في رثاء سيد الموحدين (عليه السلام)
دعها تجوب فدافد الأنجاد
وتشق أزياق الربى ووهاد
***
أغرى لها شوق الغري فلن ترى
مرأى ومرعى غير ذاك الوادي
***
فاستشعر الملكوت عند مليكه
مهما بدت قبسات نور النادي
***
فهناك موسى يخلع النعلين والأ
ملاك كالحجاب والقواد
***
واد به الطود العظيم ومن له
الطول العميم وعلة الايجاد
***
قطب الوجود وحجة المعبود جود
الجود قلب الكون غيث ايادي
***
هو نقطة العلم الغزير ومن له
نص الغدير هو الهدى والهادي
***
هو آية الله العظيمة في الورى
والصدر في الأصدار والإيراد
***
من ايد الله النبي بسيفه
جهراً وسراً ساير الأمجاد
***
صنو الرسول ونفسه وشريكه
فيما عدا الأرسال للارشاد
***
ركن الهدى بحر الندى الصوام
والقوام ليلا سر قاف وصاد
***
من كان عند نزاله ونواله
لا فرق في الآلاف والآحاد
***
من لو جميع الخلق كتابا غدت
وجميع أبحرها سواد مداد
***
ورياض كل الخلق أقلاماً لما
احصوا عشير فضيلة بعداد
***
فلذا جليل المدح فيه قليله
وقليله كاف إلى الأضداد
***
حارت جميع الخلق في أحواله
من ثاقبي الافهام والنقاد
***
اذ كان لم يعرفه الا ربه
ونبيه رب الفخار البادي
***
بينا عزيمته تدانى دونها
أعلا العلاة وشامخ الأطواد
***
اذ قاده ادنا الدناة ملبباً
للسامري وعجلة بمقاد
***
ويروم حرق خباءه ويرض جنبي
زوجه الزهراء ركن فساد
***
ويدب عن رتب الخلافة موهناً
ويسب بالاعياد في الاعواد
***
ويشج في الشهر الكريم كريمة
في ورده ظلماً بسيف مرادي
***
قد غاله وسط الصلاة مناجياً
لله في المحراب شر معادي
***
لرضا قطام عيبة الطغيان مأوى
البغي طود الغي والافساد
***
لهفي له لما علاه بضربة
نجلاء قد سقيت بسم عناد
***
قدامه وهو الإمام فخضب
الشيب الكريم بدمه المداد
***
وبقي ثلاثاً مدنفاً لا شاكياً
بل شاكراً اذ حاز خير مفاد
***
متبتلا ومحمدلا ومهللا
ومكبراً قد فزت باستشهاد
***
فارتاح يوصي بالذي يختاره
خير الوصية خيرة الأولاد
***
حتى اراد الله انقاذ القضا
فمضى من الفاني إلى الأخلاد
***
فتشرفت أرض الغري بقبره
فاختار منها الترب نوراً بادي
***
اذ قد حوت بدر البدور ونورها
فاعجب لبدر حل في الالحاد
***
وتعطل الاكوان اذ هو قطبها
ومداد كل محدد الابعاد
***
واغبرت الآفاق اذ هو نورها
بغبار حزن فت في الاعضاد
***
وبكى جميع العالمين لرزؤه
والنيرات تجللت بسواد
***
وبكى له دين النبي محمد
والحق أعول والامين ينادي
***
أردى المرادي لامام فلذ لي
صاب الحمام وكان خير شهاد
***
اليوم عقد الدين حل نظامه
وهوت نجوم العلم والارشاد
***
اليوم طود المجد حل دعامه
وذوت غصون مقاصد القصاد
***
اليوم أركان المعالي والعلا
فلت بسيف البغي والاحقاد
***
اليوم شمس الدين كور نورها
وعلاه كسف مدة الآباد
***
اليوم قد فصمت عرى الايمان
وانهدت قواه وآذنت بنفاد