القصيدة الكوثرية

{ السيد رضا الهندي }

أَمُفَـــلَّجُ ثغرك أم جوهرْ

ورحيقُ رضابك أم سُكَّرْ

***

قد قـال لثغرك صانعـه

« إنَّا أعطيناك الكوثر »

***

والخال بخدِّك أم مسـك

نَقَّطتَ به الورد الاحمـرْ

***

أم ذاك الخال بذاك الخدِّ

فتيتُ الندِّ على مجمرْ

***

عجبا من جمرته تذكو

وبها لا يحترق العنبر

***

يا مَنْ تبدو ليَ وفرتُه

في صبح محياه الازهر

***

فأجّـــــــــــــــن به « الليـل إذا

يغشى » « والصبح إذا اسفرْ »

***

ارحــــم أَرِقاً لو لم يمــــرُض

بنـــــــــعاس جفونك لـم يسهر

***

تَبْيَضُّ لـهــــــــــجرك عينــاه

حزناً ومـــــــــــــدامعُـه تحمر

***

يا للــــــــــــــــــعشاق لمفتـــونٍ

بهوى رشـــــــــــــأ أحوى أحور

***

إن يــــــــــــــــبدُ لذي طرب غنَّى

أو لاح لــــــــــــــــــــــذي نُسُكٍ كَبَّرْ

***

آمنت هـــــــــــــــــــــــــوىً بنبوتــه

وبـــــــــــــــــــــــــعينيـه سحرٌ يؤثــرْ

***

أصـــــــــــــــــــــفيت الودَّ لذي مللٍ

عيـــــــــــــــــــشي بقطيعته كـــدّرْ

***

يامَــــــــــــنْ قـــــــد آثر هجـــراني

وعلـــــــــــيَّ بـلـــــــــــقياه استأثـرْ

***

أقســـــمتُ علـــــــــــــيك بما أولتـ

ـكَ النضــــــــــرة من حسن المنظر

***

وبوجـــــــــهك إذ يحــــــــــمرُّ حيا

وبوجـــــه مـــــــــــــحبك إذ يَصْفَرْ

***

وبلـــــــــــــــؤلؤ مبسمك المنظـوم

ولـــؤلؤ دمــــــــــــعـي إذ يـــنثـر

***

إن تتـــركْ هـــــــــــذا الهجر فليـ

ــسَ يــــــــــــليق بمثلي أن يُهْجَر

***

فاجــــــــــــــلُ الاقداح بصرف الرا

حِ عســـــــى الافـــــــــراح بها تُنْشر

***

واشـــــــــغل يمناك بصــــــبِّ الكا

سِ وخـــــــــلِّ يسارك للمـــــــزهر

***

فــــدمُ العـــــــنقود ولـــــــحنُ العو

دِ يُــــــعيد الخــــــــير و يَنفي الشر

***

بَـــــكِّرْ للسُـــــــــــــكْرِ قبيل الفجـ

ـرِ فصــــــفو الدّهــــــــر لمن بَكَّرْ

***

هذا عمـــــــلي فاســـــــــلك سبلي

إن كنـــت تُـــــــــــقِرُّ على المنكر

***

فلــــقد أســــــرفت ومـــــا أسلفْـ

ـتُ لنـــــــفسي ما فــــيه ُعْـــذَرْ

***

سَــــــوَّدتُ صحيــــــفـة أعمالي

ووكــــــلت الامــــــر إلى حيدر

***

هو كهــــــــــفي من نــوب الدنيا

وشـــــــفيعي في يـــــــوم المحشر

***

قـد تَمَّــــتْ لــــي بولايــــتــــــه

نعــــــمٌ جَـــــــمَّتْ عن أن تشكر

***

لأُصــيب بهـا الحـــــــــظّ الاوفى

واخصـــــص بالســــــــهـم الاوفـر

***

بالحفـــــظ مــن النار الكـــــــبرى

والامـــن مـــن الفــــــــــزع الاكبر

