عليٌّ والحياة الخالدة
تَبْقَى.. وأنْتَ الكَوْكبُ السَّيَّارُ
رمْزاً وعُقْبى الخالدينَ الدارُ
***
ناغَيْتُ ذكْرَاكَ.. والجَوَى بيَ عاصِفٌ
وشَدَوْتُ باسْمِكَ.. والهَوَى قيثارُ
***
وأفاقَ مَخْمُورٌ.. وغَرَّدَ صادحٌ
لوْلا الهُدَى ما اهْتَزَّتْ الأوتارُ
***
ودَرَجْتُ أسْتَوْحي الكَواكِبَ قائلاً:
أنَّى يَكُونُ مَقامُها الأبْرارُ
***
وإذا الجَوَابُ: أئمَّةٌ في جَنَّةٍ
فيْحاءَ.. تَجْري تَحْتَها الأنْهارُ
***
وهُمُ على (الأعْرافِ) مِنْ عُرفائِها
وحِجابُها فَلَكٌ بِهِمْ دَوَّارُ
***
والخُلْدُ أزْلَفَ.. والحَضيرةُ تَزْدَهي
فيها المَلائكُ.. والكُؤوسُ تُدارُ
***
ومحمَّدٌ ولواؤُهُ في رفرفٍ
والسَّابقُونَ وآلُهُ الأطْهارُ
***
وعَوالِمُ المتألهينَ سحائبُ الـ
ـبَركاتِ تَهْمي حَوْلَها الأمطارُ
***
والأرضُ غَيْرُ الأرض في مَلَكُوتِهِ
والشَّمْسُ والأفْلاكُ والأقمارُ
***
والليلُ ثمِّةَ غَيْرَ ما عَرفَ الدُّجَى
والفَجْرُ في النَّفحاتِ والأسْحارُ
***
والناسُ خُرْسٌ.. والشَّفاعةُ تُرْتَجى
والحَشْرُ جأّرٌ بِهْم زأَّرُ
***
نُصِبَتْ مَوازينُ الحسابِ وأبْرزَتْ
عِنْدَ القيامةِ تلْكُمُ الأسْفارُ
***
للمُتَّقينِ كريمةً سَيْماؤُهُم
تِلْكَ الجنانُ.. وللطغاةِ النَّارُ
***
والمُلْكُ مِنْ دُون الخلائقِ كُلِّهِمْ
للهِ.. وهْوَ الواحدُ القَّهارُ
***
عِيدُ الغَديرِ وأنْتَ مَوْلِدُ أمَّةٍ
عَصْماءَ.. لا بَطَرٌ، ولا اسْتِئْثارُ
***
عيدٌ أطلَّ على الحَياةِ.. ومَوْسِمٌ
يَزْهُو بِرَوْعَةِ قُدْسِهِ التّذْكارُ
***
فيهِ البشائرُ والشَّعائرُ تَلْتَقي
ومِنَ البشارةِ دَوْلةٌ وشعارُ
***
فاخْتَرْتَ تَحْمِلْ للولايةِ عِبْئَها
ولأنْتَ نِعْمَ الحاملُ المُخْتارُ
***
وبِهِ قد انْعَقَدَتْ عَلَيْكَ إمامةٌ
وعلى جَبينِكَ قد أقيمَ الغارُ
***
ما كانَ بالأمرِ اليَسيرِ رسالةً
فيها نِظامُ الكائناتِ يُدَارُ
***
ألْقَتْ إلى كَفَّيْكَ ثِقْلُ أمانةٍ
نَطَقَتْ بصدْقِ أدائِها الآثارُ
***
ولأنْتَ سَيِّدُها وقائدُ جَمْعِها الـ
ـعِمْلاقُ.. والمُتصرِّفُ المِغْوَارُ
***
تَسْري مَعَ الاعْصارِ في تاريخِها
فكأنَّ رُوحَكَ تِلْكُمُ الأعْصارُ
***
وتُسابِقُ الأحْداثَ في غَمَرَاتِها
فيَفرُّ جُبْناً زَحْفُها الجَرَّارُ
***
وتُصارعُ الأقْدَارَ في هَجَماتِها
حتَّى يُظَنُّ بأنَّكَ الأقْدَارُ
***
وتطاولُ الأقمارَ في أبْرَاجِها
فتخُرُّ ساجِدَةً لكَ الأقْمارُ
***
ماذا يُحَدِّثُ شاعِرٌ عَنْ رائدٍ
وطِوالُ ما يَصِفُ القَريضُ قِصارُ
***
ولقدْ شَمخْتَ فكُنْتَ فَذّاً نادِراً
وتضاءَلَتْ بإزائِكَ الأشْعارُ
***
رَمْزانِ يَخْتَرقانِ كُلَّ كَريمَةٍ
عَدْلُ الإمامُ.. وعَزْمُهُ الجَبَّارُ
***
يتباريانِ عَراقةً وأصالةً
وكذا تَكُونُ الرّفْقَةُ الأخْيارُ
***
شَرَفاً أميرُ المُؤمنينَ.. فَلَمْ تَزَلْ
