محمد سعيد الحبوبي ودوره الفكري و السياسي

محمد سعيد الحبوبي ودوره الفكري و السياسي

مكتبة الروضة الحيدرية

الرسائل الجامعية ـ 10

 

تأليف 

علي فاروق محمود عبدالله الحبوبي

 

المقدمة 

نطاق البحث وتحليل المصادر:

تمثل الدراسة التاريخية لحياة المفكرين والقادة ركناً مهماً لتاريخ شعب بكاملهِ من الجانب الاجتماعي والسياسي والفكري والاقتصادي ودراسة تاريخ السيد محمد سعيد الحبوبي الفكري والسياسي 1849-1915 يعطينا صورة عن تاريخ العراق الحديث فكان ذلك دافعاً اساسياً لهذهِ الدراسة ولاسيما ان النتاج الفكري والموقف السياسي للحبوبي لم يحظَ باهتمام الباحثين في مجال علم التاريخ بمثلِ ما حظي بهِ بدراسة نتاجه الأدبي.

وما دام هذا الموضوع يتناول شخصية مفكر إصلاحي تنويري مُتجدد جمع بين الفكر والسياسة والحرب ولاسيما في حقبة الاحتلال البريطاني بين عامي 1914-1915 فلابدّ من سبر أغوار حياته الجهادية والـمُمهدات الأساسية لحركة الجهاد وآليات ذلك من فتاوى ورسائل وبرقيات والتجوال بين العشائر والمدن واثر الخطب المدوية.

والدافع الآخر تَمثلَ بالرغبةِ في الاطلاع على ما في الساحة العراقية من تيارات فكرية وفي النجف الأشرف على وجه الخصوص ولاسيما طابعها الديني على الرغم من وجود التيار الوطني والقومي.

تألفت الرسالة من المقدمة وثلاثة فصول وخاتمة درس الباحث في الفصل الأول: (محمد سعيد الحبوبي: عصره وسيرته وبناؤه المعرفي) وجعله في مبحثين كان الأول منهما: دراسة في واقع النجف الأشرف الاجتماعي والاقتصادي والفكري للمدة 1849-1914 إذ ان هذه العناوين الثلاثة مُترابطة فالمفكر نتاج الواقع الاجتماعي الذي يتأثر بالاقتصاد والسياسة.

وأما المبحث الثاني فقد كُرّسَ لدراسة: محمد سعيد الحبوبي: نسبه وولادته ونشأته وأوضح فيه نسب الحبوبي وولادته ونشأته علاوةً على اسس بنائه المعرفي والفكري .

وأما الفصل الثاني الموسوم: ( محمد سعيد الحبوبي دوره الفكري ونشاطه الأدبي) فجاء في مبحثين الأول منهما في فلسفة التجديد والاصلاح ومنهجه في التدريس وتناول في الثاني خصائص مدرسة الحبوبي الفكرية والتربوية والأدبية .

وأما الفصل الثالث الذي تعرّض فيه للمواقف السياسية عند الحبوبي فقد جاء في مبحثين الأول موقفه من الغزو الاجنبي للوطن العربي وقد ورد في موقفين أولهما: في موقفه من الاحتلال الايطالي لليبيا وثانيهما في مواقفه الوطنية عشية الاحتلال البريطاني للعراق والمبحث الثاني دور الحبوبي في مقاومة الاحتلال البريطاني وقد دُرست خلاله التعبئة الشعبية والتحرك للمعركة علاوة على مجريات واقعة الشُعيبة وما يرتبط بها من خطط ونتائج ونهاية مطاف.

