في رثاء أمير المؤمنين (عليه السلام)

{ ابراهيم محمد حسين الكعبي }

ما مرَّ يومُكَ حينَ مِتَّ شهيدا

إلا وجدّدَ حزنَنا تجديدا

***

يا من تَنَزّلَ مِن يمينِ العرشِ للـ

ـــدّنيا وغادَرها إليهِ حميدا

***

يا راعي الأيتام في عهدٍ به

كانَ اليتيمُ بعيشِهِ محسودا

***

ما كنتُ أحسبُ أن يكونَ اليتمُ منْ

بعضِ الأماني  المستهلّةِ عيدا

***

حتّى بُعثتَ أباً لكلِّ مميزٍ

باليتمِ تمنحُهُ الأبَ المفقودا

***

أمِنَ التعقّلِ أن تجفَّ دموعُنا

ونبثَّ للسلوى إليك قصيدا

***

أو لا نُزينُ بالجراح صدورَنا

ونطيلُ فيكَ النَوحَ والتعديدا

***

أنت الأبُ المفقودُ للدينِ الذي

غُيِّبتَ عنه وكانَ بعدُ وليدا

***

يبكي وجبريلٌ بكى لبكائهِ

لما رآهُ وركنَهُ مهدودا

***

يا صولةَ الباري على من أفسَدوا

قوّمْتَ من دينِ الإله حُدودا

***

يا فيصلاً للآن يُفضَحُ فيه مَنْ

عَبدَ الحياةَ وخالفَ المعبودا

***

هيهاتَ أنْ نحيا بظلٍّ وارفٍ

مذْ صِرتَ في لحدٍ بهِ ممدودا

***

هذا لمن عجب الأمور بأنْ ترى

نبعاً يجفُّ وكانَ قَبلُ بَرودا

***

أو أن ترى الجوزاءَ من عليائها

تهوى لتسكنَ تربةً وصعيدا

***

هذي وحقِّ اللهِ ضيزى قسمةٍ

لو كنتَ تسألُ عادِلاً ورشيدا

***

وضعوا القبابَ على أضالعَ قد حَوَتْ

سبعَ القبابِ وحشدَها المحشودا

***

وتخيروا صَدَفاً لها فتحسرت

خجلاً وقد حوت اللآليالسودا

***

العدلُ بعدك صارَ نُهزةَ طامِعٍ

ولَكَم تحمَّلتَ الأذى ليسودا

***

قمْ وانظرِ الفقراءَ في الدنيا رأوا

حلمَ الرّغادةِ لا يزالُ بعيدا

***

فَهَووا لتحصيل القناعةِ بعدما

عَلِموا بفقدِكَ قد أضاعوا الجودا

***

من بعد يومِك ما تنفّسَ صبحُنا

حتّى الليالي البيض صارتْ سودا

***

يا من هويتَ إلى السجود مضرجا

بِدَمٍ وقد جُلِّلتَ منه لُبودا

***

ظَنّوا بقتلِكَ أن تبيدَ وتختفي

هيهاتَ لنْ يَضعوا عليكَ قيودا

***

نهجُ البلاغة لا يزالُ يذيقُهُمْ

يأساً ويتركُ دربَهم مسدودا

***

خُطبٌ بمحكَمِها تمنهجُ فكرَنا الـ

ـمتشابِهَ السّامي إليكَ صُعودا

***

علّمتنا أنّ الحياة حقيرةٌ

لنمجَّ عيشاً عندها محدودا

***

ولِكَيْ نشذِّبَ كالسّهام طماحَنا

نرمي بها عيشاً لنا مَنْشودا

***

بالقائم المهديّ آخرِ حيدرٍ

يَهَبُ الحياةَ رغادَةً وسُعودا

***

فنعافُ كلّ الأمنياتِ لأنه

أقصى الأماني أن تعيشَ سعيدا

***

ويعيدُ كلّ فضيلةٍ مسلوبةٍ

يُمسي لحيدرَ حقُّها مردودا

***

صلى عليه اللهُ مِن متغيبٍ

قد حانَ وقتُ خروجِهِ ليعودا