ابن المستوفي

تعود رحلة ابن المستوفي الى عام 1340 م وهي الرحلة المسمات بنزهة القلوب وقد اشار المستوفي في رحلته الى ماضي الكوفة وتاريخها منذ الفتح الاسلامي للعراق قال : 

(( تقع الكوفة على خط العض 31 درجة وخط الطول 32، 79 درجة، وهي في منطقة اكثر حرارة من بغداد، فالرياح الشمالية هي السائدة على الاغلب، وتصل المياه الى الكوفة عن طريق قناة تتفرغ من الفرات الذي يمر قريبا منها، ومن المدهش حقا، كثافة بساتين النخل ووسعها حيث تتوزع في مساحات كبيرة، غير انه الملفت للنظر هو ووجود القصب وبكثافة في هذه المنطقة فيستخدم لاغراض شتى ومنها استعمالة كاقلام للكتاب )) (1) 

يقول المستوفي في كتابه الذي ألفه في القرن الرابع عشر (( ويقع على فرسخين من الكوفة نحو الجنوب الشرقي مشهد علي أمير المؤمنين ويعرف بالمشهد الغروي، فان عليا لما جرح الجرحة التي مات فيها في مسجد الكوفة اوصى ان يحمل جسده عند موته على جمل ويطلق عنانه، فيحيثما برك دفن جسده . ففعلوا ذلك وصادف ان برك الجمل في المكان الذي فيه المشهد اليوم فدفن هناك . ولم ينكشف المرقد المبارك مدة حكم الأمويين وكذلك في حكم العباسيين حتى زمن هارون الرشيد . وصادف ان خرج هارون الرشيد سنة 175 هـ (79 م) الى الصيد في هذه النواحي فتتبع صيدا فهرب الصيد واحتمى في هذا المكان، فركض حصانه نحو هذا المكان فلم يفعل واثر ذلك في قلب الخليفة وسأل الناس هناك فأخبروه بأن ذلك هو قبر علي وأمر هارون ان تحفر الارض فوجد جسد علي راقدا وهو مجروح فبنى عليه وسكن الناس حوله )) . وربما كان في ذكر ان جسد علي وجد راقدا وهو مجروح بعد مضى 130 سنة على قصة هارون الرشيد

(( ان عضد الدولة البوهي أقام في (366 هـ - 977 م) بناء عظيما على القبر كما يشاهد اليوم واصبح المكان منذ ذلك التاريخ مدينة صغيرة محطها 2500 خطوة )) .

 


(1) نزهة القلوب : ص35