( أنا ) ترجمة ذاتيّة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام

{ لجنة التحرير في مجلة علوم الحديث - العدد 8 السنة الرابعة 1421هـ }

( أنا )

ترجمة ذاتيّة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام

مقتبسة من النصوص المأثورة عنه

 

طبقاً للنصوص الموثوقة -  نشر في مجلة علوم الحديث العدد الثامن السنة الرابعة /1421هجري.

 

 

التحرير :

الحمد ربّ العالمين الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وأفضل الصلوات على سيّد الكائنات محمّد. وعلى آله الأئمة المعصومين السادات.

 

وبعد؛ فإنّ ما اكتنفَ الإمامَ أميرَ المؤمنين عليه السلام من الجهات الذاتيّة والنسبيّة، والمكوّنات التربويّة، والأعمال والفضائل والطموحات والتطلّعات الشخصيّة، والجهاد والنضال والصبر والحرمان في سبيل اللَّه والرسول والإسلام، ومجريات التاريخ، والمواجَهات والتدابير والتصريحات، والآثار والتراث والمخلّفات، والعلوم والحكم والقضايا، ومن حوله من أصحاب الآراء والأهواء والفرق والفئات، والتاريخ وما فيه من الظُلْمِ والظُلُمات، والبُعد الزمنيّ وما يعروه من التحريف والتصحيف المتعمّد والمغفول وسائر الآفات.

 

إنّ جميع ذلك لَمِمّا يجعلُ التعرُّفَ على شخصيّة الإمام عليه السلام من المُستحيلات.

 

حتى عُدَّ عليه السلام في صدر قائمة الذين ارتبكت الأُمم فيهم: بين الإفراط في الوِلاء إلى حدِّ الغُلُوّ، وبين التفريط في البُغض والقلى ، و طائفة أعلنتْ التحيُّر وتوقّف الفكر فيه عليه السلام.

 

وكان أيسرَ ما يستطيعُهُ عارفٌ شهد بعض زمانه - وهو الحسن البصريّ - أنْ يقولَ: ما أَقُولُ فيهِ !؟؟ كانتْ لَهُ السابقةُ، و الفَضْلُ، و العِلْمُ، و الحِكْمةُ، و الفِقْهُ، و الرَأْيُ، و الصُحْبةُ، و البَلاءُ، و النَجْدةُ، و الزُهْدُ، و القَضاءُ، و القَرَابَةُ.

 

إِنّ عَلِيّاً كانَ في أَمْرِهِ عَلِيّاً، فَرَحِمَ اللَّهُ عَلِيّاً و صَلَّى  عليه.

 

ومن هنا قد صحّ الحديث الشريف حيث قال له الرسولُ الأكرم صلى الله عليه وآله:

 

« يا عَليُّ:

 

ما عَرَفَكَ إلّا اللَّهُ وأنَا، وما عَرَفَني إلّا اللَّهُ وأَنْتَ، وما عَرَفَ اللَّهَ إلّا أنَا وأَنْتَ».

 

وعندها تكون هذه الحقيقةُ قطعيّةً وكبيرةً، بقدر مايكون الشوقُ إلى معرفة الإمام عليه السلام عظيماً وأكيداً.

 

وإذا تكفّلت الآياتُ القُرآنيّةُ الكريمةُ بالكشفِ عن أبعاد كثيرةٍ وواسعةٍ من الإمام عليه السلام بما جمعتْها الكتب المتخصّصة بنزولها فيه، على كثرتها و سعتها.

 

وكذلك ما أعلنه الرسولُ الكريم صلى الله عليه وآله في الأحاديث الشريفة من مناقب الإمام وفضائله ومقامه عند اللَّه وعند الرسول ممّا هو مجموعٌ في ما يُسمّى  بكتب المناقب والفضائل.

 

وجميع ما في هذين المصدرين العظيمين يغطّي الجانب الإلهيّ والغيبيّ من جوانب الإمام عليه السلام.

 

فنحنُ لا نزالُ بحاجةٍ إلى ما ؟ ومَنْ ؟ يكشفُ لنا عنهُ عليه السلام أبعاداً لايعرفها غيرُهُ من البشر؟.

 

وقد وفّقنا اللَّه للتعرُّف على طريق آخَر، هو الإمامُ نفسُه ؛ ليتحدّثَ لنا عن نفسِه، فيكونَ تعريفُه ترجمةً ذاتيّةً - في المصطلح الحديث - تُنْبِئُ عن مكامن ضميره، ونَفَثاتِ صَدْره، ومُرادات قلبه، وما انطوتْ عليه نفسُهُ الشريفةُ من أسرارٍ وحكمٍ ومعارفَ وعلومٍ، وما كان له من مفاخر ومختصّاتٍ، تلك التي لايُنكرُها عليه حتى ألدُّ أعدائه.

 

فإنّ الإمامَ كانَ إذا قال: « أَنَا » فيذكرُ أشرفَ أحوالِهِ والمزيّة التي يختصّ بها.

 

كانَ كلُّ هذا مدعاةً لنا إلى تأليف هذا المقال الجامع لما أُثِرَ عن الإمام عليه السلام من كلامٍ يحتوي على جملة: « أَنَا...».

 

وقد رتّبناه على ترتيب الموضوعات الواردة فيها، بدءً بالهويّة الشخصيّة، وحتّى الشهادة والوصيّة.

 

وحاولنا وضع كلّ حديث في أنسب مكان ، من دون تكرار إلّا ما اقتضاهُ السهو ، أو احتوى على زيادة مفيدة .

 

واللَّه وليُّ التوفيق هو نعم المولى ونعم النصير.

 

 

 

الهويّة الشخصيّة

 

الاسم

 

(1) أَنَا الذي سمّتني أُمّي حَيْدَرَهْ.

 

قوله عليه السلام يوم خيبر: « أنا الذي سمّتني أمّي حَيْدَرَهْ * كليثِ غاباتٍ كريهِ المنظرهْ * أكيلُهُمْ بِالصاعِ كَيْلَ السَنْدَرَهْ ».

 

بحار الأنوار (31/4 - 18) باب 33.

 

قال ابن قتيبة: كانت أمّ علي  عليه السلام سمّتهُ - و أَبُو طالبٍ غائبٌ حينَ ولدتْه - : «أسداً» باسم أبيها « أَسَد بن هاشم بن عبد مناف » فلمّا قَدِمَ أَبُو طالب غيّر اسمه، وسمّاه «عليّاً». وحيدرة: اسمٌ من أسماء الأسد.

 

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (1/12)و(19/127) وبحارالأنوار(2/275) ح 41.

 

(2) أَنَا اسمي في الإنجيل: «إليا» وفي التوراة: «بريها» وفي الزبور: «ارى» وعند الهند: «كبكر» وعند الروم: «بطريسا» وعند الفرس: «جبير» وعند الترك: «تيبر» وعند الزنج: «حيتر» وعند الكهنة: «بويى» وعند الحبشة: «بتريك » وعند أمّي: «حيدرة» وعند ظئري: «ميمون» وعند العرب: « عَلِيّ » وعند الأرمن: «فريق» وعند أبي: «ظهير».

 

ألا، وإنّي مخصوصٌ في القرآن بأسماءٍ احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم.

 

بحار الأنوار (33/ 283) ح 547 عن بشارة المصطفى للطبري ونور الثقلين (5/599)و(4/485) عن معاني الأخبار للصدوق.

 

(3) أَنَا عَلِيّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأخوه، ورسوله إليكم.

 

اطّلع أهل وادي اليابس على مقدم عَلِيّ بن أبي طالب وأصحابه إليهم، فخرج إليه منهم مئتا رجل، شاكين في السلاح، فلمّا رآهم علي  عليه السلام خرج اليهم في نَفَرٍ من أصحابه، فقالوا لهم: من أنتم ؟ ومن أين أقبلتم ؟ وأين تريدون؟ قال عليه السلام: أَنَا عَلِيُّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأخوه، ورسوله إليكم، أدعوكم إلى شهادة أن لا إلهَ إلاّ اللَّه وأنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُهُ، ولكم إن آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خيرٍ وشرٍّ، فقالوا له: إيّاك أَردنا، وأنت َطلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذْ حذرك واستعدّ للحرب. نور الثقلين (5/654-655).

 

 

الكنية

 

(4) أَنَا أَبُو الأئمّة الطاهرين من ولدي. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 84).

 

(5) أَنَا أَبُو الحَسَن. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (2/300).

 

(6) أَنَا أَبُو الحَسَن، الذي فللت حدّ المشركين.

 

لمّا رجعت رسلُ علي  عليه السلام من عند طلحة والزبير وعائشة، يؤذِنُونه بالحرب، قام فحمد اللَّه وأثنى  عليه، وصَلّى  على رسوله صلى الله عليه وآله ثمّ قال: أيّها الناس إنّي قد راقبتُ هؤلاء القوم كي يرعَوُوا أو يرجعوا، ووبّختهم بنكثهم، وعرّفتهم بغيهم فلم يستحيوا، وقد بعثوا إليّ أن: « ابرز للطعان، واصبر للجلاد، وإنّما تمنّيك نفسُك أمانيَ الباطل، وتعدك الغُرور »!.

 

ألا هبلتهم الهبول، لقد كنتُ وما أُهدَّدُ بالحرب، ولا أرهبُ بالضرب ! ولقد أنصف القارة من راماها، فليُرعِدُوا وليُبْرِقُوا، فقد رأوني قديماً، وعرفوا نكايتي، فكيف رأوني؟! أَنَا أَبُو الحسن، الذي فللتُ حدّ المشركين، وفرّقتُ جماعتهم، وبذلك القلب ألقى  عدوّي اليومَ، وإني لعلى  ما وعدني ربّي من النصر والتأييد، وعلى يقينٍ من أمري، وفي غير شُبهةٍ من ديني.

 

أيّها الناس، إنّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يُقتل مات، إن أفضل الموت القتلُ، و الذي نفسُ عَلِيٍّ بيده لأَلْفُ ضربةٍ بالسيف أهونُ من مَوْتةٍ واحدةٍ على الفراش.

 

اللهمّ إنّ طلحة نَكَثَ بيعتي، وأَلّبَ على  عثمان حتى  قَتَلَه، ثمّ عَضَهني به ورماني. اللهمّ فلا تُمهله.

 

اللهمّ إنّ الزُبير قَطَعَ رحمي، ونَكَثَ بيعتي، وظاهَرَ عليَّ عدوّي، فاكفنيه اليوم بما شئتَ. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (1/306).

 

(7) أَنَا أَبُو حَسَن.

 

ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية: وَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْك جَلاَبِيبُ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ دُنْيَاً قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا، وَخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، دَعَتْك فَأَجَبْتَهَا، وَقَادَتْك فَاتَّبَعْتَهَا، وَأَمَرَتْك فَأَطَعْتَهَا، وَإِنَّهُ يُوشِك أَنْ يَقِفَك وَاقِفٌ عَلَى مَا لاَ يُنْجيِك مِنْهُ مِجَنٌّ، فَاقْعَسْ عَنْ هذَا الاَْمْرِ، وَخُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ، وَشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ، وَلاَ تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ مِنْ سَمْعِكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ أُعْلِمْك مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّك مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشيْطَانُ مِنْك مَأْخَذَهُ، وَبَلَغَ فِيكَ أَمَلَهُ، وَجَرَى مِنْك مَجْرَى الروحِ وَالدمِ.

 

وَمَتَى كُنْتُمْ - يَا مُعَاوِيَةُ - سَاسَةَ الرعِيَّةِ، وَوُلاَةَ أَمْرِ الاُْمَّةِ ؟ بِغَيْرِ قَدَم سَابِق، وَلاَ شَرَف بَاسِق، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ لُزومِ سَوَابِقِ الشقَاءِ، وَأُحَذِّرُك أَنْ تَكُونَ مُتَمادِياً في غِرَّةِ الأُمْنِيَّةِ، مُخْتَلِفَ الْعَلاَنِيَةِ والسرِيرَةِ. وَقَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ، فَدَعِ الناسَ جَانِباً وَاخْرُجْ إِلَيَّ، وَأَعْفِ الْفَرِيقَينِ مِنَ الْقِتَالِ، لِتَعْلَمَ أيُّنَا الْمَرِينُ عَلَى قَلْبِهِ، وَالْمُغَطَّى  عَلَى بَصَرِهِ !

 

فَأَنَا أَبُو حَسَن قَاتِلُ جَدِّك وَخَالك وأَخِيك شَدْخاً يَوْمَ بَدْر، ذلك السيْفُ مَعِي، وَبِذلك الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي، مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً، وَلاَاسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً، وَإنِّي لَعَلَى الْمِنْهَاجِ الذي تَرَكْتُمُوهُ طَائِعِينَ، وَدَخَلْتُمْ فِيهِ مُكْرَهِينَ.

 

وَزَعَمْتَ أَنَّك جِئْتَ ثَائراً بِدَمِ عُثْمانَ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمانَ فَاطْلُبْهُ مِنْ هُنَاك إِنْ كُنتَ طَالباً، فَكَأَنِّي قدْ رَأَيْتُك تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ إِذَا عَضَّتْك ضَجِيجَ آلْجِمَالِ بِالاَْثْقَالِ، وَكَأَنِّي بِجَمَاعَتِك تَدْعُونِي جَزَعاً مِنَ الضرْبِ الْمُتَتَابِعِ، وَالْقَضَاءِ الْوَاقِعِ، وَمَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ، إِلَى كِتَابِ اللَّه، وَهِيَ كَافِرةٌ جَاحِدَهٌ، أَوْ مُبَايِعَةٌ حَائِدَةٌ.

 

نهج البلاغة طبعة صبحي الصالح دار الكتاب اللبناني - بيروت 1387ه(ص 369 - 371) الرسالة 10.

 

(8) أَنَا أَبُو شبر وشبير. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(9) أَنَا أَبُو اليتامى . الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

 

اللقب

 

(10) أَنَا إمامُ البريّة، و وصيّ خير الخليقة، وزوج سيّدة نِساء هذه الأمّة.

 

نور الثقلين (1/338)رقم 136، قال عليه السلام في بعض خطبه: أيّها الناس، اسمعوا قولي واعقلوا عنّي...

 

(11) أَنَا أميرُ البَرَرَة. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(12) أَنَا أميرُ المؤمنين. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

 

النَسَب

 

(13) أَنَا ابنُ عبد المطّلِب.

 

صمّم المشركون على أن يُلبسوا لأمة أبي جهل رجلاً منهم، فألبس عبدُاللَّه بن المنذر بن أبي رفاعة، فصمد له علي  عليه السلام فقتله وهو يراهُ أبا جهل، ومضى  عنه، وهو يقول: أَنَا ابنُ عبد المطّلِب. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (14/139).

 

وعن نَسَبِهِ قال الامام عليه السلام في جواب معاوية: وَأَمَّا قَوْلك: أَنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَاف . . .

 

فَكَذلك نَحْنُ، وَلكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمَ، وَلاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلاَ أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِب، وَلاَ المُهَاجرُ كَالطلِيقِ، وَلاَ الصرِيحُ كَاللصِيقِ، وَلاَ المُحِقُّ كَالمُبطِلِ، وَلاَ الْمُؤْمِنُ كَالمدْغِلِ، وَلَبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى  في نَارِ جَهَنَّمَ.

 

وَفي أَيْدِينَا - بعْدُ - فَضْلُ النُبُوَّةِ التي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ، وَنَعَشْنَا بِهَا الذلِيلَ.

 

وَلَمَّا أَدْخَلَ اللَّه الْعَرَبَ في دِينِهِ أَفْوَاجاً، وَأَسْلَمَتْ لَهُ هذِهِ الأُمَّةُ طَوْعاً وَكَرْهاً، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ في الدينِ: إِمَّا رَغْبَةً وَإِمَّا رَهْبَةً، عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ السَبْقِ بِسَبْقِهِمْ، وَذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الاَْوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ. فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشيْطَانِ فِيك نَصِيباً، وَلاَ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً، وَالسلاَمُ. نهج البلاغة (4 - 375) الكتاب 17.

 

(14) أَنَا شجرتُها، ودوحةٌ أَنَا ساقُها.

 

قال عليه السلام: إنّ قريشاً طلبت السعادةَ فشقيتْ، وطلبت النجاةَ فهلكتْ، وطلبت الهدى  فضلّتْ، ألم يسمعوا - ويحهم - قوله تعالى : « وَ الذِينَ ءَامَنُواْوَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ...» ؟ فأين المعدل والمنزع عن ذريّة الرسول صلى الله عليه وآله الذين شيّد اللَّه بُنيانَهم فوقَ بُنيانهم، وأعلى رؤوسَهم فوق رؤوسِهم، واختارهم عليهم ؟ ألا إنّ الذريّة أفنانٌ أنا شجرتُها، ودوحةٌ أَنَا ساقُها، وإنّي من أحمد بمنزلة الضَوْءِ من الضَوْءِ، كُنّا ظِلالاً تحت العرش قبل خلق البشر، وقبل خلق الطينة التي كان منها البشر، أشباحاً عاليةً لا أجساماً ناميةً.

