الولاية
أبا حسنٍ يكفي محبَّك أن يرى
ولاءك في يوم القيامة نافِعا
***
فأنت وصيٌّ، بل أخٌ لمحمَّدٍ
وغيرُك ما أمسى له الأمرَ طائعا
***
وقد كنتَ منه مثلَ موسى وصِنوه
قريباً لأسباب الوصيَّة جامعا
***
لذاك حباك الله فضلاً ورفعةً
وسوَّاك في كلِّ الخلائقِ شافعا
***
فلو أنَّ إنساناً قضى العمر صائماً
وأفنى الليالي ساجداً، ثم راكعا،
***
وجاء على غير الولاية، طامعاً
بمغفرةٍ لم يلقَ عنه مُدافعا..
***
نشأتُ على حُب الوصيِّ وآله
ولِيداً، فطفلاً، بل غُلاماً فيافِعا
***
وقضَّيت أيامَ الشباب، وجُزتها
إلى الشَّيب، مجبولاً على ذاك سامعا
***
وآمنتُ بالوحي الذي جاء نصُّه
على حقِّه، في محكم الذِّكر صادِعا
***
وقال له: بلِّغ، ولا تخش منكِراً
ولا تُبق هذا الأمر في النَّاس ضائعا
***
فبلَّغ في «يوم الغدير» وصيةً
وكشَّف عن آل النبيِّ البراقعا
***
.. فحَقُّهم كالصُّبح، أبلجُ، ساطعٌ
تجلَّى على رغم المعاند ناصِعا
***
وهم خير مَنْ صلَّى وزكَّى، وخير مَنْ
ألوذُ بهم عند الشَّدائد خاشعا
***
جعلتُهم من بعد أحمد عُدَّتي
وأصبحت في نَيلِ الشفاعة طامعا
***
وقلتُ لمن قد شكَّ ما جاء فيهمُ
وينكرُ نور البدر في الأفق ساطعا
***
فلا رافعٌ يا ربِّ من كنتَ واضعاً
ولا واضعٌ يا ربِّ مَنْ كنتَ رافعا..