنائي الطلبة. هناك من العوام من أصحاب الإمام الصادق كانوا يرشدون الناس وهم غير معمّمين ويدرسون علوماً أخرى كالفيزياء والكيمياء يتعلمون من الإمام، والنجف مدينة علم، ويجب ألّا يكون بالنجف جهال، بل الكل يجب أن يتعلم، والعلوم لها مراتب، وهناك درجات للعلم، فهذا مدير المدرسة عالم في محل عمله، وتقع عليه مسؤولية كبيرة وهكذا، نرى البعض يأتي من أقصى الهند ليتعلم مسألة، بينما نرى كثيراً هنا لا يهتمون بالعلم والتعلم، هذه علوم محمّد وآل محمد صلوات الله عليهم، يجب معرفتها، وهي الاسلام الحق، وأنا أرى الإسلام الحقيقي الذي تطبق به شريعة الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) منحصراً في الشيعة وزعيمها هو الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه) فلا يجب التقصير من أي شخص.
سماحة الشيخ كيف تنظرون إلى أداء الحوزة في هذه الظروف؟
الحوزة يجب أن تجاهد، وإن شاء الله تعالى هي مؤدية لدورها، ويجب علينا أن نقوم بكل ما هو محبوب عند الله، حيث ان ذلك لا يضيع عند الله، ) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (يجب أن نجاهد، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: يا علي لو يهدي الله بك رجلاً واحداً أفضل مما أشرقت عليه الشمس، لذا يجب أن نعمل، فكل فرد تقع عليه مسؤولية عظيمة، وكلنا يجب أن ندافع عن هذا المذهب، لكن الدفاع يجب أن يكون دفاع المتعلمين، لا دفاع الجاهل الذي يريد أن ينفع فيضر.
شيخنا ما رأيكم هل يجب على الحوزة التدخل بالسياسة أم لا؟
أنا منعزل عن السياسة، وأرى انّ الحوزة العلمية في النجف الاشرف كالعرين، والمجتهد كالأسد، والحوزة تحفظ المجتهد، وأرى الاهتمام بالناحية الفكرية والعلمية وبناء مجتمع صالح محب لأهل البيت (عليهم السلام)، وأن نعمل على تغذية أولادنا بهذا الحب والعمل والعلم وأن يكبروا على هذا.
شيخنا بعد سقوط النظام ظهرت الحركات المهدوية، برأيكم ما سبب انجذاب الناس لها وما سبب ظهورها؟
الناس تنتظر الفرج، وتنتظر من العلماء المجتهدين الاخبار، لذا يسعى كثير من المحسوبين على العلم ان يستغلوا تعلق الناس بالإمام وظهوره، يستغلون ذلك لأهدافهم الخاصة والمريضة، وأتذكر انّه قيل للسيد أبو الحسن الاصفهاني (قدس سره): إنّ أحد المعممين سرق؟ فقال: كذبتم، بل انّ السارق لبس العمامة. لذا يجب على الناس التمييز وتحكيم العقل والمنطق لا ان تنطلي عليهم هذه الاقوال والافعال.
وأخيراً أرجو من الله تعالى أن يوفقكم لما فيه الخير، وأن يكون عملكم هذا مقبول عند الله، وهو سبحانه يأخذ بأيدكم لما فيه الصلاح، وأن تشكروا الله سبحانه على التشرّف بخدمة أمير المؤمنين، وعليكم يومياً أن تسجدوا لله شكراً ان وفقكم وجعلكم في هذا المكان الشريف، ويبقى هذا ذكرى في الدنيا والآخرة.