مولدُ أمير المؤمنين (عليه السلام)
هوَيتُكَ يا أميرَ المؤمنينا
وصار هواك لي شرعاً ودِينا
***
وُلدَّت فكنت للإسلام فجراً
رخِيّاً، مشرقاً، بهر العيونا
***
فهل أنا بالغٌ في المدح شأواً
لمن زكَّاه ربُّ العالمينا؟!
***
إلهي: إن عصاني فيه قولي
فهب لي حين أمدحه مَعينا
***
بَراه الله معجزةً ليبقى
طِلسَماً في عقول العارفينا
***
ولغزاً ضلَّ فيه كلُّ فكر
ولو أقصاهُ كيدُ المبغضينا
***
فقد ربَّاه أحمدَ، واصْطفاه
لعَيبة علمِه باباً أمينا
***
وآخاه، وزوَّجه بتولاً
لها امتدَّتْ رقابُ الخاطبينا
***
فكان أبا بَنيه دون ريبٍ
ولو رفضتْ عقولُ الجاحدينا
***
وكان وصيَّه حقّاً ونَصّاً
وكان لِدينِه الدِّرع الحَصينا
***
أميرَ المؤمنين، وصِنْو طه
لباب نجاتِنا كنتَ السَّفينا
***
بَراك الله غيظَ الكافرينا
وشاءَك رحمةً للمؤمنينا
***
حَرِيّاً بالخلافة دون شَكٍّ
ولو رفضَ الأعادي (الأقربونا)
***
أجلْ، قد قال: بلّغهم وإنْ لم
تُبلِّغ لم تكنْ عندي أمينا
***
فصارحهم بها، بجميل قولٍ
وأعلن في ألوف السامعينا
***
وأوصاهم بحقِّك، لا يُحابي
قريباً، كي يغيظ الأبعدينا..
***
..ألم يخطب بيوم غدير «خُمٍّ»
وقد مدُّوا لرؤيته العيونا
***
ونادى قائلاً: هذا عليٌّ
وَليِّي، فاسمعوا لي طائعينا..
***
ألا مَن أبغضوا بعدي عليّاً
فليسوا بالرسالة مُوقنينا!
***
فكانت بيعةٌ لا جبرَ فيها
ولا إكراه، فيهم أجمعينا
***
وقد هرعوا لها مُستبشرينا
وعادوا – بعد ذلك - مغضبينا
***
ولكنْ، حجَّةٌ قد ألْزمتهم
ولو حَقدتْ صدورُ المُنكِرينا
***
فحقُّك ظاهرٌ كضياء صبحٍ
وينكره عليك المسلمونا؟!
***
ألا لله ما لاقيتَ منهم
وهم لمحمدٍ إذ يُنسبونا!
***
عدَوك فضيَّعوا خيراً كثيراً
وإذْ أقصوك ظلُّوا حائرينا
***
وأودى حقدُهم بهمُ، فزالوا
ودمتَ مخلَّداً في الخالدينا..
***
..إلى أن كان أمرٌ في المصلَّى
وبين يدي إله العالَمينا
***
فنِلت شهادةً من سيف أشقَى الــ
ــورى، أمسى بضَربتِه لَعِينا
***
وفي فمِ مكةٍ منها أنينٌ
يُجيبُ بكوفةٍ منها أنينا
***
.. وعُمرك– لو حسبنا – نصفُ قرنٍ
وقد شغل البرايا أجمعينا..