الشيخ عبد الحسين بن أحمد الأميني التبريزي النجفي، هو رجل دين ومُؤلّف شيعي إيراني، يُلقّب بالعلامة الأميني، ولد في مدينةتبريز شمال غرب إيران سنة 1320 هـ، وبدأ فيها دراسته، ثم هاجر لمواصلة الدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، حتى منحه كبار العلماء إجازات في الفقاهة والاجتهاد، ومنهم: المرجع الكبير السيد أبو الحسن الإصفهاني، والميرزا حسن النائيني، والشيخ محمد حسين الكمباني، والشيخ عبد الكريم الحائري، والشيخ محمد آل كاشف الغطاء، وغيرهم. كما مُنح أيضاً إجازات عديدة في الرواية.
والعلامة الأميني هو صاحب الموسوعة المعروفة بــ (الغدير في الكتاب والسنة والأدب)، وله مؤلفات أخرى. كما وعُرف أيضاً بالزهد وكثرة العبادة. ومن آثاره انشاؤه مكتبة في النجف الأشرف سماها مكتبة أمير المؤمنين وجعلها مكتبة عامة. وتوفي الأميني سنة1390 هـ في طهران، ونقل جثمانه إلى النجف ودفن في غرفة بالقرب من مكتبته التي أسَّسها.
هجرته إلى النجف
بعد أن أكمل دراسة المقدمات في تبريز وعمره خمس عشرة سنة، عزِم على الهجرة إلى النجف الأشرف لمواصلة الدراسة، فأرسله والده مع القافلة المتوجهة إلى العراق، فذهب بكل همة ونشاط وحيوية قاصداً العتبات المقدسة هناك. حيثُ واصل دراسته في المراحل الأولية، واستوعبها بسرعةٍ وتفهمٍ منقطع النظير.[1]
عودته إلى تبريز
بعد أن نَهِل العلامة الأميني من العلماء الأعلام في النجف، وتزود من معارفهم، ونال درجة رفيعة من العلم، عاد إلى مسقط رأسه وبقى بها فترة غير قصيرة. كان له بها مجالس وعظ وارشاد في تهذيب النفوس، وتغذية أبناء مدينته من أفكاره وآرائه من المعارف الدينية، على ضوء القرآن الكريم، وأحاديث أهل البيت . وفي أثناء تلك الخطوات الاصلاحية، وأداء الواجب الديني، عكف على المطالعة والتحقيق والتأليف، وخصص لها شطراً من وقته، وكانت من ثمراتها تأليفه (تفسير فاتحة الكتاب)، وهو أول خطوة خطاها في هذا الميدان، وقد قام بتدريس بحوث كتابه هذا في المجالس التي كان يُحاضر بها.[2]
رجوعه واستقراره في النجف
عاد إلى النجف الأشرف، قاصداً توطنها، تاركاً خلفه رغد العيش والمقام الرفيع والجاه الذي كان يتحلى به اسرته. لِما دفعته روحه لطلب المزيد من الفضل والكمال في النجف الأشرف، للاستفاضة من حلقات دروسها. فاستوطن فيها، وحضر على جمع من فطاحل العلم والفكر، فبلغ بدراسته المرتبة التي كان يطلبها، وأحرز درجة عالية في الفلسفةوالكلام، واجتهاداً في الفقه، وتبحراً في الأصول، وألّف بهما، وجمع محاضرات أساتذته في الفقه والأصول، وعلق عليهما، شأن غيره من التلامذة، وبلغ رتبة الاجتهاد في المعقول والمنقول، وحاز على شهاداتهما ممن كانت الزعامة الشيعية منوطة بهم. [3]
اجازته في الرواية
مُنح من المشايخ وأئمة الحديث الإذن في رواية ما أُثر عن المعصومين، وهم:
1- السيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني.
2- الميزا علي الحسيني الشيرازي.
3- الشيخ علي أصغر ملكي التبريزي.
4- السيد آغا حسين القمي.
5-الشيخ علي بن إبراهيم القمي .
6- الشيخ محمد علي الغروي الأوردوبادي.
7- الشيخ محمد محسن (آغابزرك) الطهراني.
