شهيد الصلاة
القيت في احتفال البصرة الذي اقيم بمناسبة ذكرى وفاة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في 21 رمضان سنة 1374 هـ .
يا سيوف الاحرار في قبضة المجد، تهاوي – رغم الحفاظ – فلولا
***
والفي غمدك المخضب بالعار، تصوني فخارك المطلولا
***
واخرسي، لا صليل كالرعد ينصب بأذن الكمي لحنا جميلا
***
واحمدي لا بريق يجرح بالنور ظلام القتام فجرا صقيلاِ
***
واخمدي لا بريق يجرح بالنور ظلام القتام فجرا صقيلا
***
واكهمي لا غرار كالقدر المحتوم، إن صال تنحني الهام ميلا
***
إن سيف ابن ملجم يرشح العار على صفحتيك جيلا فجيلا
---------
طأطي الهام يا عروبة حتى
ترفعي بالظبا جبينا ذليلا
***
وتعيدي بنجدة الثأر مجدا
لم يزل بادي الشحوب عليلا
***
وتشدي بعزمه الحق كفا
هجر السيف فارتمى مشلولا
***
واطرحي البيض يا سواعد قحطان، وسلي عنها العصي بديلا
***
فالعصار تعرف الحمية - خير
من حسام يكون وغدا دخيلا
--------
يا حسام ابن ملجم لم لم ترع
لا قرانك السيوف اصولا
***
شرف السيف ان يقارعه السيف فان فاز كان نصرا نبيلا
***
ليرى المجد – والقراع امتحان -
ايها كان ملحقا ام اصيلا
***
أمن النبل يا الصيق المواضي
غدرة الليل فجأة وذهولا
***
وعلي نشوان من خمرة النجوى مع الله حسبة ومثولا
***
كهربت حسه الصلاة فلا يألف إلا التكبير والتهليلا
***
ثم سرعان ما يخر وليد البيت في البيت ساجدا وجديلا
***
فاذا بالصلاة في المسجد المحزون ثكلى تنعى أبا وكفيلا
***
وتردت من بعده ليلة القدر ثياب الحداد عمرا طويلا
***
فاهتدينا لغامض السر: ان القدر والجرح توأمان قبيلا
***
واضافت لمجدها ليلة القدر بفضل الامام مجدا اثيلا
***
فاستطالت على الليالي بفخر ينضح الحمد بكرة واصيلا
-------
أية اشقى الورى أما يستحي سيفك أن يشهد الامام سليلا
***
والمواضي كانت متى شاهدته لم تبارح اغمادها تبجيلا
***
حيث كانت ترى بعينيه وقد العزم يذوي حديدها المصقولا
***
وعلى فيه من فحيح البطولات لظى يترك البصائر حولا
***
هكذا الحق يصلت العزم سيفا عبقريا وساعدا مفتولا
***
إيه اشقى الأنام، هلا تراجعت لدى هيبة الامام خجولا
***
كيف مدت منك اليمين وكانت تستقي من ندى الامام سيولا
***
أفهل جفت الصلات فجاءت تبتغي من صلاته التنويلا..؟
***
لا – وحاشا نداه – وهو غمام – أن يرى ساعة المحولا بخيلا
***
لكن النفس إن زكت تخصب الخير إلى الناس روضة وحقولا
***
ومتى ساء غرسها تنبت الشر – برغم الوجدان – مرعى وبيلا
------
لست أرثيك - يافقيد البطولات – بحفل يلوك معنى ملولا
***
إنما يعقد الرثاء لميت يرشح الدمع ماتما وعويلا
***
لست ارثيك –يافقيد البطولات – بحفل يلوك معنى ملولا
***
إنما يعقد الرثاء لميت يرشح الدمع ماتما وعويلا
***
أنت اسمى من أن تموت وهذا نهجك الحي يعضد التنزيلا
***
أنا أرثي لمدلجين أضاعوا هدف السير مقصدا ومقيلا
***
وزعوا بين فكرتين: فقوم ألفوا في اليمين ظلا ظليلا
***
فاستطابوا النعيم، وليمت المسكين، ما دام عيشهم معسولا
***
ولو أن الجميع ساروا على نهجك، واستهدفوا خطاك دليلا
***
لاستراحوا من حبره الفكر فالاسلام أرسى قواعدا وأصولا
***
انه يرشد الأنام إلى الخير، ويوحي الهدى، ويغدو العقولا
-------
يا صريع ابن ملجم، لم تكن وحدك في مذبح الصلاة قتيلا
***
ولو أن الخصام بينكما – حسب – فهيهات يستقيم طويلا
***
إنما تلك قصة العدل والظلم، وهيهات دورها أن يزولا
***
لم تزل والزمان في مسرح التأريخ عذراء تصرع المستحيلا
***
إن سيفا ارادك في ساحة الرحمة ما زال فوقنا مسلولا
***
والدماء التي استقى ريها المحراب لا زال جرحهن خضيلا
***
فصراع ابن ملجم وعلي يتخطى التأريخ جيلا فجيلا