جبرائيل والقمر المرتل

{ الشاعر محمد عباس الدراجي }
ضمأ الشعر او جفاه الشعور
كيف يضمأ من يجري فيه الغدير

لا تحزن يا جبرائيل

فضفاف غديرك ما نشفت

وخيول بلاغك ما تعبت

وسنين ندائك ما هرمت

لا تحزن يا جبرائيل

في حجة الوداع في ذلك الهجير

وجهنم تحت الاقدام تزفر، تشهق

يتساقط جمراً ابيض

لجباه او احداق

صوت يتدجج بالهيبة

ويرعف بالايمان

يوقف هذا الركب المتسلح

بالطاعة والاشواق

يتسلق هذا البدر الارضي

اكتاف الاقتاب

واذا بالركب الصاخب

يكتم تلك الانفاس

ويسأل ما هذا؟ ويريد جواب

ذرات الرمل الجمرية

تتطلع للبدر المتفوه

في شفة الله ولسان الرحمن

قطرات غدير فضيّ ترفع قامات

كي تسمع كل الناس

حديث السر ونجوى السراء

يهبط بدر ينتقل ما بين سماء وسماء

ويزف البشرى في اذني بشير

تحلم فيه الخضراء وتهيم الغبراء

يتهدج صوت القائد في ترنيمة فجر

يشربها الرمل

وتصلي لعذوبتها البيداء

يرفع زندا للبدر الارضي الثاني المتلفع

في جبة نور وثياب بيضاء

(من كنت) تهبط كالشلال القدسي

المتدفق بالنور

(من كنت) تهطل كالمطر الشمسي

على الفكر الديجور

في ذكرى ذاك الصحو الابيض اشراقاً

في ذاك اليوم المتجلبب بالضوء

والمتسربل بالنور

لا زال محمد يرفع زنداً لعلي

من اعلى ابراج الدنيا

يرفض أي حصار

يستهدف كل الشرفاء

لا زالت يده البيضاء تبرق

في هذا الكون الاسود والمنخور

لا زالت شفتاه الطاهرتان

من فوق مساجد يثرب

تُبَلّغ (اللهم عاد من عاداه)

لا تحزن يا جبرائيل

ما زال السيف العلوي المتفجر

في الخندق او خيبر او صفين

لا زال بكف الايمان وبروح تنتظر

تحرير فلسطين