عليٌّ.. في يَوْمَيْه!

{ كامل سليمان }

ألقيت يوم عيد الغدير في نادي الإمام الصادق (ع) بصور سنة 1953م

                       

في مثل هذا اليوم ممَّا مضى

من سالف الأيّام والأعصُرِ

***

تطلَّع الكون إلى واحةٍ

والأرض غصَّت بالصَّدى الجهوَري

***

والبيد، والأجواء، قد هزَّها

صوتٌ تعالى من على مِنبرِ

***

له على الدهر صدًى خَيِّرٌ

فيا بنفس للصَّدى الخيِّر!

***

يسيرُ من سمعٍ لسَمعٍ، ومن

حقْبٍ إلى حقبٍ، هُدى المُنذِر..

***

ذاك صدى صوت نبيِّ الهُدى

يدعو إلى الحقِّ.. إلى حيدر!

***

والَوا بها ابنَ أبي طالبٍ

وعقَّدوا الخنصرَ بالخنصرِ

***

وكيف لا، والمصطفى بينَهم

يفيض عن درٍّ، وعن جوهر؟!

***

ما قال إلَّا الحقَّ في عُمره

لم يخترع قولاً، ولم يهجر!

***

فحيدرٌ للأمر من بعدِه

أخٌ كريمٌ، طيِّب العنصر

***

ربَّاه في طول المدى زقَّه

من علْمه.. من طبعه الخَيِّر

***

حتّى غدا الباب إلى علمه

وغاية المورِدِ والمصدرِ!

***

فكم له من موقفٍ! لم يقف

سواه في «أُحْدٍ» وفي «خيبرِ»

***

كم وقعةٍ كان بها وحده

يردُّ كيد الكفر بالسَّمْهري؟!

***

لا سيفَ إلَّا ذو الفقار فكم

قد جزَّ في الكفَّار من مَعشر!

***

ولا فتى إلَّا عليٌّ، إذا

ما التحم العسكر بالعسكر

***

هل يبلغُ الشعرُ عُلى حيدرٍ

مهما تسامى الشاعرُ العبقري؟!

***

وهل يوفِّيهِ إذا قالها

ألِيَّةً تبقى إلى المحشر

***

يكفي عليًّا أنه وحده

له ذِياد الحوض والكوثر

***

حين بدا يهتزُّ من خوفه الـ

ـلَّهَ! ويعلو منبر المُعذِر

***

وكفُّه تُمْسك – وضَّاءةً -

كفَّ عليٍّ، في ضحًى نيِّرِ

***

فتلمع الكفَّان، كلتاهما

كنور فجرٍ ضاحكٍ، مُسفرِ

***

يقول: عن ربِّيَ أروي لكم

وصيَّةً.. والويلُ لِلمنكِر!

***

مَنْ كنتُ مَولاهُ، فهذا أخي

مَولاهُ.. لم آفك، ولا أَفتري

***

قد قال جبرائيلُ: بَلِّغ عن الـ

ـلَّهِ، ولا تَخْشَ الورى، واجهَرِ

***

وإن كتمتَ الأمرَ لم تكتملْ

رسالةٌ بالأصلِ والجوهر!

***

فطأْطأوا للأمر.. ما بين مَن

يكتمُ شيئاً ليس في المظهرِ

***

وبين مَنْ أذعنُ، لا ينطوي

إلّا على الإيمانِ بالمُخبِرِ..

***

.. وذا «أبو بكرٍ» على رأسهم

يمسحُ كفَّ الوصيِّ السَّري

***

وبعده «الفاروقُ» من بعدِه

«عثمانُ» يبدو جذِلَ المنظرِ

***

قالوا: لقد صرتَ لنا سيِّداً

بَخٍ بَخٍ للسيِّد الأكبرِ!

***

وقد بدا الأصحابُ في فرحةٍ

للهِ من طالِعها الأزهرِ!

***

تدافعُوا يُولونه، كلُّهم

تهنئةً، كلٌّ لها ينبري