مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) وبعض مواقفه القتالية
إذا الشعب يوماً أبي أن يذل
ولم يرض عن عيشه المحتقر
***
ورام المعالي بساح الكفاح
وعاف الهوان فلم يصطبر
***
وهام بحرية الثائرين
وتاق لنيل العلى المنتظر
***
فلا بد للقيد أن يلتوي
وبالعزم والحزم أن ينكسر
***
ولا بد للشعب من أن يثور
على الظالمين وأن ينتصر
***
ولا بد لليل من آخر
وللصبح بالضوء أن يشتهر
***
ولا بد للشعب من قائد
حكيم إذا ما نهى أو أمر
***
خبير بفن الحروب جريء
صبور إذا ما اللهيب استعر
***
أبي يعاف حياة الهوان
غيور يعف إذا ما قدر
***
يهون على نفسه أن يموت
شهيداً بساح الوغى المكفهر
***
فإن فاز بالنصر فهو المنى
وإن مات فاز بطيب الأثر
***
يموت لتحيا جميع الشعوب
ويحيا اليسعد جميع البشر
***
كمثل علي أخ المصطفى
فكم في الحروب له من صور
***
فسل عنه معركة النهروان
وما حل فيها وكيف الخبر
***
وسل عنه (خيبر) إذ جاءها
وجند مرحبها ونحر
***
وسار إلى الحصن منفرداً
ودك له بابه ودحر
***
وسل عنه بدراً وسل أحداً
من اجتاح فرسانها وأسر
***
على رأس جمع من المشركين
ليستأصلوا جمع طه الأغر
***
ويستأصلوا دعوة المصطفى
ويسترجع الشرك ما قد خسر
***
فصاح ونادى على المسلمين
ألا فاستمعوني ألستم بشر
***
لقد بح صوتي أما فيكم
محب لنيل العلى المدخر
***
فأين الأباة وأين الكماة
وأين محب الجنان الأبر
***
فقال النبي ألا من لعمرو
وجنة عدن له مستقر
***
فلم يستجب لندا المصطفى
سوى حيدر ليثها المنتظر
***
فقام علي وقال أنا
له يا حبيبي ونور البصر
***
سأقضي عليه وأكفيكه
وحالا سأبعثه لسقر
***
فسار إليه عليٌّ وقد
أجاب على رجزه وزأر
***
وقال له قف تمهل فقد
أتاك الذي لا يهاب الخطر
***
سأسقيك كأس الردى من يدي
وأجعل منك حديث السمر
***
فثار لذلك عمرو وقد
توثب واشتد مثل النمر
***
ورام منالاً وأخطأه
وعاد حسير الحشى قد خسر
***
فطوقه المرتضى بالحسام
وجندله كذبيح البقر
***
وضحّاه الله محتسباً
وكبّر حين عليه انتصر
***
وجنّب أخطاره المسلمين
ونفّذ للمصطفى ما أمر
***
فلولا علي وإقدامه
لما كان للدين فينا أثر
***
لقد خصه ربه بالكمال
وفضله فوق كل البشر
***
هو المصطفى في جميع الصفات
سوى أن طه الرسول الأغر
***
هما الشمس شمس الهدى أشرقت
فهذا ذُكاءٌ وهذا القمر