***

هل يمــــنعني وهـــــو الســــــــاقي

أن أشــــربَ مِن حـــــــوض الكَوثر

***

أم يــطـــردني عــــن مائــــــــــدة

وُضِـــعَتْ للقانــــــــع والمُــعْتَــــر

***

يا مـــن قد أنـــــكر من آيــــــا

تِ أبــي حســـــــــنٍ ما لا يُنْكَرْ

***

إن كنــــتَ، لجـــــــــهلك، بالايّا

مِ، جـــحـــــدتَ مقامَ أبي شُبَّرْ

***

فاســــــأل بدراً وإســــــأل أُحُداً

وســــل الاحــــــزاب وسل خيبر

***

مَن دبَّــرَ فيـــها الامــــرَ ومَـــن

أردى الابـــــطال ومن دَمَّـــــــرْ

***

مَن هدَّ حُصـــــــــونَ الشِركِ ومَن

شــــادَ الاســـــــلامَ ومَــــن عَمّـَرْ

***

مَــــن قدَّمَـــهُ طـــه و عَــــــــــلى

أهـــلِ الايــــمـــانِ لَـــــــهُ أَمَّـــرْ

***

قاســـوكَ أبا حَســـــــــــــنٍ بِســـوا

كَ وهـــــــــل بالــطود يقاس الذر ؟

***

أنّى ســـــــــــاووك بــمـن نــاوو

كَ وهــــــــــل ساووا نعلَيْ قنبر ؟

***

وإذا ذُكَــــرَ المَـــعـــــــــروفُ فما

لســـــــــــواكَ به شــــــــي‌ءٌ يُذْكَرْ

***

أفعالُ الخـــــير إذا انتــــــــــشرت

في النـاسِ فأنتَ لــها مَصـــــــــدر

***

أحيــيتَ الدّيـــن بأبــــــــــــيضَ قد

اودعتَ بهِ المــــــوتَ الاحمــــــــر

***

قُطباً للــــحرب يديـــــــــــر الضر

بَ ويــــــــــجلو الكـــــرب بيوم الكر

***

فاصـــدع بالامـــــــــــر فناصرك الـ

ـبَتَّــــــــارُ وشانئــــــــــــــــــك الابتـر

***

لو لم تـُــــــــــؤمر بالصبرِ وكظم الغيـ

ـــظِ وليتــــــــــــــــكَ لـــــــــــم تؤمـر

***

ما آلَ الامـــــــــــــــــــــرُ إلى التـحكيـ

ـمِ وزايل مـــــــــــــــــــوقفـه الاشـــــتر

***

لكن أعــــــــــراض العاجــــــــــل مـا

علــــــــــــــــقت بردائـــــــك يا جـوهر

***

أنــــت المهتــــــمّ بحفـــــــــــــظ الديـ

ـنِ وغيــــــرك بالدنـــــــيا يغــــــــــتر

***

أفـعالُـــــــــك مـا كانـــــــــــــت فيهـا

إلاّ ذكـــــــــــــــــرى لمــــــــــن اذَّكَّر

***

حُجــــجاً ألـــــــــــزمت بــــها الخصما

وتبـــــصرةً لمـــــــن استبــــــــــــصـر

***

آيـــــــــاتُ جلالــــــــــــــِكَ لا تــُـحصى

وصـــــــفاتُ كمالـــــكَ لا تُحصَـــــــــر

***

مـَــــــــن طــــــــــــــوَّلَ فيكَ مدائحَـه

عن أدنـــــــــــى واجبــــــــــــهـا قصَّرْ

***

فــاقبـــــــــل يا كعبــــــــــــــــــــة آمالي

مِن هــــــــــدي مديـــــــــحيَ ما استيسر

***

مَـــــن غَيـــــــــرك مَن يُدعَى للـــــــحر

بِ وللمحـــــــــــــراب وللمنبـــــــــــــر