عليٌّ والحياة الخالدة

{ محمدحسين الصغير }

تَبْقَى.. وأنْتَ الكَوْكبُ السَّيَّارُ

رمْزاً وعُقْبى الخالدينَ الدارُ

***

ناغَيْتُ ذكْرَاكَ.. والجَوَى بيَ عاصِفٌ

وشَدَوْتُ باسْمِكَ.. والهَوَى قيثارُ

***

وأفاقَ مَخْمُورٌ.. وغَرَّدَ صادحٌ

لوْلا الهُدَى ما اهْتَزَّتْ الأوتارُ

***

ودَرَجْتُ أسْتَوْحي الكَواكِبَ قائلاً:

أنَّى يَكُونُ مَقامُها الأبْرارُ

***

وإذا الجَوَابُ: أئمَّةٌ في جَنَّةٍ

فيْحاءَ.. تَجْري تَحْتَها الأنْهارُ

***

وهُمُ على (الأعْرافِ) مِنْ عُرفائِها

وحِجابُها فَلَكٌ بِهِمْ دَوَّارُ

***

والخُلْدُ أزْلَفَ.. والحَضيرةُ تَزْدَهي

فيها المَلائكُ.. والكُؤوسُ تُدارُ

***

ومحمَّدٌ ولواؤُهُ في رفرفٍ

والسَّابقُونَ وآلُهُ الأطْهارُ

***

وعَوالِمُ المتألهينَ سحائبُ الـ

ـبَركاتِ تَهْمي حَوْلَها الأمطارُ

***

والأرضُ غَيْرُ الأرض في مَلَكُوتِهِ

والشَّمْسُ والأفْلاكُ والأقمارُ

***

والليلُ ثمِّةَ غَيْرَ ما عَرفَ الدُّجَى

والفَجْرُ في النَّفحاتِ والأسْحارُ

***

والناسُ خُرْسٌ.. والشَّفاعةُ تُرْتَجى

والحَشْرُ جأّرٌ بِهْم زأَّرُ

***

نُصِبَتْ مَوازينُ الحسابِ وأبْرزَتْ

عِنْدَ القيامةِ تلْكُمُ الأسْفارُ

***

للمُتَّقينِ كريمةً سَيْماؤُهُم

تِلْكَ الجنانُ.. وللطغاةِ النَّارُ

***

والمُلْكُ مِنْ دُون الخلائقِ كُلِّهِمْ

للهِ.. وهْوَ الواحدُ القَّهارُ

***

عِيدُ الغَديرِ وأنْتَ مَوْلِدُ أمَّةٍ

عَصْماءَ.. لا بَطَرٌ، ولا اسْتِئْثارُ

***

عيدٌ أطلَّ على الحَياةِ.. ومَوْسِمٌ

يَزْهُو بِرَوْعَةِ قُدْسِهِ التّذْكارُ

***

فيهِ البشائرُ والشَّعائرُ تَلْتَقي

ومِنَ البشارةِ دَوْلةٌ وشعارُ

***

فاخْتَرْتَ تَحْمِلْ للولايةِ عِبْئَها

ولأنْتَ نِعْمَ الحاملُ المُخْتارُ

***

وبِهِ قد انْعَقَدَتْ عَلَيْكَ إمامةٌ

وعلى جَبينِكَ قد أقيمَ الغارُ

***

ما كانَ بالأمرِ اليَسيرِ رسالةً

فيها نِظامُ الكائناتِ يُدَارُ

***

ألْقَتْ إلى كَفَّيْكَ ثِقْلُ أمانةٍ

نَطَقَتْ بصدْقِ أدائِها الآثارُ

***

ولأنْتَ سَيِّدُها وقائدُ جَمْعِها الـ

ـعِمْلاقُ.. والمُتصرِّفُ المِغْوَارُ

***

تَسْري مَعَ الاعْصارِ في تاريخِها

فكأنَّ رُوحَكَ تِلْكُمُ الأعْصارُ

***

وتُسابِقُ الأحْداثَ في غَمَرَاتِها

فيَفرُّ جُبْناً زَحْفُها الجَرَّارُ

***

وتُصارعُ الأقْدَارَ في هَجَماتِها

حتَّى يُظَنُّ بأنَّكَ الأقْدَارُ

***

وتطاولُ الأقمارَ في أبْرَاجِها

فتخُرُّ ساجِدَةً لكَ الأقْمارُ

***

ماذا يُحَدِّثُ شاعِرٌ عَنْ رائدٍ

وطِوالُ ما يَصِفُ القَريضُ قِصارُ

***

ولقدْ شَمخْتَ فكُنْتَ فَذّاً نادِراً

وتضاءَلَتْ بإزائِكَ الأشْعارُ

***

رَمْزانِ يَخْتَرقانِ كُلَّ كَريمَةٍ

عَدْلُ الإمامُ.. وعَزْمُهُ الجَبَّارُ

***

يتباريانِ عَراقةً وأصالةً

وكذا تَكُونُ الرّفْقَةُ الأخْيارُ

***

شَرَفاً أميرُ المُؤمنينَ.. فَلَمْ تَزَلْ

