ذكرى يوم الغدير الخالد

{ الاستاذ الجليل الشيخ سليمان ظاهر }

البدر يعلم أن قدرك أرفع

يوم الغدير ومنه صبحك أسطع

***

ما إن له أبداً بأن يجرى الى

أمد سموت به الكواكب مطمع

***

يطوي أديم سمائه متنقلا

ببروجه وبقاك ما يتوقع

***

ويود أن الفجر لم يطلع على

يوم سواك وما لغيرك يتبع

***

والشمس تعلم أنها عن مثل

صبحك لم تكن حتّى القيامة تطلع

***

وكفاك أن من استطلت به على

الايام لم يشبهه إلا يوشع

***

فكلاهما ردت له من بعدما

وارى أشعتها الظلام الاسفع

***

ذكراك من ذكرى علي نفحة

منها الاريج بكل آن يسطع

***

يوم الغدير وهل سواك ألذ في

سمعي وهل بسواك يطرب مسمع

***

ردد حديثك في الانام فانه

(كالمسك ما كررته يتضوع)

***

وأما وفضلك وهي حلفة صادق

ما كان يخشى باليمين ويخدع

***

إني بما قد خصك الرحمن من

شرف بذكرك كل آن مولع

***

اني ومن مكنونه قد باح في

أسراره من نور فجرك مطلع

***

ولأنت من دنياك اما عددوا

الايام في يوم وساع أوسع

***

ودقائق الاسرار فيك جلية

كالشمس لا يخفي سناها برقع

***

ما زلت وضاح الجبين فما رأوا

لك قط وجهاً باللثام يقنع

***

وكفاك ان غدير خم فيك لم

يبلغ مداه موطن او مربع

***

بك هامه في تاج كل كرامة

من دونه تاج الملوك مرصع

***

يروي حديثك صامتاً والصمت في

بعض المواضع من كلام أوقع

***

يرويه عنك مسلسلا واليك يسـ

ـــنده كمنشق الصباح ويرفع

***

وبك النبي رقى الحدوج مبلغاً

عهد الوصي وللحياة يودع

***

ومن الحجيج على أداء رسالة

بك فيه قد ضاق الفضاء الاوسع

***

ولهم على النص المبين شهادة

كالشمس ساطعة وليست تدفع

***

هل كان ينسى يومك المشهود تز

خر في مواكبه الجهات الاربع

***

وخطاب أحمد فيهم كادت بأن

تصغي له الصم التي لا تسمع

***

ولئن يكن جف الغدير بيوم طا

لعك السعيد ففي المناقب مترع

***

برد اليقين لكل قلب ظاميء

بك يصطلي حر الهواجر ينقع

***

وهو المذكر كل من ينساك او

يسلوك ان قد ضيعوا ما أستودعوا

***

وخطاب طه قد وعته جنادل

بك سلهم أوعوه ام هم لم يعوا

***

أم كان في اسماعهم وقر فلم

يصغو لصدق حديثه او يسمعوا

***

هل للشكوك بنص احمد موضع

بك في الوصي وللتردد موضع

***

من بعدما سمعت وصية احمد

في يومك المشهود تلك الاجمع

***

هبهم نسوا يوم الغدير فهل هم

ينسون ما أبلى البطين الانزع

***

الكاشف الجلي عن الإسلام

والـحامي لبيضته الإمام الاروع

***

سائل به الاحزاب هل قد فرقت

إلا مواضيه الذي قد جمعوا

***

هي سجد طوراً بميل رقابهم

وبمجمع الاضغان طورا ركـع

***

والباب يعيا الاربعون لخيبر

عن قلعه وله علي يقلـع

***

وسقى اليهود بكأس حتف عاجل

وهي التي لا تستساغ وتجرع

***

هيهات ان تحميهم من بأسه

شم الحصون وبيضهم والادرع

***

وأما وسيف في يديه مرهف

ما بان لولاه لحق مقطع

***

كلا ولم يك غير عدل قضائه

عند الحكومة للخصومة يقطع

***

لولا بلاغة نهجه ما كان للـ

ـبلغاء نهج في البلاغة مهيع

***

عمرت محاريب البيان به فما

لسواه يسجد ذو البيان ويركع

***

فهو المعين لكل ذهن ظاميء

من بحره عذب الموارد يكرع

***

تتصاغر الحكماء إذ تلوى إلى

علوى حكمته الرقاب وتخضع

***

وفلاسف الدنيا لديه وان هم

بلغوا الذي بلغوه حسرى ظلع

***

يتساقطون حديث حكمته كما

يتلمس البرء السقيم الموجع

***

ما إن يبل غليله ظامي الحشى

من غيره فتقر منه الاضلع

***

تتدفق الحكم العلية من خلال

بيانه كالموج اذ يتدفع

***

وكأنما الالباب مهما أدركت

من غامض طير لديه وقع

***

وبه الشفاء لكل داء مزمن

ولكل من يضوى ومن يتوجع

***

لولا روائعه ولحن خطابه

لم يرق منبره الخطيب المصقع

***

وكأنما الدنيا علي والورى

لحديثه ملء البسيطة مسمع

***

وكأنما ورق الحمائم لم تكن

بسوى فضائله السنية تسجع

***

ألغيره الفاروق كان اذا عرا

في الدين والدنيا ملم يرجع

***

وكفاه منه شهادة في فضله

هي فيه من شمس الظهيرة أسطع

***

وفيالق الصفين في صفين سلــ

ــها هل سواه حتفها المتوقع

***

ام هل سوى هبواته مرهوبة

ان تسكن الهيجاء ريح زعزع

***

ام هل سوى ماضيه من اشلائها

في حده وهو الطرير يوزع

***

وهو المفرق للصفوف كما بصا

رمه لمفترق الصفوف مجمع

***

وكأنما عمرو العلا تطوى علــ

ـــيه بردتاه وهاشم ومجمع

***

ما كان أخسر صفقة من جاهل

حقاً له كالصبح بل هو المع

***

هو الولي بهذه الدنيا حمى

وبيوم منتصب الصراط مشفع

***

يوم الغدير لك السعادة بدؤها

وختامها ولك المحل الارفع

***

ذكراك حافلة بكل مفاخر

الدنيا ولم تشدد لغيرك انسع

***

يومان في الايام لاح سناهما

وشذاها من كل طيب اضوع

***

يوم به بعث النبي محمد

يهدي البرية للذي هو انفع

***

وتلوته بالفضل فهو وانت ما

للناس غيركما حديث ممتع

***

اني لاهتف باسم حيدرة وبا

سمك بيناً بك فضله وارجع

***

لكفاكما الفخر الذي من دونه

همم الزمان واهله تتقطع

***

صلى الاله على الذي بك قدره

تهوى مكانته النجوم الطلع

***

ما أشرقت شمس النهار وفي الدجى

قمر يلوح وطرف نجم يهجع