بيعة الإمام علي (عليه السلام)

{ الشيخ حسن سبتي }

اليوم في العالم طاب الهنا

حيث علي نال فيه المنى

طاب الهنا اليوم لاهل الولا

بالمرتضى حيدرة ذي العلا

ذاك الذي خاطب ذئب الفلا

وكلم الاموات بعد الفنا

ما مثله فتى بفضل علا

به حباه ربه ذو العلا

له الصفات الغر دون الملا

قد كرمت القابه والكنى

انبى به الراهب عن امره

أباه حتّى ازداد في بشره

وانشق بيت الله من ظهره

لفاطم وزال عنها العنى

قد ولدت فاطمة سيدا

اطهر مولود نقي الردا

امام حق داعياً للهدى

فطبق الكعبة منه السنى

تشرف البيت بميلاده

والعرش اضحى بعض حساده

والدين قد ماس بابراده

والكفر في اهلاكه ايقنا

يا بأبي واسرتي يفتدى

من قد فدى بنفسه احمدا

طاب فروعاً اذ زكى محتدا

والاصل ان طاب يطيب الجنى

حيدرة الكرار خير الملا

لذا على متن النبي اعتلى

بفضله القرآن قد انزلا

باحسن المدح وابهى الثنا

يا منكراً امامة المرتضى

عما ونور الله منه أضا

تخزى بدنياك وتجزى لضى

ثمت في اخراك بعد الفنى

دونك سل إن رمت ان تعلما

من فيه قد أنزل رب السما

عليه في فرقانه إنما

وليكم نصاً أتى بينا

من لرسول الله آخاه

في معضلات الدهر واساه

طوبى لمن قد كان والاه

فان من والاه لن يغبنا

من لقريش هد اركانها

ويوم بدر سام شجعانها

ذلا وقد جدل فرسانها

يقدها المغفر والجوشنا

من دمر الجيش باقدامه

في أحد فرداً بصمصامه

اذ احجم الكل لاعظامه

وقد غدى مصقهم ألكنا

ومن اتى لما دعى المصطفى

من لابن ود والجنان الوفا

والكل منهم عن نداه اختفى

لولا علي من لعمر دنا

من يوم فتح مكة قد أتى

مبادراً بسيفه مصلتا

من فوق سطح البيت قد صوتا

مهللا مكبراً معلنا

سل خيبراً عنه تجبك النبا

سوى علي من محى مرحبا

فاقتلع الباب ونال الحبى

وغيره اصحابه جبنا

دع كل مدح في ثناه اتى

وانظر إلى ما جاء في هل اتى

وقول جبريل به لا فتى

الا علي هو خير الثنا

ومذ دعى الله نبي الهدى

إلى جواره فلبى الندا

حج وكل الناس فيه اقتدى

معرفاً وخف ينحو منى

حتّى قضى ما لله قد اوجبا

عليه من فرض وما رتبا

منقلباً عاد إلى يثربا

فجاءه الامر بان يقطنا

مذ صار في غدير خم اتى

جبريل نصب المرتضى مثبتا

قال علي هو نعم الفتى

ينال من بعدك اقصى المنى

يا ايها الرسول بلغ بما

أنزل نصاً من إله السما

وكل عقد المرتضى محكما

وحذر الامة ان تفتنا

فحط طه ثم رحل السرى

وقام فيهم داعياً منذرا

هذا علي هو خير الورى

طوبى لمن كان به مؤمنا

فبادروا لدعوة المصطفى

واظهروا الحب له والصفا

لكنما عدوانهم والجفا

آثره خبثهم والخنا

وفيهم قام خطيباً على

منبر احداج بتلك الفلا

والأرض يذكو حرها قد علا

والقوم كل حوله اذعنا

فقال والكرار وافاه

بشرى ويمناه بيمناه

من كنت مولاه فمولاه

بعدي علي وولاه غنى

يا ايها الناس اسمعوا وافهموا

قولي ولا تخالفوا تندموا

هذا علي سيد عيلم

بسيفه للدين ركنا بنى

مني علي وانا من علي

وعلمه علمي بنص جلي

قد شد فيه عضدي فهو لي

كمثل هارون وموسى انا

قد اصطفاه الله دون الملا

لعلمه كان الفتى الافضلا

لذاك فيه الدين قد اكملا

أي اتى من قبل ان اضعنا

ايا علي القدر ما اكرمك

فيك انطوى العالم ما اعظمك

صعدت والفضل غدى سلمك

متخذاً اعلى العلا مسكنا

عذراً اليكم يا محبي علي

هذا الذي فاه به مقولي

لكم غدى ارجو نجاة ولي

وكل سامع اذا أمنا