اللَّهم فاشهدْ..
أُلقيت في نادي الإمام الصادق (ع) في صُور بمناسبة يوم عيد الغدير سنة 1965 م
ماذا جرى يوم «الغديرِ»
فالنَّاسُ في أَمرٍ خطيرِ!
***
نُودوا، فجاؤوا يُهْرعو
ن، وما أحسَّوا بالهجيرِ!
***
يدَّافعون إلى رسول الـ
ـلَّهِ، في زحفٍ كبيرِ!
***
جاؤواه، والوديانُ تلـ
ـهثُ باللَّظى، بل بالسعير!
***
جاؤوا.. ووجَّهت الصَّحا
رى سَمْعَها نحو النَّفير
***
محبوسةَ الأنفاس تر
مق منبراً قرب «الغدير»
***
مِرقاتُه الأحداجُ، لا
عرشُ «الخورنق» والسَّدير»
***
يرقاهُ أحمدُ مُنذراً
يعلوه فيضٌ من سرورِ
***
وبصدره إرهاصةٌ
جاءت عن الرَّبِّ القدير
***
ودعا عليّاً فاشرأَ
بَّت كلُّ عُنقٍ في الحضورِ
***
وأقامَهُ في قُربه
يبدو إلى الجَمْع الغَفيرِ
***
كفُّ الإمام بكفِّه
يا من رأى شلال نُور!
***
فالكون إصغاءٌ يُشيـ
ـرُ له، فيعنو للمُشير!
***
.. ويهزُّ صوتٌ جهور
يٌّ منهمُ حيَّ الضمير:
***
أوَلستُ مولاكم؟.. ولم
أنطقْ لكم يوماً بزور؟
***
أمْ لستُ أولى بالنُّفو
سِ، على الصَّغير أو الكبيرِ؟
***
قالوا: بلى.. واللهُ يعـ
ـلمُ ما أكنُّوا في الصُّدورِ!
***
وأتمَّ يُلقي حُجةً
في منطقٍ عذبٍ يسيرِ:
***
هذا وصيِّي، وابنُ عَـ
ـمِّي، والمحكَّم في الأمورِ
***
هذا أخي، لا تَخذلو
ه.. إنَّ ناصره نصيري
***
أنا من عليٍّ، وهو مِـ
ـنِّي في الأصول وفي الجذورِ
***
يا ربِّ: فاشهدْ.. إنَّني
قد جئتهم بهدى منير!
***
وادَّافعوا نحو الوصِـ
ـي، وهمْ كأمواجِ البحور!
***
هذا «أبو بكر» يهـ
ـزُّ يَد الهدى، جمَّ الحبورِ
***
وأتَى «أبو حفصٍ» يليـ
ـهِ، كالنَّظير معَ النَّظير،
***
ويَليهما في الحال «ذو الـ
ـنُّورينِ» في زهو وفيرِ
***
قالوا: نَعُمَتْ بخٍ بخٍ
هُنِّئَت بالفوز الكبيرِ!
***
قد صرت مولانا ومو
لى المؤمنين، على الدُّهور!
***
وتلاهُم الأبدالَ والْـ
ـأبطالُ في سيلٍ غزيرِ
***
مُستبشرين ببَيعةٍ
فهمُ على الأمرِ الخطيرِ
***
مستأنسين بنعمةٍ
تمَّت لهم يوم «الغديرِ»
***
نادَى النبيُّ بها فالْـ
ـقى كلَّ كبدٍ في النُّحور:
***
لكن رآها البعضُ في الـ
ـتَّقدير قاصمةَ الظهورِ!
***
فطوى عليها غلَّة
تغلي بها غليَ القُدورِ!
***
.. ما بالُ قومٍ يرفضُو
نَ وصيَّةَ الهادي النَّذير!
***
هُم لقَّبوهُ صادقاً
لم يغمزوه بقول زُورِ
***
قد آمنوا باللهِ، بالـ
ـقرآن، فيه.. بلا غرورِ
***
بل أذعنوا في كلِّ ما
أوحَى إليه من السُّطورِ،
***
إلَّا الوصيةَ وحدَها
قد قابلوها بالنَّكيرِ!!!
***
إنِّي أقول لمن بَغَى
قولاً صريحاً عن ضميرِ:
***
يا قاسِطون لبيعةٍ
قد كافحوها بالشُّرورِ
***
يا مارِقون: تمرَّغوا
في خزْيها عبْر العصور
***
يا ناكِثون: تبدَّلوا
عن دينهم شروى نَقِير
***
إنِّي أقول لهم، وقد
ردُّوا بها حقَّ الأميرِ:
***
هل ضلَّ بعد هدايةٍ
أمْ جاء بِدعاً في الأمور؟!
***
ما بالُكم – بضلالكم -
جئتم بشرِّ مستطيرِ؟
***
ما غرَّكم في دينكم
فتبِعتمُ أهلُ الغرور؟!
***
هل بعد قولِ محمدٍ
وزنٌ لقولٍ في العشير؟!
***
مَن ردَّهُ فعلَيه وِزْر الـ
ـرَّدِّ، في يومٍ عسير
***
فالمُفترون حسابُهم
يلْقونه يومَ النُّشور..