في النجف الأشرف أكثر من ثمانين مدرسة حوزوية هي مكان لدراسة الطلاب وسكن مجاني لهم في آن واحد، حيث تتوفر فيها أغلب المستلزمات الضرورية لسكن متواضع مكون من غرفة صغيرة تتسع لأثاث الطالب وأمتعته وكتبه الدراسية وأوراقه وملازمه وما الى ذلك من شؤون حياته المختلفة، وبخاصة إذا كان من خارج مدينة النجف الأشرف، تخفيفا من عبء الدراسة ونفقاتها التي ربما تكون قاسية على الطالب من دون سكن مبذول له.
إن " لكل مدرسة من مدارس النجف الدينية القديمة منها والحديثة أنظمة خاصة تعينها صيغة الوقف، لأن جميع هذه المدارس قد شيدت من الموقوفات التي وقفها العلماء، أو المحسنون على طلاب الدين، ولكل مدرسة شروط خاصة يقبل بموجبها اسكان الطلاب في غرفها.
وأغلب سكان هذه المدارس من الغرباء الذين يؤمون النجف بقصد الدراسة ووصول مرتبة الاجتهاد وقد يقضون فيها عشرات السنين حتى يبلغوا المرام ويعودوا إلى بلدانهم مزودين بالإجازات التي يمنحها لهم أساتذتهم من المراجع الروحانية الكبرى.
ومنذ ألف سنة كما ذكرت والنجف مزدحمة بالطلاب الذين يأتون اليها من مختلف الأصقاع، كالهند، والتبت، والأفغان، وبلوجستان، وتركتسان، وقفقاسية، وإيران، وأفريقيا الشرقية، ولبنان فضلا عن المدن العراقية العديدة وبخاصة في وقتنا الحالي.