في مدح أمير المؤمنين والنبي (سلام الله عليهم)
يا صنو طه في ذرى الفخر
وشريكه في الجهد والأجر
***
ووصيه الهادي لامته
وأبو بنيه القادة الغر
***
يا صهره الغالي ومسعده
دون الصحابة ساعة العسر
***
قد خصك الله القدير بما
يضفي عليك مناقب الفخر
***
في بيته الأعلى ولدت ولم
يسبق لغيرك سالف الدهر
***
وسبقت للإسلام عن رشد
قبل البلوغ وذاك عن سر
***
ونشأت في بيت النبي وقد
غذاكبالعرفان والبر
***
ووقيت طه من مؤامرة
غذاكبالعرفان والبر
***
ووقيت طه من مؤامرة
قد دبرتها زمرة الشر
***
إذ نمت ملتحفاً ببردته
فنجا وآب الخصم بالخسر
***
فدّيت طه يا أبا حسن
وبقيت منتظراً إلى الفجر
***
وراءك جمع الشرك عن كثب
فاستيقنوا بالذل والقهر
***
وتفرقوا لم يدركوا أرباً
مما قد اختطوه من مكر
***
رجعوا رجوع العاجزين وقد
سار النبي ميسر الأمر
***
يا ناصر الدين الحنيف ومن
قد شاد دين الله بالسمر
***
لولاك ما للدين من وطن
كلا ولا للعلم مستقري
***
قد كنت ليث الحرب فارسها
عند اللقاء بملتقى بدر
***
فقتلت نصف المشركين بها
ورجعت بالتأييد والنصر
***
والمسلمون جميعهم قتلوا
ما قد بقي بالعد والحصر
***
وبوقعة الأحزاب إذ هرعت
زمر النفاق بموكب الشر
***
جاءوا بكل قواهم ودعوا
للحرب مشتدين للثأر
***
فقتلت عمروا بعدما عجزت
كل الفوارس عن لقا عمرو
***
فاستبشر المختار مبتدئاً
بمديحك المأثور كالدر
***
يا ضربة فاقت فضائلها
وربت على الثقلين بالأجر
***
أحييت كل المسلمين بها
والدين أصبح صاحب الأمر
***
لولا حسامك يومها لقضى
دين الإله مقلم الظفر
***
لكن ببأسك نال منيته
من عزة تبقى مدى الدهر
***
وقتلت مرحب بعدما فشلوا
في قهره والأخذ بالثأر
***
فقصدت حصنهم وقد دخلوا
فيه ليستتروا من الذعر
***
وقلعت باب الحصن معجزة
وطرحته في البيد والقفر
***
تلك اليهود بخيبر فزعت
واستسلمت للذل والأسر
***
كل المعارك أنت سيدها
فإذا سطوت غلبت بالقهر
***
كم غزوة للمصطفى نجحت
قد كنت فيها صاحب الأمر
***
ورآك طه خير مؤتمن
للدين مأموناً على السر
***
فدعاك في يوم الغدير لكي
يوصي إليك بكل ما يجري
***
إذ صاح فيهم قائلاً لهم
هيا اسمعوا قد ضاق بي صدري
***
أولست سيدكم وأولى منكم
بنفوسكم في اليسر والعسر
***
قالوا بلى قال اسمعوا عظمتي
وتقبلوا نصحي مع الشكر
***
من كنت مولاه وسيده
وتقبلوا نصحي مع الشكر
***
من كنت مولاه وسيده
فعليٌ سيده مدى الدهر
***
قد شاء ربي أن يكون لكم
بعدي وصياً فاسمعوا أمري
***
هذا علي فهو سيدكم
ما للمعارض قط من عذر
***
فهو الأمير لكل معترف
بالدين من عبد ومن حر
***
قالوا بخ لك يا علي وقد
أخفوا لما في النفس من مكر
***
حتى إذا مات النبي وقد
أصبحت أنت بمطلع البدر
***
نكثوا العهود وأظهروا حنقاً
وتهيئوا للظلم والغدر
***
منعوك حقك وهو منتظر
منهم وأنت بما جرى تدري
***
قد قال طه بعد مفتقدي
سيعود أكثرهم الى الكفر
***
وكذلك القرآن أخبرهم
بالإنقلاب وباح بالسر
***
إذ قال إن مات النبي وإن
قتل انقلبتهم يا بني العهر
***
عادوا الى الأصنام واتخذوا
رباً لهم من أجود التمر
***
جعلوك رابعهم وقد تركوا
أمر الإله ومحكم الذكر
***
وإلى الخلافة سابقوك لكي
يستأثروا بالنهي والأمر
***
وسبقتهم للدين منفرداً
تهوى العلا ومنابع الفخر
***
وسبقتهم للحرب مجتهداً
تجتاز من نصر الى نصر
***
لو قدموك لأنصفوا ونجوا
من موبقات النار في الحشر
***
لكنهم خانوا بما فعلوا
إذ أخروك بغير عذر
***
فعلى الذي يرضى بما ارتكبوا
أو أحدثوا في الدين من نكر
***
أضعاف ما اكتسبوا ببغيهم
سفهاً وما احتقبوه من وزر