 

إنّ أمرنا صعبٌ مستصعبٌ، لا يعرف كنهه إلاّ ثلاثةٌ: ملكٌ مقرّبٌ، أو نَبِيٌّ مرسَلٌ، أو عبدٌ امتحنَ اللَّه قلبَه للإيمان، فإذا انكشفَ لكم سرٌّ أو وضحَ لكم أمرٌ فاقبلوه، وإلاّ فاسكتوا؛ تَسْلَمُوا، وردّوا علمَنا إلى اللَّه، فإنّكم في أوسع ممّا بين السماء والأرض. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (13/105).

 

 

الأقارب

 

(15) أَنَا أخُو المصطفى  لا شكّ في نَسَبي. تاريخ أصبهان(2/60).

 

(16) أَنَا أخُو رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وابن عمّه لا يقولُها أحدٌ بعدي.

 

مسند أبي يعلى  (1/ 347) ح 445.

 

(17) أَنَا أخو رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وابن عمّه، وسيف نقمته، وعماد نصرته، وبأسه وشدّته. نور الثقلين (5/599).

 

(18) أَنَا الصِهْرُ.

 

يقول اللَّه عزّ و جلّ: «وَ هُوَ الذِى خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَ صِهْرًا».

 

معاني الأخبار للصدوق، و نور الثقلين (4/22)و(5/599).

 

(19) أَنَا زوج البَتُول؛ سيّدة نساء العالمين: فاطمة، التقيّة، الزكيّة، البرّة المهديّة، حبيبة حبيب اللَّه، وخير بناته، وسلالته، وريحانة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سبطاه خير الأسباط، و ولداي خير الأولاد، هَلْ أحدٌ يُنكرُ ماأقولُ ؟ أينَ مسلمو أهل الكتاب ؟. نور الثقلين (5/599).

 

(20) أَنَا والحسين؛ فنحنُ منكم وأنتم منّا.

 

ألا أخبركم بذات نفسي، أمّا الحسن ففتىً من الفتيان،...، و أمّآ أَنَا والحسين؛ فنحنُ منكم وأنتم منّا. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (20/284).

 

(21) أَنَا أُحدّثكم عنّي وعن أهل بيتي.

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام: أَنَا أحدّثكم عنّي وعن أهل بيتي،...، وأمّا أنا وحسين فنحن منكم و أنتم منّا. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (16/11).

 

(22) أَنَا الذي عمّه سيّدٌ في الجنة. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(23) أَنَا أخُو جعفرُ الطيّارُ. عُيُون المواعظ والحِكَم.... في الجنة عند الملائكة. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(24) أَنَا أعلم بجعفر.

 

إن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بعث أبا رافع مولاه يتلقّى جعفر بن أبي طالب، لمّا قدم من الحبشة فأعطاه علي  عليه السلام حتياً وعكةَ سمن، وقال له: أَنَا أعلم بجعفر، إنّه إن علم ثراه مرّةً واحدةً ثمّ أطعمه، فادفع هذا السمن إلى أسماء بنت عميس تدهن به بني أخي من صمر البحر، وتطعمهم من الحتي. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (19/133).

 

(25) أَنَا أَحَبُّ إليكَ أَمْ فاطمة ؟.

 

قال عَليّ ابن أبي طالب عليه السلام: يا رسول اللَّه أَنَا أحبُّ إليكَ أَمْ فاطمة ؟ قال: فاطمة أحبُّ إليّ منك، وأنت أعزُّ عليَّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإنّ عليه أباريق عدد نجوم السماء، وأنت والحسن والحسين و حمزة و جعفر في الجنّة إخوانَاً على سُرُرٍ متقابلين، و أنت معي و شيعتك، ثم قرأ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: «...إِخْوَ نَاً عَلَى  سُرُرٍ مُّتَقَبِلِينَ ...» [سُورَةُ الْحِجْرِ:15] لا ينظر أحدكم في قفاء صاحبه.

 

تفسير الميزان (12/176) وفي تفسير البرهان عن الحافظ أبي نعيم عن رجاله عن أبي هريرة قال:.

 

(26) أَنَا ؛ أَمِ الحسينُ؟.

 

( قيل) إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان جالساً ذات يومٍ وعنده الإمام عَلِيّ بن أبي طالبٍ عليه السلام إذْ دخل الحسينُ بن عَلِيّ فأخذهُ النَبِيّ صلى الله عليه وآله وأجلسه في حِجْرِهِ، وقبّل بين عينيه وقبّل شفتيه، وكان للحسين عليه السلام ستُّ سنين. فقال علي  عليه السلام: يا رسول اللَّه، أتحبّ ولدي الحسين ؟ قال النَبِيّ صلى الله عليه وآله: وكيف لاأحبّه ؟ وهو عضوٌ من أعضائي ؟! فقال علي  عليه السلام: يا رسول اللَّه، أيّما أحبّ إليكَ: أَنَا؛ أَمِ الحسينُ؟ فقال الحسينُ: يا أبتي من كان أعلى شرفاً كان أحبّ إلى النَبِيّ صلى الله عليه وآله وأقرب إليه منزلةً.

 

قال علي  عليه السلام لولده: أتفاخرني ياحسين ؟ قال: نعم يا أبتاه، إن شئت.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83 - 85) وهذا الحديث يحتوي على ما ننقله عن هذا المصدر في هذا البحث بعنوان « أنا».

 

(27) أَنَا سَيَّدُ الشيْبِ، وَفيّ سُنَّةٌ مِنْ أَيُّوْبَ.

 

عن عباية الأسدي، قال: سمعت عليّاًعليه السلام يقول - : أَنَا سَيَّدُ الشِّيْبِ، وَفيَّ سُنَّةٌ مِنْ أَيُّوْبَ، وَ واللَّه لَيَجْمَعَنَّ اللَّهُ لِيْ أَهْلِيَ، كما جُمِعُوْا لِيَعْقُوْبَ.

 

رواه المفيد، و الكشي.

 

 

النشأة

 

منذ الولادةُ: ومن كلام له عليه السلام: أما إنِّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ، مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ، يَأْكُلُ مَا يَجِدُ، وَيَطْلُبُ مَا لاَ يَجِدُ، فَاقْتُلُوهُ، وَلَنْ تَقْتُلُوهُ! أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَأْمُرُكُمْ بِسَبِّي وَالْبَرَاءَةِ مِنِّي؛ فَأَمَّا السبُّ فَسُبُّونِي، فَإِنَّهُ لي زَكَاةٌ،وَلَكُمْ نَجَاةٌ؛ وَأَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلاَ تَتَبَرَّأُوا مِنِّي، فَإِنِّي وَلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَسَبَقْتُ إِلَى الاِْيمَانِ وَالْهِجْرَةِ. نهج البلاغة(92) الخطبة 57.

 

(28) أَنَا غُلامٌ... وأَنَا وهو صلى الله عليه وآله ساجدانِ.

 

قال عليه السلام: ما عَبَدَ اللَّهَ أحدٌ قبلي إلاّ نبيّه صلى الله عليه وآله ولقد هَجَمَ أَبُو طالبٍ علينا وأنا وهو ساجدان، فقال: أو فعلتموها ! ثمّ قال لي - وأنا غُلامٌ - : « وَيْحَكَ، أُنْصُرْ ابنَ عمِّك! وَيْحَكَ لا تخذُلْه » وجَعَلَ يحثُّني على مُؤازرته.

 

 

شرح نهج البلاغة (4/104).

 

(29) أَنَا فَتَىً.

 

بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عليّاًعليه السلام إلى اليمن قاضياً، فقال عليه السلام: يا رسول اللَّه، إنّهم كهولٌ وذَوُو أسنانٍ وأَنَا فَتَىً، وربّما لم أُصِبْ في ما أحكمُ به بينهم، فقال صلى الله عليه وآله له: اذهبْ فإنّ اللَّه سيثبّتُ قلبَكَ ويهدي لسانَكَ.

 

شرح نهج البلاغة (7/219-220).

 

(30) أَنَا من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كالعَضُدِ من المِنْكَبِ، وكالذِراعِ من العَضُدِ، وكالكفِّ من الذِراعِ، ربّاني صغيراً، وآخاني كبيراً، ولقد علمتم أني كان لي منه مجلسٌ سرٌّ لا يطّلع عليه غيري، وإنّه أوصى  إليَّ دونَ أصحابه وأهل بيته، ولأقولنّ ما لم أقلْه لأحدٍ قبلَ هذا اليوم: سألته مرّةً أن يدعوَ لي بالمغفرة فقال: أفعل، ثمّ قام فصلّى، فلمّا رفع يده للدعاء استمعتُ إليه، فإذا هو قائل: « اللهمّ بحقّ عَلِيٍّ عندك اغفر لِعَلِيّ » فقلتُ: يا رسول اللَّه، ما هذا؟ فقال: أوَ أحدٌ أكرمُ منك عليه فأستشفع به إليه ؟. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (20/315).

 

 

في ظِلّ الرسول والرِسالة

 

السبق بالإيمان

 

(31) أَنَا أَوَّلُ رجلٍ صَلّى  مَعَ النَبِيّ صلى الله عليه وآله كنز العمال (13/124)ح 36396.

 

(32) أَنَا أَوَّلُ المسلمين إسلاماً. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(33) أَنَا أَوَّلُ مَنْ بايعَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله تَحْتَ الشَجَرَة.

 

في قوله تعالى: { . . .لَّقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجَرَةِ...}. تفسير على بن ابراهيم.

 

(34) أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلّى  مَعَ الرسولِ صلى الله عليه وآله . الجوهرةللتلمساني (ص 7).

 

(35) أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلّى  مَعَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وآله . أنساب الأشراف(2/346).

 

(36) أَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بالوعيدِ من ذُكُورِ هذهِ الأمّة. شواهد التنزيل (1/328).

 

من ذلك قوله عليه السلام إِنّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ.

 

ومن كلام له عليه السلام: أَيَّتُهَا النُّفُوسُ الُْمخْتَلِفَةُ، وَالْقُلُوبُ الْمُتَشَتِّتَةُ، الشاهِدَةُ أَبْدَانُهُمْ، وَالْغَائِبَةُ عَنْهُمْ عُقُولُهُمْ، أَظْأَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَأَنْتُمْ تَنْفِرُونَ عَنْهُ نُفُورَ الْمِعْزَى مِنْ وَعْوَعَةِ الاَْسَدِ! هَيْهَاتَ أَنْ أَطْلَعَ بِكُمْ سَرَارَ الْعَدْلِ، أَوْ أُقِيمَ اعْوِجَاجِ الْحَقِّ.

 

اللَّهُمَّ إِنَّك تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الذي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً في سُلْطَان، وَلاَ الِْتمَاسَ شِي ءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ، وَلكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ، وَنُظْهِرَ الاِْصْلاَحَ في بِلاَدِكَ، فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ، وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ.

 

اللَّهُمْ إِنّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ، وَسَمِعَ وَأَجَابَ، لَمْ يَسْبِقْنِي إِلاَّ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله بِالصَلاَةِ. وقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِمَاءِ وَالمَغَانِمِ وَالأَحْكَامِ وَإِمَامَةِ الْمُسْلِمِينَ: الْبَخِيلُ ؛ فَتَكُونَ في أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ، وَلاَ الْجَاهِلُ ؛ فَيُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ، وَلاَ الْجَافي ؛ فَيَقْطَعَهُمْ بِجَفَائِهِ، وَلاَ الجَائِفُ لِلدُّوَلِ ؛ فَيَتَّخِذَ قَوْماً دُونَ قَوْم، وَلاَ الْمُرْتَشِي في الْحُكْمِ ؛ فَيَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ وَيَقِفَ بِهَا دُونَ المَقَاطِعِ، وَلاَ الْمَعطِّلُ لِلسُّنَّةِ ؛ فَيُهْلِك الأُمَّةَ. نهج البلاغة (ص 188- 189) الخطبة 131.

 

 

يوم الدار

 

(37) أَنَا يا رسول اللَّه أكون وزيرك.

 

قال عليه السلام: لمّا أنزلت هذه الآية: « وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » [سورة الشعراء 26: 214] على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله دعاني، فقال: يا عَلِيّ، إنّ اللَّه أمرني أنْ: « أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » فضِقْتُ بذلك ذَرْعاً، وعلمتُ أني متى  أنادهم بهذا الأمر أرَ منهم ما أكره، فصمت حتى جاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمّد، إنّك إنْ لم تفعلْ ما أمرتَ به يعذّبك ربّك!

 

فاصنعْ لنا صاعاً من طعامٍ، واجعلْ عليه رجلَ شاةٍ، واملأ لنا عسّاً من لبنٍ، ثمّ اجمعْ بني عبد المطّلب حتّى أكلّمهم وأبلّغهم ما أمرتُ به.

 

ففعلتُ ما أمرني به، ثمّ دعوتُهم وهُم يومئذٍ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصونه، وفيهم أعمامه أَبُو طالب، وحمزة، والعبّاس، و أَبُو لهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعتُ لهم، فجئتُ به، فلمّا وضعتُه تناول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بضعةً من اللحم فشقّها بأسنانه، ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة، ثمّ قال: كُلُوا باسم اللَّه، فأكلوا حتّى ما لهم إلى شيٍ من حاجةٍ، وايم اللَّه الذي نفس عَلِيٍّ بيده إن كان الرجلُ الواحدُ منهم ليأكلُ ما قدّمته لجميعهم، ثمّ قال: اسقِ القومَ ياعَلِيُّ، فجئتُهم بذلك العُسّ فشربوا منه، حتى رَوَوا جميعاً، وايم اللَّه إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يكلّمهم بدره أَبُو لهب إلى الكلام، فقال: لشدّما سَحَرَكم صاحبُكم فتفرّق القوم، ولم يكلّمهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال من الغَدِ: يا عَلِيُّ، إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعتَ من القول، فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم، فعُدْ لنا اليوم إلى مثل ما صنعتَ بالأمس، ثمّ اجمعهم لي، ففعلتُ ثمّ جمعتُهم، ثمّ دعاني بالطعام، فقرّبتُه لهم، ففعل كما بالأمس، فأكلوا حتى مالهم بشيٍ حاجةٌ، ثمّ قال: اسقهم، فجئتُهم بذلك العُسّ، فشربوا منه جميعاً، حتى رووا، ثم تكلّم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي - واللَّه - ما أعلم أنّ شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتُكم به، إني قد جئتُكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللَّه أن أدعوكم إليه، فأيّكم يُوازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القومُ عنها جميعاً، وقلتُ أَنَا - وإنّي لأحدثُهم سِنّاً وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً - : أَنَا يا رسول اللَّه أكونُ وزيرك عليه، فأعاد القول، فأمسكوا وأعدتُ ما قلتُ، فأخذ برقبتي، ثم قال لهم: هذا أخي ووصيّي و خليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.

 

فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمعَ لابنك وتطيعَ.

 

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (13/210-211).

 

(38) أَنَا.

 

إنّ رجلاً قال لِعلي  عليه السلام: يا أمير المؤمنين، بما ورثتَ ابنَ عمّك ؟

 

فقال عليه السلام: يا معشرَ الناس، افتحوا آذانكم واسمعوا،..: جَمَعَ رَسُوْلُ اللَّه صلى الله عليه وآله بَنِي عَبْدِ المُطّلبْ في بَيْتِ رَجَلٍ مِنّا - أَوْ قال: في بَيْتٍ أَكْبَرنا - فَدَعا بُمدٍّ وَنِصْفٍ مِنْ طَعَامٍ وَقَدَحٍ لَه يُقالُ لَهُ الغُمَرُ، فَأَكَلْنا وَشَرَبْنا، وَبَقِيَ الطّعَامُ كَما هُوَ والشَرابُ كَما هُوَ، وَفِيْنا مَنْ يَأْكُلُ الجَذَعَةَ وَيَشْرَبُ الفَرَقَ، فَقالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: إنَّكُمْ قَدْ تَرَوْنَ هذِه الآيَةَ، فَأَيُّكُمْ يُبايِعُنِي عَلى  أَنَّهُ أَخِي وَوارِثي وَوَصيّي ؟

 

فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ - وَكُنْتُ أَصْغَرَ القَوْمِ - وَقُلْتُ: أَنَا.

 

قالَ: اجْلسِ، ثُمَّ قالَ ذلك ثَلاثَ مَرّاتٍ، كُلُّ ذلك أَقُوْمُ إِلَيْهِ فيَقُوْلُ: اجْلِسْ، حَتّى  كانَ في الثالِثَةَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى  يَدِيَ.

 

فَبِذلك وَرِثْتُ ابْنَ عَمِّي دُوْنَ عَمِّي.

 

علل الشرائع (1/170) و تاريخ الطبري (2 /321) باب «أَوَّلُ من أسلم من الرجال...» و روى نحوه ابن حنبل في مسند علي  عليه السلام برقم (1372) من المسند: (2/352) والضياء المقدسي  في  المختارة:(2/71)أَوَّلُ مسندعلي  عليه السلام الحديث: (734) و النسائي في الحديث: (66) من كتابه خصائص علي  عليه السلام (ص 133) كمارواه أيضاً في السنن الكبرى .

 

(39) أَنَاوَضَعْتُ في الصِغَرِ بَكَلاَكِلِ  الْعَرَبِ، وَكَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ.