تَهْفُوا لكَ الأسْماعُ والأبْصارُ

***

في كُلِّ داجيةٍ مَنارٌ مِنْ هُدىً

وبكُلِّ صَقْعٍ تَشْرقُ الأنْوَارُ

***

ولَقْدْ غَرَسْتَ لنا بكُلِّ فَضيلةٍ

صنْوانِ هُنَّ: البِرُّ، والإيثارُ

***

والمُصْلحُونَ حَياتُهُمْ ومماتُهُمْ

في الخالدينَ.. الخَصْبُ والأثْمارُ

***

والعَدْلُ يَحْتَضِنُ الضَّعيفَ وعِنْدَهُ

بإزاءِ كُلِّ كريهةٍ مِعْيارُ

***

والنُّبْلُ كالحقْلِ المُنَوَّرِ.. أُفْقُهُ

ألَقٌ.. ونَفْحُ عَبيرِهِ مَوَّارُ

***

وصِفاتُكَ الغُّرُّ الحِسانُ كما مَشَتْ

بينَ الكَواعِبِ غادَةٌ معطارُ

***

حَسْبُ العَقيدةِ أنْ سَلَكْتَ مسارَها

والظالمُونَ بِغْيِّهِمْ قدْ سارُوا

***

والرايةُ البيضاءُ عزكَ دُونَها

للناكثينَ مَذلَّةٌ وصَغارُ

***

والمجْدُ للإيمانِ تَرْفَعُ صَرْحَهُ

والقاسِطُونَ عُرُوشُهُمْ تَنْهارُ

***

وطَريقُكَ الإسْلامُ.. وهْوَ مُعبَّدٌ

قد تاهَ فيهِ المارقُونَ وحارُوا

***

البائعُونَ الدينَ أرْخَصَ سِلْعَةٍ

ولقد تَخُونُ تجارةً واسْعارُ

***

والخائنُونَ مُحمَّداً وكتابَهُ

وهُمُ الخَوارجُ.. والطريقُ عِثَارُ

***

تَتَراجَعُ الأرْقامُ عِنْدَ حِسابِهِمْ

وإذا نَتيجةُ جَمْعِهِمْ أصْفارُ

***

ولأنْتَ مِنْ عَلْياكَ في مُسْتَشّرفٍ

عالي البناءِ تَحُوطُهُ الأسْوارُ

***

تَتَنَقَّلُ الأفياءُ في جَنباتِهِ

وبمُرْجِهِ تتساقطُ الأثمارُ

***

يُومي إليكَ بعِزِّهِ ويُشارُ

حتّى كأنَّكَ وحْدَكَ المِضمارُ

***

يا رَبَّ (بَدْرٍ) والكتائبُ تَصْطلي

حَرَّ الكفاحِ.. وقْدُهُ إعْصارُ

***

وزعيمُ (أحْدٍ) واللواءُ يَهُزُّهُ

حَذَرٌ.. ويَرْفَعُهُ نُهىً وفَخَارُ

***

ولآلِ (عَبْدِ الدَّارِ) في نَكَساتِهِمْ

يَوْمٌ بِهِ تَتَحَدَّثُ الأخْبارُ

*** 

لَمْ يَبْقَ دَيَّارٌ على أرْجائِها

وتكَوَّرَتْ فيمنْ تَظُمُّ الدَّارُ

***

و(بخَيْبَرٍ) أنْتَ المُفَرِّجُ كُرْبَةً

وسِواكَ تَوَّجَ مِفْرَقَيْهُ العارُ

***

وتَجَمَّعَ (الأحْزابُ) مَنْ ذا مِنْهُمُ

عِنْدَ النِّزالِ: الفارسُ المِسْعارُ

***

فمَشَى لَها (عَمْروٌ) وأنْتَ إزاؤُهُ

فعَلاهُ قَدّاً سَيْفُكَ البَتَّارُ

***

لا سَيْفَ إلّا ذُو الفَقَارِ.. ولا فَتىً

إلَّاكَ.. فاسْلَمْ أيُّها الكَرَّارُ

***

ومشاهِدُ الإسْلامِ في غَزَواتِهِ

وحُرُوبِهِ لكَ صَوْلَةٌ وذمارُ

***

والذِّكْرُ يُتْلى.. والفضائلُ جَمَّةٌ

وصَدَاكَ في آياتِهِ هَدَّارُ

***

والعادياتُ – المُصْبحاتُ مغارها -

ضبْحاً.. عَلا رَهَجٌ لها وغُبارُ

***

والصُّلْحُ تَمَّ.. وفتحُ مَكَّةَ يَرْتَدي

حُللاً.. صناعُكَ أنْتَ والأنْصارُ

*** 

و(هَوَازنُ) بضلالِها قد غَرَّها

جَمْعٌ.. فثارَ بوَجهِها التَّيّارُ

***

وهَلُمَّ جَرَّا.. والجهادُ وشَرْعُهُ

لكَ شاهِدٌ والقادةُ الأحْرارُ

***

تِلْكَ الحَقائقُ لَيْسَ يُجْحَدُ أمْرُها

فالليْلُ لَيْلٌ.. والنَّهارُ نَهارُ