عبدعلي خان اديب (سنة 1273 هـ)

هو الابن الاكبر للحاج علي خان المقدم المراغي حاجب الدولة وشقيق محمد حسن خان اعتمادة السلطنة (صنيع الدولة) وامه بنت الملا احمد المراغي المعروف بـ( مستجاب الدعوة ) ولد في الخامس من شعبان سنة 1243 هـ في مراغة الايرانية، عمل في صباه في خدمة البلاط الملكي في عهد محمد شاه القاجاري، وكان رفيق الصبا مع ناصر الدين شاه، وعندما تسلم ناصرالدين العرش الملكي اصبح اديب الملك من رجال العهد الناصري في ايران وتولى ادارة الحكومة في قم وسمنان ومراغة، وكان ايضا شاعرا توفي 28 ذي الحجة سنة 1302 هـ عن عمر ناهز الستين عاما .

قام المؤلف برحلته هذه وهو ابن ثلاثين سنة مبتدئا فيها انطلاقا من طهران والعود اليها واستغرقت حوالي الستة اشهر شرع بالحركة من طهران في 4 شهر محرم الحرام 1273 هـ وعاد اليها في شهر جمادي الثاني سنة 1273 هـ .

وفي رحتله تعرض لوصف الصحن العلوي المطهر يقول : 

صحن أمير المؤمنين (عليه السلام) : 

يبلغ طول صحن أمير المؤمنين اثنان وسبعون ذراعا وكذلك العرض ايضا وللصحن الشريف اربعة ابواب : 

باب الطوسي، وهو الباب المقابل لايوان الذهب (1) وكتيبة الايوان هي من الذهب ايضا وفوق تلك الباب توجد ساعة كبيرة جدا يسمع رنينها كل اهل النجف . 

والباب الثانية هي الباب الشرقية المقابلة لسوق بائعي العباءات ( العبايجية ) والآخرى باب القبلة .

والرابعة هي الباب الشمالية .

عندما تدخل الى الصحن المطهر من باب الطوسي يواجهك ايوان الذهب، ويقع امام الايوان حوض ماء مشهور باسم حوض الكوثر، وكان في السابق يتصل بقناة ماء، حيث كان على الدوام مملوء بالماء، ولكن هذه القناة اصبحت مطمورة ويوجد وسط الحوض اربعون مصباحا من النحاس .

ميلان المنارتين 

والايوان والمنارتين والقبة المطهرة كلها مكسوة بالذهب، وقد كساهما نادر شاه وقمة كل من المنارتين منحرف يراهما الجميع، وقد تم تخريب القمتين واعادة بنائهما لكنهما بقيا على هذه الحالة، واصبح واضحا للناس انهما يبقيان بهذه الحالة حتى لو اعيد بنائهما الف مرة لانهما يميلان احتراما للرسول الاعظم فهما يقابلان الحرم النبوي الشريف .

الدراسة في الصحن 

عندما تدخل من الباب الاول يقابلك الرواق، وقد شاهدنا هناك شيئا غريبا وهو انه بعد انتها صلاة المغرب يجتمع هناك حوالي الالف شخص او اكثر من الطلبة من بينهم حوالي الثمانين مجتهدا، حيث يجلسون هناك كل ليلة للتباحث العلمي والدرس، وقد انتفخت او داجتهم من الصراخ، وهم يضربون بايديهم غير آبهين للمكان المقدس والجالسين فيه، وان الامام حي، وانه عليهم ان لا يرفعون اصواتهم بحضورة، ان الضجيج الذي شاهدناه يفوق بضجيج سوق الهرج في بغداد .

الضريح المقدس 

وينفتح من الرواق الى داخل الروضة المطهرة بابان فضيان الى الى القبر الشريف من جهته تحت القدمين، القسم السفلي من الضريح مصنوع من الفضة، اما الضريح نفسه فهو مصنوع من الفولاذ ويستقر داخل الضريح صندوق من الخشب ومكان الاصبعين موجود على شكل محراب وتوجد السيوف والخناجر المرصعة بالاماس معلقة هناك، ومن المشهور ان ادم ونوح (عليهما السلام) مدفونان في نفس الضريح . 

توجد داخل الضريح القناديل الكبيرة من الذهب والفضة وعددها حوالي الثمانية عشر قنديلا، ولكن القناديل الصغيرة كثيرة لا تحصى، كما توجد هناك عدد من القناديل البرونزية التي تتدلى من سقف الرواق .

خزانة المرقد الشريف 

اما الخزانة فهي محفوظة في مكان خاص، وتوجد نسخة من موجوداتها في ايران، ولكن يبدو ان لا احد يعرف موجوداتها هناك نسخ كثيرة من القرآن الكريم، ومنها ما هو مكتوب بخط أمير المؤمنين، الامام الحسن (عليهما السلام)، هما موجودان داخل الضريح، امام بقية النسخ فهي موجودة في المكتبة، وهي مثبة في سجل لدى الشيخ محمد حسن بن محمد ابراهيم ارباب . 

حوض نجيب باشا والرواق 

عندما تدخل من باب القبلة يوجد على جهة اليسار حوض ماء وبئر حفره نجيب باشا والي بغداد، حيث يؤخذ الماء من البئر ويملأ الحوض ليتوضأ منه الناس . 

ويتصل الرواق من جهة الرأس بجدار الصحن الشريف ويوجد هناك ممر ضيق مسقف ( الساباط ) يحتوي على حجرات، وبعد عبور غرفتين توجد هناك تكية البكتاشية التي يجتمع فيها عدد من الدروايش الذين تنفق عليهم الدولة العثمانية، وهناك يجلس المرشد الديني الذي يدعى (دده) .

القبور التي في الصحن 

عندما تدخل من باب الشارع يوجد من جهة اليمين قبر ( تاج الدولة ) ومقابل قبر ( الحاج الميرزا هادي الجواهري  ) الساكن في بغداد حيث اعد لنفسه مقبرة هناك، وفي الغرفة الثانية من جهة اليمين هناك قبر ( الميرزا ابو الحسن هان ايلجي ) وفي جهة اليمين من الضلع الثاني توجد غرفة يقع فيها قبر (شاه خليل المحلاتي وزوجته) .

القبور التي في الرواق 

اوصى المرحوم الشاه عباس ان يدفن واقفا تحت قدمي الامام (عليه السلام)، فنقذوا وصيته، ولكن السادن رأى أمير المؤمنين في المنام يقول له : اضجعوا ولدي، فاضجعوه وسط الباب .

هناك حجرة خاصة على جهة اليمين يقع فيها قبر ( آقا محمد خان ) و ( والدة فتحعلي شاه ) والى جانبها هناك غرفة دفن فيها ( حسين علي ميرزا ) حاكم فارس واولاده والى جانبه قبر (الحاج محمد مهدي والحاج مير محمد حسين ) امام جمعة اصفهان .

وبعد ذلك يأتي قبر ( الحاج محمد ابراهيم القزويني ) و ( مجتهد اصفهان ) وبعد تلك الغرفة هناك قبر ( خان بابا خان الرئيس ) الذي توفي اثناء حكمه لكرمان (2) 

 


(1) هذا اشتباه منه فان باب الطوسي لايقابل الايوان الذهبي كما هو المشاهد للجميع الان ولعله يريد به باب الساعة كما يدل عليه بقية كلامه .

(2) العراق في مشاهدات ناصرالدين شاه القاجاري، ترجمة هادي الاسدي، نشر مؤسسة آفاق للدراسات والابحاث العراقية، مجلة آفاق نجفية العدد 24 سنة 2011 ص164 .