آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الروحاني ( قدس سره )

 

ولادته :

ولد السيّد محمّد الروحاني في مدينة قم المقدسة عام ( 1338 هـ ) لعائلة كريمة عرفت بالعلم والتميّز على صعيد الزعامة الدينية، فقد كان والده آية الله السيّد محمود من العلماء الأجلاء والذين شاركوا في تأسيس الحوزة العملية في قم المقدسة، وكان جده آية الله العظمى السيّد محمد صادق الروحاني القمي من فحول العلماء وكبار المجتهدين.

دراسته وأساتذته:

عُرف بالنبوغ منذ نعومة أظافره، فبدأ بدراسة المقدمات في قم المقدسة وقسماً من السطوح لدى فضلائها، ثم هاجر إلى كربلاء المقدسة سنة 1355هـ فأكمل السطح العالي لدى آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني قدس سره، وبعد مضي سنة من ذلك انتقل إلى مقصد وفّاد العلم (النجف الأشرف) فحضر بحث الخارج لدى عظماء محققي الشيعة وكبار علماء الشريعة أمثال:

1- شيخ المحققين آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الأصفهاني المعروف المتوفى سنة 1361هـ.
2- الفقيه الجليل آية الله العظمى الشيخ محمد كاظم الشيرازي المتوفى سنة 1367 هـ.
3- الفقيه الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين المتوفى سنة 1370هـ.
4-مرجع الطائفة وزعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، حضر عنده سبع سنين وقيل تسع سنين وكانت كثير من الدروس خاصة به.

تدريسه وتلامذته:

عُرف بتدريس السطوح العالية وقد قال عنه أحد كبار الفقهاء أنه خبير بآراء الشيخ الأعظم الأنصاري وقد كان السيد الروحاني في ذلك الوقت في مقتبل شبابه، وبدأ بتدريس البحث الخارج في العقد الثالث من عمره، وتميّز بحثه الشريف بالدقة الفائقة والتجديد العلمي في حقلي الفقه والأصول، فكان بحثه محط أنظار الفضلاء المتميزين،

لذا تخرج على يديه الشريفتين عشرات المجتهدين والفضلاء، نذكر منهم:

1- آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر،
2- آية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم،
3- آية الله المعظّم السيد محمد الرجائي، 
4- آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي،
5- آية الله الشيخ محمد رضا الجعفري،
6- آية الله الشيخ محمد صادق الجعفري، 
7- آية الله السيد إبراهيم الحجازي،
8- آية الله الشيخ مسلم الداوري، 
9- آية الله السيد حسين الشاهرودي،
10 آية الله السيد أحمد الطباطبائي التربتي،
11- آية الله الشيخ علي المروّجي القزويني، 
12- آية الله السيد علي الميلاني،
13- آية الله السيد محمد جواد العلوي البروجردي،
14- آية الله الشيخ محمود الخليلي،
15- آية الله الشيخ مصطفى الدوستي الزنجاني،
16- آية الله الشيخ محسن الوحيد الخراساني، 
17- آية الله الشيخ علي المحسني الخوئي، 
18- آية الله الشيخ محمد رضا المامقاني، 
19- آية الله السيد محمد اليثربي، صهره آية الله السيد مهدي الروحاني،
20- آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين،
21- آية الله الشيخ محمد السند البحراني،
22- آية الله السيد حسن النبوي المازندراني،
23- آية الله الشيخ مهدي الكَنجي،
24- آية الله السيد علي مكي العاملي، 
25- آية الله السيد علي الحسيني الصدر،
26- آية الله السيد جعفر علم الهدى،
27- آية الله الشيخ أبو الحسن القائمي،
28- آية الله الشيخ عباس البيرجندي وغيرهم.

مكانته العلمية:

ذكروا أن المعروف عن الشيخ الأصفهاني أنه لا يعيد كلامه في مجلس الدرس فضلاً عن أن يعيد درساً كاملاً، لكنه قدس سره قد أعاد درساً كاملاً للسيد الروحاني نتيجة تغيبه في أحد الأيام، وذلك لما وجده في تلميذه من نبوغ وذكاء.

كما كان السيد الروحاني الساعد الأيمن لمرجعية السيد الخوئي قدس سره وقد كتب السيد الخوئي تعليقته على أجود التقريرات بمساعدة السيد الروحاني، ويقول الشيخ محمد رضا الجعفري إن حصيلة حضور السيد الروحاني عند السيد الخوئي هو تعاليق الأجود، وفي السنوات الأخيرة من حياة السيد الخوئي طلب منه أن يتسلّم إدارة الحوزة العلمية بالنجف الأشرف بعد وفاته.

