خد العذراء

  لقد كانت العرب تسمي أرض النجف قديما بـ (خدّ العذراء)، حيث تنبت أرضه المعشبة من أزهار الطيب أشذاها وأحلاها كالخزامى والأقحوان والشيح والقيصوم والزعفران وشقائق النعمان وغيرها.

ولشقائق النعمان وتربة النجف علاقة حميمة، فقد روي عن ابن الجوزي قوله في كتابه الأذكياء: "مر النعمان يوما بالشقائق فأعجبته فقال: من نزع من هذا شيئا فانزعوا كتفه، قال: فسميت شقائق النعمان"[1].

     لذلك وغيره فقد غدت النجف وأرضها متنزها للساسانيين والمناذرة قبل الإسلام، والعباسيين ومن تبعهم بعده، فقد أورد الطبري أن النعمان بن المنذر ذكر "أنه جلس يوما في مجلسه من الخورنق فاشرف منه على النجف وما يليه من البساتين والنخل والجنان والأنهار، مما يلي المغرب، وعلى الفرات مما يلي المشرق، وهو على متن النجف في يوم من أيام الربيع فأعجبه ما رأى من الخضرة والنور والأنهار"[2] .

     وذكر صاحب كتاب المناقب المزيدية: ان كسرى أقطع النعمان عدة قطائع بينها (طباق السلالم) وأنها معروفة بأرض النجف في غرب بلاد تستر، فكان خراج ذلك للنعمان في كل سنة مائة ألف درهم .

     أما بعد الإسلام وبخاصة زمن تقدم الحضارة وشيوع الترف عند الحكام والأمراء والأغنياء فقد بهرت طبيعة أرض النجف ألباب بعض من خلفاء بني العباس تلك الآونة ومن أقدمهم السفاح والمنصور وهارون العباسي، فبنوا القصور المشرفة عليها كقصر أبي الخصيب والقصر الأبيض وغيرها ليتنزهوا بها أيام الربيع[3].

    أما بقية الأسماء التي تعني النجف وما حولها فهي: (ظهر الحيرة، نجف الكوفة، نجف الحيرة، النجفة، الملطاط، اللسان، الرحى، دومة الكوفة، دومة الحيرة، الجرف، الطف المجاز، الربوة، طور سيناء، الجودي، براثا، الثوية)[4].  

 

---------------------------------------------------------------------------

[1]  ماضي النجف وحاضرها. سابق:1/4. هامش1 نقلا عن المصدر المذكور.

[2]  موسوعة العتبات المقدسة 6. جعفر الخليلي.  قسم النجف: 1/135.

[3]  أنظر مثلا: ماضي النجف وحاضرها. سابق: 1/4 وما بعدها والنجف والحيرة. د. مصطفى جواد: 58 وما بعدها  والجواهري شاعر من القرن العشرين. د. جليل العطية:14 وما بعدها.

[4] تاريخ النجف الاشرف: 1/ 23 ــ 41.