في يوم الغدير
يا عيدُ مالَكَ في الأعياد أشباه
زها بك الكون أقصاه وأدناهُ
***
لله صبحك في لألاءِ طلعته
ما كان أبرمه حسناً وأبهاه
***
ما الفطر ما النحر ما النوروز منك لقد
فقتَ الجميع بنشرٍ فاح ريّاه
***
لقد شممنا شذا العرفان منك وكم
برق من اليمن والإيمان شمناه
***
يا يوم (خم) وفيك الغي قد سهرت
أجفانه والهدى قد قرَّ جفناه
***
بك العلى رنحت زهواً معاطفها
والحق مفترّة بشراً ثناياه
***
يا عيد قد لاح فيك السعد ملتمعاً
على سماء الهدى حتّى اجتليناه
***
تلتذُّ فيك بمدح المرتضى طرباً
من شيعة الحق أسماع وأفواه
***
من فلَّ احزابها في سيفه ودحا
أبوابها وأباد الشرك إلّاه
***
لو لم يكن خير أهل الأرض كلهم
ما اختاره المصطفى صنواً وآخاه
***
لو لم يكن بصفات الله متّصفاً
لما ادعى فيه قوم أنه الله
***
إمام حقٍّ به القالون قد هلكوا
يوم القيامة والغالون قد تاهوا
***
قد كان أغزرهم علماً وارجحهم
حلماً وأعدلهم حكماً في قضاياه
***
مناقب ليس تحصى في إمام هدىً
باري السما كل شيءٍ فيه أحصاه
***
إن راعنا الزمن القاسي نلوذ به
أو نابنا الدهر في خطبٍ دعوناه
***
عيد الغدير اجتنينا فيك روض منىً
ومنهل البشر صفواً قد وردناه
***
وللإمامة سرٌّ كان منكتماً
وفيك أظهره الباري وأبداه
***
ما للأُلى انكروا منك الذي عرفوا
وحرّفوا فيك ما الرحمن أوحاه
***
كأنهم لم يكونوا في الصحاح رووا
قول النبي: ألا من كنت مولاه
***
غداة قد أمر الله النبي ضحىً
أن لا يعرِّج عن خمٍّ بمسراه
***
فعاج لكن بوادٍ لا مقيل به
وليس فيه كلاً يرعى وأمواه
***
وكان سبعون ألفاً فيه قد شهدوا
فرض الولا ورسول الله أدّاه
***
في حيث ليس سوى كور الحدوج به
من منبر قد رقى المختار أعلاه
***
وقام يصدع في ذاك القبيل بما
عن الجليل به جبريل وافاه
***
هذا ابن عمِّي مولى كل مؤمنة
ومؤمن وإله العرش ولّاه
***
ما من نبي مضى قبلي من الرُسلِ الـ
ـماضين ناداه مولاه فلبّاه
***
إلّا أقام وصيّاً للهدى علماً
يسوس أُمته يرعى رعاياه
***
هذا علي أمير المؤمنين وما
سوى الجليل بهذا الإسم سمّاه
***
يا ربّ والِ الذي والى عليّ وكن
أنت المعادي لمن في الأرض عاداه
***
هذا منار الهدى لم يعشُ عنه سوى
من ضلَّ عنه الحجى والجهل أعماه
***
خَود الخلافة تأبى أن يكون لها
كفواً سوى الطهر يرضاها وترضاه
***
اليوم فيه أتم الله نعمته
عليكم فاشكروا يا قوم نعماه
***
للأمر أهَّله والدين أكمله
لا يسعد المرء إلا في مولاه
***
لا يسعد المرء إلا في ولايته
يفوز فيها بدنياه وأخراه
***
ألستُ أديت عهد الله بينكم
ويل لكل خؤونٍ ليس يرعاه
***
قالوا: أطعنا ولا والله ما صدقوا
إذ مِلء أحشائهم بغض وإكراه
***
نعم أجابته منهم ألسنٌ رضيت
بقوله وقلوبُ القوم تأباه
***
أوصاهم بعليٍ والكتابِ معاً
ومذ قضى جحدوا بغياً وصاياه
***
فصيّروا النص مرفوضاً بعترته
وغادروا العهد منقوضاً بقرباه
***
مهلاً سيعلم يوم الحشر مَنْ نجحت
به المقاصد ممن خاب مسعاه
***
أن يُدعَ كل أناس في إمامهم
ويتبع المرء فيه مَنْ تولّاه
***
يا ليت شعري فيما الاعتذار غداً
إن قدَّم المرتضى لله شكواه
***
فاهنأ بذا العيد مسروراً أبا حسنٍ
فإنما العيد لفظٌ أنت معناه
***
قد خصّك الله دون العالمين به
في البشر فاهنأ بما قد خصّك الله