مدرسة الحوزة النجفية في دور التأسيس

الدكتور حسن الحكيم:

      تعود جذور الحركة العلمية والأدبية في منطقة النجف - قبيل تمصير مدينة النجف الأشرف في القرن الثاني الهجري - إلى عصر ما قبل الإسلام - يوم كانت أرض ( الغري ) تابعة لدولة المناذرة في الحيرة – وبنيت عليها الأديرة والقصور وانتشرت حولها مراكز ثقافية تبارى الشعراء في أنديتها . ومن هذا المنطلق ، فقد كانت دولة المناذرة تولي اللغة والأدب عناية باللغة لأنها كانت تقول الشعر ، وكانت تستمع للشعر الذي يأتيها من الجزيرة العربية ، كما كانت تنتج أدبا وتعتز بهذا الأدب . وفوق ذلك كله ، كانت تهتم بجمع الشعر وتسجيله وحفظه في قصور الأمراء[1].

    وكان عند النعمان بن المنذر ديوان يحوي أشعار الفحول من الشعراء وما مدح به هو وأهل بيته[2]، وقد اختزنت تلك المجاميع من الشعر والأدب العربي ، في عهد النعمان بن المنذر ، في القصر الأبيض، أحد قصور الحيرة في أرض الغري في عهد المناذرة[3]. وكان الكوفيون على علم بمواضيعها ومضامينها حتى أن المختار بن أبي عبيدة الثقفي (المتوفى عام 67هـ) عندما جاء وكشف الموضع ، ظهرت كنوز العرب الأدبية[4]. وقيل : إن النعمان بن المنذر تخير من الشعر مجموعة وكنزها في القصر الأبيض. ويدلنا ذلك على ما بلغه الأدب الحيري من إفاضات أدبية ولغوية حيث كان الأديب الحيري حاذقا في إتقان الفارسية والسريانية واليونانية[5] في عد النعمان بن المنذر والملك كسرى ، ملك الفرس.

     وفي منطقة النجف - التي هي ظهر الحيرة - قبل الإسلام ، كانت تنتشر الأديرة المسيحية التي وصفها الكثير من الشعراء الجاهليين كما قال فيها الشعراء الإسلاميون عند ظهور الإسلام حيث تشكل أشعارهم ثروة أدبية كبيرة . كما كان النساطرة واليعاقبة يسكنون منطقة ( عاقولا ) التي تعني الدائرة أو التكوّف ، وهو الإسم السرياني للكوفة ، وعاش فيها الرسامان الصينيان ( فان شن ) و ( ليو تسه ) بين751-762م[6]. ويقول الشيخ علي الشرقي: (عندما درست عاقولا ، نهضت الحيرة ، فكانت واجهة كبرى للأدب)[7].

     وعند تمصير مدينة الكوفة عام 17 هـ ، أصبحت مركزا فكريا واسعا لأن من أساريرها (( خد العذراء )) التي ازدهر فيها الأدب العربي أيام الحيرة في عهد المناذرة [8].

     هكذا، إمتدت هذه الثقافة إلى الكوفة بعد بنائها ونشوئها ، ولكنها انصهرت بالثقافة العربية والفكر الإسلامي. ويقول الشيخ علي الشرقي : (( وتجاوبت بصوت الأدب النجفي وصيته من يوم حنين الحيري النجفي القائل مفتخرا: ( أنا حنين ومسكني النجف)[9]. فالكوفة هي البنت الشرعية للحيرة، وان الفكر الكوفي هو الوريث الطبيعي للفكر الحيري ، فمنذ تمصيرها نزلها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود.

    ثم إنبعثت الحركة الفكرية في مدينة الكوفة ، ومن جامعهاالكبير ، وكان الصحابة نواة انبعاثها حيث كان عددهم ثلاثمائة من أصحاب بيعة الشجرة وسبعين من أهل بدر[10]. وقد عد مسجد الكوفة أقدم مؤسسة علمية في التاريخ الإسلامي في أرض السواد التي نزلها العرب المسلمون، مجاهدين في سبيل الله ومحررين أهلها من الوجود الفارسي المجوسي آنذاك .

    وقد أخذ مسجد الكوفة، في خلافة الإمام علي بن ابي طالب(عليه السلام) (36 - 40 هـ)، طابعا علميا واسع النطاق بعد أن اصبحت الكوفة عاصمة للخلافة الإسلامية[11] حيث ألقى (عليه السلام) بعض خطبه، المودعة في كتاب((نهج البلاغة))، في هذا المسجد.