تَهْفُوا لكَ الأسْماعُ والأبْصارُ
***
في كُلِّ داجيةٍ مَنارٌ مِنْ هُدىً
وبكُلِّ صَقْعٍ تَشْرقُ الأنْوَارُ
***
ولَقْدْ غَرَسْتَ لنا بكُلِّ فَضيلةٍ
صنْوانِ هُنَّ: البِرُّ، والإيثارُ
***
والمُصْلحُونَ حَياتُهُمْ ومماتُهُمْ
في الخالدينَ.. الخَصْبُ والأثْمارُ
***
والعَدْلُ يَحْتَضِنُ الضَّعيفَ وعِنْدَهُ
بإزاءِ كُلِّ كريهةٍ مِعْيارُ
***
والنُّبْلُ كالحقْلِ المُنَوَّرِ.. أُفْقُهُ
ألَقٌ.. ونَفْحُ عَبيرِهِ مَوَّارُ
***
وصِفاتُكَ الغُّرُّ الحِسانُ كما مَشَتْ
بينَ الكَواعِبِ غادَةٌ معطارُ
***
حَسْبُ العَقيدةِ أنْ سَلَكْتَ مسارَها
والظالمُونَ بِغْيِّهِمْ قدْ سارُوا
***
والرايةُ البيضاءُ عزكَ دُونَها
للناكثينَ مَذلَّةٌ وصَغارُ
***
والمجْدُ للإيمانِ تَرْفَعُ صَرْحَهُ
والقاسِطُونَ عُرُوشُهُمْ تَنْهارُ
***
وطَريقُكَ الإسْلامُ.. وهْوَ مُعبَّدٌ
قد تاهَ فيهِ المارقُونَ وحارُوا
***
البائعُونَ الدينَ أرْخَصَ سِلْعَةٍ
ولقد تَخُونُ تجارةً واسْعارُ
***
والخائنُونَ مُحمَّداً وكتابَهُ
وهُمُ الخَوارجُ.. والطريقُ عِثَارُ
***
تَتَراجَعُ الأرْقامُ عِنْدَ حِسابِهِمْ
وإذا نَتيجةُ جَمْعِهِمْ أصْفارُ
***
ولأنْتَ مِنْ عَلْياكَ في مُسْتَشّرفٍ
عالي البناءِ تَحُوطُهُ الأسْوارُ
***
تَتَنَقَّلُ الأفياءُ في جَنباتِهِ
وبمُرْجِهِ تتساقطُ الأثمارُ
***
يُومي إليكَ بعِزِّهِ ويُشارُ
حتّى كأنَّكَ وحْدَكَ المِضمارُ
***
يا رَبَّ (بَدْرٍ) والكتائبُ تَصْطلي
حَرَّ الكفاحِ.. وقْدُهُ إعْصارُ
***
وزعيمُ (أحْدٍ) واللواءُ يَهُزُّهُ
حَذَرٌ.. ويَرْفَعُهُ نُهىً وفَخَارُ
***
ولآلِ (عَبْدِ الدَّارِ) في نَكَساتِهِمْ
يَوْمٌ بِهِ تَتَحَدَّثُ الأخْبارُ
***
لَمْ يَبْقَ دَيَّارٌ على أرْجائِها
وتكَوَّرَتْ فيمنْ تَظُمُّ الدَّارُ
***
و(بخَيْبَرٍ) أنْتَ المُفَرِّجُ كُرْبَةً
وسِواكَ تَوَّجَ مِفْرَقَيْهُ العارُ
***
وتَجَمَّعَ (الأحْزابُ) مَنْ ذا مِنْهُمُ
عِنْدَ النِّزالِ: الفارسُ المِسْعارُ
***
فمَشَى لَها (عَمْروٌ) وأنْتَ إزاؤُهُ
فعَلاهُ قَدّاً سَيْفُكَ البَتَّارُ
***
لا سَيْفَ إلّا ذُو الفَقَارِ.. ولا فَتىً
إلَّاكَ.. فاسْلَمْ أيُّها الكَرَّارُ
***
ومشاهِدُ الإسْلامِ في غَزَواتِهِ
وحُرُوبِهِ لكَ صَوْلَةٌ وذمارُ
***
والذِّكْرُ يُتْلى.. والفضائلُ جَمَّةٌ
وصَدَاكَ في آياتِهِ هَدَّارُ
***
والعادياتُ – المُصْبحاتُ مغارها -
ضبْحاً.. عَلا رَهَجٌ لها وغُبارُ
***
والصُّلْحُ تَمَّ.. وفتحُ مَكَّةَ يَرْتَدي
حُللاً.. صناعُكَ أنْتَ والأنْصارُ
***
و(هَوَازنُ) بضلالِها قد غَرَّها
جَمْعٌ.. فثارَ بوَجهِها التَّيّارُ
***
وهَلُمَّ جَرَّا.. والجهادُ وشَرْعُهُ
لكَ شاهِدٌ والقادةُ الأحْرارُ
***
تِلْكَ الحَقائقُ لَيْسَ يُجْحَدُ أمْرُها
فالليْلُ لَيْلٌ.. والنَّهارُ نَهارُ