في عيد الغدير

{ الشيخ محمد الهجري }

فرش الصحراء بالشمس الطلوع

فجرت في خاطر البيد الجموع

***

وصحا الرمل على زغردة

علت الموكب . والفجر رضيع

***

انه الوحي . جرى فاختلجت

مهجة الصخرة . وافتر الربيع

***

وتهادى يمضغ البيد على

دعة نشوانة الزهو . تضوع

***

اخطري يا بيد فالوحي على

خدك الاسمر يشدو ويشيع

***

واشربي عنه الدراري كلما

غضة رفت فللدهر خشوع

***

اشربيها وهبيني شعلة

يرتمي من مقل الشعر البديع

***

لأذيب الشمس في قافية

فاح من اعطافها الحب الرفيع

***

واثير الوعي في ادمغة

أخرس التفكير فيهن الخضوع

***

ركدت فيها الاماني فمتى

زأر الدهر اجابته الدموع

***

اشربيها أيها البيد كما

يشرب النسمة في الوادي الهجير

***

واسكبيها في دمى اغرودة

برعمت من زهو ذكراها السطور

***

علني اجتر منها نغمة

ضاءها الحق وغناها العبير

***

نغمة «اكملت الدين» لها

سال في الوادي من النور غدير

***

وتهادى الفجر نشوان على

وقعها . وانساب في الرمل شعور

***

نغمة أطلقها الحق فللــ

ــشهب اعناق ولليل ضمير

***

اسكبيها في دمي يورق من

لحنها في خاطر الشعر الغرور

***

لأغني فئة لم تنطلق

لحداء النور . والركب يسير

***

تنتشي من غير كأس وترى

سلسل الماء . فيرويها الخرير

***

وتغني بالمآقي لغة

لفظها الدمع . ومعناها الزفير

***

يا غدير  الوحي ها نحن هنا

مقل يجرحها الصبح الجميل

***

فكأن الفجر في آفاقنا

باتر يلمع والشهب نصول

***

نبصر الروض وقد أرعشه

نافح العطر ورواه الهديل

***

ونرى الحسن نديا فائراً

يورق الحب عليه ويميل

***

فنخليه وفي ارواحنا

نهمة سعرها الحب القتيل

***

متبارون اضطراباً كل من

تتقراه له رأي جليل

***

وحدوا افكارنا لافئة

تطعن الصخر ولا أخرى تسيل

***

وامنحونا نظماً تسمو بها

قمم الفكر وتنزاح الطلول

***

ثم قولوا ها هو الدرب به

يمرح الفجر ويختال الاصيل

***

لنريكم والضحى من تحتنا

حافر . كيف يموت المستحيل

***

خطرت ذكراك ياعيد وقد

لامس الشهب من المسرى شحوب

***

فانتخى الفجر تغذي زهوه

شعلة الشمس وتحدوه الطيوب

***

يدفق الصحو على الكون ففي

خاطر الزهرة للعطر وجيب

***

وارتمت الوانه زاهية

فعلى الأجفان للحسن دروب