 

ثمّ قال صلى الله عليه وآله: وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ: وَضَعَنِي في حِجْرِهِ وَ أَنَا وليدٌ، يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَيَكْنُفُنِي في فِرَاشِهِ، وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ، وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ، وَكَانَ يَمْضَغُ الشي ء ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ، وَمَا وَجَدَ لِي كِذْبَةً في قَوْلٍ، وَلاَ خَطْلَةً في فِعْلٍ.

 

وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّه تَعَالَى بِهِ صلى الله عليه وآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَك مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُك بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلاَقِ الْعَالَمِ، لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَتْبَعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لي في كُلِّ يَوْم عَلَماً مِنْ أخْلاقِهِ، وَيَأْمُرُني بِالاقْتِدَاءِ بِهِ.

 

وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ في كُلِّ سَنَة بِحِرَاءَ، فَأَرَاهُ وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي.

 

وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ في الْإِسْلاَمِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا، أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُبُوَّةِ.

 

وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ صلى الله عليه وآله فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه مَا هذِهِ الرنَّةُ؟ فَقَالَ: هذَا الشيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ، إِنَّك تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَتَرَى مَا أَرَى، إِلاَّ أَنَّك لَسْتَ بِنَبِيٍّ، وَلكِنَّكَ وَزِيرٌ، وَإِنَّكَ لَعَلَى خَيْر.

 

نهج البلاغة (ص 300- 301)من الخطبة 192 وتسمىّ القاصعة.

 

(40) أَنَا أَوَّلُ المؤمنين باللَّه. شرح نهج البلاغة(6/132).

 

(41) أَنَا (قلت) لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّه .

 

وقال عليه السلام في ذكر هذه المعجزة: وَلَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ صلى الله عليه وآله لَمَّا أَتاهُ المَلاَُ مِنْ قُريْش، فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحُمَّدُ، إِنَّكَ قَدِ ادَّعْيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُك وَلاَ أحَدٌ مِن بَيْتِكَ، وَنَحْنُ نَسَأَلك أَمْراً إِنْ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَأَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّك نِبِيٌّ وَرَسُولٌ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّك سَاحِرٌ كَذَّابٌ. فَقَالَ صلى الله عليه وآله لهم: وَمَا تَسْأَلُونَ؟.

 

قَالُوا: تَدْعُو لَنَا هذِهِ الشَجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَتَقِفَ بَيْنَ يَدَيكَ.

 

فَقَالَ صلى الله عليه وآله: إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، فإِنْ فَعَلَ اللَّهُ ذلكَ لَكُمْ، أَتُؤْمِنُونَ وَتَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ ؟. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ، وإِنِّي لأََعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَفِيئُونَ إِلَى خَيْر، وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ في الْقَلِيبِ، وَمَنْ يُحَزِّبُ الاَْحْزَابَ.

 

ثُمَّ قَالَ: يَا أَيَّتُهَا الشَجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤمِنِينَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّه، فَانْقَلِعِي بعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّه.

 

فَوَالذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ نَبِيّاً؛ لاَنْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا، وَجَاءَتْ وَلَهَا دَوِىٌّ شَدِيدٌ، وَقَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَيْرِ، حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله مُرَفْرِفَةً، وَأَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الأَعْلَى  عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وَبِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مِنْكَبِي، وَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ عليه السلام .

 

فَلَمَّا نَظَرَ القَوْمُ إِلَى ذلك ؛ قَالُوا - عُلُوّاً وَاسْتِكْبَاراً -: فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَيَبْقَى نِصْفُهَا.

 

فَأَمَرَهَا بِذلكَ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَأَشَدِّه دَوِيّاً، فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله فَقَالُوا - كُفْراً وَعُتُوّاً -: فَمُرْ هذَا النِصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ.

 

فَأَمَرَهُ فَرَجَعَ. فَقُلْتُ أنَا: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّه، إنّي أَوَّلُ مْؤْمِن بِكَ يَا رَسُولَ اللَّه، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بَأَنَّ الشَجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّه تَصْدِيقاً لِنُبُوَّتِكَ، وإِجْلاَلاً لِكَلِمَتِكَ.

 

فَقَالَ القَوْمُ كُلُّهُمْ: بَلْ سَاحِرٌ كَذَّابٌ، عَجِيبُ السِحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ، وَهَلْ يُصَدِّقُك في أَمْرِك إِلاَّ مِثْلُ هذَا! يَعْنُونَنِي.

 

وَإنّي لَمِنْ قَوْم لاَتَأخُذُهُمْ في اللَّه لَوْمَةُ لاَئِم، سِيَماهُمْ سِيَما الصِدِّيقِينَ، وَكَلاَمُهُمْ كَلاَمُ الاَْبْرَارِ، عُمَّارُ الليْلِ، وَمَنَارُ النهَارِ، مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ القُرْآنِ، يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّه وسُنَنَ رَسُولِهِ، لاَ يَسْتَكْبِرُونَ وَلاَيَعْلُونَ، وَلاَيَغُلُّونَ ، وَلاَ يُفْسِدُونَ، قُلُوبُهُمْ في الْجِنَانِ، وَأَجْسَادُهُمْ في العَمَلِ!.

 

نهج البلاغة (ص 301 - 302) الخطبة 192 وتسمىّ القاصعة و شرح نهج البلاغة (6/132).

 

في خدمة النَبِيّ صلى الله عليه وآله

 

(42) أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ.

 

ومن كلام له عليه السلام قاله بعد وقعة النهروان : فَقُمْتُ بِالاَْمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَتَطَلَّعْتُ حِينَ تَعْتَعُوا، وَمَضَيْتُ بِنُورِ اللَّه حِينَ وَقَفُوا، وَكُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً، وَأَعْلاَهُمْ فَوْتاً، فَطِرْتُ بِعِنَانِهَا، وَاسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا، كَالْجَبَلِ لاَ تُحَرِّكُهُ الْقَوَاصِفُ، وَلاَ تُزِيلُهُ الْعَوَاصِفُ. لَمْ يَكُنْ لاَِحَد فيَّ مَهْمَزٌ، وَلاَ لِقَائِل فيَّ مَغْمَزٌ، الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ لَهُ، وَالْقَوِىُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مَنْهُ، رَضِينَا عَنِ اللَّه قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا له أَمْرَهُ. أَتَرَاني أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله؟ وَاللَّه لأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ فَلاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ. فَنَظَرْتُ في أَمْرِي، فَإِذَا طَاعَتِي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتِي، وَإِذَا الميِثَاقُ في عُنُقِي لِغَيْرِي. نهج البلاغة (ص 81) من الخطبة 37.

 

ومن كلام له عليه السلام في ذم أَهل العراق ، أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ الْحَامِلِ، حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ، وَمَاتَ قَيِّمُهَا، وَطَالَ تَأَيُّمُهَا، وَوَرِثَهَا أَبْعَدُهَا. أَمَا وَاللَّه مَا أَتَيْتُكُمُ اخْتِيَاراً، وَلكِنْ جَئْتُ إِلَيْكُمْ سَوْقاً، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: [عَليٌّ ]يَكْذِبُ، قَاتَلَكُمُ اللَّه! فَعَلَى مَنْ أَكْذِبُ؟ أَعَلَى اللَّه ؟ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ! أَمْ عَلَى نَبِيِّهِ؟ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ! كَلاَّ وَاللَّه، ولكِنَّهَا لَهْجَةٌ غِبْتُمْ عَنْهَا، وَلَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا، وَيْلُ أُمِّهِ ، كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَن! لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين }.

 

نهج البلاغة (ص 100) من الخطبة 71.

 

(42) أَنَا عَبْدٌ من عَبِيْدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله.

 

جاء حبرٌ من الأحبار إلى  أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، متى  كان ربّك؟ فقال عليه السلام: ثَكَلَتْكَ أُمّك، ومتى  لم يكن ؟ حتى  يقال: «مَتى  كانَ؟» كانَ ربَّي قَبْلَ القَبْلِ بِلاقَبْلٍ، وَبَعْدَ البَعْدِ بِلابَعْدٍ وَلاغايَةٍ، وَلامُنْتَهى  لِغايَتِهِ؛ اِنْقَطَعَتِ الغاياتُ عِنْدَهُ فَهُوَ مُنْتَهى  كُلِّ غايَةٍ.

 

فقال: يا أمير المؤمنين، أفنبِيٌّ أنتَ ؟

 

فقال عليه السلام: ويلكَ إنّما أَنَا عَبْدٌ من عَبِيْدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله.

 

رواه الكلينيّ في الكافي (1/89) ورواه الصدوق في التوحيد (ص 174وص 109) وانظر (ص 174 - 175).

 

(43) أَنَا الذي قاتلتُ الكافرين في سبيل اللَّه. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(44) أَنَا الباذلُ مُهجتي في دين اللَّه. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

 

التضحيةُ حتّى الهجرة

 

(45) أَنَا الذي نُمْتُ على فِراش النَبِيّ صلى الله عليه وآله و وقيتُهُ بِنَفسي من المشركين.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(46) أَنَا فيه.

 

قال عليه السلام: إنّ قريشاً لم تزلْ تجيلُ الآراء وتعمل الحيلَ في قتل النَبِيّ صلى الله عليه وآله حتّى كان آخر ما اجتمعتْ في ذلك في يوم الدار - دار الندوة - وإبليس الملعون حاضرٌ في صورة أعور ثقيفٍ، فلم تزلْ تضرب أمرها ظهراً وبطناً حتّى اجتمعتْ آراؤها على أن ينتدبَ من كلّ فخذٍ من قريشٍ رجلٌ، ثمّ يأخذُ كلُّ رجلٍ منهم سيفَه ثمّ يأتي النَبِيّ صلى الله عليه وآله وهو نائمٌ على فراشه، فيضربونه جميعاً بأسيافهم ضربةَ رجلٍ واحدٍ فيقتلونه، فإذا قتلوهُ منعتْ قريشٌ رجالها ولم تُسلمها، فيمضي دمه هدراً، فهبط جبرئيل عليه السلام على النَبِيّ صلى الله عليه وآله فأنبأَهُ بذلك وأخبره بالليلة التي يجتمعون فيها وأمره بالخروج في الوقت الذي خَرَجَ فيه إلى الغار، فأنبأني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله بالخبر، وأمرني أن أضطجعَ في مضجعه، وأقيَهُ بنفسي فأسرعتُ إلى ذلك مطيعاً له مسروراً لنفسي أن أقتلَ دونَه، فمضى عليه السلام لوجهه، واضطجعتُ في مضجعه وأقبلتْ رجالٌ من قريشٍ موقنةً في أنفسها بقتلِ النَبِيّ صلى الله عليه وآله فلمّا استووا في البيت الذي أَنَا فيه ناهضتُهم بسيفي فدفعتُهم عن نفسي بما قد علمه اللَّه، واللَّه. ثمّ أقبلَ على أصحابه فقال: أليسَ كذلك ؟ قالوا: بلى  ياأميرالمؤمنين. نور الثقلين (2/210).

 

(47) أَنَا هو.

 

وفي احتجاجه عليه السلام على الناس يوم الشورى ، قال: فأنشدكم باللَّه، هلْ فيكم أحدٌ وقى  رسول اللَّه صلى الله عليه وآله - حيث جاء المشركون يُريدون قتله فاضطجعتُ في مضجعه وذَهَبَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله نحو الغار، وهم يرونَ أنّي أَنَا هو، فقالوا: أينَ ابنُ عمّك ؟ فقلتُ: لا أدري، فضَرَبُوني حتّى كادوا يقتلونني غيري؟

 

قالوا: اللهمّ، لا. نور الثقلين (2/210).

 

(48) أَنَا وَقَيْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله.

 

وفي احتجاجه عليه السلام على أبي بكر، قال: فأنشدكَ باللَّه، أَنَا وَقَيْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله بنفسي يوم الغار، أمْ أَنْتَ ؟ قال: بلْ أَنْتَ. نور الثقلين (2/210).

 

في المدينة مع الرسول صلى الله عليه وآله

 

إلى جَنْبِ الرسول صلى الله عليه وآله وسُنّتِه

 

(49) أَنَا دَمِي دَمُ رَسُولِ اللَّهِ، وَلَحْمِي لَحْمُهُ، وَعَظْمِي عَظْمُهُ، وَعِلْمِي عِلْمُهُ، وَحَرْبِي حَرْبُهُ، وَسِلْمِي سِلْمُهُ، وَأصْلِي أصْلُهُ، وَفَرْعِي فَرْعُهُ، وَنَحْرِي نَحْرُهُ، وَجَدِّي جَدُّه. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(50) أَنَا أَحَبُّكُمْ إليه وأَوْثَقُكُمْ في نَفْسِهِ. مناقب المغازلي(ص 111)ح 154.

 

(51) أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَالضَوْءِ مِنَ الضَوْءِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(52) أَنَا المُنَفِّسُ عَنْهُ كَرْبَه. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(53) أَنَا صاحب لواء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في الدنيا والآخرة، ورسول اللَّه فرطى.

 

تفسير نور الثقلين (5/).

 

(54) أَنَا آخذٌ له باليمين. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(55) أَنَا أولى  مَن أتّبَعَ أمرَهُ.

 

قال عليه السلام لمعاوية: وأمّا شقّ عصا هذه الأمّة فأنَا أَحقّ أنْ أَنْهاكَ عنهُ. فأمّا تخويفُك لي من قتل أهل البغي، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أمرني بقتالهم وقتلهم، وقال لأصحابه: «إنّ فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلتُ على تنزيله » وأشار إليَّ، وأَنَا أولى  من أتَّبَعَ أَمْرَهُ. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (14/43).

 

(56) أَنَا أعلمُ بها منك.

 

قال علي  عليه السلام للخرّيت السائي: ويحكَ ! هلمَّ إليَّ أُدارسك، وأناظركَ في السُنَنِ، وأفاتحك أموراً من الحقِّ أَنَا أعلم بها منك، فلعلّك تعرف ما أنت الآن له منكر، وتبصر ما أنت الآن عنه عَمٍ وبه جاهلٌ.

 

فقال الخرّيت: فإنّي غادٍ عليكَ غَداً.

 

فقال علي  عليه السلام: اغْدُ، ولا يستهوينّك الشيطانُ، ولا يتقحمنّ بكَ رأي السوء، ولا يستخفنّك الجهلاءُ الذين لايعلمون، فواللَّه، إنْ استرشدتني واستنصحتني وقبلتَ منّي لأهدينّكَ سبيلَ الرشاد. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (3/128).

 

(57) أَنَا ذَا الْيَوْمَ مُسْمِعُكُمُوهُ.

 

ومن خطبة له عليه السلام في حقّ الرسول صلى الله عليه وآله: أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُسُلِ، وَطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الاُْمَمِ، وَاعْتِزَام مِنَ الْفِتَنِ، وَانْتَشَار مِنَ الاُْمُورِ، وَتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ، والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ، عَلَى حِينِ اصْفِرَار مِنْ وَرَقِهَا، وَإِيَاس مِنْ ثَمَرِهَا، وَاغْوِرَار مِنْ مَائِهَا، قَدْ دَرَسَتْ أعْلامُ الْهُدَى، وَظَهَرَتْ أَعْلاَمُ الرَدَى، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ لاَِهْلِهَا، عَابِسَةٌ في وَجْهِ طَالِبِهَا، ثَمَرُهَا الْفِتْنَةُ، وَطَعَامُهَا الْجِيفَةُ، وَشِعَارُهَا الْخَوْفُ، وَدِثَارُهَا السَيْفُ، فَاعْتَبِرُوا عِبَادَ اللَّه، وَاذْكُرُوا تِيك التي آبَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ بِهَا مُرْتَهَنُونَ، وَعَلَيْهَا مُحَاسَبُونَ.

 

وَلَعَمْرِي مَا تَقَادَمَتْ بِكُمْ وَلاَ بِهِمُ الْعُهُودُ، وَلاَ خَلَتْ فِي ما بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمُ الأَحْقَابُ وَالْقُرُونُ، وَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ مِنْ يَوْمِ كُنْتُمْ في أَصْلابِهِمْ بِبَعِيد.

 

واللَّه، مَا أَسْمَعَكُمُ الرَسُولُ شَيْئاً إِلاَّ وَهَا أَنَا ذَا الْيَوْمَ مُسْمِعُكُمُوهُ، وَمَا أَسْمَاعُكُمُ الْيَوْمَ بِدُونِ أَسْمَاعِكُمْ بِالاَْمْسِ، وَلاَ شُقَّتْ لَهُمُ الْأَبصَارُ، وَجُعِلَتْ لَهُمُ الْأَفْئِدَةُ في ذلك الاَْوَانِ، إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيتُمْ مِثْلَهَا في هذَا الزَمَانِ.

 

وَ واللَّه، مَا بُصِّرْتُمْ بَعْدَهُمْ شَيْئاً جَهِلُوهُ، وَلاَ أُصْفِيتُمْ بِهِ وَحُرِمُوهُ، وَلَقَدْ نَزَلَتْ بِكُمُ الْبَلِيَّةُ جَائِلاً خِطَامُهَا، رِخْواً بِطَانُهَا، فَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ مَا أَصْبَحَ فِيهِ أَهْلُ الْغُرُورِ، فَإِنَّمَا هَوَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ، إِلَى أَجَل مَعْدُود. نهج البلاغة (ص 121- 122) الخطبة 88.

