الشيخ حبيب الكاظمي (دامت توفيقاته)

الشيخ حبيب الكاظمي (دامت توفيقاته)

سماحة الشيخ حبيب الكاظمي دام توفيقه /  26 رمضان 1431هـ - 210/9/6

الشيخ حبيب الكاظمي صاحب مدرسة أخلاقية متميزة.. مربي فاضل.. عالم عارف.. نهج لنفسه ومدرسته منهجا تربويا خاصا من خلال السمو بالنفس البشرية لأعلى مراتب الكمال عن طريق التعلق بالله تعالى تعلقا حقيقيا صادقا والتأكيد على الأخلاق الفاضلة..

السيرة الذاتية لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي؟

ولدت في ايران في محافظة فارس عام 1957 وبعد سنتين أو ثلاثة انتقل والدي إلى العيش في دولة الكويت وكنا معه ودرست هناك الدراسة الابتدائية والثانوية، وفي منتصف الستينات من القرن الماضي عدت إلى قم المقدسة للدراسة الحوزوية وكنت من اوائل الذين هاجروا من الكويت إلى ايران وبعدها مباشرة تشرفت بالهجرة إلى النجف الأشرف وحصلنا على غرفة في احد مدارس النجف للدراسة والاستقرار والإقامة فيها وأظنها مدرسة اليزدي أو الأخوند ثم درست في النجف شطر من المكاسب على يد السيد محمود الهاشمي وغيرهم من الأساتذة وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران والظروف الصعبة التي مر بها العراق من اعتقال السيد محمد باقر الصدر واعدامه والتشديد على طلبة الحوزة العلمية رجعت إلى قم لاكمال الدراسة هناك حيث حضرت دروس البحث الخارج عند اية الله العظمى الشيخ وحيد الخراساني (دام ظله) والشيخ ميرزا جواد الآملي، وآية الله السيد كاظم الحائري، وهم اساتذتي الرئيسيين في مجال التتلمذ والتعلم.

الانتقال إلى مشهد؟

بعد الأوضاع الصعبة التي مرت بها مدينة قم في الحرب العراقية الإيرانية من خلال القصف المستمر للمدينة من قبل صدام انتقلت إلى مدينة مشهد المباركة، وبعد فترة من الإقامة بمشهد استطعت التعرف أكثر على اية الله الشيخ بهجت لأنه كان يأتي إلى مشهد في الصيف ويبقى شهرين فكنت اتشرف بخدمته هناك وتوطدت هذه العلاقة مع سماحته إلى ما قبل وفاته، وايضاً في هذه الفترة وفقني الله بالتعرف على اية الله السيد عبد الكريم الكشميري ووفقت لخدمته والاستفادة من علومه.

أبرز اساتذة  الشيخ الكاظمي؟

من أبرز اساتذتي في المقدمات والسطوح سماحة السيد حسين الهمداني صاحب كتاب المحاكمات في الأصول وهو من فضلاء الطلبة في حوزة النجف الأشرف فقد هاجر إلى قم وسكن فيها، وكذلك اية الله الشيخ الكرباسي الهاشمي، والسيد قاضي زادة والذي هو من فضلاء حوزة النجف الأشرف والخبير بفتاوي آية الله السيد السيستاني في مكتبه بمشهد، أما اساتذتي في البحث الخارج فقد ذكرتهم سابقا وهم اية الله الشيخ وحيد الخراساني واية الله الشيخ جواد آملي وآية الله السيد كاظم الحائري.

ما هو تحصيلكم الأكاديمي؟

بعد اكمال الدراسة الثانوية انتسبت إلى جامعة بيروت العربية قسم علم النفس وفي الحقيقة لم اكن ارغب الدراسة الأكاديمية ولكني فعلت ارضاء لوالدي، فقد كنت متعلق بالدراسة الحوزوية.

