تَرَاجيديةُ أمير المؤمنين (عليه السلام)
لماذا اخْتَلَفت النَّاسُ
وفي هَدْيِكَ نِبْراسُ
***
وأنْتَ القائدُ المُلْهَمُ
والمَفْزَعُ.. والرأسُ
***
فيا بُعْدَ مَسافاتِ الـ
أُلى بسواكَ قدْ قاسُوا
***
فأيْنَ الحَنْظَلُ المُرُّ؟
وأيْنَ الوردُ والآسُ؟
***
وأينَ الحَجرُ الصَّوَّانُ؟
والياقُوتُ والماسُ؟
***
ومِنْ أنْفاسِكَ الغَرَّا
ءِ.. للأمَّةِ أنفاسُ
***
ومِنْ أضْوائِكَ الزَّهْرا
ءِ.. للعالمِ أقْباسُ
***
ومِنْ أصْدَائِكَ العَصْما
ءِ.. للبَيْعَةِ قُدّاسُ
***
وقد قامَ رسُولُ اللـ
ـهِ فيها، وهْوَ حَسَّاسُ
***
حذارَ الرِّدْةِ الكُبرى
فإنَّ العِرْقَ دَسَّاسُ
***
وعَهْدُ النَّاسِ بالأصْنا
مِ فيهِ طَفَحَ الكاسُ
***
يُوَسْوسُ في صُدُورِ النّا
سِ.. والوسْواسُ خَنْاسُ
***
وأنْتَ النُّورُ في الطُّورِ
وفي كَفَّيْكَ مِقباسُ
***
فللبُقْعةِ تَرْنيمٌ
وللشاطيءِ أعْراسُ
***
تَسُوسُ الخَلْقَ بالحقِّ
فلا يَطْغَى.. كمن ساسُوا
***
وتُزْجي الرُّشْدَ والطُّهْرَ
فلا غَيٌّ وأدْناسُ
***
ويَعْلُو بهُدَى القُرآ
ن نَوْءٌ مِنْكَ رجَّاسُ
***
ولكنَّ الأنانييـ
ـنَ قد خانُوا.. وقد جاسُوا
***
هُمُ للبَغْيِ أنْصارٌ
وهُمْ للغَدْر سُوَّاسُ
***
فما للعَهْدِ والعَقْدِ
ضماناتٌ وأمْراسُ
***
ومَنْ يَنْكُثْ.. فالأوبا
شُ في دُنْياكَ أكْداسُ
***
أطاحُوا بالبهاليلِ
وهُمْ في الرَّوْعِ أنْكاسُ
***
أثارُوا الفِتْنَةَ الصَّما
ءَ.... والألْسُنُ إخْراسُ
***
فَعَمّ الكرُ والمَكْرُ
وغابَ العُرْفُ والباسُ
***
إمامَ الحقِّ (سُقْراطٌ)
لَهُ بهُداكَ إيناسُ
***
وفي قُرْبِكَ (رسْطاليس)
باقٍ مِنْهُ إحْساسُ
***
وللشَّيْخِ (ابنِ سينا) فيـ
ـكَ تَرْتيلٌ وإبْساسُ
***
فلاسِفة الملا للقا
كَ مِنْ أفراحِهِمْ ماسُوا
***
لقدْ أخْلَوْا لكَ الـ
ـساحةَ.. فالمَيْدانُ إبْلاسُ
***
ولمَّا اخْتَّصّك السَّيْفُ
كَبَتْ في الشَّوطِ أفْراسُ
***
ولاذُوا فيكَ أفْواجاً
فمَنْ لجراحِهمْ ياسُو
***
لقدْ لجأوا إلى حِصْنٍ
تُوَطِّدُ مِنْهُ آساسُ
***
أقيمَ على التُّقَى رُكْناً
مَنيعاً.. فهْوَ مِتْراسُ
***
ولَمْ تُضْرِبْ لَهُ في الدَّهْـ
ـرِ.. أخْماسٌ وأسْداسُ
***
ولا خامَرَهُ الشَّكُّ
ولا اسْتَشْرَى بهِ الياسُ
***
وقد نصبت لَهُ بالـ
ـنَّصْرِ في التاريخِ أقواسُ
***
فللغُمَّةِ كَشَّافٌ
وللشِّدَّةِ لَبَّاسُ
***
جُذُورٌ وفُيُوضاتٌ
لها في الخُلْدِ أغْرَاسُ
***
وأصْداءٌ مِنَ الماضي
بِها الحاضِرُ مَيَّاسُ
***
عَليٌّ أوَّلُ القَوْ
مِ إذْ الإيمانُ أدْراسُ
***
وصُنْوُ مُحمَّدٍ في السَّعْـ
ـيِ.. والأصْحابُ جُلَّاسُ
***
صَليبُ العُودِ في اللّـ
ـهِ إذْ السّيرة إسْلاسُ
***
بهِ قد كَمُلَ الدِّين
وشُدَّتْ مِنْهُ أضْراسُ
***
وفي (بدرٍ) لِواءُ الحَمْـ
ـدِ.. مَرْفُوعٌ بِهِ الراسُ
***
وفي (الخندقِ) ما أبْقَتْ
أحاديثٌ وأحْداسُ
***
وفي (خَيْبَر) كانَ الفَتْـ
ـحُ.. والقُوَّادُ أوْكاسُ
***
وفي كُلِّ الميادينِ
بهِ يفتقِرُ النَّاسُ
***
إلى أنْ قامَتِ الدو
لة.. والإيمانُ مِقباسُ
***
رَسُولُ اللهِ قائدُها
وأهْلُ البيتِ حُرَّاسُ
***
وأبْقى فيهمُ الثَّقْلَيْنِ
إنْ ضَمَّتْهُ أرْماسُ
***
وكانَ الإئتمارُ الـ
ـفَجُّ.. والتاريخُ نَخَّاسُ
***
زَوَوْا عَنْا أبا حَسَنٍ
فعمَّ الأُفْقَ أدْناسُ
***
وسَيْطَرَ مَنْطِقُ الإكْرَا
هِ.. إذْ تُخْنَقُ أنْفاسُ
***
فللتَّعْذيبِ أشْكالٌ
وللتَّنْكيلِ أجْناسُ
***
ولا تَعْجَبْ.. فإنَّ الحُحْـ
ـمَ والإرْهابَ أحْلاسُ
***
كما تَحكمنا (لنْدَن)
أوْ تَبْطشُ (تكْساسُ)