 

(58) أَنَا مُحْيِي السُنَّةِ وَمُمِيتُ البِدْعَة. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(59) أَنَا(إنْ) لم آخُذْ بما أَخَذَ بِهِ خِفْتُ ألاّ ألْحَقَ بِهِ.

 

عن عقبة، قال: دخلت على علي  عليه السلام فإذا بين يديه لَبَنٌ حامِضٌ، آذَتْني حُمُوضته، وكسر يابسة، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، أتأكلُ مثل هذا؟!

 

فقال لي: يا أبا الجنوب، كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يأكل أيبسَ من هذا، ويلبس أخشنَ من هذا - وأشار إلى ثيابه - فإنْ أَنَا لم آخُذْ بِما أَخَذَ بِهِ خِفْتُ ألاّ أَلْحَقَ بِهِ.

 

وروى قال: دخلتُ على علي  عليه السلام بالكوفة، فإذا بين يديه قعب لبَنَ  أَجِدُ ريحَه من شدّة حُمُوضته، وفي يده رغيفٌ تُرى  قِشارُ الشعير على وجهه، وهو يكسرهُ، ويستعينُ أحياناً برُكبته، وإذا جاريتُهُ فِضّةٌ قائمةٌ على رأسه، فقلتُ: يا فِضَّة، أما تتّقون اللَّه في هذا الشيخ ! ألا نخلتم دقيقه ؟ فقالت: إنّا نكرهُ أن نُؤجَرَ ويَأثَمَ، نحنُ قد أَخَذَ علينا ألاّ ننخلَ له دقيقاً ما صحبناهُ.

 

قال: - وعلي  عليه السلام لا يسمع ما تقول - فالتفتَ إليها فقال: ما تقولين ؟ قالت: سله، فقال لي: ما قلتَ لها ؟ فقلتُ: إنّي قلتُ لها: لو نخلتم دقيقه !

 

فبكى ، ثمّ قال: بأبي وأمي مَنْ لم يشبعْ ثلاثاً متواليةً من خبزِ بُرٍّ حتّى فارقَ الدنيا، ولم ينخلْ دقيقه، - قال: يعني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله - .

 

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (2/201).

 

(60) أَنَا أقاتِلُ بِهِ دُونَهُ صلى الله عليه وآله.

 

قال عليه السلام: يااللَّه، يارحمن، يارحيم، ياواحد، يا أحد، ياصمد، يا اللَّه، يا إله محمّد، اللهمّ إليك نقلت الأقدام، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، ومدّت الأعناق، وشخصت الأبصار، وطلبت الحوائج ! اللهمّ إِنَّا نشكو إليك غيبة نبيّنا، وكثرة عدوّنا، وتشتت أهوائنا، ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ، وأنت خير الفاتحين. سيروا على بركة اللَّه. ثمّ نادى: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، كلمة التقوى .

 

قال الراوي: فلا، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، ما سمعنا رئيسَ قومٍ منذ خلق اللَّه السموات والأرض، أصاب بيده في يومٍ واحدٍ ما أصاب، إنّه قتلَ في ما ذكر العادّون زيادةً على خمسمائة من أعلام العرب، يخرجُ بسيفه منحنياً، فيقول: معذرةً إليّ وإليكم من هذا. لقد هممتُ أن أفلقه، ولكن يحجزني عنه أني سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: « لا سيفَ إلا ذو الفَقار ولا فتى  إلا عليّ» وأنَا أقاتلُ بِهِ دُونَه صلى الله عليه وآله.

 

قال: فكنّا نأخذُهُ فنقوّمُهُ، ثمّ يتناوَلُه من أيدينا فيقتحمَ به في عرض الصفّ، فلا - واللَّه - ما ليث بأشدّ نكايةً منه في عدوّه عليه السلام. شرح نهج البلاغة(2/211).

 

يوم بَدْرٍ

 

(61) أَنَا قاتلُ الكافرين. الفضائل لابن شاذان (ص 84). عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(62) أَنَا قاتلُ الكافرين يوم بَدْرٍ وحُنَيْنٍ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(63) أَنَا قاتِلُ الكَفَرَة. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(64) أَنَا صاحِبُ بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(65) أَنَا مجدّلُ الأبْطالِ، وقاتِلُ الفُرْسانِ، ومُبِيْرُ مَنْ كَفَرَ بِالرحمنِ، وصِهْرُ خَيْرِ آلٍ. نور الثقلين (5/599).

 

 

يوم أُحُدٍ

 

(66) أَنَا مُرْدي الكُماةِ يَوْمَ أُحُدٍ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(67) أَنَا آتيكَ بِخَبَرِهم.

 

عندما تآمرتْ قريشٌ على أن يرجعوا إلى المدينة بعد هزيمتهم من أُحُد، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ رجلٌ يأتينا بخبر القوم ؟ فلم يُجبه أَحَدٌ ! فقال علي  عليه السلام:

 

تفسير القمي(1/124).

 

(68) أَنَا قتلتُهُ.

 

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ له علمٌ بنَوْفَل بن خويلد ؟ فقال علي  عليه السلام: أنَا قَتَلْتُهُ، فكبّر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقال: الحمد للَّه الذي أجاب دعوتي فيه.

 

شرح نهج البلاغة (14/144).

 

(69) أَنَا رأيتُ يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فارساً يركضُ في أَثَرِهِ حتّى لَحِقَهُ.

 

قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله يوم أحُدٍ: مَنْ لهُ علمٌ بذكوان بن عبد قيس ؟ فقال علي  عليه السلام: أنا رأيتُ يا رسول اللَّه فارساً يركضُ في أَثَرِهِ حتّى لَحِقَهُ، وهو يقول: لا نجوتُ إن نجوتَ، فحمل عليه فرسه وذكوان راجلٌ، فضربه وهو يقول: خُذْها و أنا ابن علاج، فقتله، فأهويتُ إلى الفارس، فضربتُ رجله بالسيف، حتى قطعتُها من نصف الفخذ، ثم طرحتُهُ عن فرسه فدففتُ عليه، وإذا هو أَبُو الحكم بن أخنس بن شريق بن علاج بن عمرو بن وهب الثقفي.

 

قال الواقدي: وقال علي  عليه السلام: لمّا كان يوم أُحُدٍ وجال الناسُ تلك الجولة ؛ أقبل أميّة بن أبي حذيفة بن المغيرة، وهو دارعٌ مقنّعٌ في الحديد، ما يُرى منه إلاّ عيناه، وهو يقول يومٌ بيوم بدرٍ، فيعرض له رجلٌ من المسلمين، فقتله أميّة، قال علي  عليه السلام: وأصمُدُ له، فأضربُه بالسيف على هامته، وعليه بيضةٌ، وتحت البيضة مغفرٌ، فنبا سيفي، وكنتُ رجلاً قصيراً، ويضربني بسيفه، فأتّقي بالدرقة، فلحج سيفه، فأضربه، وكانت درعه مشمّرة، فأقطع رجليه، فوقع وجعل يعالج سيفه، حتى خلصه من الدرقة، وجعل يناوشني وهو باركٌ حتى نظرتُ إلى فتقٍ تحت إبطِهِ فاحشّ فيه بالسيف، فمالَ، فماتَ، وانصرفتُ.

 

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (14/275).

 

 

يوم الأَحْزابِ

 

(70) أَنَا ضاربُ ابن عبد وُدٍّ - لعنه اللَّهُ تعالى - يومَ الأحزابِ.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(71) أَنَا أُبارِزُهُ يا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله.

 

حَضَرَ عمرُو بنُ عبد وُدٍّ يومَ الخندق - وقد كان شهد بدراً فارْتُثَّ جريحاً - ولم يشهد أحداً، فَحَضَرَ الخندقَ شاهراً سيفه معلماً، مدلّاً بشجاعته وبأسه، وخرج معه ضرارُ بن الخطّاب الفهري، وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن أبي وهب، ونوفل بن عبداللَّه بن المغيرة المخزوميّون، فطافُوا بخيولهم على الخندق إصعاداً وانحداراً، يطلبون موضعاً ضيّقاً يعبرونه، حتّى وقفوا على أضيق موضعٍ فيه، في المكان المعروف بالمزار، فأكرهوا خيولهم على العُبُور فَعَبَرَتْ، وصارُوا مع المسلمين على أرضٍ واحدةٍ، ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله جالسٌ وأصحابه قيامٌ على رأسه، فتقدّم عمرُو ابن عبد وُدٍّ فدعا إلى البراز مراراً، فلم يقُمْ إليه أحدٌ، فلمّا أكثرَ، قام علي  عليه السلام فقال: أَنَا أبارِزُهُ يا رسولَ اللَّه، فأمره بالجلوس، وأعاد عمرٌو النداءَ، و الناس سكوتٌ كأنَّ على رؤوسهم الطير، فقال عمرٌو: أيّها الناس، إنّكم تزعُمُون أنّ قتلاكم في الجنة وقتلانا في النار، أفما يُحِبُّ أحدُكم أنْ يقدم على الجنة أو يقدم عدوّاً له إلى النار! فلم يقم إليه أحدٌ، فقام علي  عليه السلام دفعةً ثانيةً، وقال: أَنَا له يارسول اللَّه، فأمره بالجلوس، فجال عمرٌو بفرسه مقبلاً ومدبراً، وجاءت عُظماء الأحزاب فوقفتْ من وراء الخندق، ومدّتْ أعناقها تنظُرُ، فلمّا رأى  عمرٌو أنّ أحداً لا يجيبه، قال:.

 

ولقد بححتُ من النداءِ بِجَمْعِهم هلْ من مُبارِزْ! 

 ووقفتُ مُذْ جبن المشيع موقفَ القرن المُناجِزْ

***

إنّي كذلكَ لم أزَلْ مُتسرّعاً قبلَ الهَزاهِزْ 

إنّ الشجاعةَ في الفَتى  والجُودَ من خيرِ الغَرائِزْ

 

فقام علي  عليه السلام فقال: يا رسولَ اللَّه، اءْذنْ لي في مُبارَزَتِهِ، فقال: ادْنُ، فدنا فَقَلَّدَهُ سيفَه، وعَمَّمَهُ بعمامته، وقال: امْضِ لشأنكَ، فلمّا انصرف، قال صلى الله عليه وآله: اللهمّ أَعِنْهُ عليه، فلمّا قَرُبَ منهُ، قال له مُجيباً إيّاهُ عن شعره:

 

لا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ مُجِيْبُ صَوْتِكَ غَيرَ عاجِزْ

ذُو نِيَّةٍ وبَصِيْرَةٍ يَرْجُو بِذاكَ نَجاةَ فائِزْ

***

إِنّي لآملُ أنْ أُقِيمَ عَلَيْكَ نائحةَ الجَنائِزْ 

 من ضَرْبةٍ فَوهاءَ يَبْقى  ذِكْرُها عِنْدَ الهَزاهِزْ

 

فقال عمرٌو: مَنْ أنتَ !؟ وكانَ عمرٌو شيْخاً كَبِيراً قد جاوَزَ الثمانينَ، وكانَ نديمَ أبي طالب بن عبدالمطّلِب في الجاهليّة، فانْتَسَبَ علي  عليه السلام له: وقالَ: أَنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ، فقال:أجَلْ،لقدكانَ أَبُوكَ نَدِيماً لي وصَدِيقاً، فارجعْ فإنّي لاأُحِبُ أنْ أقتلَكَ

 

[قال ابن أبي الحديد: كانَ شيخُنا أَبُو الخير، مصدّق بن شبيب النحويّ، يقول - إذا مَرَرْنا في القراءة عليه بهذا الموضع -: واللَّه، ما أَمَرَهُ بالرجوع إبْقاءً عليه، بَلْ خَوْفاً منهُ، فقد عَرَفَ قتلاهُ بِبَدْرٍ و أُحُدٍ، وعَلِمَ أنّهُ إنْ نْاهَضَهُ قَتَلَهُ، فاستحيا أنْ يُظْهِرَ الفَشَلَ، فأظْهَرَ الإبْقاءَ والإرْعاءَ، وإنّهُ لكاذِبٌ فيهما].

 

قالوا: فقال له علي  عليه السلام لكنّي أُحِبُّ أنْ أقتلَكَ، فقال: يابنَ أخي، إنّي لأكرهُ أنْ أقتلَ الرجلَ الكريمَ مثلَكَ، فارجعْ وراءَكَ خيرٌ لَكَ، فقال عَلِيٌّ: إنّ قُريشاً تتحدّثُ عنكَ أنّك قلتَ: لايدعُوني أحَدٌ إلى ثلاثٍ إلاّ أجبتُ ولو إلى واحدةٍ منها.

 

قال: أَجَلْ، فقال علي  عليه السلام: فإنّي أدعوكَ إلى الإسلام.

 

قال: دَعْ عنكَ هذه.

 

قال: فإنّي أدعوكَ إلى أنْ ترجعَ بِمَنْ تبعكَ من قُريشٍ إلى مَكَّةَ.

 

قال: إذَنْ تتحدّثُ نِساءُ قُريشٍ عنّي أنَّ غُلاماً خَدَعَني.

 

قال: فإنّي أدعوكَ إلى البِراز، فحمي عمرٌو وقال: ما كنتُ أَظُنُّ أنّ أحَداً من العَرَبِ يرومُها منّي، ثمّ نَزَلَ فَعَقَرَ فَرَسَهُ - وقيل: ضَرَبَ وَجْهَهُ فَفَرَّ - وتجاوَلا، فَثارَتْ لهما غَبْرةٌ وارَتْهما عن العُيُون، إلى أنْ سَمِعَ الناسُ التكبيرَ عالياً من تحت الغبرة، فعلموا أنّ عليّاً قَتَلَهُ، وانْجَلَت الغَبْرَةُ عنهما، و عَلِيٌّ راكبٌ صَدْرَهُ يَحُزُّ رأسه، وَفَرَّ أصحابُهُ ليعبُروا الخندق، فطفرتْ بهم خيلُهم إلاّ نوفل بن عبداللَّه، فإنّه قصر فرسه، فَوَقَعَ في الخندق، فرماهُ المسلمون بالحجارة، فقال: يا معاشرَ الناس، قتلةٌ أكرم من هذه، فَنَزَلَ إليه علي  عليه السلام فقتله، وأدركَ الزبيرُ هُبيرةَ بن أبي وهب ؛ فضربه فقطعَ ثفر فرسه وسقطت درعٌ كان حَمَلَها من ورائه، فأخَذَها الزُبيرُ، وألقى  عكرمة رُمحه، وناوَشَ عُمر بن الخطاب ضرارَ بن عمرٍو، فَحَمَلَ عليه ضرارٌ حتى إذا وَجَدَ عمرُ مسَّ الرُمح رَفَعَهُ عنه، وقال: إنّها لنعمةٌ مشكورةٌ، فاحفظها يا بنَ الخطّاب، إنّي كنتُ آليتُ ألاّ تُمكنني يداي من قتل قُرشيٍّ فأقتله. وانصرف ضرارٌ راجعاً إلى أصحابه، وقد كان جرى  له معه مثلُ هذه في يوم أُحُدٍ.

 

وقد ذكر هاتين القصّتين مَعَاً محمّدُ بنُ عمر الواقديّ في كتاب المغازي.

 

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (19/62).

 

وفي رواية أخرى: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مَنْ لهذا الكلب ؟ فلم يُجِبْهُ أَحَدٌ ُ فَوَثَبَ إليه أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله فقال: أنَا لَهُ يا رسولَ اللَّهِ، فقال: يا عَلِيُّ ؛ هذا عمرُو بنُ عبد وُدٍّ فارس يليل ! فقال: أَنَا عَلِيّ بن أبي طالبٍ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ادْنُ منّي، فدنا منه، فَعَمَّمَهُ بِيَدِهِ، وَدَفَعَ إليه سيفَه « ذا الفقار » وقال له: اذْهَبْ وقاتِلْ بهذا، وقال: اللهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، فمرَّ أميرُ المؤمنين عليه السلام يُهَرْوِلُ في مشيِهِ، وهو يقول:

 

لاتعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجِزْ

ذو نيّةٍ وبصيرةٍ والصدقُ منجٍ كلِّ فائِزْ

***

إنّي لأرجُو أَنْ أُقِيْمَ عليك نائِحَةَ الجنائِزْ

   من ضربةٍ نَجْلاءَ يبقى  صِيْتُها عِنْدَ الهزاهزْ

 

فقال له عمرٌو: مَنْ أَنْت؟ قال: أَنَا عَلِيّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللَّه وختنه.

 

فقال: واللَّهِ، إنَّ أباكَ كانَ لي صَدِيْقاً ونَدِيماً، وإنّي أكرهُ أنْ أقتلكَ. ما أَمِنَ ابنُ عمّكَ حينَ بَعَثَكَ إليَّ أنْ أختطفكَ برُمحي هذا، فأتْرُكَكَ شائلاًبينَ السماء والأرض؟! لا حيّ ولا ميّت ؟! فقال له أميرُ المؤمنين عليه السلام: قد عَلِمَ ابنُ عمّي: أَنَّكَ إنْ قتلتني دخلتُ الجنّةَ، وأنتَ في النار، وإن قتلتكَ فأنتَ في النار و أَنَا في الجنّة.