قال آية الله الشيخ بشير النجفي دام ظله متحدثاً عن أستاذه:

(عهدي بالمرحوم المرجع العظيم والتلميذ المدلل للعبقري الأوحد الشيخ محمد حسين الأصفهاني به سيداً جليلاً تقياً ورعاً مدققاً يأخذ المطالب من حيث ينبغي ويشرح النظريات كما تقتضي الحوزة النجفية أم الحوزات في العالم..
كنت أعرف من سيرته أنه يتأذى لأذية أي شيعي، ويتألم على ما وصلت إليه حالة المسلمين من التشتت والتنافر، كما وجدته لا يطمع فيه من لا حريجة له في الدين، وكان سيفاً مشهوراً في وجه كل منحرف، فرضوان الله عليه يوم ولد وأيام عاش ويوم توفاه الله ويوم يبعث حياً، ذلك هو السيد الجليل محمد الروحاني طاب ثراه.
وأما كونه كان مدللاً لدى الشيخ المرجع العظيم والمفكر الأعظم محمد حسين الاصفهاني، فلأجل ما كان يلمس فيه أستاذه من علائم النبوغ والذكاء المفرط والإخلاص حد التفاني، فسلام الله عليهما جميعاً ورحمته وبركاته، وعلى جميع علماء الدين المخلصين مثلهما.)

مرجعيته :

تصدَّى للمرجعية بعد وفاة أستاذه السيّد أبو القاسم الخوئي وذلك بعد أن شهدت له العشرات من البينات بأعلميته على غيره، ورجع إليه في التقليد طوائف متعدِّدة من المؤمنين.

مؤلفاته: نذكر منها ما يلي :

طُبع له:

-منتقى الأصول 7 مجلدات وهو دورة أصولية كاملة من تقرير الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم، ولهذه الموسوعة مكانتها في الحوزة العلمية، بل قامت بعض الدروس العالية على ضوئها.

وقد أفادنا بعض المدققين من أهل العلم والفضل دام مجده حول مزايا الكتاب، فكتب:
نال كتاب (منتقى الأصول) منذ ظهر إعجاب العلماء والفضلاء لأنه قد توفرت فيه أمور عديدة أوجبت ذلك، نذكر منها ما يلي:

الأمر الأول: تحقيقه في البحوث التي لها ثمرات عملية أو ثمرات علمية وتأثير في بحوث أخرى ذات ثمرات عملية وترك التحقيق في البحوث التي ليست كذلك، فإن من يطالع الكتاب يجد أنه لا يترك البحوث التي ليست لها ثمرات عملية أو علمية، ولكنه لا يعتني كثيراً بها، فيقتصر فيها على ما جاء في (كفاية الأصول)، وأما إذا جاء لبحث ذي ثمرة عملية أو علمية فإنه يغوص فيه إلى أعماقه ويستخرج درره وجواهره.

الأمر الثاني: شدة اعتنائه بتوضيح مطالب الكفاية وكثرة اهتمامه ببيان بعض عباراتها المشكلة، وهناك مواضع يكون للسيد المقدّس – قدّس الله نفسه – تفسير خاص به يخالف التفسير السائد مع الإتيان بما يشهد بذلك التفسير ويؤيده، وهناك مواضع يكون له – طيّب الله ثراه – التفاتٌ إلى لفظ في الكفاية وبذلك الالتفات يدفع إشكالاً أُورد على المحقق الخراساني قدس سره، وهذا الأمر يجعل الكتاب كتاباً لا غنى عنه لأستاذ الكفاية.

الأمر الثالث: سلاسة عبارات الكتاب وإحكامها وقوّتها، فلا تجد فيها تراكيب ركيكة، ولا تجد فيها ما يجعلك تملّ من قراءة الكتاب، بل تجد فيها ما يحفّزك على مواصلة القراءة.

-المرتقى إلى الفقه الأرقى 9 مجلدات ويشتمل على: الزكاة في 3 مجلدات من تقرير الشيخ محمد صادق الجعفري، والصوم في مجلد كبير، والخمس في مجلد، والحج في مجلدين، والخيارات في مجلدين، وهي من تقرير السيد عبد الصاحب الحكيم.

-قاعدة لا ضرر، من تقرير الشيخ عباس البيرجندي.

وقد دخلت آراء السيد الروحاني في بحوث الخارج والكتابات الاستدلالية فقهاً وأصولاً منذ خروجها إلى عالم النور.

- منهاج الصالحين.
- المسائل المنتخبة.
- مناسك الحج.

ومن المخطوط: تعليقات متفرقة في الفقه والأصول. حاشية المكاسب.شرح العروة الوثقى. قاعدة لا ضَرَر. مجموعة من القواعد الفقهية.. وغير ذلك من المخطوطات وما قرره تلامذته من بحوثه.

وفاته :

توفّي قدس سره في التاسع عشر من شهر ربيع الأول سنة 1418 هـ بمدينة قم المقدّسة، وصلى عليه أخوه المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني دامت بركاته، ودفن قدس سره بحسينيته في مدينة قم المقدسة.

وقد أعقب قدس سره عدة إناث، وولدين توأمين هما العلامة الحجة السيد علي والعلامة الحجة السيد حسن، وقد تتلمذا لدى والدهما المعظّم سطحاً وخارجاً، ويعتبران اليوم من أساتذة الحوزة العلمية في السطوح العليا.