وكانَ العرشُ مرقاهُ

{ محمد رضا القزويني }

أنتَ العَليُّ الذي في الذِكْرِ سَمَّاهُ

رَبُّ العبادِ وللقُرآنِ مَغْزاهُ

***

أَنتَ الَّذي كانَ وَسْطَ البيتِ مولدُهُ

مَنْ مِثلُهُ ورَسولُ اللهِ رَبّاهُ

***

وَأَنتَ مَنْ كَسَّرَ الأصنامَ مُرتَقياً

كَتْفَ النَّبيِّ فَكانَ العرشُ مَرْقَاهُ

***

وَأنتَ زوجُ البَتُولِ الطُهْرِ فَاطِمَةٍ

صِهرُ النبيِّ ومنهُ كانَ سِبْطاهُ

***

وَأَنتَ أَنتَ الّذي في الحشرِ عِزَّتُهُ

يَوماً جَميعُ عِبادِ اللهِ تَخْشاهُ

***

إلى الجحيمِ أَعاديهِ تُساقُ وللجنانِ

وَالخُلْدِ يَسعى مَنْ تَوَلَّاهُ

***

مَواهِبُ اللهِ قَدْ حلَّتْ بأجمعِها

فيهِ فَظَنَّ الحَيَارى أَنَّهُ اللهُ

***

يا مولداً لمْ يكنْ في الدَّهرِ ذا شَبَهٍ

مِنهُ ولا أَحَدٌ في العِزِّ ضَاهاهُ

***

كَفاهُ فَخْراً على كُلِّ الأنامِ بِهِ

فَليسَ يُولَدُ وَسْطَ البيتِ إِلّاهُ

***

لا يحملُ الخَلقُ إلّا بَعْضَ شاردَةٍ

مِنَ الفضائلِ ممَّا كانَ أَهْدَاهُ

***

وَلا ادَّعى عظماءٌ في الوَرى شَرَفاً

إلّا وكانَ عليٌّ أَصْلَ مَعْناهُ

***

تجرى العلومُ سَوَاقٍ فيهُمُ وَشَلاً

وَالمنبعُ الثَّرُ ممَّا فَاضَ كَفّاهُ

***

مِن قبلِ ألفٍ رآها للسَّما طُرُقاً

فَصَدَّقَ العِلمُ هذا العصرِ رُؤياهُ

***

أَئِمَّةُ الدِّينِ في الإسلامِ قَدْ زَعَمَتْ

بأَنَّها مِنْ عليٍّ ما تَبنَّاهُ

***

كُلُّ المذاهبِ باتَتْ تنتمي شَرفاً

إلى مناهجِهِ الغرَّاءِ إنْ فَاهُوا

***

وَكُلُّهم يدَّعي وَصلاً بِحُجْزَتِهِ

وَفي غَدٍ سوفَ يبدو مَنْ تَولَّاهُ

***

هذا الكتابُ صريحٌ حينَ عرَّفَهُمْ

بِقِلَّةٍ وكثيرُ منهُمُ تَاهوا

***

وَفي حديثِ رسولِ اللهِ فَيْصَلُهُ

لِمنْ تَحرّى حديثَ الصِّدقِ يُمناهُ

***

إذ قالَ في الحشرِ يأتي النّاسُ ناظِرةً

حُكمَ الالهِ وَللنيرانِ أَفْواهُ

***

والنَّاسُ في هَلَعٍ والذُّعْرُ يغمرهُمْ

وَليسَ يشفعُ إلّا مَنْ سَيَرْضاهُ

***

إلا عَليّاً وَصَكٌّ عندَ شِيعَتهِ

عَلى مَنابِرَ مِنْ نورٍ تَلَقّاهُ

***

ما ضرَّ من عاصرُوهُ وَهُوَ يغمرُهُمْ

بنورهِ كلَّ يومٍ مِنْ مُحيّاهُ

***

أَنْ يحفظوا فيهِ أسرارَ الحياةِ وَأَنْ

يَبقى التُّراثُ لِمنْ قَدْ كانَ يَرعاهُ

***

وَأنْ يصونوا حِمى الإسلامِ في رَجُلٍ

ما قامَ للدِّينِ ذاكَ الصَّرْحُ لَوْلاهُ

***

خانُوا العقيدةَ والتّاريخَ مُذْ حَكَموا

وَأخرجوا الحُكْمَ مِمَّنْ شاءَهُ اللهُ

***

وَضَيَّعوا أُمَّةً قَدْ أُخرِجَتْ عَنَتاً

من رِبْقِةِ الذُّلِ يوماً ليسَ تَنساهُ

***

حَتّى أُعيدتْ إلى الإذلالِ ثانيةً

تحتَ السَّقيفةِ لا ظِلٌّ ولا جاهُ

***

وَاستبدلَتْ صَنَمَ الأحجارِ في صَنَمٍ

مِنَ الرِّجالِ وللأصنامِ أَشباهُ

***

فباعدوا الحُكمَ عن آلِ الرَّسولِ بِما

قَدْ أودعوهُ تُراثاً غَيرَ مَثْواهُ

***

حَتّى وَرِثْنا كياناً في كمائِنِهِ

يَلْهو الصَّليبُ وَمِنْ صهيونُ أَبناهُ

***

وَسوفَ نَبقى وفي الإذلال رَقْدتُنا

حتّى يقومَ بأمرِ اللهِ مَوْلاهُ

***

هناكَ حيثُ يقيمُ الحقُّ دَولَتَهُ

وَيَنْجَلي مِنْ عَليٍّ حَقُّ مَعنَاهُ