لماذا اخترت الدراسة الحوزوية؟

الدور الرئيسي في هذا المجال كان لسماحة اية الله الشيخ وحيد الخراساني فقد كان يأتي إلى الكويت للتبليغ رغم مركزه وتصديه لدرس البحث الخارج فقد كان يأتي ثلاثة شهور في الكويت وحتى عندما كان يدرس في النجف فقد كنت أحضر وبالتزام دروسه ومنبره وهو الذي تولى توجيهي للدرس والدراسة.

ابرز مؤلفات الشيخ الكاظمي؟

ابرز مؤلفاتي هو تحرير الكفاية والذي هو اعادة لصياغة كتابة كفاية الأصول للآخوند الخراساني، وكتاب جواهر البحار والذي هو ملخص لكتاب بحار الأنوار 6 مجلدات وكتاب اسرار صلاة الخاشعين، وكتاب برنامج الصالحين من القيام إلى المقام، وكتاب من كان له قلب، وكتاب لكل زوج وزوجة، وكتاب الأسرار الباطنية للحج.

هل لديكم كتب غير مطبوعة؟

هناك كتاب الف كلمة حكيمة وهي مجموعة مختارة من كلماتنا موجودة في موقع السراج.

ما هي اطروحاتكم الفكرية والعلمية؟

الأطروحات الفكرية متركزة في الجانب الأخلاقي والعرفاني ويجمعهما شعار واحد وهو ان المدرسة العرفانية متاحة للجميع وليست وقفا على فئة خاصة.

ما هو العرفان بنظركم؟

العرفان معرفة الله عز وجل معرفة علمية دقيقة ومعرفة شهودية واضحة لما ينتج منهما حالة من حالات الذكر الدائم والتعلق القلبي به جل جلاله.

يقول البعض العرفان اطلق كتوجه مقابل علوم اهل البيت عليهم السلام ؟

هذا الكلام ليس صحيحاً على اطلاقه، قد تصح هذه المقولة بالنسبة للعرفان الذي لا يستند على اصول شرعية ولا يستمد جذوره من اهل البيت عليهم السلام كالمدارس الروحية اليونانية والهندية ولكن العرفان الذي يستقي اصوله من اهل البيت عيليهم السلام والذي مثله طائفة من العلماء كالسيد بحر العلوم والمقدس الأدبيلي والسيد ابن طاووس وغيرهم وهذا هو عين عرفان اهل البيت (عليهم السلام )

ما هي مشاريعكم الثقافية والعلمية؟

وفقت في قم لإنشاء حوزة تخصصية علمية للطلبة المتميزين والذين لهم مستوى عالٍ في الدراسة وتقدم خدمات جليلة وكبيرة للطلبة، أما في مشهد فوفقت لإنشاء مجمع باسم مجمع الزهراء فيه مسجد وحسينية ومؤسسة ثقافية للنشر ومركز لرعاية الأيتام والفقراء ودعماً لميزانيتها انشأ فيها شقق فندقية لدعم الفقراء.

وهناك أيضا مشروع فضائية المعارف بمكاتبها المختلفة في الكثير من البلدان والتي اخذت الكثير من جهدنا ووقتنا لإظهارها بالشكل والمضمون المرضي لله عز وجل والمؤمنين، وهناك موقع شبكة السراج وهو من المواقع المتميزة على الشبكة العالمية، وأملنا لتطوير فضائية المعارف وجعلها شبكات معارفية وبلغات مختلفة من اجل افادة اكبر للبشر في العالم.

عشتم في العراق فترة من الزمن، كيف تقيمون الواقع الثقافي والديني الآن وخاصة بعد التحرر من العبودية والظلم السابق؟

الذي رأيته هو التحرر من السيطرة الصدامية وهو سيطرة على الخارج ولكن المشكلة هو التحرر من شر النفس الأمارة بالسوء وكان توقعي بعد سقوط هذا النظام نرى حركة فكرية وثقافية وعلمية اسرع مما اراه في زياراتنا فكنت اتوقع مداً ثقافياً لا في الأوساط الخاصة بل في عامة الشعب، صحيح هناك بعض المبررات الواضحة، لكن الحركة الفكرية والثقافية تسير يبطئ كبير، كنت اتمنى أن نرى عامة الشعب قد استغل سنوات التحرر هذه بصورة اسرع لكي تعطي ثمارها بشكل أكثر.