وقد اعتمد الباحث في إعداد رسالته هذه منهجاً تكاملياً وظّفه حسب ما يمتلك من إمكانات معرفية متواضعة مستعملاً مناهج البحث المختلفة في الدراسة والمعالجات وحسب ما يقتضيه الموقف وتستدعيه الدراسة فاستعان بالمنهجين الوصفي والتاريخي في معظم مادة الفصل الأول وقد اعتمد مناهج التحليل والتعليل والإحصاء ومنهج الموازنة في رصد مادة القسم الثاني من المبحث الثاني من هذا الفصل وقد جاءت في هذا الفصل مجموعة من الجداول التي أغنت البحث من خلال التحليل والاستقصاء والموازنة والاستنتاج بعيداً عن أسلوب السرد الإنشائي كما وردت بعض المعالجات الاجتماعية في دراسة الظروف المُحيطة بالحبوبي وأكدت على دراسة الفرد وعلاقاته بالتطور الإنساني وارتباطه بأِحداث الوطن والأمة وتأكيد الصِلة بالمجتمع وارتباطه بالدعوات الإصلاحية واتكأ البحث في هذا الفصل على المنهج النفسي في إيضاح قوى النفس عند الحبوبي ومظاهر وملامح وعلامات سلوكه الفردي والاجتماعي ومعالجاته في المواقف وتحليلها.

وأما الفصل الثاني فكانت مناهج الإحصاء والتحليل والنفسي والمقارنة والاستنتاج حاضرةً وواضحة فيه .

وأما المناهج التي أفرزت مادة الفصل الثالث فكان في مقدمتها التاريخي فالاستقصاء والتحليل ثم الاجتماعي الذي يبرز فيه وتتضح مؤشراته.

أما مصادر البحث ومراجعه فكانت متنوعة فهي بين وثائق ومصادر عربية ومعربة ومخطوطات ومقابلات شخصية ورسائل وأطاريح جامعية ومعاجم وموسوعات ومقالات وبحوث من الصحف والمجلات علاوة لما حصل عليه الباحث من شبكات الانترنت.

وقد اعتمدت هذه الدراسة على بعض الوثائق غير المنشورة والمنشورة التي تخص الحبوبي ومن تلك الوثائق وثيقة غير منشورة تمثل رسالة بعثها الحبوبي إلى المؤمنين من عشائر بني زيد ومنهم شريف البندر للمشاركة في الجهاد وهي فتوى جهادية ودعوة لابد من تنفيذها وعدم التخلّف عنها وضرورة الدفاع عن الوطن والنهوض لرد كيد الأعداء وأن يلتزم الجميع بالتعاضد والتعاون والمؤازرةِ وكانت هذه الرسالة قد حملها الشيخ علي الشرقي حسب ما تشير إليه .

وتطلبت هذه الدراسة جهداً كبيراً من الباحث لعدم وجود دراسات تفصيلية عن الحبوبي فكان ديوانه المطبوع بطبعتهِ الخامسة في دار الكوكب ببيروت عام 2005 قد أعانَ الدراسة كثيراً واستبصر منه الباحث قضايا مهمة تأتي في مقدمتها النصوص الشعرية التي حللها الباحث وصولاً إلى استنتاج قيّم الحبوبي الفكرية وحيث جاءت مقدمة الديوان التي كتبها عبد الغفار حسين الحبوبي وأوجز فيها معلومات عن أسرة آل الحبوبي وحياته مُثقفاً وشاعراً وفقيهاً ومجتهداً ومجاهداً مما عمّدَ الدراسة وأغنى بُعدها التاريخي ولاسيما الفصل الثاني منها .

واعتمدت الرسالة على بعض المصادر التي تناولت حياة الحبوبي بإيجاز من تلامذته ومعاصريه ومن المشاركين له في حرب الجهاد أيضاً كمذكرات محمد رضا الشبيبي التي نُشرت عام 1973 والمبادئ والرجال للسيد محسن أبو طبيخ المطبوع عام 2003 وموسوعة الشيخ علي الشرقي النثرية المطبوعة عام 1988 والوقائع الحقيقية للثورة العراقية لعلي آل بازرگان المطبوع عام 2005 ومعارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء لمحمد حرز الدين المطبوع عام 1964 ومذكرات الحاج حسين الشعرباف المنشورة عام 1968 ولمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث للدكتورعلي الوردي المطبوع عام 2005 ومن الموسوعات: موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي المطبوعة عام 1965 وطبقات اعلام الشيعة لآقابزركَ الطهراني المطبوعة عام 1956 وقد أعطت تلك المصادر والمراجع فوائد جمّة من المعلومات التاريخية المهمة.

