في مدح أمير المؤمنين والنبي (سلام الله عليهم)

{ علي نور الدين العاملي }

يا صنو طه في ذرى الفخر

وشريكه في الجهد والأجر

***

ووصيه الهادي لامته

وأبو بنيه القادة الغر

***

يا صهره الغالي ومسعده

دون الصحابة ساعة العسر

***

قد خصك الله القدير بما

يضفي عليك مناقب الفخر

***

في بيته الأعلى ولدت ولم

يسبق لغيرك سالف الدهر

***

وسبقت للإسلام عن رشد

قبل البلوغ وذاك عن سر

***

ونشأت في بيت النبي وقد

غذاكبالعرفان والبر

***

ووقيت طه من مؤامرة

غذاكبالعرفان والبر

***

ووقيت طه من مؤامرة

قد دبرتها زمرة الشر

***

إذ نمت ملتحفاً ببردته

فنجا وآب الخصم بالخسر

***

فدّيت طه يا أبا حسن

وبقيت منتظراً إلى الفجر

***

وراءك جمع الشرك عن كثب

فاستيقنوا بالذل والقهر

***

وتفرقوا لم يدركوا أرباً

مما قد اختطوه من مكر

***

رجعوا رجوع العاجزين وقد

سار النبي ميسر الأمر

***

يا ناصر الدين الحنيف ومن

قد شاد دين الله بالسمر

***

لولاك ما للدين من وطن

كلا ولا للعلم مستقري

***

قد كنت ليث الحرب فارسها

عند اللقاء بملتقى بدر

                                            ***            

فقتلت نصف المشركين بها

ورجعت بالتأييد والنصر

***

والمسلمون جميعهم قتلوا

ما قد بقي بالعد والحصر

***

وبوقعة الأحزاب إذ هرعت

زمر النفاق بموكب الشر

***

جاءوا بكل قواهم ودعوا

للحرب مشتدين للثأر

***

فقتلت عمروا بعدما عجزت

كل الفوارس عن لقا عمرو

***

فاستبشر المختار مبتدئاً

بمديحك المأثور كالدر

***

يا ضربة فاقت فضائلها

وربت على الثقلين بالأجر

***

أحييت كل المسلمين بها

والدين أصبح صاحب الأمر

***

لولا حسامك يومها لقضى

دين الإله مقلم الظفر

***

لكن ببأسك نال منيته

من عزة تبقى مدى الدهر

***

وقتلت مرحب بعدما فشلوا

في قهره والأخذ بالثأر

***

فقصدت حصنهم وقد دخلوا

فيه ليستتروا من الذعر

***

وقلعت باب الحصن معجزة

وطرحته في البيد والقفر

***

تلك اليهود بخيبر فزعت

واستسلمت للذل والأسر

***

كل المعارك أنت سيدها

فإذا سطوت غلبت بالقهر

***

كم غزوة للمصطفى نجحت

قد كنت فيها صاحب الأمر

***

ورآك طه خير مؤتمن

للدين مأموناً على السر

***

فدعاك في يوم الغدير لكي

يوصي إليك بكل ما يجري

***

إذ صاح فيهم قائلاً لهم

هيا اسمعوا قد ضاق بي صدري

***

أولست سيدكم وأولى منكم

بنفوسكم في اليسر والعسر

***

قالوا بلى قال اسمعوا عظمتي

وتقبلوا نصحي مع الشكر

***

من كنت مولاه وسيده

وتقبلوا نصحي مع الشكر

***

من كنت مولاه وسيده

فعليٌ سيده مدى الدهر

***

قد شاء ربي أن يكون لكم

بعدي وصياً فاسمعوا أمري

***

هذا علي فهو سيدكم

ما للمعارض قط من عذر

***

فهو الأمير لكل معترف

بالدين من عبد ومن حر

***

قالوا بخ لك يا علي وقد

أخفوا لما في النفس من مكر

***

حتى إذا مات النبي وقد

أصبحت أنت بمطلع البدر

***

نكثوا العهود وأظهروا حنقاً

وتهيئوا للظلم والغدر

***

منعوك حقك وهو منتظر

منهم وأنت بما جرى تدري

***

قد قال طه بعد مفتقدي

سيعود أكثرهم الى الكفر

***

وكذلك القرآن أخبرهم

بالإنقلاب وباح بالسر

***

إذ قال إن مات النبي وإن

قتل انقلبتهم يا بني العهر

***

عادوا الى الأصنام واتخذوا

رباً لهم من أجود التمر

***

جعلوك رابعهم وقد تركوا

أمر الإله ومحكم الذكر

***

وإلى الخلافة سابقوك لكي

يستأثروا بالنهي والأمر

***

وسبقتهم للدين منفرداً

تهوى العلا ومنابع الفخر

***

وسبقتهم للحرب مجتهداً

تجتاز من نصر الى نصر

***

لو قدموك لأنصفوا ونجوا

من موبقات النار في الحشر

***

لكنهم خانوا بما فعلوا

إذ أخروك بغير عذر

***

فعلى الذي يرضى بما ارتكبوا

أو أحدثوا في الدين من نكر

***

أضعاف ما اكتسبوا ببغيهم

سفهاً وما احتقبوه من وزر