كيف تقرؤون الواقع الإسلامي اليوم؟

لا شك فيه هناك حالة من حالات الصحوة الدينية بشكل عام والشيعية بشكل خاص والروحية بشكل خاص الخاص والصحوة الروحية من خلال نظرة أهل البيت عليهم السلام من سمات هذا العصر ولكن للأسف عدم وجود منهج واضح في هذا المجال سواء من جهة المؤلفات أو المؤلفين فقد رأيت في المشاهد الشريفة جيل شبابي يتوق إلى حالة من حالات التميز الروحي والفكري ولكنه يعيش حالة من حالات الضياع مما فتح المجال للمدعين في هذا المجال ومع الأسف ظهور الأفكار والمدارس الخرافية في هذا البلد خاصة بعد سقوط النظام لا نجد لها مثيلا في البلدان الأخرى، من هنا قررت الإكثار من زيارة هذا البلد الكريم عسى ان يكون لنا دور لرد مثل هذه الأفكار المنحرفة.

هناك إقبال عاطفي لأهل البيت عليهم السلام يتجلى في مواسم الزيارة ولكن الأمر يحتاج إلى صقل وتشذيب وتركيز لهذه العاطفة المتأججة والمتوقع من العلماء القيام بهذا الدور ولكن تعذر الساحة العلمائية بسبب انشغالها بالقضايا السياسية وقضايا أهم وأكبر لأن العراق يمر بحالة صعبة وهامة في تاريخيه.

الحوزة العلمية في النجف:

نتوق إلى ان تستعيد الحوزة العلمية أمجادها بالنفس الذي كانت عليها في ايام عز النجف الأشرف وخاصة هذه الحوزة هي امتداد لتراث الشيخ الطوسي قبل الف عام، أتوقع ان تعود الحوزة إلى عزها وتاريخها بفضل جهود العلماء الأعلام، ولا ننسى بأن علماء النجف قدموا الكثير واستشهد منهم الكثير لرفع كلمة الحق والعدل وقد فقدت الكثير من اعلامها ومفكريها وأنا على يقين من عودتها وعافيتها.

السيد الجليل العالم العارف علي القاضي وتلامذته هل يعتبرون رواد المدرسة العرفانية؟

في السنوات الأخيرة الذين تميزوا في هذا المجال تلاميذ المدرسة العرفانية للسيد علي القاضي (رحمه الله) والذي من اعلامها السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان والشيخ بهجت ومن خلال تميز هاتين الشخصيتين، نعلم بأن هذا العلم له بعد اخلاقي كبير ولولاه لما تخرج هؤلاء العلماء، وهم بالفعل رواد المدرسة العرفانية في القرن الماضي.

خلال تجوالكم في اروقة قسم الشؤون الفكرية والثقافية كيف تقيمون العمل فيه؟

اتوقع ان يكون هذا القسم من أهم اقسام العتبة العلوية ويستحوذ على اهتمام اكثر قياسا لبعض المشاريع التزينية لما له من اهمية بالغة في نشر وحفظ تراث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والدور التبليغي الذي يضطلع به من خلال اصداراته المتميزة، واقترح انشاء قسم خاص للتحقيق والترويج لنهج البلاغة وحصر المؤلفات التي الفت في الإمام علي عليه السلام.

كلمة أخيرة لمنتسبي العتبة العلوية خدام الإمام علي (عليه السلام) ؟

المتوقع من منتسبي الحضرة العلوية عموما ومنتسبي القسم الفكري خصوصا ان يكونوا اكثر الناس تجسيدا لمبادئ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) المتمثلة بالاخلاص والتفاني في خدمة الشريعة وأنا اعتقد ان الإمام سيبارك بالمنتسبين إلى حضرته والقائمين بخدمته بشرط وجود القابلية والأهلية في ذواتهم المباركة.