في رِحابِ الإمام علي (عليه السلام)
يا وَصِيَّ النَبيِّ، عُذراً إذا ما
خانَني مِرقَمي وغَصَّ يَراعي
***
أو كَبا في فَمي لِسانيَ، لَمّا
عَقَلَ الوَهْنُ جَذوَتَ الإبداعِ
***
أوَ يَرقى لفيضِ قُدْسِكَ وَصفٌ
خَسِئَتْ أنْ تَنالَ وَصفَكَ باعي
***
يا مُحيطاً منَ البَلاغَةِ، رِفْقاً
إنْ جَرى مَركَبي وهَبَّ شِراعي
***
يا ابنَ عَمِّ النَبيِّ أنتَ سَنا الدَر
بِ، إذا حاصَرَ الدُجى إقلاعي
***
مُدَّ كَفَّيكَ، فالخِضَمُّ رهيبٌ
وتَرَفَّقْ بوحدَتي وَضَياعي
***
يا ذِراعَ النَبيِّ مُذْ أورَقَ الحَقُّ
وشَبَّ النَدى بِذاكَ الذِراعِ
***
لَمْ يَزَلْ في دَمي ليَومِكَ نَزْفٌ
يكتَوي صَحْوَتي ويَلْوي طِباعي
***
مُتْعِبَ الموتِ كيفَ أتعَبَكَ المـ
ـوتُ وأنتَ الفَنى بِيومِ القِراعِ
***
أيُّها السيفُ كيفَ طالَكَ غَدْراً
شُبْهُ سَيفٍ من مارِقٍ مِرتاعِ
***
ذَبَحَ الصُبْحَ والمُروءَةَ والطِيـ
ـبَ وشَلَّ السَنا بِعينِ الشُعاعِ
***
أرْعَبَ المَجدَ والسَماحَةَ لمّا
قَتَلَ الحُلْمَ في قُلوبِ الجياعِ
***
يا لَهُ الوَيلُ كيفَ يَرقى عَليّاً
وهْوَ حامي الحِمى وداحي القِلاعِ؟
***
لَيتَهُ إذْ هَوى لِضَربِ عَليٍّ
قد هَوى دونَهُ على أضْلاعي
***
لَكَ يَحلو يا سَيِّدي سَعيُ ساعِ
إنْ دَعا نَحوَ صَوتِكَ الحَقِّ داعِ
***
كم رَكِبْتُ الأسى تُحاصِرُ خَطوي
نَحوَ مَغناكَ عاصِفاتُ الرُعاعِ
***
أوَ يَخبو، أبا الأئمةِ، عَزْمٌ
أنتَ أودَعْتَهُ دَمي واندِفاعي؟
***
مِثلَما تَنسِجُ الجُذورُ جُذوراً
أو كَما يَكْمِنُ النَدى في الطِباعِ
***
أو كَما شَبَّ في الرَضيعِ اشتِياقٌ
واعتَلى صَدرَ أُمِّهِ، لِلرِضاعِ
***
شَبَّ في خافِقي هَواكَ، وإني
لِرؤى نَهْجِكَ المُقَدَّسِ واعِ
***
كُلَّما تُورِقُ الأماني، وَيَنْمو
بينَ أفيائِها، رَفيفُ إفتِراعِ
***
يورِقُ العَزْمُ في دِمانا وَلاءاً
يَغْتَلي صَرخَةً لِحَقٍّ مُضْاعِ