 

فقال عمرٌو: كلتاهما لَكَ، يا عَلِيُّ، تِلْكَ إذاً قِسْمةٌ ضِيزَى .

 

فقال علي  عليه السلام: دَعْ هذا، يا عمرُو، إنّي سمعتُ منكَ وأنتَ مُتَعلِّقٌ بأستار الكعبة، تقول: لا يعرضنَّ عليَّ أَحَدٌ في الحرب ثلاثَ خِصالٍ إلاّ أجبتُهُ إلى واحدةٍ منها.

 

أَنَا أعرضُ إليكَ ثلاثَ خِصالٍ فأجِبْني إلى واحِدةٍ، قال: هاتِ يا عَلِيُّ.

 

قال: أحدها تشهدُ أن لا إله إلاّ اللَّه، وأنَّ محمّداً رسول اللَّه.

 

قال: نَحِّ عنّي هذا، فاسأل الثانية.

 

فقال: أنْ ترجعَ وتردَّ هذا الجيشَ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فإنْ يكُ صادقاً فأنتمْ أعلى به عيناً، وإنْ يكُ كاذباً كفتكُم ذُؤبانُ العَرَبِ أَمْرَهُ.

 

قال: إِذنْ تتحدّثُ نساءُ قُريشٍ وتُنشدُ الشُعراءُ في أشعارها أنّي جبُنتُ ورَجَعْتُ على عقبي من الحرب، وخذلتُ قوماً رأّسُوني عليهم؟

 

فقال له أميرُ المؤمنين: فالثالثةُ أنْ تنزلَ إلى قتالي فإنّك فارِسٌ و أَنَا راجِلٌ حتى أَنَابِذَكَ، فوَثَبَ عن فَرَسِهِ وعَرْقَبَهُ، وقال: هذه خِصْلَةٌ ما ظَنَنْتُ أنّ أحداً من العَرَبِ يسومُني عليها، ثم بدأ فَضَرَبَ أميرَ المؤمنين بِالسيفَ على رأسه ؛ فاتّقاهُ أميرُ المؤمنين بالدرقة فَقَطَعَها وثَبَتَ السيفُ على رأسه، فقال له علي  عليه السلام: يا عمرُو، ما كفاكَ أنّي بارَزْتُكَ وأنتَ فارسُ العَرَبِ حتّى اسْتَعَنْتَ عليَّ بظَهِيرٍ؟ فالتفتَ عمرٌو إلى خلفه فَضَرَبَهُ أميرُ المؤمنين عليه السلام مُسْرِعاً إلى ساقيه فَقَطَعَهُما جَميعاً وارتفعتْ بينهما عَجاجةٌ، فقال المنافقون: قُتِلَ عَلِيُّ بن أبي طالب، ثمّ انكشفت العجاجةُ ونظروا فإذا أميرُ المؤمنين عليه السلام على صدره، قد أَخَذَ بِلحيته يُريد أن يذبحَه، ثم أَخَذَ رأسه، وأقبلَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله والدِماءُ تسيلُ على رأسه من ضربة عمرٍو، وسيفُه يقطُرُ منه الدمُ، وهو يقول والرأس بيده:

 

أَنَا ابنُ عبد المطّلِب  الموتُ خيرٌ للفتى  من الهرب

 

فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عَلِيُّ ماكَرْتَهُ؟ قال: نعم، يا رسولَ اللَّه، الحربُ خديعةٌ.

 

وبَعَثَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله الزُبيرَ إلى هُبيرة بن وهب، فضربه على رأسه ضربةً فلق هامته وأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عمرَ بن الخطّاب أن يُبارز ضرارَ بن الخطّاب، فلمّا بَرَزَ إليه ضرارٌ انتزعَ له عمرُ سهماً فقال له ضرارٌ: ويلكَ يا ابن صهاك، أترميني في مُبارزة - واللَّه - لئن رميتني لا تَرَكْتُ عَدَوِيّاً بمكّةَ إلاّ قتلتُهُ، فانهزمَ عندَ ذلك عمرُ، ومرّ نحوه ضرارٌ وضَرَبَهُ ضرارٌ على رأسه. نور الثقلين (4/250).

 

(72) أَنَا عَلِيّ.

 

دعا عمرُو بن عبد وُدٍّ المسلمين إلى المُبارزة، فَأَحْجَمَ الناسُ كلُّهم عنه، لما علموا من بأسه وشدّته، ثم كرّر النداء، فقامَ علي  عليه السلام فقال: أَنَا أَبْرُزُ إليه، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عليهم السلام إنّه عمرٌو! قال: نعم، وأنا عَلِيٌّ، فَأَمَرَهُ بالخروج إليه، فلمّا خرج قال صلى الله عليه وآله: بَرَزَ الإيمانُ كُلُّهُ إلى الشِرْكِ كُلِّهِ.

 

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (13/261).

 

(73) أَنَا قَاتِلُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ حِينَ نَكَلُوا عَنْه. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(74) أَنَا قاتلُ عمرٍو ومَرْحَبٍ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

 

يوم خَيْبَر

 

(75) أَنَا صاحِبُ يَوْمِ خَيْبَرٍ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(76) أَنَا قَاتِلُ مَرْحَبٍ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(77) أَنَا قاتِلُ فُرْسان خَيْبَرٍ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

 

يوم فتح مَكَّةَ

 

(78) أَنَا كتبتُهُ بينَنا وبينَ المُشركينَ.

 

قال عليه السلام عن كتاب الصلح في الحُدَيْبية: إنّ ذلك الكتاب أَنَا كَتَبْتُهُ بينَنا وبينَ المشركين، واليومَ أكتُبُهُ إلى أبنائهم كما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كَتَبَهُ إلى آبائهم شبها و مثلاً، فقال عمرُو بنُ العاصِ: سبحانَ اللَّه، أَتُشبِّهُنابالكُفّار ؟ ونحنُ مسلمون !.

 

فقال علي  عليه السلام: يابنَ النابِغة، ومتى  لم تكنْ للكافرينَ وليّاً وللمسلمين عدوّاً ؟!

 

فقام عمرٌو، وقال: واللَّه، لا يجمعُ بيني وبينَكَ مجلسٌ بعدَ اليوم.

 

فقال علي  عليه السلام: أما - واللَّه - إنّي لأرجُو أنْ يُظهرَ اللَّهُ عليك وعلى أصحابك.

 

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (2/233).

 

(79) أَنَا صاحبُ فتحِ مكّةَ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(80) أَنَا الذي كَسَرْتُ يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(81) أَنَا كاسِرُ اللاّتِ والعُزّى . الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(82) أَنَا الهادمُ هُبَل الأعلى  ومَنَوةالثالثةَ الأخرى . الفضائل لابن شاذان (ص 84).

 

(83) أَنَا الذي فقأتُ عَيْنَ الشِرْكِ.

 

قال عليه السلام: أَنَا قاتِلُ الأَقْرانِ، ومجدّل الشجعان، أَنَا الذي فقأتُ عَيْنَ الشِرْكِ، وفللت عرشه، غير ممتنٍّ على اللَّه بجهادي، ولا مُدِلٍّ إليه بطاعتي، ولكن أحدّثُ بنعمة ربّي. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (20/296).

 

 

مع القُرآنِ الكَرِيْمِ

 

(84) أَنَا الأذانُ في الناس.

 

قال عليه السلام في تفسير قوله تعالى:«وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُوْلِهِ»: كنتُ...

 

تفسير القُمّي(1/282).

 

(85) أَنَا الأُذُنُ الواعِيَةُ.

 

يقول اللَّه عزّ و جلّ: «وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ». نور الثقلين (5/599).

 

(86) أَنَا الإِنْسانُ إِيّايَ تُحَدِّثُ أَخْبارَها.

 

قُرِئَتْ عند أمير المؤمنين عليه السلام: « إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ( 1 ) وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ( 2 ) وَ قَالَ الْإِنسَنُ مَا لَهَا ( 3 ) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ( 4 )» ، [سُورَةُ الزلْزَلَةِ: 99] قال عليه السلام:. نور الثقلين (5/649).

 

(87) أَنَا الرجلُ الذي قالَ اللَّه: « إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ( 1 ) وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ( 2 ) وَ قَالَ الْإِنسَنُ مَا لَهَا ( 3 ) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ( 4 )»، [سُورَةُ الزلْزَلَةِ: 99 ]نور الثقلين (5/649).

 

(88) أَنَا الذي أَنْزَلَ اللَّهُ فيَّ:«وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ». نور الثقلين (5 /16)ح 403.

 

(89) أَنَا الذي قالَ اللَّهُ تباركَ وتعالى  فيَّ وفي عَدُوّي: « وَقِفُوْهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُوْلُوْنَ» أي عن ولايتي ، يومَ القِيامة. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(90) أَنَا الذي قالَ اللَّهُ تعالى  فيَّ وفي حقّي:« الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِّثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رحِيمٌ » [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ 5: 31 ]فمن أَحَبَّني كانَ مُسلماً مُؤمناً كاملَ الدين. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(91) أَنَا الذي قال اللَّهُ سبحانه وتعالى  فيّ وفي حقّي: «...بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ( 26 ) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) » [سورة الأنبياء:21]. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(92) أَنَا الذي قدّمَ الصدقةَ. نور الثقلين (5/264).

 

(93) أَنَا الذي نَزَلَ على أَعْدائي: «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( 1 ) لِّلْكَفِرِينَ لَيْسَ لَهُ و دَافِعٌ(2)»[ سُورَةُ الْمَعَارِجِ:70]بمعنى من أنكر ولايتي وهو النعمان بن الحارث اليهوديّ.

 

(94) أَنَا أولى الناسِ بهذهِ الآية: « وَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَنِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى  وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ الناسِ لَا يَعْلَمُونَ » [سُورَةُ النَحْلِ:16]. تفسير العياشي (1/183).

 

(95) أَنَا الذاكرُ.

 

يقول اللَّه عَزَّ وجَلَّ: « الذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَمًا وَقُعُودًا وَعَلَى  جُنُوبِهِمْ...( 191 )» [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ:3] ونحن أصحاب الأعراف.

 

نور الثقلين (5/599).

 

(96) أَنَا ذلكَ الأذانُ، نور الثقلين (5/599).

 

(97) أَنَا ذلكَ الرجُلُ السَلَمُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله.

 

يقول اللَّه عَزَّ وجَلَّ: «...وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ...» ، [سُورَةُ الزُّمَرِ 39:28 ]ومن ولدي مهديّ هذه الأمّة ألا، وقد جُعِلتُ حجّتَكم، بِبُغْضي يُعْرَفُ المُنافقون، وبِمَحَبَّتي امْتَحَنَ اللَّهُ المؤمنين، هذا عهدُ النَبِيّ الأُمّيّ إليَّ: « إِنّه لا يُحبّكَ إلاّ مؤمنٌ، ولا يُبغضكَ إلاّ مُنافقٌ ». نور الثقلين (5/599. وانظر نور الثقلين (4/485-486)

 

ح 45 عن مجمع البيان وروى الحاكم الحسكاني.

 

(98) أَنَا ذلك الصادقُ. نور الثقلين (5/599).

 

(99) أَنَا ذلكَ المؤذّنُ.

 

وقال عليه السلام: «وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُوْلِهِ» أَنَا ذلك المؤذّنُ. نور الثقلين (5/599).

 

(100) أَنَا ذُو القَلْبِ.

 

وقال عليه السلام: يقول اللَّه عَزَّ وجَلَّ: « إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَذِكْرَى  لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ» [سُورَةُ

 

ق: 50 ]نور الثقلين (5/599).

 

(101) أَنَا رَحَى  جَهَنَّم الدائرةُ، وأَضْراسُها الطاحِنَةُ.

 

وقال عليه السلام: يا أيّها الناسُ، لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثلَ قولي بعدي إلاّ مفترٍ . نور الثقلين (5/599).

 

(102) أَنَا صاحِبُ « هَلْ أَتَى  ». عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(103) أَنَا عُرْوَةُ اللَّهِ الوُثْقَى  التى لا انْفِصامَ لَها واللَّهُ سميعٌ عليمٌ.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(104) أَنَا عُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقى ، وَكَلِمَةُ التَقْوَى .

 

قال أمير المؤمنين في خطبته:. نور الثقلين (5/74)ح 76. عن التوحيد للصدوق.

 

(105) أَنَا «عَمَّ يَتَسَاءَلُوْنَ» عَنْ وَلايَتِي ، يَوْمَ القُيامَةِ.

 

الفضائل لابن شاذان (ص 84).

 

(106) أَنَا قَسِيمُ النارِ، وَخازِنُ الجِنَانِ، وَصاحِبُ الحَوْضِ، وَصاحِبُ الأعْرافِ.

 

قال عليه السلام: وَلَيْسَ مِنَّا أهْلَ البيْتِ إمامٌ إلّا وَهُوَ عارِفٌ بِأهْلِ وِلايَتِهِ، وَذلِك قَوْلُهُ تعالى: « إنَّما أنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هاد»، [الرعد 13: 7].

 

(107) أَنَا المؤذّن في الدنيا والآخرة. نور الثقلين (5/599).

 

(108) أَنَا المُتَصَدِّقُ بِخاتَمِهِ في الصلاةِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(109) أَنَا المُحْسِنُ.

 

يقول اللَّه عَزَّ وجَلَّ: « إَنَّ اللَّهَ لَمَعَ الُمحْسِنِيْنَ ». نور الثقلين(5/599).

 

(110) أَنَا مِنْ رِجَالِ الأعْرافِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(111) أَنَا نِعْمَةُ اللَّهِ تعالى  التي أَنْعَمَ اللَّهُ بِها على  خَلْقِهِ.

 

في قوله تعالى  « ثُمَّ لَنَسْئَلَنَّ يَوْمِئِذٍ عَنِ النَعِيْمِ ».

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 84)

 

(112) أَنَا النُقْطَةُ تَحْتَ الباءِ [في : بِسْمِ اللَّهِ الرَحْمنِ الرَحِيْمِ ].

 

مشارق أنوار اليقين للبرسي (ص 21) ، مناقب شهرآشوب (2/49) وفيه : أنا النقطة أنا الخط ، وإحقاق الحقّ (7/608) عن ينابيع المودّة (69 و408) ، وفي شرح القيصريّ : ص 118 فصل 8 من المقدّمة : أنا نقطة باء البسملة والسبزواري في شرح الأسماء الحسنى  (1/5).

 

(113) أَنَا، وَأهْلُ بَيْتِي الذين أَوْرَثَنَا اللَّهُ الأرْضَ وَنَحْنُ المُتّقُوْنَ والأرْضُ كُلُّها لَنَا. الكافي للكليني عن أبي جعفرعليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي  عليه السلام.

 

(114) أَنَا - واللَّهَ - الإمامُ المُبِيْنُ. أُبِيْنُ الحقَّ من الباطِلِ، وَرِثْتُهُ من رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله. تفسير الصافي (1 / 247).

 

(115) أَنَا وَجْهُ اللَّهِ تعالى  في السَمَواتِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(116) أَنَا، وعمّي وأخي وابن عمّي.

 

من خطبة له عليه السلام: و اللَّهِ فالقِ الحبّ والنوى ، لا يلجُ النارَ لنا مُحِبٌّ، ولا يدخلُ الجنّة لنا مُبغضٌ، يقولُ اللَّه عَزَّ و جلَّ: «...وَعَلَى الأَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلَّا بِسِيْمَهُمْ...» [ سُورَةُ الْأَعْرَافِ:7/46 ]. نور الثقلين(5/599).

 

(117) أَنَا، وعمّي حمزة، وأخي جعفر، وابن عمّي عبيدة.

 

عن أمير المؤمنين في حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولقد كنتُ عاهدتُ اللَّه تعالى ورسوله أَنَا وعمّي حمزة وأخي جعفر وابن عمّي عبيدة. على أمرٍ وفينا به للَّه تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله فتقدّمني أصحابي وتخلّفتُ بعدهم لما أراد اللَّه تعالى، فأنزل اللَّه فينا: « مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى  نَحْبَهُ وَ مِنْهُم من يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً » ، [سورة الأحزاب 33/23]: حمزة وجعفر و عبيدة.

 

نور الثقلين(4/258) عن الخصال للصدوق.

 

(118) أَنَا - واللَّه - المُنْتَظِرُ - يا أخا اليهود - وما بدّلتُ تَبْدِيْلاً.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي (ص 83).

 

(119) أَنَا حبلُ اللَّهِ المتينُ الذي أَمَرَ اللَّهُ تعالى  خلقَهُ أَنْ يَعْتَصِمُوا بِهِ.

 

في قوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً». الفضائل لابن شاذان (ص 83).

 

فضائلهُ في الحديث الشريف

 

(120) أَنَا أتقاكم للَّه وأعلمكم بحدود اللَّه. كنز العمال (11/219)ح 41964.

 

(121) أَنَا أَذُودُ عن حوضِ الرسول صلى الله عليه وآله المنافقين.

 

كنز العمال (13/157) ح 36484 و(11/419) ح 41964.

 

(122) أَنَا الذي ما كَذِبْتُ يوماً قط ولا كُذِبْتُ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(123) أَنَا الذي اختارني اللَّه تعالى  من خلقه. الفضائل لابن شاذان (ص 83).

