أمرٌ من العَليِّ
يا غَديراً لم تَروَ منهُ العصُوُرُ
ونميراً ما جَفَّ منهُ الضَّميرُ
***
وَوميضاً ما غيَّبتْهُ الدَّواجي
وَسُؤالاً بِكُلِّ عقلٍ يَدُورُ
***
أَتُرى هَلْ يَغيبُ أَمْرٌ عَظيمُ
عَن رُؤى الغيْبِ وَهو أَمْرٌ خَطيرُ
***
كيفَ ما لمْ يغبْ عَن القومِ يَوماً
قَدْ تَغَاضى عَنهُ البشِيرُ النَّذير
***
وَكيَاناً رَعاهُ عشرينَ عَاماً
فُدِيَتْ في بَقَاهُ تِلْكَ النُّحور
***
غَضَّ عنهُ النبيُّ طرفاً وخَلَّى
أُمّة أَنْ تَقولَ أَينَ المَصير
***
أَلفُ هَيْهاتَ ليسَ يَنْسى نَبيٌّ
خَيرَ عَهْدٍ أَوْحى إليه الخَبيرُ
***
سُنَّةُ اللهِ في القرونِ الخَوالي
شَهِدَتْها تَوْراتُهم والزَّبُورُ
***
وَوَصَايا أَفْضى بها أنبياءُ اللهِ
لِلأَوصِياءِ أَمْرٌ جَديرُ
***
أنْ تَقُودَ النَّبيَّ يَومَ هَجيرٍ
نحوَ أَرْضٍ قَدْ جَفَّ مِنْها الغَديرُ
***
لِيكُونَ التبليغُ أَروى بياناً
وَدليلاً تناقلتْهُ العصُورُ
***
وَيكونَ الوداعُ مِنْ بَعدِ حَجٍّ
وَفُروضٍ ما نَالها تَقْصِيرُ
***
غَيرَ (أمرٍ) إنْ لَم يُبَلَّغْ شِياعاً
في جمُوعِ الحَجيجِ ضَاعَتْ أُمورُ
***
ذاكَ عهدُ النَبيِّ في يَومِ (خُمٍّ)
لِعَلِيِّ والعَهْدُ جِداً خَطيرُ
***
ذاكُ أمرٌ مِنَ (العليِّ) وَليسَ الأمرُ
فيهِ لِمُرْسَلٍ تَخيِيرُ
***
قَالَ بلِّغهُمُ وَإنْ لم تبلِّغْ
ضاعَ منكَ التَّبليغُ والتَّبشِيرُ
***
فَرَقى مِنبَراً وَنادى جَهاراً
وَعَليُّ بكفِّهِ يَسْتَنيرُ
***
وَمُذيعاً مَنْ كُنْتُ مَولاهُ حَقَّاً
فَعليٌّ مولاهُ نِعمَ الأَميرُ
***
فأصاختْ إليه كُلُّ قُلوبِ
القومِ سَمعاً والجمعُ حَشْدٌ غَفيرُ
***
وَإلى اليومِ نَغْمَةٌ مِنْ صَدَاهُ
تَهْتديهِ الرُّكبانُ وَهِيَ تَسِيرُ
***
بايَعتْهُ عَلى الخِلافَةِ بَعْدَ
المُصطفى وَهُوَ للنَّبيَّ وَزيرُ
***
وَانبرى القومُ يُظهرونَ التَّهاني
لِعَليٍّ والمُصْطَفى مَسْرورُ
***
قالَ حَسّانُ فيهِ شِعراً وَأَبْدى
آخرٌ ما يَنِمُّ مِنْهُ الحُبُورُ([1])
***
حِينَ قالوا بَخٍّ بَخٍّ لكَ يا مَولاي
والغَدْرُ يحتْوِيِهِ الضَّميرُ
***
ثُمَّ لَمْ يلبثُوا على العَهْدِ رَدْحاً
مِنْ حَياةِ النَّبيِّ إلّا أُثيروا
***
نَقَضوا تِلكُمُ العُهُودَ وَقالوا
لَمْ يُوصِّ النَّبيُّ وَهْوَ هَجُورُ([2])
***