عيد الغدير

{ صادق جعفر الهلالي }

جُدِّدَ العهد في سنا التبشير

يومَ جلّى وحي السَّما بالغديرِ

***

آيةٌ في السّماءِ يَصدَحُ فيها

قَبَسٌ شعَّ بالهُدى والنُورِ

***

جاءَ فيهِ الأمينُ يحمِلُ قُدساً

هو لُطفٌ من العليِّ القَديرِ

***

وبعمق الديجورِ يأتلِقُ الفَجرُ

وتبدو شمسُ الضُّحى في سُرورِ

***

ونجومُ السماءِ في غَسَقِ الليلِ

صلّت للكوثرِ الموفورِ

***

قمرٌ طلَّ في سمانا أضاها

وكساها بسِحْرهِ المُستَنيرِ

***

راحَ لحنُ الشعورِ يَشدو ابتهالاً

والقوافي تفوح بالتعبير

***

أيُّ بشرى لها الملائِكُ صُفَّتْ

تَنثُرُ الوردَ بالهنا والحبورِ

***

كَمُلَ الدِينُ بالولايةِ نهجَاً

في تَمامٍ من نِعمَةِ التبشيرِ

***

يومَ قالَ النبيُ هذا عليٌ

فهو مولىً لكلِّ فذّ غيورِ

***

فَليُبلّغ مَن في الحُضورِ سِواهُ

ليطيعوا والحقُ نعمَ النصيرِ

***

هو أمرُ الإلهِ شاء إمتثالاً

أنْ يراهُ في روعةِ التصويرِ

***

قدْ حبى اللهُ للأميرِ مكاناً

قاد فيه زمامَ كلِّ الأمورِ

***

وإمامٌ وقائِدٌ لا سواهُ

يرتقيها بعد البشير النذيرِ

***

فهوَ نهجُ القرآنِ نصَّاً وَرُوحاً

قد تجلى بآية التطهيرِ

***

قد عشقنا الوصي في الله حباً

وثبتنا على الولاء الكبيرِ

***

إنهُ نعمةُ الإله علينا

هي فيهِ تسمو بكل العصورِ

***

شغفُ الشعرِ في سناك تغنّى

نغماً عاشقاً بيوم الأميرِ

***

وتوالى لحنُ المودَّةِ شوقاً

يزدهي والهاً بوحي الشعورِ

***

أمطرَ الطرسَ بالقوافي التهاباً

رسمتهُ مشاعل التصويرِ

***

إنَّ مدحَ الأميرِ يورقُ تقوىً

ونقاءً كشُعلَةٍ من نورِ

***

وولاه أضحى هدىً وسلاماً

وأماناً مِنَ اللظى والسعيرِ

***

أصبحَ المرتضى وأمسى أميراً

لجموعٍ تَضجُّ بالتكبيرِ

***

واستقرّت على يديهِ عهودٌ

تعلنُ السمعَ في الهيام الكبيرِ

***

غيرَ أنَّ العهودَ ما أنصفتها

نوبُ الدهر في انقلاب الضميرِ

***

أخروهُ فأخّروها حظوظاً

لهمُ يالذلك التأخيرِ

***

فلو أنَ كانَ قدموهُ لكانوا

قدّموا حظهم لخيرِ مصيرِ

***

يا أميراً قد صاغهُ اللهُ بدراً

علوياً بحكمةِ التدبيرِ

***

لينيرَ الحياةَ هدياً وعدلاً

في صفاءٍ يَعُمُّ كلَّ العصور

***

وليحيا الإسلامُ فيه إماماً

وأميراً موفق الإقتدار

***

فهوَ سيفُ الرسول في كُلِّ زحفٍ

حيدريٍّ بخطوهِ المنصورِ

***

كم تهاوت بذي الفقار قلاعُ

من ذوي البأسِ ما لها من نظيرِ

***

إنَّ أمرَ الإلهِ فيهِ تجلى

بعدَ طه بحكمة التدبيرِ

***

كيفَ تخفى شمسُ الشموس إذا ما

خصّها اللهُ في عظيم الأمورِ

***

يا أميرَ الإيمانِ والصبرُ أضحى

بين جنبيك شعلةً في الضميرِ

***

وبحبِ الإلهِ تزدادُ زهواً

وعلواً جلاّهُ يومُ الغديرِ

***

كبرتْ فيكَ ما بها ازددتَ كبْرَاً

انتَ فيها قرانُ ذاتِ الصدورِ

***

فتغنَّتْ ربوعُ مكّة فخراً

يومَ عمَّ البطحاءَ دينا السرورِ

***

ورمالُ الصحراءِ ترقصُ شوقاً

بالكراماتِ والسراج المنيرِ

***

فهو عيدٌ بهِ المشاعرُ غنّت

نغمَ البشرِ للأميرِ الطهورِ

***

إنَّ حبَّ الوصيَّ فرضٌ وحصنٌ

وأمانٌ يبقى ليوم النشورِ

***

فأشيدي يا أُمة الخير عيداً

سنّهُ اللهُ في الختامِ الكبيرِ