 

(124) أَنَا الذي بِهِ يُعبَدُ اللَّهُ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(125) أَنَا الذي بي اهتديتمْ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(126) أَنَا الذي تزورُهُ ملائكةُ السموات. الفضائل لابن شاذان القمي(ص 83).

 

(127) أَنَا الذي تصدَّقَ الخاتم. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(128) أَنَا الذي سُدّت الأبوابُ وفُتِحَ بابُهُ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(129) أَنَا الذي قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فيَّ: « مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ».

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(130) أَنَا الذي قال فيّ الأمينُ جبرئيلُ: «لا سيفَ إلاّ ذو الفَقارِ، و لا فتى  إلاّ عَلِيّ». الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(131) أَنَا أَوَّلُ رَجُلٍ أَسْلَمَ مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله.

 

رواه أَبُو داوُد الطيالسي: سمعتُ عليّاًعليه السلام يقول: صلّيتُ قبل الناس سبع سنين، وكنّا نسجدُ ولا نركعُ، وأَوَّلُ صلاةٍ ركعنا فيها صلاةُ العصر، فقلتُ: يا رسول اللَّه، ما هذا؟ قال: أُمِرْتُ به. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (13/228- 229).

 

(131) أَنَا بابُ اللَّه الذي يُؤتى  منه.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83)نور الثقلين (4/494)84 و(5/61)35.

 

(132) أَنَا بابُ مدينة علم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(133) أَنَا بابُ مدينة العلم وخازنُ علم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ووارثُهُ.

 

نورالثقلين(5/599).

 

(134) أَنَا بيتُ اللَّه مَنْ دَخَلَه كانَ آمِناً. فمَنْ تمسّكَ بولايتي ومحبّتي أَمِنَ من النارِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(135) أَنَا ترجمانُ اللَّهِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(136) أَنَا جنبُ اللَّهِ الظاهرُ.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي (ص 83) ونور الثقلين(5/61)و(4/494)ح 84.

 

(137) أَنَا حاملُ اللواءِ يومَ القيامةِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(138) أَنَا حاملُ سورةِ التنزيلِ إلى أهلِ مَكَّةَ بِأمْرِ اللَّهِ تعالى .

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(139) أَنَا حُجّةُ اللَّهِ تعالى  على خَلْقِهِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(140) أَنَا حَيَّ على الصلاةِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(141) أَنَا حَيَّ على الفَلاحِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(142) أَنَا حَيَّ على خَيْرِ العملِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(143) أَنَا خازنُ علمِ اللَّهِ ومُختارُهُ من خَلْقِهِ. الفضائل لابن شاذان (ص 83).

 

(144) أَنَا داعي الأنامِ إلى الحوضِ؛ فهلْ داعي المؤمنينَ غيري؟.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(145) أَنَا ذُو القَرْنَيْنِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(146) أَنَا الرَضيُّ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(147) أَنَا الساقِي عَلى الحَوْض. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(148) أَنَا السالِكُ المَحَجَّة البَيْضاءَ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(149) أَنَا سيّدُ الأوْصِياءِ و وَصِيُّ خيرِ الأنْبِياءِ. نور الثقلين(5/599).

 

(150) أَنَا صاحبُ دعوةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وأهلي وولدي يومَ الكساءِ.

 

نور الثقلين(4/271)89 عن كتاب الخصال للصدوق في احتجاج علي  عليه السلام على أبي بكر، قال: فأنشدك باللَّه أليَ ولأهلي وولدي آيةُ التطهير من الرجس، أمْ لك ولأهل بيتك؟ قال: بل، لك ولأهل بيتك. قال عليه السلام: فأنشدك باللَّه أَنَا صاحبُ دعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأهلي وولدي يوم الكساء «اللهمّ هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار؟ أم أنت؟ قال: بل، أنت وأهل بيتك.

 

(151) أَنَا صاحِبُ سَفِينَةِ نُوحٍ التِي مَنْ رَكِبَها نَجَا. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(152) أَنَا صاحبُ الطائِرِ المَشْوِيّ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(153) أَنَا صاحب العصا والميسم. علل الشرائع للصدوق وعنه نور الثقلين (4/97).

 

(154) أَنَا صاحِبُ عِلْمِهِ، وَالمُنْفِي عَنْهُ غَمَّه. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(155) أَنَا الصّادِقُ الأمِينُ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(156) أَنَا صِراطُ اللَّهِ. نور الثقلين(4/ 495).

 

(157) أَنَا الصِدِّيْقُ الأَكْبَرُ، آمنتُ قبلَ أَنْ يُؤمِنَ أَبُو بَكْرٍ وأَسْلَمْتُ قبلَ أَنْ يُسْلِمَ. أنساب الأشراف (2/379) والجوهرة (ص 8).

 

(158) أَنَا الصِدِّيْقُ الأَكْبَرُ، لايَقُولُها بَعْدِي إلّا كاذِبٌ.

 

الفضائل الخمسة (1/ 228 و 229 و 232). والمستدرك للحاكم (3/112).

 

وفيه: ...صليتُ قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبُده أحدٌ من هذه الأمّة. المستدرك (3/112).

 

(159) أَنَا الصِدِّيْقُ الأَكْبَرُ، لايَقُولُها بَعْدِي إلاّ كَذَّابٌ.

 

كنز العمال(13/122 ح 36389) وفيه: لقد صليت قبل الناس سبع سنين. كنز العمال (13/122 و126 ح 36389 وح 36400) وفيه: عبدت اللَّه مع رسول اللَّه سبع سنين قبل أن يعبد أحد من هذه الأمّة (عن حبة) كنز العمال(13/122 ح 36390).

 

(160) أَنَا الصِدِّيْقُ الأَكْبَرُ. والفارُوْقُ الأَوَّلُ.

 

قال عليه السلام غير مرّةٍ: أَنَا الصِدِّيْقُ الأَكْبَرُ. والفارُوْقُ الأَوَّلُ، أسلمتُ قبلَ إسلام أبي بكر، وصليتُ قبل صلاته.

 

وروى عنه هذا الكلام بعينه أَبُو محمد بن قتيبة في كتاب المعارف وهو غير متّهم. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (4/122).

 

(161) أَنَا صِنْوُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَالسابِقُ إلى الإسْلامِ، وَكاسِرُ الأصْنامِ، وَمُجاهِدُ الكُفّارِ، وَقامِعُ الأضْدَادِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(162) أَنَا صَلاةُ المُؤمِنِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(163) أَنَا عبدُاللَّهِ، وأَخُو رسولِهِ، وأَنَاالصِدِّيْقُ الأَكْبَرُ. لايَقُولُها بَعْدِي إلّا كاذِبٌ مُفْتَرٍ، صلّيتُ قبل الناس بسبع سنين - وفي غير رواية الطبري: أنا الصدّيق الأكبر وأنا الفاروق الأوّل، أسلمتُ قبل إسلام أبي بكر، وصلّيتُ قبل صلاته بسبع.

 

شرح نهج البلاغة (13/200). و(13/228). وانظر نور الثقلين (2/256).و سنن ابن ماجه القزويني(1/44) والعسكري في كتاب الأوائل (ص 91) وخصائص النسائي و تاريخ دمشق (1/55) ترجمة الإمام عليه السلام بتعليق المحمودي.

 

(164) أَنَا عَلَمُ اللَّه. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(165) أَنَا عَلَمُ اللَّه على الصراط. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(166) أَنَا عَلَمُ المُؤمِنِينَ عليه. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(167) أَنَا عَلَوْتُ على كَتِفِ النَبِيّ صلى الله عليه وآله وكَسَرْتُ الأَصْنامَ.

 

الفضائل لابن شاذان(ص 84).

 

(168) أَنَا عَيْبَةُ عِلْمِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وآله. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(169) أَنَا عَيْنُ اللَّهِ وَلِسانُهُ الصادِقُ وَيَدُهُ الْمَبْسُوْطَةُ.

 

نور الثقلين (4/494)84 و(5/61)35.

 

(170) أَنَاالفاروق الأكبر. علل الشرائع للصدوق وعنه نور الثقلين (4/97).

 

(171) أَنَا الفارُوْقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ.

 

قالت معاذةُ العدويةُ: سمعتُ عليّاً عليه السلام على منبر البصرة، وهو يقول: أَنَا الصّدِيْقُ الأَكْبَرُ وَ أَنَا الفارُوْقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ؛ أَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ أَبُو بَكْرٌ وَآمَنْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنَ.

 

الإعلام بحقيقة إيمان أمير المؤمنين عليه السلام في كنز الفوائد: ص 265 ولاحظ تاريخ دمشق (1/61) ح (88) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام.

 

(172) أَنَا قائدُ السابقينَ إلى الجنّةِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(173) أَنَا قائِدُ الْمُؤْمِنِيْنَ إلى الخيراتِ والغُفْرانِ إلى ربّي.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(174) أَنَا قابِضُ الأرواحِ، وبَأْسُ اللَّهِ الذي لا يَرُدُّهُ عن القوم الُمجْرِمين.

 

نور الثقلين(5/599).

 

(175) أَنَا قُدْوَةُ أهْلِ الكِسَاء. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(176) أَنَا القُرْآنُ الناطِقُ وكتابُ اللَّهِ الجامعُ. أسرار الشريعة (34).

 

وقال عليه السلام: ذلك الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ، وَلَنْ يَنْطِقَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ. نهج البلاغة (ص 223) الخطبة 158.

 

(177) أَنَا قَسِيْمُ اللَّهِ بينَ الجنّةِ والنارِ، وأَنَا الفاروقُ الأكبرُ، وأَنَا صاحبُ العصا والميسم. علل الشرائع للصدوق وعنه نور الثقلين(4/97).

 

(178) أَنَا قَسِيْمُ الجنّةِ والنارِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(179) أَنَا قَسِيْمُ النارِ هذا لي و هذا لَكِ.

 

ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة (2/260): قال ابن قتيبة: أراد إنّ الناس فريقان : فريق معي فهم على هدىً، وفريقٌ عليَّ فهم على ضلالةٍ، كالخوارج.

 

قال ابن أبي الحديد: ولم يجسُرْ ابنُ قتيبة أنْ يقول:« وكأهل الشام » يتورّعُ، يزعم! ثمّ إنّ اللَّه أنطقه بما تورّعَ عن ذكره، فقال متمّماً للكلام بقوله: فأنا قسيمُ النار، نصفٌ في الجنّة معي، ونصفٌ في النار، قال: وقسيمٌ في معنى مُقاسم، مثل جليس وأكيل وشريب.

 

قلتُ: قد ذكر أَبُو عبيد الهروي هذه الكلمة في (الجمع بين الغريبين) قال: وقال قومٌ: إنّه لم يرد ما ذكره ابن قتيبة، وإنّما أراد عليه السلام: هو قسيمُ النار والجنّة يوم القيامة حقيقةً، يقسّمُ الأُمّةَ، فيقولُ: هذا لِلجنّةِ، وهذا للنارِ. شرح نهج البلاغة ( 19/139).

 

(180) أَنَا كَهْفُ الأَرَامِلِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 84).

 

(181) أَنَا لِسانُ الصادِقِينَ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(182) أَنَالِسانُ اللَّهِ الناطِقُ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(183) أَنَا مُخاطِبُ الثُّعْبانِ على مِنْبَرِكُمْ بالأمْسِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(184) أَنَا مُطَلِّقُ الدُّنْيا ثَلاثاً لا رَجْعَةَ لِيَ فِيها. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(185) أَنَا مُكَلِّمُ الذِئْبِ. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(186) أَنَا مُؤْتِمُ البَنِينَ والبَناتِ. نور الثقلين (5/599).

 

(187) أَنَا مِيْزانُ القِسْطِ لِيَوْمِ القِيامَةِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(188) أَنَا الناصِرُ لِدِينِ اللَّهِ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(189) أَنَا النَبَأُ العَظِيْمُ الذِي أَكْمَلَ اللَّهُ تعالى  بِهِ الدِيْنَ يومَ غَدِيْرِ خُمٍّ وخَيْبَر.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(190) أَنَا نَجْمُ اللَّهِ الزاهِرُ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(191) أَنَاالهادِي.

 

قال عليه السلام: رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله المُنْذِرُ وأَنَا الهادي. المستدرك(3/130).

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة: أَنَا الهادِي * أَنَا الْمُهْتَدِي * وَأَنَا أَبُو الْيَتامى  وَالْمَساكِيْنِ وَزَوْجُ الأَرامِلِ * وَأَنَا مَلْجأُ كُلِّ ضَعِيْفٍ وَمَأْمَنُ كُلِّ خائِفٍ * وَأَنَا قائِدُ الْمُؤْمِنِيْنَ؛ * وَأَنَا حَبْلُ اللَّه الْمَتِيْنِ * وَأَنَا عُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقى ، وَكَلِمَةُ التقْوى * وَأَنَا عَيْنُ اللَّهِ وَلِسانُهُ الصَّادِقُ وَيَدُهُ الْمَبْسُوْطَةُ * وَأَنَا جَنْبُ اللَّهِ الذي يَقُوْلُ: {أَنْ تَقُوْلَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى  عَلى  ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ } [الزمر/56] * وَأَنَا يَدُ اللَّهِ الْمَبْسُوطَةُ عَلى  عِبادِهِ بِالرحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ * وَأَنَا بابُ حِطَّةٍ مَنْ عَرَفَنِي وَعَرَفَ حَقِّي فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ؛ لأَنِّي وَصِيُّ نَبِيِّهِ في أَرْضِهِ وَحُجَّتُهُ عَلى  خَلْقِهِ، لا يُنْكِرُ هذا إلاَّ رادٌّ عَلَى  اللَّهِ وَعَلى  رَسُوْلِهِ. الصدوق في التوحيد: (1/17) الحديث (14) من الباب: (13)

 

(192) أَنَا وَابْنُ عَمِّي خِيَرَةُ الأخْيار. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(193) أَنَا وَأهْلُ بَيْتِي أمَانٌ لأهْلِ الأرْضِ، كَما أنَّ النُّجُومَ أمانٌ لأهْلِ السمَاءِ.

 

عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(194) أَنَا وَزِيْرُ المُصْطفى . الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83).

 

(195) أَنَا وَزِيْرُ نَبِيِّ الرَحْمَةِ، وخيرُ الوصيّين. فرائد السمطين (1/311).

 

(196) أَنَا الوَلِيُّ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(197) أَنَا يدُ اللَّهِ القويُّ.

 

الفضائل لابن شاذان القُمّي(ص 83) ونور الثقلين (5/61) ح 35 و (4/494) ح 84.

 

(198) أَنَا يَعْسُوبُ الدِيْنِ. الفضائل لابن شاذان القُمّي(84).

 

(199) أَنَا يَعْسُوبُ المُؤْمِنِيْنَ. المفيد- الجمل (ص 154).

 

وقال أَبُوالأسود الدؤلي رأيتُ عليّاً عليه السلام وقد دخل بيت مال البصرة فلمّا رأى ما فيه قال: يا صفراءُ بيضاءُ غُرّي غَيْرى، المالُ يعسوبُ الظلمة وأَنَا يَعْسُوبُ المؤمنين.

 

فلا - واللَّه - ما التفتَ إلى ما فيه، ولا فكّر في ما رآه منه وما وجدته عنده إلا كالتراب.

 

(200) أَنَا يَعْسُوبُ المُؤْمِنِيْنَ حَقّاً.

 

قال: . . . أَنَا يَعْسُوبُ المُؤْمِنِيْنَ، وأَنَاأَوَّلُ السابقينَ وخليفةُ رسولِ ربِّ العالَمِينَ، وأَنَا قَسِيْمُ الجَنَّةِ والنَارِ، وأَنَا صاحِبُ الأَعْرافِ.

 

تفسير العياشي(2/147)رقم 1584. وعنه بحار الأنوار (8/336/7).

 

خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سَلُوْنِي قبل أن تفقدوني فأنَا عَيْبَةُ رسُول اللَّه صلى الله عليه وآله سَلُوْنِي فأنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الفِتْنَةِ بِباطِنِها وظاهِرِها، سَلُوا مَنْ عندَهُ علمَ البَلايا والمَنايا والوَصايا وفَصْلُ الخطاب، سَلُوْنِي فأنَا يعسُوبُ المُؤمِنِيْنَ حَقّاً، وما من فِئَةٍ تهدي مِائةً أو تُضِلُّ مِائةً إلاّ وَقَد أُتِيتُ بِقائِدِها.

 

بحارالأنوار (26/152)ح 40 عن كتاب المحتضرللحسن بن سليمان من كتاب الخُطَب لعبدالعزيزبن يحيى  الجلودي، وانظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (19/224).

 

(201) أنَا يعْسُوبُ المُؤمِنِينَ، والمالُ يَعْسُوبُ الفُجّار.

 

ابن أبى الحديد في شرح نهج البلاغة (19/224)وعُيُون المواعظ والحِكَم.

 

عند وفاة النَبِيّ صلى الله عليه وآله

 

(202) أَنَا غَاسِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَمُدْرِجُهُ في الأكْفَانِ، وَدافِنُهُ.

 

عُيُون المواعظ والحِكَم

 

(203) أَنَا قاضِي الديْن عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله.