     وواصل تلاميذه تنمية المدرسة وترصين أسسها حتى أصبح لكل صحابي مدرسة من التابعين، متناسلة منه وتأخذ عنه وتلتف حوله[12] حتى شهدت مدرسة الكوفة تطورا فكريا ملحوظا في القرن الثاني للهجرة وبخاصة بعد سقوط الدولة الأموية عام 132هـ وعودة سلطة الخلافة إلى الكوفة ، وإن كانت لفترة قصيرة.

    الا أن المدرسة انتعشت فيها وأصبحت تنافس في علومها وآدابها البصرة ، وخاصة في فترة وجود الإمام الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)، حيث كانت له(عليه السلام) حلقات درس ومناظرات مع كبار العلماء والفقهاء، ومنهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت المعروف بـ ( الإمام الأعظم)[13].

     وإمتدت مدرسة الإمام الصادق(عليه السلام) من المدينة إلى الكوفة، وأصبح له فيها طلاب ومريدون حيث يقول مالك بن أنس، في الحديث عنه (عليه السلام): (( جعفر بن محمد(عليه السلام) اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على أحدى ثلاث خصال: إما مصل، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأيت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) علما وعبادة وورعاً".

     ويقول عمرو بن المقدام : (( كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد ، علمت أنه من سلالة النبيين))[14] ويقول أبو حنيفة ، النعمان بن ثابت : ((ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد[15] (( ونقل الناس ، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ما سارت به الركبان حتى انتشر صيته في جميع الأمصار والبلدان. فقد قال الحسن الوشاء الكوفي: (( أدركت في هذا المسجد (ويقصد مسجد الكوفة ) تسعمائة شيخ ، كل يقول : حدثني جعفر بن محمد))[16] ومن النص آنف الذكر ، نجد ملامح التعليم العالي التي بدأت من مسجد الكوفة، لأن لقب(الشيخ) الوارد فيه يعني لقبا تدريسيا ، ويستدل به على تحقق الأهلية العلمية لحامله لأن يكون من العلماء ، المتقدمين في السن في الغالب[17].

      وقد ألف تلاميذ الإمام الصادق(عليه السلام) في جميع الفنون والمعارف مستمدين أفكارهم وآراءهم من أفكار وآراء أهل البيت(عليهم السلام) حتى أصبحت مؤلفاتهم مصادر أساسية للتشريع الإسلامي، وكان من أبرزها الأصول الأربعمائية، وهي: (أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف)[18] في حين استطاع الإمام الصادق سلام الله عليه إرساء قواعد الحديث والكشف عن زيف الوضاعين والكذابين . فقد روى عنه إبان بن تغلب - وهو من أكثر تلاميذه إتصالا به - ثلاثين الف حديث[19]، وأفرد أبو العباس أحمد بن عقدة الزيدي (ت333هـ) كتابا في الرجال خصصه للذين رووا عن الإمام الصادق(عليه السلام)، وقد بلغوا أربعة آلاف راو مع بيان أسماء مصنفاتهم[20].

     لقد امتد شعاع هذه المدرسة إلى مدينة النجف الأشرف منذ منتصف القرن الثاني للهجرة، وبعد بروز القبر الشريف إلى العلن. فيقول الشيخ علي الشرقي:((فامتدت المدرسة من الكوفة إلى النجف. وفي القرن الثاني للهجرة، بدأت العمارة والتشييد لمدرسة النجف . فإنتقلت من الكوفة إليها، وبقيت الكوفة تصب في بحر النجف إلى القرن الثامن للهجرة. وعند ذلك، استوعبت النجف كل ما كان في الكوفة [21] ومما يؤيد هذا الرأي، ما ذكره داود بن كثير الرقي حيثما قال: جاء رجل من خراسان ومعه أموال ومتاع ومسائل في الفتاوى ، فورد الكوفة ثم زار قبر أمير المؤمنين(عليه السلام)، فرأى في ناحية رجلا حوله جماعة فلما فرغ من زيارته ، قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ ، قالوا هو أبو حمزة الثمالي . فأقبل إعرابي فأخبرهم بوفاة الإمام الصادق(عليه السلام)، فوثب أبو حمزة وجماعته إلى القبر الشريف فصلوا [22]. وبما أن الإمام الصادق (عليه السلام) قد توفي عام 148 هـ، فإن جذور مدرسة النجف تمتد من ذلك الزمن أو أسبق منه بقليل.