واما من مذكرات المسؤولين البريطانيين المُترجمة كبلاد مابين النهرين بين ولاءين لارنولد ولسون المطبوع عام 1991 والعراق الحديث لستيڤن هيمسلي لونگريك المطبوع عام 1988 ومعارك السفن الحربية للفايس اميرال ونفرد ئن المطبوع عام 1938.

وإن للمذكرات التي اعتمدتها الدراسة العربية كانت ام المُترجمة أهمية خاصة أعطت للأحداث صورةً حيّةً بسبب معايشتها لها وقربها منها وما كانت تحمله من أسرار دقيقة وتحركات آنية مُتابعةٍ لتطور مسيرة حركة الجهاد ويومياتها وما تحمله من ذكريات ومراسلات تؤيدُها الوثائق وقد أفادت هذه المذكرات الرسالة بالكثير من الأسرار التي عرفها جامعوها معرفةً دقيقة علاوة على انها قد كشفت كثيراً من المعلومات التي بقيت خافيةً لمدة من الزمان قبل ان ترى تفاصيلُها النور .

وأما المقابلات الشخصية فكان من أهمها مقابلة الأستاذ الدكتور كمال مظهر احمد الذي أكد على أهمية دراسة الموضوع وانه يستحق أكثر من دراسة وكانت بتاريخ 13 آذار 2009.

اما أهم المصادر التي لا بد من تحليلها وقد اعتمدتها الرسالة فضلاً عن الديوان ما كتبه الشيخ آقابزرك الطهراني في كتابه طبقات اعلام الشيعة نقباء البشر في القرن الرابع عشر الذي درس فيه حياة ودور أولئك النقباء ومنهم الحبوبي ولما لهذا الكتاب من المعاصرة ووثاقة الباحث ودقة روايته وعلو شأنه وسمّو علمه وفضيلته فقد أفاد الدراسة بمعلومات غاية في الأهمية واما ما كتبه علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث فهو دراسة تاريخية واجتماعية لأحوال العراق وما رافق ذلك من مواقف العثمانيين وسياساتهم ثم ما جرى بعد ذلك من احتلال العراق وتفاصيل حركة الجهاد التي وقفت في وجه المحتلين البريطانيين ودور الحبوبي فيها وكان بالإمكان ان يُبين الوردي رأيه في استعمال أو دراسة تلك الأحداث التاريخية لإيضاح طبيعة المجتمع العراقي ولكنه كان يرُسلُها إرسالاً من غير تحليل ونتائج ومع ذلك فإنها كانت مهمة.

وأما كتاب موسوعة الشيخ علي الشرقي النثرية فهي مجاميع من الدراسات الفكرية والتجارب السياسية والتطلعات التي عاصرها وعاشها حيث أثرى هذه الرسالة بمعلومات مهمة عن حياة الحبوبي وعوالم شخصيته وآفاق علمه والتحاقه بركبه في الجهاد وبيان توجهاته وقيادته ومرافقته لهُ وما جرى خلال ذلك من دوافع الحبوبي الوطنية والدينية والقومية .

وأما كتاب معركة الشعيبة 1914-1915 أسرار الخيبة من فتح الشعيبة للسيد هبة الدين الشهرستاني الذي حققه الأستاذ المساعد الدكتور علاء حسين الرهيمي والمدرس المساعد إسماعيل طه الجابري والمطبوع عام 2008 فقد أفاد البحث كثير من المعلومات عن تلك المعركة الحاسمة التي قادها الحبوبي وكان الشهرستاني رفيقه في ذلك الدرب الجهادي.

واعتمدت الرسالة على بعض المخطوطات ومنها: النجف الأشرف: رجال وأفكار وموافق للباحث كاظم محمد علي شكر الذي درس رجالات النجف الأشرف وأفكارهم ومواقفهم وهو حافل بمعلومات مستوحاة من كتب مخطوطة معتبرة تاريخياً حيث أثرى الرسالة بنشأة الحبوبي ودراساته وأثر المدينة في حياته وقيادته للعمليات الجهادية ودوره في تعبئة الجماهير لها .

