شيء عن الثروات المعدنية في النجف الأشرف

 في أرض النجف ثروات معدنية عديدة منها ترسبات معدنية ومنها صخور صناعية ومنها ترسبات لليورانيوم.

    فمن ذلك أنه اكتشف في قرية الكبريتية في الجنوب الغربي من محافظة النجف احتياطي كبريتي قدر بحوالي 325 طنا تم استثماره بشكل بدائي محدود.

    كما أن حصباء النجف غنية بحجر كريم من أحجار الكوارتز يطلق عليه (در النجف) ورد الحث على لبسه في بعض الروايات الواردة عن الأئمة (عليه السلام).

     وتوجد نسب ما من السلستايت في صخور طار النجف وهو المصدر الرئيس في الطبيعة للحصول على عنصر السنترونتيوم المستخدم في صناعة الأصباغ والمطاط وأنواع من الأدوية، كما كشفت الدراسات العلمية الميدانية عن وجود معادن الفلدسبار في رمال هضبة النجف ورمال بعض المواقع القريبة من مدينة النجف الأشرف على طريق كربلا – النجف.

     وهناك إضافة لما تقدم في أرض النجف صخور صناعية من أنواع الصخور الجيرية وأطيان الباليغور سكايت وربما غيرها.

     بيد أن الأهم من ذلك كله هو ما كشفت عنه الدراسات العلمية من وجود ترسبات معدنية لليورانيوم في بعض الأماكن في المحافظة وبخاصة منها في قرية "الزجري" من توابع مدينة الحيرة التاريخية من قضاء " أبو صخير" فقد عرض الباحث الدكتور موسى جعفر العطية مدير مشروع التطوير ولأول مرة على صعيد النشر العام ملامح عن هذه الترسبات بعد أن سلمت معلوماته الى أعضاء فرق التفتيش الدولية وبالتفاصيل المطلوبة خلال عمل تلك الفرق في العراق منذ عام 1991م ولغاية عام 2003م تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي أصدرها عام 1991م حول التحقيق عن برامج أسلحة الدمار الشامل.

    يقول الدكتور مدير المشروع: لقد " أمكن استخلاص اليورانيوم في قرية الزجري  بمقياس الانتاج الريادي بالرغم من كونها من الترسبات المعدنية الواطئة المحتوى نسبيا من عنصر اليورانيوم كما أن طبيعة وجودها وأصل نشأتها في الصخور الجيرية يجعلها من الأمثلة النادرة في العالم ضمن الأطر المعروفة لجيولوجيا ترسبات اليورانيوم وقد خضعت خامات اليورانيوم في منطقة " أبو صخير" للفحص الريادي، وتم بناء معمل ريادي لهذا الغرض في بغداد، وقام بإعداد تصاميمه التفصيلية وتنفيذ بنائه وتشغيله نخبة من الكوادر الهندسية العراقية، واستمرت عملية التشغيل لفترة قصيرة حيث توقفت بسبب قرارات مجلس الأمن بحظر برامج الأنشطة النووية في العراق التي صدرت عام 1990 وبعد غزو العراق للكويت.

    الطاقة التصميمية للمعمل الريادي هي معالجة طن واحد من خام أبو صخير في الساعة الواحدة، ويتألف المعمل الريادي الذي لا يزال قائما من سبعة وحدات، وقد تم إنتاج حوالي ثلاثة كيلوغرامات من الكعكة الصفراء لليورانيوم مستخلصة من خامات " أبو صخير " وذلك قبل إيقاف عمليات الفحص المستمر في المعمل الريادي " هذا علما بأنه تم توثيق الأشغال المنجمية التي أنجزت في منطقة أبو صخير تخليدا لهذه التجربة الأولى في تاريخ الصناعة الاستخراجية في العراق. قبل أن يطمر المنجم بكميات الصخور المستخرجة منه ويغلق من قبل فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة وذلك بإقفال بوابات النفق العمودي بواسطة اللحام الكهربائي بتاريخ 1998 ".

    لذا أجدني بحاجة بعد ما تقدم الى أن أشير- وقد وصلت الى هذا الموضع من البحث - الى أهمية أن يولي الباحثون والأكاديميون بماضي هذه المنطقة الأثرية من تاريخ قديم وحضارة لا زالت حتى يوم الناس هذا غير واضحة المعالم بالشكل الكافي.