 

الفضائل لابن شاذان (ص 83). عُيُون المواعظ والحِكَم وفيه: قاضي دين رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

 

(204) أَنَا عبدُاللَّهِ، وأخُو رسُولِهِ، لا يَقُولُها أَحَدٌ قبلي ولا بعدي إلاّ كَذّابٌ، وَرِثْتُ نَبِيَّ الرَحْمَةِ، وَنَكَحْتُ سَيِّدَةَ نِساءِ هذِهِ الأُمَّةِ، وَأَنَا خاتِمُ الوَصِيّين.

 

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (2/287).

 

وقال في خطبةٍ له عليه السلام: وَلَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّد صلى الله عليه وآله أَنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَى اللَّه وَلاَ عَلَى رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ، وَلَقَدْ وَاسَيْتُهُ بِنَفْسِي فِي الْمَوَاطِنِ التي تَنْكُصُ فِيهَا الاَْبْطَالُ وَتَتَأَخَّرُ الاَْقْدَامُ، نَجْدَةً أَكْرَمَنِي اللَّه بِهَا. وَلَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وَإِنَّ رَأْسَهُ لَعَلَى صَدْرِي. وَلَقَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ فِي كَفِّي، فَأَمْرَرْتُهَا عَلَىُ وَجْهِي. وَلَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَهُ صلى الله عليه وآله وَالْمَلاَئِكُةُ أَعْوَانِي، فَضَجَّتِ الدارُ والاَْفْنِيَةُ مَلاٌَ يَهْبِطُ، وَمَلاٌَ يَعْرُجُ، وَمَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ، يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ.

 

فَمَنْ ذَا أَحَقُّ بِهِ مِنِّي حَيّاً وَمَيِّتاً؟ فَانْفُذُوا عَلَى بَصَائِرِكُمْ وَلْتَصْدُقْ نِيَّاتُكُمْ فِي جِهَادِ عَدُوِّكُمْ، فَوَالذِي لاََإِلهَ إِلاَّ هُوَ إِنِّي لَعَلَى جَادَّةِ الْحَقِّ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى مَزَلَّةِ الْبَاطِلِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّه لِي وَلَكُمْ! نهج البلاغة (ص 311 - 312)الخطبة 197.

 

 

مع الخلفاء

 

حقّه عليه السلام في الولاية

 

(205) أَنَا صاحِبُ يَوْمِ غَدِيرِ خُمّ. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(206) أَنَا خليفة محمّد صلى الله عليه وآله لست بخليفة اللَّه. وخليفة اللَّه هو المهديّ.

 

منح المنة(ص 14).

 

(207) أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِيكُمْ، وَمُقيمُكُمْ على حُدُودِ دِينِكُمْ، وَداعِيكُمْ إلى جَنَّةِ المَأوَى. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(208) أنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَمَوْضِعُ سِرِّه. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

 

(209) أَنَا أَحَقُّ بِهذا الأَمْرِ مِنْكُمْ، لا أُبايِعُكُمْ وأَنْتُمْ أَوْلى  بِالبَيْعَةِ لِي.

 

جاءوا بِعَلِيٍّ عليه السلام يقول: أَنَا عبدُاللَّهِ وأَخُو رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله حتّى انتهوا به إلى أبي بكرٍ، فقيل له: بايع، فقال: أَنَا أَحَقُّ بِهذا الأَمْرِ مِنْكُمْ، لا أُبايِعُكُمْ وأَنْتُمْ أَوْلى  بِالبَيْعَةِ لِي، أخذتُم هذا الأَمْرَ من الأَنْصارِ، واحْتَجَجْتُمْ عليهِمْ بِالقَرابَةِ من رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فأعطوكم المَقادَةَ، وسَلَّمُوا إليكم الأَمارَةَ، وأَنَا أَحْتَجُّ عليكم بِمِثلِ ما احْتَجَجْتُم بِهِ على الأَنصارِ؛ فأَنْصِفُونا - إنْ كُنْتُم تَخافُون اللَّهَ - من أَنْفُسِكُم، واعرفوا لنا من الأمر مثلَ ما عَرَفَت الأَنْصارُ لَكُم، وإلاّ فَبُوؤُوا بِالظُلْمِ وِأَنْتُمْ تَعْلَمُون.

 

فقال عمر: إنّكَ لَسْتَ مَتْرُوكاً حتّى تُبايِعَ!.

 

فقال له عَلِيٌّ عليه السلام: احْلِبْ - يا عمرُ - حَلْباً لَكَ شَطْرُهُ! اشْدُدْ لَهُ اليومَ أَمْرَهُ؛ لِيَرُدَّ عليك غداً! أَلا - واللَّهِ - لا أَقْبَلُ قولَكَ ولا أُبايِعُهُ. شرح نهج البلاغة (6/11).

 

 

السقيفة

 

(210) أَنَا غادٍ - إنْ شاءَ اللَّهُ - إلى جَماعَتِكُم(6).

 

قال أَبُو عبيدة: فمشيتُ إلى عَلِيّ مثبطاً متباطئاً، كأنّما أخطو على أمّ رأسي فرقاً من الفتنة، وإشفاقاً على الأمّة، وحذراً من الفرقة حتّى وصلتُ إليه في خلاً فابثثتُهُ بثّي كلّه، وبرئتُ إليه منه، ودفعتُه له. فلمّا سمعها ووعاها، وسرت في أوصاله حميّاها قال عليه السلام: حَلَّتْ معلوطةً، ووَلَّتْ مخروطةً .

 

ثمّ قال عليه السلام:

 

أحدى لياليك فهيسي هيسي       لا تنعمي الليلة بالتعريس

 

يا أبا عبيدة، أهذا كُلُّهُ في أنْفُس القوم يستبطنُونه، ويضْغُنُون عليه؟!

 

فقلتُ: لا جوابَ عندي، إنّما جئتُك قاضياً حقّ الدين! وراتقاً فتق الإسلام، وسادّا ثلمة الأُمّة، يعلمُ اللَّهُ ذلك من جلجلان قلبي، وقرارة نفسي.

 

فقال عليه السلام: ما كان قُعُودي في كسر هذا البيت قَصْداً لِخِلافٍ، ولا إِنكاراً لمعروفٍ، ولا زِرايةً على مسلمٍ، بل لما وقذني به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله من فِراقه، وأودعني من الحزن لفقده، فإنّي لم أشهدْ بعده مشهداً إلاّ جدّدَ عليَّ حزناً، وذكّرني شجناً، وإنّ الشوق إلى اللحاق به كافٍ عن الطمع في غيره.

 

وقد عكفتُ على عهد اللَّه أنظرُ فيه، وأجمعُ ماتفرّقَ منه، رجاءَ ثوابٍ مُعَدٍّ لمن أخلص للَّه عمله، وسلّم لعلمه ومشيئته أمرَه .

 

على أنّي أعلمُ أنّ التظاهُرَ عليَّ واقعٌ، ولي عن الحقّ الذي سِيْقَ إليَّ دافعٌ، وإذْ قد أفعم الوادي لي، وحشد النادي عليَّ، فلا مرحَباً بما ساءَ أَحَداً من المسلمين، وفي النفس كلامٌ لولا سابقُ قولٍ، وسالفُ عهدٍ، لشفيتُ غيضي بخنصري وبنصري، وخُضْتُ لجّتَه بأخمصي ومفرقي، ولكنّي مُلْجَمٌ إلى أنْ ألقى اللَّهَ تعالى ، عنده أَحْتَسِبُ مانَزَلَ بي، وَأَنَا غادٍ إنْ شاء اللَّهُ إلى جماعتكم، ومبايعٌ لصاحبكم، وصابِرٌ على ما ساءَنِي وَسَرَّكُمْ، لِيَقضِيَ اللَّهُ أمراً كان مفعولاً، وكانَ اللَّهُ على كلّ شيٍ شهيداً .

 

ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة (10/281).

 

(211) أَنَا أَخَصُّ وَأَقْرَبُ، وَإِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِي.

 

وَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّك - يابْنَ أبي طَالِب - عَلَى هذَا الاَْمْرِ لَحَرِيصٌ.

 

فَقُلْتُ: بَلْ أَنْتُمْ - واللَّه - أحْرَصُ وَأَبْعَدُ، وَأَنَا أَخَصُّ وَأَقْرَبُ، وَإِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِي وَأَنْتُمْ تَحُولُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَتَضْرِبُونَ وَجْهِي دُونَهُ، فَلَمَّا قَرَّعْتُهُ بِالْحُجَّةِ في الْملأ الْحَاضِرِينَ هَبَّ كَأَنَّهُ بُهِتَ لاَ يَدْرِي مَا يُجِيبُنِي بِهِ!

 

اللَّهُمَّ إنَّي أَسْتَعْدِيك عَلى قُرَيْش وَمَنْ أَعَانَهُمْ! فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَصَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِي، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي أَمْراً هُوَ لِي. ثُمَّ قَالُوا: أَلاَ إنَّ في الحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفي الحَقِّ أَنْ تَتْرُكَهُ!.

 

فَخَرَجُوا يَجُرُّونَ حُرْمَةَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله كَمَا تُجَرُّ الاَْمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَامُتَوَجِّهِينَ بِهَا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَحَبَسَا نِسَاءَ هُمَا في بُيُوتِهِمَا، وَأَبْرَزَا حَبِيس رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله لَهُمَا وَلِغَيْرِهِمَا، في جَيْش مَامِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَقَدْ أَعْطَانِي الطاعَةَ، وَسَمَحَ لِي بِالْبَيْعَةِ، طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فَقَدِمُوا عَلَى عَامِلِي بِهَا وَخُزَّانِ بَيْتِ مَالِ المُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبْراً، وَطَائِفَةً غَدْراً. فَوَ اللَّه لَوْ لَمْ يُصِيبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مُتَعَمِّدِينَ لِقَتْلِهِ، بِلاَ جُرْم جَرَّهُ، لَحَلَّ لي قَتْلُ ذلك الْجَيْشِ كُلِّهِ، إِذْ حَضَرُوهُ فَلَمْ يُنْكِرُوا، وَلَمْ يَدْفَعُواعَنْهُ بِلِسَان وَلاَ يَد. دَعْ مَا أَنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ الْعِدَّةِ التِي دَخَلُوا بِهَا عَلَيْهِمْ! نهج البلاغة (ص 246 -247)الخطبة 172.

 

(212) أَنَا إِذن أَحَقُّ بِها مِنْ جَماعَتِهِمْ.

 

وقال عليه السلام في كلام له أنفذه إلى معاوية: فَما راعَنيْ إِلاَّ وَالأَنْصارُ قَدِ اجْتَمَعَتْ فَمَضى  إِلَيْهِمْ أَبُوبَكْرٍ فِيمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْمُهاجِريْنَ فَحاجَّهُمْ بِقُرْبِ قُرَيْشٍ مِنْ رَسُوْلِ اللَّه، فَإِنْ كانَتْ حُجَّتُهُ عَلَيْهِمْ بِذلك ثابِتَةً فَقَدْ كُنْتُ أَنَا إِذنْ أَحَقُّ بِها مِنْ جَماعَتِهِمْ لاَِنِّي أَقْرَبُهُمْ مِنْهُ ؛ وَأَمَسُّهُمْ بِه  رَحِماً، وَإِنْ لَمْ تَجِبْ لِي بِذلك فَالأَنْصارُ عَلى  حُجُّتِهِمْ.

 

الكراجكي: ص 13.

 

(213) أَنَا هُوَ.

 

قال عليه السلام: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ و أَنَّى  تُؤْفَكُونَ! وَالأَعْلاَمُ قَائِمَةٌ، وَالْآيَاتُ وَاضِحَةٌ، وَالْمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ؟ بَلْ كَيْفَ تَعْمَهُونَ وَبَيْنَكُمْ عِتْرَةُنَبِيِّكُمْ؟ وَهُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ، وَأَلْسِنَةُ الصِّدْقِ! فأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ القُرْآنِ، وَرِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاشِ. أَيُّهَا الناسُ، خُذُوهَا عَنْ خَاتِمِ النبِيِّينَ: إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّت، وَيَبْلَى أَنْ بَلِىَ مِنَّا وَلَيْسَ بِبَال، فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَتَعْرِفُونَ، فَإنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيَما تُنْكِرُونَ، وَاعْذِرُوا مَنْ لاَ حُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ - وَأَنَا هُوَ - أَلَمْ أَعْمَلْ فِيكُمْ بِالثقَلِ الأَكْبَرِ! وَأَتْرُك فِيكُمُ الثقَلَ الأَصْغَرَ! وَرَكَزْتُ فِيكُمْ رَايَةَ الإِيمَانِ، وَوَقَفْتُكُمْ عَلَى حُدُودِ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، وَأَلْبَسْتُكُمُ الْعَافِيَةَ مِنْ عَدْلِي، وَفَرَشْتُكُمُ المَعْرُوفَ مِنْ قَوْلي وَفِعْلي، وَأَرَيْتُكُمْ كَرَائِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ نَفْسِي؟ فَلاَ تَسْتَعْمِلُوا الرأْيَ فِيَما لاَ يُدْرِك قَعْرَهُ الْبَصَرُ، وَلاَ تَتَغَلْغَلُ إِلَيْهِ الفِكَرُ. حَتَّى يَظُنَّ الظانُّ أَنَّ الدُنْيَا مَعْقُولَةٌ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، تَمْنَحُهُمْ دَرّهَا، وَتُورِدُهُمْ صَفْوَهَا، وَلاَ يُرْفَعُ عَنْ هذِهِ الاُْمَّةِ سَوْطُهَا وَلاَ سَيْفُهَا، وَكَذَبَ الظانُّ لِذلك. بَلْ هِيَ مَجَّةٌ مِنْ لَذِيذِ العَيْشِ يَتَطَعَّمُونَهَا بُرْهَةً، ثُمَّ يَلْفِظُونَهَا جُمْلَةً!

 

نهج البلاغة (ص 119- 120) من الخطبة87.

 

 

أمر أبي بكر التيميّ

 

(214) أَنَا - واللَّهِ - أَوْلى  بِالأَمْرِ مِنْهُ وَأَحَقُّ بِهِ مِنْهُ.

 

قال عليه السلام: بايَعَ الناسُ لأبي بكرٍ، و أَنَا - واللَّهِ - أَوْلى  بِالأَمْرِ مِنْهُ وَأَحَقُّ بِهِ مِنْهُ. فسمعتُ وأَطَعْتُ مخافةَ أَنْ يرجعَ الناسُ كُفّاراً. كنز العمال (5/ 724) ح 14243.

 

 

شُورى  عمر العَدَويّ

 

(215) أَنَا أَعْلَمُ ذلِكَ.

 

جاء في حديث الشورى : أَنَّ عمر لمّا قال: كُونوا مَعَ الثلاثة التي عبدُ الرحمن فيها، قال ابنُ عباس لعليّ عليه السلام: ذَهَبَ الأَمْرُ مِنّا، الرجلُ يُريدُ أنْ يكونَ الأمرُ في عثمان، فقال عَلِيّ عليه السلام: و أَنَا أَعْلمُ ذلِكَ، ولكنّي أدخلُ معهم في الشورى ، لأنّ عمر قد أهّلني الآنَ للخلافة، وكان قبل ذلك يقول: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: «إنَّ النُبُوّةَ والإمامةَ لا يجتمعان في بَيْتٍ» فأنَا أَدْخُلُ في ذلِكَ لأُظْهِرَ لِلناس مناقضة فعله لروايته. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (1/189).

 

 

أمر عثمان الأُمَويّ

 

(216) أَنَا خَيْرٌ مِنْك وَمِنْهُما.

 

ولمّا قال له عثمان -: « أَبُو بكر وعمر خيرٌ منك » - قال عليه السلام: بَلْ أَنَا خَيْرٌ مِنْك وَمِنْهُما عَبَدْتُ اللَّهَ قَبْلَهُما وَعَبَدْتُهُ بَعْدَهُما.

 

الفصول المختارة للمرتضى  (1/114) و شرح نهج البلاغة (20/25) و(20/262).

 

(217) أَنَا خَيْرٌ من عُثمان ومَرْوان. السقيفة وفدك(ص 78).

 

(218) أَنَا جَامِعٌ لَكُمْ أَمْرَهُ .

 

ومن كلام له عليه السلام في معنى قتل عثمان: لَوْ أَمَرْتُ بِهِ لَكُنْتُ قَاتِلاً، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ لَكُنْتُ نَاصِراً، غَيْرَ أَنَّ مَنْ نَصَرَهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ: خَذَلَهُ مَنْ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ، وَمَنْ خَذَلَهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ: نَصَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. وَأَنَا جَامِعٌ لَكُمْ أَمْرَهُ، اسْتَأْثَرَ فَأَسَاءَ الاَْثَرَةَ، وَجَزِعْتُمْ فَأَسَأْتُمُ الجَزَعَ، وَللَّه حُكْمٌ وَاقِعٌ في المُسْتَأْثِرِ وَالجَازعِ.

 

نهج البلاغة (ص 73) الخطبة 30 و شرح نهج البلاغة (2/126).

 

(219) أَنَا مَعَهُ.

 

عنه عليه السلام: من كان سائلاً عن دم عثمان ؟ فإنّ اللَّهَ قتله؛ و أَنَا مَعَهُ.