8- الشيخ الميرزا يحيى بن أسد الله الخوئي.
اجازته في الاجتهاد والفتوى
قُلد وسام الاجتهاد، ومُنح استقلال الرأي والإفتاء من قِبل:
1- السيد ميرزا علي ابن المجدد الشيرازي.
2- الشيخ الميرزا حسين النائيني النجفي.
3- الشيخ عبد الكريم بن المولى محمد جعفر اليزدي الحائري.
4- السيد أبو الحسن بن السيد محمد الموسوي الأصفهاني.
5- الشيخ محمد حسين بن محمد حسن الاصفهاني النجفي الشهير بالكمباني .
6- الشيخ محمد الحسين بن الشيخ علي آل كاشف الغطاء.
مؤلفاته
للعلامة الأميني العدید من الکتب بعضها مطبوعة وبعضها مخطوطة، وهي:
المطبوعات
كتاب الغدير
كتاب نظرة في منهاج السنة النبوية
الغدير في الكتاب والسنة والأدب. موسوعةٌ في عدة مجلدات؛ جمع فيها كل ما يتعلق بيوم غدير خم من حديث وشعر وترجم فيه لشعراء الغدير.
شهداء الفضيلة. ترجم فيه لمن قتلوا من رجال الدين الشيعة.
نظرةٌ في كتاب منهاج السنة النبویة، هذا الكتاب هو في ثلاثة مجلدات من كتاب الغدير الذي تم نشره بشكل مستقل مع هذا العنوان، وذلك لأن موضوع إجابات العلامة-الأميني لشكوك ابن تيمية في كتاب مناهج السنة تنشر بشكل مستقل.
تفسير فاتحة الكتاب. هو أوَّل ما كتبه الأميني، وأوَّل ما طُبع له، وهو في فصلين؛ أحدهما في تفسير السورة، والآخر في بيان ما يُستفاد منها في التوحيد، والقضاء والقدر، والجبر والتفويض.
سيرتنا وسنّتنا. هي محاضرات ألقاها في سوريا، ثم دُوِّنت في هذا الكتاب، وتحتوي مناقشات حول مشروعية المآتم الحسينيَّة والسجود على التربة الحسينية.
ثمرات الأسفار. يحتوي على مقتطفات من الكتب التي طالعها بمكتبات الهند وسوريا وإيران.
أدب الزائر لمن يمم الحائر. رسالة أخلاقيَّة مختصرة فيما ينبغي أن يتحلَّى به الزائر لكربلاء.
المقاصد العلية في المطالب السنية. تفسيرٌ لبعض الآيات القرآنيَّة، وقد طُبع مؤخراً.
فاطمة الزهراء. محتوى الكتاب في الأساس محاضرات ألقاها باللغة الفارسيَّة في طهران حين كان يذهب إليها في كل صيف، ثم دُوِّنت هذه المحاضرات وجُمعت في هذا الكتاب. وقد ترجم محمد شعاع فاخر الكتاب إلى العربية بعنوان فاطمة الزهراء أم أبيها.
المخطوطات
رجال آذربيجان. فيه ترجمة لمائتين وأربعة وثلاثين عالماً وأديباً وشاعراً من رجال آذربايجان، مرتَّباً على حروف التهجي، أوَّلهم: ميرزا إبراهيم بن أبي الفتح الزنجاني، وآخرهم: عز الدين يوسف بن الحسن التبريزي الحلاوي.
رياض الأنس. في مجلَّدين ضخمين؛ الأوَّل منه في بعض الآثار الفكرية من النظم والنثر، العربي منه والفارسي لجمع من أعلام الشعر، بالإضافة إلى بعض الحوادث التأريخية، أمَّا الثاني فيحتوي على مقتطفات من التفسير والحديث والتأريخ والآراء والمعتقدات.
رسالة في النية.
رسالة في حقيقة الزيارة.
المجالس.
الهامش
1 - حسين الشاكري، ربع قرن مع العلامة الأميني ج 1، ص 267.
2 - حسين الشاكري، ربع قرن مع العلامة الأميني ج 1، ص 268.
3 - حسين الشاكري، ربع قرن مع العلامة الأميني ج 1، ص 268