خُذ سَيّدي بيَدي
في رحاب الإمام علي (ع) – نُشرت في (ذكوات)، محلة اتحاد أدباء النجف
أقبَلتُ نَحوَكَ مَحمولاً على ضَرَمي
أجُرُّ خَلفيَ أعواماً منَ النَدَمِ
***
خَلفي المَتاهاتُ قد ألقى الضَياعُ بِها
مَجاهِلاً، فَغَدَتْ كَوناً من الظُلَمِ
***
خَلفي ذُنوبٌ يكادُ العُمْرُ يَحمِلُها
وَشْماً، تَلَوَّنَ من كَفّي ومن قَدَمي
***
نَعَم أنا مُذنِبٌ، كُلُّ الشُهودِ على
أمسي، يُقيمونَ في صَوتي ومِلءَ فَمي
***
ويَحمِلونَ عَناويناً لِكلِّ خُطىً
مَشَيتُها، يَسمَعونَ الهَمْسَ في كَلِمي
***
فَقدْ حَمَلتُ منَ الآثامِ أسْقَمَها
حتّى تَوَهَّمتُ أنَّ البُرءَ في السَقَمِ
***
وقَد ظَنَنتُ بأنَّ العُريَ يَستُرُهُ،
منَ الذُنوبِ، وشاحٌ غيرُ مُحتَشَمِ
***
وكُنتُ مُندَفِعاً فيها لِهاوِيَةٍ
ظَلماء، فاغِرَةٍ للصَمتِ والعَدَمِ
***
واليَومَ، أُمسِكُ أقدامي، وتَلتَفِتُ الـ
أحداقُ، في شَوقٍ إليكَ ظَمي
***
فأنتَ مُعجِزَةُ الخيرِ التي نَهَضَتْ
بِكُلِّ ما تَطْمَحُ الأزمانُ من هِمَمِ
***
وأنتَ أنتَ، وَليُّ اللهِ، حُجَّتُهُ
وأنتَ، للحَقِّ، حَدُّ الصارِمِ الخَذِمِ
***
خُذْ سَيّدي بيَدي، فالروحُ جاثِيَةٌ
أمامَ بابِكَ، لم تَهدأ ولَم تَنَمِ
***
وانظُرْ، بِعَطْفِكَ، روحاً تَستَغيثُ من
الأوزارِ، تَحمِلُ أثقالاً من النَدَمِ