وأما أهم الرسائل والاطاريح الجامعية التي استعنت بها كدراسات سابقة في الموضوع ومدى علاقتها بهِ فمنها: رسالة الماجستير الموسومة: تاريخ النجف في العهد العثماني الأخير 1831-1917 للباحثة ناهدة حسين علي جعفر ويسين والرسالة الموسومة: السيد محمد سعيد الحبوبي حياته وشعره للباحثة هدى جاسم محمد البطيحي والرسالة الموسومة: محمد كاظم الاخوند 1839-1911 للباحث عدي محمد كاظم السبتي علاوة على الكثير من الرسائل والاطاريح المبثوثة في ثنايا هذه الرسالة.

وأما ما يتعلق بالصعوبات التي واجهت الباحث فهي عامة يواجهها الدارس عند كتابة رسالته ابتداءاً من جمع المادة إلى قلة المكتبات وتباعدها ومراكز البحوث مروراً بضيق الوقت وصعوبة الحصول على المصادر والمراجع والعناء الذي يتحمله الباحث نتيجة التجوال بين مدن العراق للاستفسار عن المخطوط من الوثائق إلى مقابلة بعض الشخصيات الضليعة بمادة الدراسة علاوة على الجانب الأمني في بغداد خلال مدة جمع المعلومات والمُتمثل بالخطورة.

وأخيراً فان هذه الرسالة المتواضعة يضعها الباحث بين أيدي أساتذته رئيس لجنة المناقشة وأعضاءها لإثرائِها بما يعنُّ لهم من ملاحظات قيّمةٍ وما توفيقي إلا بالله رب العالمين.

 

 الفهارس 

 

المقدمة .................................................................................................................

 

الفصل الأول

محمد سعيد الحبوبي عصره وسيرته وبناؤه المعرفي

المبحث الأول: دراسة في واقع النجف الاشرف الاجتماعي والاقتصادي والفكري .......

أولاً: لمحات من الواقعين الاجتماعي والاقتصادي في النجف الاشرف.....................

ثانياً: أضواء على الواقعين الفكري والسياسي في النجف الاشرف...........................

المبحث الثاني: محمد سعيد الحبوبي نسبه ونشأته وسيرته العلمية..............................

أولاً: الحبوبي نسبه وولادته ونشأته .......................................................................

ثانياً: الحبوبي وأسس بنائه المعرفي والفكري............................................................

 

الفصل الثاني

محمد سعيد الحبوبي دوره الفكري ونشاطه الأدبي

المبحث الأول: محمد سعيد الحبوبي فلسفة التجديد والإصلاح ومنهجه التدريسي....

أولاً : فلسفة التجديد والإصلاح...........................................................................

ثانياً: منهجه في التدريس........................................................................................

المبحث الثاني:خصائص مدرسة محمد سعيد الحبوبي ومميزاتها الفكرية والتربوية والأدبية...

أولاً: خصائص مدرسة الحبوبي ومميزاتها الفكرية والتربوية.....................................

ثانياً: محمد سعيد الحبوبي الأديب والشاعر.............................................................

 

الفصل الثالث

محمد سعيد الحبوبي ومواقفه السياسية

المبحث الأول : موقف الحبوبي من الغزو الأجنبي للوطن العربي............................

أولا: موقف الحبوبي  من الاحتلال الايطالي لليبيا.................................................

 

5

 

 

 

13

13

21

33

33

39

 

 

 

51

51

62

69

69

90

 

 

 

97

97

 

ثانيا: موقف الحبوبي  من الاحتلال البريطاني للعراق.............................................

المبحث الثاني: دور الحبوبي في مقاومة الاحتلال البريطاني للعراق.........................

أولا: التعبئة الشعبية والتحرك للمعركة..................................................................

ثانيا: الحبوبي ومجريات واقعة الشعيبة....................................................................

الخاتمة..................................................................................................................

الملاحق................................................................................................................

المصادر والمراجع .................................................................................................

فهرس الكتاب ....................................................................................................

104

115

115

129

149

153

167

191