البيليوغرافيا :  هي المتفاح الذي يعالج مغالق البحث، ويفصح عن جوانبه وزواياه المختلفة ، وقد دأبت الأمم الراقية أن تختص دوائر  ومؤسسات مهمتها جمع ما يمكن جمعه من مصادر ومراجع وبحوث ومقالات وإشارات، ثم تنسيقها وتبويبها وإعداد الفهارس والإثبات، وإخراجها للناس بالوجه الذي يضمن الاستفادة منها.

والببليوغرافيا، فن يتطلب صبراً طويلاً، ومثابرة على العمل، وتتبعاً واسعاً لآثار أهل العلم القدامى والمحدثين، ووقوفاً أكيداً على دقائق الموضوع الذي تنطوي عليه مصادره ومراجعه الراقدة في خزائن الكتب العامة والخاصة ومراكز الدوريات والوثائق.

ومن أهم مقومات الباحث أو المؤلف هو الوقوف على أسباب البحث بما يتيح له الخوض فيما هو بصدده، وفي طليعة تلك الأسباب معرفة المراجع التي عليه أن يعتمد عليها ،وما أيسر البحث حينما تكون مراجعه دانية القطوف والمواد الأولية لبناء البحث الذي يريد تشييده متوفرة ، ولكن دون تهيئة هذه المراجع تكون المصاعب جمّة، قد تبعد الكثير من الباحثين والمؤلفين عن تحقيق أهدافهم، ومن هنا تظهر قيمة «الببلوغرافيا»، فهي تهوّن الأمر على الباحث الذي يعسر عليه استقصاء مراجعه عندما تتوفر بين يديه أثبات وفهارس تحوي شتى المراجع التي يستمد منها مادة بحثه.