     وقد كان للحرية الفكرية التي زامنت قيام الدولة العباسية دور في ازدياد الزائرين والمهاجرين إلى أرض النجف بعد فترة من الإرهاب والتضييق خلال العصر الأموي(41هـ - 132هـ). ومما ساعد على هجرة علماء الكوفة إلى النجف، و فقدان مدينة الكوفة موقعها الإداري الكبير بعد تأسيس مدينة بغداد عام 145 هـ وإتخاذها عاصمة للدولة في عهد أبي جعفر المنصور . فآثر فريق من علماء الكوفة الهجرة إلى النجف ، في حين فضل آخرون الهجرة إلى بغداد عاصمة الخلافة الجديدة [23] ولعبت الأوضاع السياسية والإدارية دورا في نشوء مدينة النجف الأشرف ومدرستها العلمية في القرن الثاني الهجري ، فقد أمر الخليفة العباسي هارون الرشيد ( 170 - 193هـ) بناء قبة على ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام)ذات أربعة أبواب[24] وذلك في حدود عام 175 هـ[25], وفي القرن الثالث الهجري ، لقيت النجف والمرقد الشريف عناية متخصصة من قبل بعض الحكام ولاسيما العلويين منهم أو من أنصارهم . فتشير النصوص إلى أن صاحب طبرستان محمد بن زيد العلوي الملقب بـ (الداعي الصغير) المتوفى عام 287 هـ، قد بنى على المرقد الطاهر حصنا فيه سبعون طاقا [26]، وأن هذه الطاقات كانت كالزوايا التي أنشئت في العهد البويهي لتكون أماكن يسكن بها طلاب العلم[27] وكان السيد الداعي الصغير العلوي يرسل الأموال من طبرستان لتعمير العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والمدينة[28] وذلك في عهد الخليفة العباسي المعتضد بالله(279- 279هـ). ونجد في الأبيات التالية للشاعر اسحاق بن ابراهيم الموصلي(ت 235 هـ) إشارة إلى وجود حركة علمية في مدينة النجف الأشرف [29].

ياراكبَ العيسِ لا تعجل بنا وقف نُحيي دارا لِسُعدى ، ثم ننصرف

وابكِ المعاهدَ من سُعدى ، وجارتِها ففي البكاءِ شفاءُ الهائم الدنفِ

أشكو إلى الله ، يا سُعدى جوى كبدٍ حَرى لعيك ، متى ما تذكري تجف

ما أن رأى الناسُ في سهلٍ ولا جبلٍ أصفى هواءً ، ولا أعذى من النجفِ

 

      ولما كانت القوافل المتجهة إلى الشام أو الحجاز تمر بالنجف لتقضي بعض الوقت ثم تواصل سيرها ، فإن ورود لفظ ( المعاهد ) في أبيات الموصلي دلالة على مدرسة النجف التي أخذت، في القرن الثالث الهجري، بالتطور العمراني والتوسع العلمي في مدرستها التي شهدت بعد ذلك تطورا ملحوظا في العهد البويهي ( 334 - 447 هـ).

    وحينما زار السلطان عضد الدولة مدينة النجف الاشرف عام 371 هـ ، وزع على الفقهاء والفقراء ثلاثة آلاف درهم[30]. وقد أشار السيد ابن طاووس إلى العناصر السكانية في النجف في القرن الرابع الهجري ، فأورد لفظ (المترددين) وهم الذين يترددون على النجف قاصدين الزيارة أو التجارة ، ولفظ(المجاورين) وهم المقيمون فيها أو حولها ومن بينهم طلاب العلم ، حيث أصبح لهذي الصنفين من السكان نصيب من أُعطيات السلطان عضد الدولة البويهي ويقول السيد ابن طاووس : انه طرح في الصندوق دراهم نال كل واحد منهم واحدا وعشرين درهما ، وكان عدد العلوين الفا وسبعمائة ، ووزع على ( المجاورين ) وغيرهم خمسمائة ألف درهم وعلى(المترددين) خمسمائة درهم وعلى الفقهاء والفقراء ثلاثة آلاف درهم وعلى المرتبين من الخازن والبواب على أيدي أبي الحسن العلوي وأبي القاسم ابن أبي عائف وأبي بكر بن سيار [31] ونستدل من لفظ (الفقهاء) الوارد في نص ابن طاووس على وجودهم في النجف في فترة زمنية أسبق ، ويستعبد - عادة - مجيئهم دفعة واحدة بل كان ذلك بالتسلسل والتاريخ [32] . ويذهب الدكتور عبد الله فياض إلى القول : لعل القصد من لفظ ( الفقراء ) الوارد في النص المذكور طلبة العلم الذي عاملهم عضد الدولة معاملة الفقهاء [33] . ومن المحتمل أن هؤلاء من صغار الطلبة الذين قصدوا النجف للسكن والتحصيل العلمي . ويقول الشيخ علي الشرقي : ((وقد يدل على وفرة طلاب العلم في النجف كثرة ما بذله عضد الدولة في القرن الرابع على علماء النجف وفقهائها))[34]ولعل من بين العلويين الذين يرعون المرقد الشريف جماعة قد اشتغلوا بالعلم [35] وتوحي مشاريع السلطان عضد الدولة إلى اهتمامه بالمدرسة النجفية ، فهو قد بنى الرواق العلوي الشريف الذي أصبح مأوى لطلاب العلم والذي بقي عامرا حتى زيارة الرحالة ابن بطوطة لمدينة النجف الأشرف عام 727 هـ ، فوصفه بقوله: (( إن حول مرقد الإمام علي (عليه السلام)المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة، وحيطانها بالقاشاني، وهو شبه الزليج عندنا لكن لونه أشرق ونقضه أحسن، ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة))[36] وذكر السيد ابن عنبة الداودي: ( إن بناية عضد الدولة للرواق العلوي بقيت إلى سنة 753 هـ [37] ويمكننا اعتبار الرواق، الذي بناه عضد الدولة ، أول مدرسة علمية في مدينة النجفالأشرف اتخذها الفقهاء مكانا للدرس والتدريس حيث أشار إلى ذلك الأستاذ غنيمة بقوله(إن مدينة النجف أصبحت عاصمة التدريس للفقه الجعفري وعلوم الدين منذ عصر آل بويه بعد إعمارهم المرقد العلوي وإجزال الصلات والرواتب للمقيمين به)[38].