 

بحار الأنوار (31/308).

 

(220) أَنَا أكفيكَ، فاذهبْ أَنْتَ.

 

أتاه عثمان، وقال له: أما بعد، فإنّ لي حقّ الإسلام وحقّ الإخاء والقرابة والصِهْر، ولو لم يكن من ذلك شي وكنّا في جاهليّةٍ، لكان عاراً على بني عبد منافٍ أن يبتز بنو تيم أمرهم - يعنى طلحة - فقال له عَلِيّ: أَنَا أكفيك، فاذهب أنت.

 

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (2/148).

 

في الحكم والسياسة

 

صبره عليه السلام على الأمّة

 

(221) أنَا كَأَحَدِكُمْ.

 

ومن كلام له عليه السلام لمّا أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان: دَعُوني وَالْتَمِسُوا غَيْرِي؛ فإنَا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَأَلْوَانٌ؛ لاَ تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ، وَلاَ تَثْبُتُ عَلَيْهِ العُقُولُ، وَإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ وَالمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ ، وَاعْلَمُوا إنّي إنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ القَائِلِ وَعَتْبِ الْعَاتِبِ، وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأنَا كَأَحَدِكُمْ؛ وَلَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، وَأنَا لَكُمْ وَزِيراً، خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً.! نهج البلاغة (ص 136) الخطبة 92.

 

(222) أَنَا أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمنْ وَلَّيْتُمُوهُ.

 

دعونى والتمسوا غيرى فانا مستقبلون امرا له وجوه والوان لا تثبت عليه العقول ولاتقوم له القلوب .

 

قالوا ننشدك اللَّه ألا ترى الفتنة ألا ترى إلى ما حدث في الإسلام ألا تخاف اللَّه؟!

 

فقال: قد أجبتكم لما أرى منكم ، واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم وإن تركتموني فإنما أَنَا كأحدكم بل أَنَا أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمنْ وَلَّيْتُمُوهُ أمركم اليه. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (11/9).

 

(223) أَنَا لكم وَزِيْراً خَيْرٌ مِنِّي لَكُمْ أَمِيْراً.

 

قال عليه السلام: دَعُوني والَتمِسُوا غيري، فأَنَا لكم وَزِيْراً خَيْرٌ مِنِّي لَكُمْ أَمِيْراً.

 

وقال لهم: اتركوني، فأَنَا كَأَحَدِكُمْ، بل أَنَا أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، فأبوا عليه. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (1/169).

 

(224) أَنَا أَوْجَبُ عليكُم حَقَّاً من الأَشْتَرِ.

 

قال رجل بأَعْلى  صوته: استبانَ فَقْدُ الأَشْتَرِ، على أهل العراق! أشهدُ لو كان حيّاً لَقَلَّ اللغطُ، ولعلمَ كُلُّ امْرِئٍ ما يقولُ.

 

فقال عَلِيٌّ عليه السلام: هَبَلَتْكُمُ الهوابلُ! أَنَا أَوْجَبُ عليكُم حَقَّاً من الأَشْتَرِ. وَهَلْ للأَشْتَرِ عليكم من الحَقِّ إِلاّ حَقُّ المُسْلمِ على المُسْلِمِ؟! شرح نهج البلاغة (2/90).

 

(225) أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ، وَحَجِيجٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْكُمْ.

 

قال عليه السلام: العَمَلَ العَمَلَ، ثُمَّ النهَايَةَ النهَايَةَ، وَالاسْتَقَامَةَ الاسْتِقَامَةَ، ثُمَّ الصبْرَ الصبْرَ، وَالوَرَعَ الوَرَعَ! إنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إلى نِهَايَتِكُمْ، وَإنَّ لَكُمْ عَلَماًفَاهْتَدُوا بِعَلَمِكُمْ، وَإنَّ لِلْإِسْلامِ غَايَةً فانْتَهُوا إلى غَايَتِهِ، وَاخْرُجُوا إلَى اللَّه بِمَا افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَقِّهِ، وَبَيَّنَ لكُمْ مِنْ وَظَائِفِهِ.أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ، وَحَجِيجٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْكُمْ.

 

نهج البلاغة (ص 250- 251) من الخطبة 176، وانظر شرح نهج البلاغة(10/24).

 

(226) أَنَا شاهِدٌ لَكُمْ وَعَلَيْكُمْ يَوْمَ القِيامَة. عُيُون المواعظ والحِكَم.

 

(227) أَنَا فَوَ اللَّه دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذلِكَ، ضَرْبٌ بِالْمَشْرَفِيَّةِ.

 

ومن خطبة له عليه السلام: أُفٍّ لَكُمْ! لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالحَيَاةِالدُنْيَا مِنَ الآخِرَةِ عِوَضاً؟ وَبِالذُلِّ مِنَ العِزِّ خَلَفاً؟ إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ، كَأَنَّكُمْ مِنَ المَوْتِ في غَمْرَة، وَمِنَ الذهُولِ في سَكْرَة، يُرْتَجُ عَلَيْكُمْ حِوَارِي فَتَعْمَهُونَ، فَكَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَألُوسَةٌ، فَأَنْتُمْ لاَ تَعْقِلُونَ. مَا أَنْتُمْ لي بِثِقَةٍ سَجِيسَ الليَالي وَمَا أَنْتُمْ بِرُكْن يُمَالُ بِكُمْ وَلاَ زَوَافِرُ عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ. مَا أَنْتُمْ إِلاَّ كَإِبِل ضَلَّ رُعَاتُهَا، فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِب انْتَشَرَتْ مِن آخَرَ، لَبِئْسَ - لَعَمْرُ اللَّه - سُعْرُ نَارِ الحَرْبِ أَنْتُمْ! تُكَادُونَ وَلاَ تَكِيدُونَ، وَتُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلاَ تَمْتَعِضُونَ؛ لاَ يُنَامُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ في غَفْلَة سَاهُونَ، غُلِبَ - واللَّه - المُتَخَاذِلُونَ! وَأيْمُ اللَّه إنّي لَأَظُنُّ بِكُمْ أنْ لَوْ حَمِسَ الوَغَى، وَاسْتَحَرَّ الْمَوْتُ قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أبي طَالِب انْفِرَاجَ الرأْسِ.

 

- واللَّه - إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ وَيَهْشِمُ عَظْمَهُ، وَيَفْرِي جِلْدَهُ، لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ، ضَعِيفٌ ماضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ.

 

أَنْتَ فَكُنْ ذَاك إِنْ شِئْتَ، فَأَمَّا أَنَا فَوَ اللَّه دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذلك ضَرْبٌ بِالمَشْرَفِيَّةِ تَطِيرُ مِنْهُ فَرَاشُ الْهَامِ وَتَطِيحُ السوَاعِدُ وَالأَقْدَامُ، وَيَفْعَلُ اللَّه بَعْدَ ذلك مَا يَشَاءُ.

 

نهج البلاغة (ص 78- 79) من الخطبة 34.

 

(228) أَنَا قُطْبُ الرحَى .

 

ومن كلام له عليه السلام: مَا بَالُكُمْ أَمُخْرَسُونَ أَنْتُمْ؟

 

فقال قوم منهم: يا أميرالمؤمنين، إن سرتَ سرنا معك.

 

فقال عليه السلام: مَا بَالُكُمْ! لاَ سُدِّدْتُمْ لِرُشْد! وَلاَ هُدِيتُمْ لَقَصْد! أَفي مِثْلِ هذَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَخْرُجَ؟ إِنَّمَا يَخْرُجُ في مِثْلِ هذَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَرْضَاهُ مِنْ شُجْعَانِكُمْ وَذَوِي بَأْسِكُمْ، وَلاَ يَنْبَغِي لِي أَنْ أَدَعَ الْجُنْدَ، وَالْمِصْرَ، وَبَيْتَ المَالِ، وَجِبَايَةَ الأَرْضِ، وَالْقَضَاءَ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، وَالنظَرَ في حُقُوقِ المُطَالِبِينَ، ثُمَّ أَخْرُجَ في كَتِيبَة أَتْبَعُ أُخْرَى، أَتَقَلْقَلُ تَقَلْقُلَ الْقِدْحِ في الجَفِيرِ الفَارِغِ، وَإِنَّمَا أَنَا قُطْبُ الرحَى ، تَدُورُ عَلَيَّ وَأَنَا بِمَكَاني، فَإِذَا فَارَقْتُهُ اسْتَحَارَ مَدَارُهَا، وَاضْطَرَبَ ثِفَالُهَا.

 

هذَا لَعَمْرُ اللَّه الرأْيُ السُّوءُ.

 

- واللَّه - لَوْلاَ رَجَائِي الشهَادَةَ عِنْدَ لِقَائِي العَدُوَّ - وَلَوْ قَدْ حُمَّ لِي لِقَاؤُهُ - لَقَرَّبْتُ رِكَابِي ثُمَّ شَخَصْتُ عَنْكُمْ، فَلاَ أَطْلُبُكُمْ مَا اخْتَلَفَ جَنُوبٌ وَشَمَالٌ. طَعَّانِينَ عَيَّابِينَ، حَيَّادِينَ رَوَّاغِينَ. إِنَّهُ لاَ غَنَاءَ في كَثْرَةِ عَدَدِكُمْ مَعَ قِلَّةِ اجْتَِماعِ قُلُوبِكُمْ. لَقَدْ حَمَلْتُكُمْ عَلَى الطرِيقِ الوَاضِحِ التي لاَ يَهْلِك عَلَيْهَا إِلاَّ هَالك، مَنِ اسْتَقَامَ فَإِلَى الجَنَّةِ، وَمَنْ زَلَّ فَإِلَى النارِ. نهج البلاغة (ص 175- 176) الخطبة 119.

 

(229) أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ المَوْتُ.

 

ومن كلام له عليه السلام: أَحْمَدُ اللَّه عَلَى مَا قَضَى مِنْ أَمْر، وَقَدَّرَ مِنْ فِعْل، وَعَلَى ابْتِلاَئِي بِكُم أَيَّتُهَا الفِرْقَةُ التِي إذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعْ، وَإذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ، إنْ أُمْهِلْتُمْ خُضْتُمْ، وَإنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ، وَإنِ اجْتَمَعَ الناسُ عَلَى إمَام طَعَنْتُمْ، وَإنْ أُجِبْتُمْ إلَى مُشَاقَّة نَكَصْتُمْ. لاَ أَبَا لِغَيْرِكُمْ! مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ وَالجِهَادِ عَلَى حَقِّكُمْ؟ المَوْتَ أَوِ الذُلَّ لَكُمْ؟ فَوَ اللَّه لَئِنْ جَاءَ يَوْمِي - وَلَيَأْتِيَنِّي - لَيُفَرِّقَنَّ بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَأَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ، وَبِكُمْ غَيْرُ كَثِير. للَّه أَنْتُمْ! أمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ! وَلاَ مَحْمِيّةٌ تَشْحَذُكُمْ! أَوَ لَيْسَ عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو الجُفَاةَ الطغَامَ فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَة وَلاَ عَطَاء، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ - وَأَنْتُمْ تَرِيكَةُ الإِسْلاَمِ، وَبَقِيَّةُ الناسِ - إلَى المَعُونَةِ أَوطَائِفَة مِنَ العَطَاءِ، فَتَتفَرَّقُونَ عَنِّي وَتَخْتَلِفُونَ عَلَىَّ؟ إِنَّهُ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِي رِضاً فَتَرْضَوْنَهُ، وَلاَسُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، وَإنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ الْمَوْتُ! قَدْ دَارَسْتُكُمُ الْكِتَابَ، وَفَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ، وَعَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ، وَسَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ، لَوْ كَانَ الأَعْمَى يَلْحَظُ، أَوِ النائِمُ يَسْتَيْقِظُ! وَأَقْرِبْ بِقَوْم مِنَ الجَهْلِ بِاللَّه قَائِدُهُمْ مُعَاوِيَةُ! وَمُؤَدِّبُهُمُ ابْنُ النابِغَةِ!.

 

نهج البلاغة (ص 258 -259) الخطبة180 وانظر شرح نهج البلاغة (10/ 68).

 

(230) أَنَا ذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِتِّيْنَ.

 

ومن خطبة له عليه السلام: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللَّه لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِباسُ التَقْوَى، وَدِرْعُ اللَّه الحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلبَسَهُ اللَّه ثَوْبَ الذُلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ، وَدُيِّثَ بِالصَغَارِ وَالقَمَاءَةِ، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالإِسْهَابِ، وَأُدِيلَ الحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الجِهَادِ، وَسِيمَ الخَسْفَ، وَمُنِعَ النَصَفَ.

 

أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللَّه مَا غُزِيَ قَوْمٌ - قَطُّ - في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الأَوْطَانُ. وَهذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الأَنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ، وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا. وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالأُخْرَى المُعَاهَدَةِ، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً. فَيَا عَجَباً! عَجَباً وَاللَّه - يُمِيتُ القَلْبَ وَيَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتَِماعِ هؤُلاَءِ القَوْمِ عَلَى بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ! فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً، حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرمَى: يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَلاَ تُغِيرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلاَ تَغْزُونَ، وَيُعْصَى اللَّهُ وَتَرْضَوْن! فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسيْرِ إِلَيْهِم فِي أَيَّامِ الحَرِّ قُلْتُمْ: هذِهِ حَمَارَّةُ القَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخُ عَنَّا الحَرُّ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشتَاءِ قُلْتُمْ: هذِهِ صَبَارَّةُ القُرِّ، أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا البَرْدُ، كُلُّ هذا فِرَاراً مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ؛ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَاللَّه مِنَ السيْفِ أَفَرُّ!

 

يَا أَشْبَاهَ الرِجَالِ وَلاَ رِجَالَ! حُلُومُ الأَطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكمْ مَعْرِفَةً - وَاللَّه - جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعقَبَتْ سَدَماً.

 

قَاتَلَكُمُ اللَّه! لَقَدْ مَلاَْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً، وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التهْمَامِ أَنْفَاساً، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالعِصْيَانِ وَالخذْلاَن، حَتَّى قَالَتْ قُريْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِب رَجُلٌ شُجَاعٌ، وَلْكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالحَرْبِ. للَّه أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً، وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي؟! لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ العِشْرِينَ، وها أنا ذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِتِّينَ! وَلكِنْ لا رَأْيَ لِمَنْ لاَ يُطَاعُ!

 

نهج البلاغة (ص 69-70) من الخطبة 27 وشرح نهج البلاغة (2/74).

 

و عندما بلغه قول المرجفين من أعدائه من تخطئتهم إيّاه في سياسته في الحروب قال عليه السلام: بَلَغَنِي أَنَّ قَوماً يَقُولُوْنَ: إنَّ عَلِيَّ بْنَ أبي طالِبٍ شُجاعٌ وَلكِنْ لا بَصِيْرَةَ لَهُ في الْحِرْبِ !! لِلَّهِ أَبُوهُمْ وَهَلْ فِيْهِم أَحَدٌ أَبْصَر بِها مِنِّي ؟ لَقَدْ قُمْتُ بِها وَما بَلَغْتُ الْعِشْرِيْنَ وَها أَنَا ذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِتِّيْنَ وَلكِنْ لا رَأْيَ لِمَنْ لا يُطاعُ !!.

 

الفصول المختارة (2/64) و نثر الدرّ (ص 297).

 

(231) أَنَا عَلَيْهِ(من الهُدى ).

 

من خطبة له عليه السلام: إنّي - واللَّه - لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وَهُمْ طِلاَعُ الاَْرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ وَلاَ اسْتَوْحَشْتُ، وَ إنّي مِنْ ضَلاَلِهِمُ الذي هُمْ فِيهِ وَالهُدَى الذي أَنَا عَلَيْهِ لَعَلى بَصِيرَة مِنْ نَفْسِي وَيَقِين مِنْ رَبِّي وإني إلى لقاء اللَّه لمشتاقٌ، ولحسن ثوابه لمنتظرٌ راجٍ، ولكنني آسَى  أن يليَ هذه الأمّة سفهاؤُها وفجّارُها، فيتّخذوا مالَ اللَّه دولاً وعباده خولاً، والصالحين حرباً والفاسقين حِزباً، فإن منهم الذي شرب فيكم الحرام، وجلد حدّاً في الإسلام. وإنّ منهم مَن لم يُسلم حتى رضخت له على الإسلام الرضائخ، فلولا ذلك ما أكثرتُ تأليبكم وتأنيبكم، وجمعكم وتحريضكم، ولتركتكم إذْ اَبَيتم وونيتم. ألا ترونَ إلى أطرافكم قد انتقصتْ؟ وإلى أمصاركم قد افتتحتْ؟ وإلى ممالككم تزوى ؟ وإلى بلادكم تغزى!؟ انفروا رحمكم اللَّه الى قتال عدوّكم، ولاتثاقلوا إلى الأرض فتقِرُّوا بالخسف، وتبُوؤُوا بالذُلّ، ويكون نصيبكم الاخسّ، وإنّ أخا الحرب الأرِق ومن نام لم يُنَمْ عنه، والسلام.

 

نهج البلاغة (ص 452) من الكتاب 62 وشرح نهج البلاغة (17/225).

 

(232) أَ