عيد الغدير

{ السيد محمد حسين الصافي }

(عيد الغدير) تجدد في مغانينا

واخلد كما خلدت فينا معالينا

***

وعطر الكون بالذكرى ولا عجب

فعطر ذكراك قد فاق الرياحينا

***

وند ارواحنا الظمأى فقد يبست

عروقها، ورذاذ منك يكفينا

***

وطبق الكون انغاماً فقد سئمت

نفوسنا الصمت جاث في نوادينا

***

وطبق الكون انغاماً تهز بها

شعورنا فعسى تحيي الرجا فينا

***

ووشح الافق انواراً ملونة

واغرس مجالسنا ورداً ونسرينا

***

لا تعشق العين الا منظراً حسناً

والاذن الا أناشيداً وتلحينا

***

سل العصور التي مرت، فقد شهدت

يوماً، احاطت به علماً وتدوينا

***

في كل عام يعيد الدهر جدته

كأنما الدهر اضحى فيه مفتونا

***

سل العصور ففي انبائنا حجج

على المخاصم امضى من مواضينا

***

سل العصور ففي ارجائها ارج

من الامامة لا ينفك ينبينا

***

سل العصور فاما كنت ذا رشد

يوماً، احاطت به علماً وتدوينا

***

تاج الامامة: حدثنا فأنت اذا

ثار الحجاج مع الاعداء قاضينا

***

من نظم اللؤلؤ اللماع فوقك ام

من نضد الجوهر الوهاج تزيينا

***

ألم يصغك الذي من لطف حكمته

قد صاغ قبلك تيجان النبيينا

***

إن قلدتك يد الالطاف جوهرة

فانما قلدتك العلم والدينا

***

فكيف أعمل فيك الناس رأيهم

فتوجوا بك اذناباً مداجينا

***

أللزكاة فما كانوا المزكينا

ام الصلوة فما كانوا المصلينا

***

ما توجوا بك أحراراً وليتهم

قد توجوا بك أكفاء ميامينا

***

الدين صاغك لماعاً فلا عجب

لبهجة فيك أن تغري السلاطينا

***

يا منبر الوحي حدثنا أمّا حفظت

اعوادك الزهر اصوات المنادينا

***

أما تجمع ذاك الركب حولك في

لفح الهجير إلى الدعوى ملبينا

***

أما ارتقى متنك الميمون سيدهم

فاهتز عودك فخراً وازدهى لينا

***

كم ذا طربت وقد اولاك مكرمة

محمد، وحباك العز لا الهونا

***

حدث عن الحق مذ فاضت منابعه

في لفظ احمد يحكي الوحي مأمونا

***

أما سمعت مقال الوحي ممتدحاً

ابا تراب، وقول الناس آمينا

***

وقال من كنت مولاه فحيدرة

مولاه، من فيه في الجلي تلوذونا

***

فهو الإمام وهذا الوحي يخبرني

ولاؤه بولائي بات مقرونا

***

فماجت الناس وانثالت جموعهم

على امامهم الزاكي يهنونا

***

ألق السعادة في احضان حاضرنا

(عيد الغدير) كما اسعدت ماضينا

***

وقعت باسمك لحني كي تشرفه

حتّى يعود عظيم الوقع ميمونا

***

ذا موسم البهجة الكبرى فليس لنا

الا بذكرك ان نشدو أغانينا

***

فشع في افقنا الداجي لعل بما

تلقيه من ضوئك الوهاج تهدينا

***

وفض على الانفس الظمأى كما انفجرت

حرى المدامع تجري من مآقينا

***

وغذ أرواحنا نوراً فقد صفرت

من نور إيماننا القدسي ايدينا

***

مات الرجاء من الآمال فانسكبي

يا بهجة العيد تحييه فتحيينا

***

قد ضللتنا أباطيل فلا عجب

اذا سعينا فلم تفلح مساعينا

***

فما فلسطين تدعوني لارثيها

مذ اصبحت وهي في ايدي اعادينا

***

بل ديننا كان اولى بالرثاء فقد

غزوه من قبل ان يغزوا فلسطينا

***

لو أن للدين نوراً في جوانحنا

لاشفق الغرب ان هزت عوالينا

***

فما علينا وقد ضاعت عقيدتنا

الا الدموع اذا ضاعت اراضينا

***

خل الثياب وإن اغراك رونقها

فلست في لونها البراق تغرينا

***

ما العيد أن نتباهى في ملابسنا

بل ان نحقق في الدنيا امانينا