وكانَ العرشُ مرقاهُ
أنتَ العَليُّ الذي في الذِكْرِ سَمَّاهُ
رَبُّ العبادِ وللقُرآنِ مَغْزاهُ
***
أَنتَ الَّذي كانَ وَسْطَ البيتِ مولدُهُ
مَنْ مِثلُهُ ورَسولُ اللهِ رَبّاهُ
***
وَأَنتَ مَنْ كَسَّرَ الأصنامَ مُرتَقياً
كَتْفَ النَّبيِّ فَكانَ العرشُ مَرْقَاهُ
***
وَأنتَ زوجُ البَتُولِ الطُهْرِ فَاطِمَةٍ
صِهرُ النبيِّ ومنهُ كانَ سِبْطاهُ
***
وَأَنتَ أَنتَ الّذي في الحشرِ عِزَّتُهُ
يَوماً جَميعُ عِبادِ اللهِ تَخْشاهُ
***
إلى الجحيمِ أَعاديهِ تُساقُ وللجنانِ
وَالخُلْدِ يَسعى مَنْ تَوَلَّاهُ
***
مَواهِبُ اللهِ قَدْ حلَّتْ بأجمعِها
فيهِ فَظَنَّ الحَيَارى أَنَّهُ اللهُ
***
يا مولداً لمْ يكنْ في الدَّهرِ ذا شَبَهٍ
مِنهُ ولا أَحَدٌ في العِزِّ ضَاهاهُ
***
كَفاهُ فَخْراً على كُلِّ الأنامِ بِهِ
فَليسَ يُولَدُ وَسْطَ البيتِ إِلّاهُ
***
لا يحملُ الخَلقُ إلّا بَعْضَ شاردَةٍ
مِنَ الفضائلِ ممَّا كانَ أَهْدَاهُ
***
وَلا ادَّعى عظماءٌ في الوَرى شَرَفاً
إلّا وكانَ عليٌّ أَصْلَ مَعْناهُ
***
تجرى العلومُ سَوَاقٍ فيهُمُ وَشَلاً
وَالمنبعُ الثَّرُ ممَّا فَاضَ كَفّاهُ
***
مِن قبلِ ألفٍ رآها للسَّما طُرُقاً
فَصَدَّقَ العِلمُ هذا العصرِ رُؤياهُ
***
أَئِمَّةُ الدِّينِ في الإسلامِ قَدْ زَعَمَتْ
بأَنَّها مِنْ عليٍّ ما تَبنَّاهُ
***
كُلُّ المذاهبِ باتَتْ تنتمي شَرفاً
إلى مناهجِهِ الغرَّاءِ إنْ فَاهُوا
***
وَكُلُّهم يدَّعي وَصلاً بِحُجْزَتِهِ
وَفي غَدٍ سوفَ يبدو مَنْ تَولَّاهُ
***
هذا الكتابُ صريحٌ حينَ عرَّفَهُمْ
بِقِلَّةٍ وكثيرُ منهُمُ تَاهوا
***
وَفي حديثِ رسولِ اللهِ فَيْصَلُهُ
لِمنْ تَحرّى حديثَ الصِّدقِ يُمناهُ
***
إذ قالَ في الحشرِ يأتي النّاسُ ناظِرةً
حُكمَ الالهِ وَللنيرانِ أَفْواهُ
***
والنَّاسُ في هَلَعٍ والذُّعْرُ يغمرهُمْ
وَليسَ يشفعُ إلّا مَنْ سَيَرْضاهُ
***
إلا عَليّاً وَصَكٌّ عندَ شِيعَتهِ
عَلى مَنابِرَ مِنْ نورٍ تَلَقّاهُ
***
ما ضرَّ من عاصرُوهُ وَهُوَ يغمرُهُمْ
بنورهِ كلَّ يومٍ مِنْ مُحيّاهُ
***
أَنْ يحفظوا فيهِ أسرارَ الحياةِ وَأَنْ
يَبقى التُّراثُ لِمنْ قَدْ كانَ يَرعاهُ
***
وَأنْ يصونوا حِمى الإسلامِ في رَجُلٍ
ما قامَ للدِّينِ ذاكَ الصَّرْحُ لَوْلاهُ
***
خانُوا العقيدةَ والتّاريخَ مُذْ حَكَموا
وَأخرجوا الحُكْمَ مِمَّنْ شاءَهُ اللهُ
***
وَضَيَّعوا أُمَّةً قَدْ أُخرِجَتْ عَنَتاً
من رِبْقِةِ الذُّلِ يوماً ليسَ تَنساهُ
***
حَتّى أُعيدتْ إلى الإذلالِ ثانيةً
تحتَ السَّقيفةِ لا ظِلٌّ ولا جاهُ
***
وَاستبدلَتْ صَنَمَ الأحجارِ في صَنَمٍ
مِنَ الرِّجالِ وللأصنامِ أَشباهُ
***
فباعدوا الحُكمَ عن آلِ الرَّسولِ بِما
قَدْ أودعوهُ تُراثاً غَيرَ مَثْواهُ
***
حَتّى وَرِثْنا كياناً في كمائِنِهِ
يَلْهو الصَّليبُ وَمِنْ صهيونُ أَبناهُ
***
وَسوفَ نَبقى وفي الإذلال رَقْدتُنا
حتّى يقومَ بأمرِ اللهِ مَوْلاهُ
***
هناكَ حيثُ يقيمُ الحقُّ دَولَتَهُ
وَيَنْجَلي مِنْ عَليٍّ حَقُّ مَعنَاهُ