 

----------------------------------------------------------------------------------

[1]  شكري فيصل : المجتمعات الإسلامية في القرن الأول ص 107

[2]  ابن قتيبة : طبقات الشعراء ( طبعة لندن ) ص 10

[3]  ابن جني : الخصائص 1/ 387

[4]  البراقي : تاريخ الكوفة ص 149

[5]  الشرقي : الموسوعة النثرية, ق1/170

[6]  ماسنيون : خطط الكوفة, ص 105

[7]  الشرقي : الموسوعة النثرية, ق1/170

[8]  البراقي : تاريخ الكوفة, ص149

[9]  الشرقي : الموسوعة النثرية, ق1/32

[10] ابن سعد: الطبقات الكبرى 6/9.

[11] الحكيم: الكوفة من الجامع إلى الجامعة ( بحث القي في المؤتمر العلمي الرابع لكلية الفقه في النجف الأشرف عام 1989م.

[12] يوسف خليف: حياة الشعر في الكوفة, ص 187.

[13] ابن خلكان: وفيان الأعيان 1/ 291، ابن الأثير: اللباب 2/ 44 ، اليافعي : مرآة الجنان 1/ 305. ابن العماد: شذرات الذهب, 1 / 220

[14]  ابن حجر: تهذيب التهذيب, 2 / 104.

[15]  الذهبي: تذكرة الحفاظ, 1 / 157.

[16]  النجاشي: الرجال, ص 31.

[17]  فياض: تاريخ التربية عند الإمامية, ص 144 - ص 145.

[18] المفيد: الإرشاد, ص 271، المحقق الحلي: المعتبر ص 4 ، البهائي : مشرق الشمس ص 3 ، الأمين: أعيان الشيعة 56 / 104 – 105.

[19] الأمين: أعيان الشيعة 1/ 368 – 369.

[20] المحقق الحلي: المعتبر ص 4، البحراني: الحدائق الناضرة 1 / 22، القمي: هدية الأحباب, ص 75 – 76.

[21] الشرقي: الأحلام, ص 42.

[22] المجلسي : بحار الأنوار 47/251.

[23]  بحر العلوم : ( الدراسة وتاريخها في النجف ) موسوعة العتبات المقدسة / قسم النجف 2 / 20.

[24]  محبوبة ماضي النجف وحاضرها 1/ 41.

[25]  شيرواني : رياضة السياحة ص 155 ، مستوفي القزويني : نزهة القلوب ص 134.

[26]  التستري : مجالس المؤمنين ص 271 ، الأمين أعيان الشيعة 21 / 244.

[27]  شمس الدين : حديث الجامعة النجفية ص 10

[28]  ابن اسنفنديار : تاريخ طبرستان 1 / 95 ، الآملي : تاريخ رويان ص 73

[29]  محبوبة : ماضي النجف وحاضرها 1/ 31 ، الخاقاني : شعراء الغري 2/ 100-101

[30]  ابن طاووس : فرحة الغري ص 144

[31]  ابن طاووس : فرحة الغري ص 113

[32]  شمس الدين : حديث الجامعة النجفية ص 13

[33]  فياض : تاريخ التربية عند الإمامية ص 72

[34]  الشرقي : الأحلام ص 73

[35]  محبوبة ماضي النجف وحاضرها 1 / 21

[36]  ابن بطوطة: الرحلة 1 / 109.

[37]  ابن عنبة: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 84.

[38]  عنيمة: تاريخ الجامعات ص: 49 .