المرتضى

{ كامل سليمان }

المرتضى فوق رؤى الخاطرِ

وإنَّه يسمو على الشاعرِ

***

مهما أبالغْ عند مدحي لهُ

أقِفْ لدَيه موقف القاصرِ

***

معناهُ لا يُرقى إليه، ولا

تنالُه مقدرةُ النائرِ

***

ينكفِئ الذهنُ إذا حامَ في

آفاقه كالنَّظرِ الحاسرِ

***

يرتدُّ عن آفاقه خاسئاً

أعشى لدى لألائه الباهرِ

***

يحار فيه القول حتّى ترى

به عياء المنطق الصَّاغرِ!

***

يكفيه أنْ كان أخا المصطفَى

وصِهره في نسبٍ طاهر

***

وهو وَليُّ الأمْر من بعده

وصيَّةً من قادرٍ قاهر

***

كرَّرها أحمدُ قولاً جَرى

من أوَّلِ الوحي إلى الآخِر

***

مُنذ اجْتماعِ (الدَّارِ) حين انبرَى

في دعوة للمَلأ الكافِر

***

إذ قال: إنِّي جئتكمْ بالهدى

والخيرِ، مَنْ منكم يَكن ناصري،

***

يَكُن وَزيري ووَلِيِّ بها

بعدي ويجْني صفقة الظَّافر

***

.. فأحجم الكلُّ سوى حيدرٍ

وهو فتًى ما زال في العاشرِ

***

إذ قام فيهم قائلاً: إنَّني

أنا لَها في السرِّ والظَّاهر

***

احتملُ الأعباءَ مهما تكن

بطاعةِ المأمورِ للآمرِ..

***

.. فقال: قد أُعْطيتَها دونهم

وأنتَ منها النورُ في الناظر

***

أنتَ إمامٌ وأبو سادةٍ

واحِدُهم كالقمرِ الزَّاهر

***

أئِمةُ الخلقِ إلى آخرِ الـ

ـدَّهْر بنصٍّ واضحٍ سافر

***

أنقل عنْ ربِّيَ ما قلتهُ

وحْياً، ولا أنطق عن خاطري..

***

ويوم خمٍّ قالها مفصحاً

بأمرِها في مجمعٍ زاخر

***

وبَلَّغ الأمر جليًّا ولم

يتركْ بها التَّأويل للناكر

***

بل أوقع البيعةَ في جلسةٍ

وأشهد الله على الماكِر..

***

وأكمل الدِّين، فمن ينحرفْ

يحصدْ جزاءَ النَّاكث الخَاسر

***

والويلُ للمُنْكِر من موقفٍ

بين يَدَي رَبٍّ له قادِر

***

هل يستطيعُ الشِّعرُ قولاً بهِ

وهو على «كَوْثرهِ» الثائِر

***

يقسِّم الناس، فَمِنْ مؤمنٍ

مصدِّقٍ، أو كافرٍ فاجر

***

يدفع للمؤمنين صكًّ إلى الْـ

ـجنَّة، صكَّ الفائز العابر

***

وشافعاً في أولياء له

ودافعاً للنار بالكافر..

***

إنَّ عليّاً وحدهُ أثَّل الـ

ـإسلام في عزمٍ له ظاهر

***

لولاه لم يثبت لَه قائمٌ

نراهُ في بُنيانه العامر

***

إذ دمَّر الكفر وأركانه

واقْتَصَّ من كلِّ فتًى ماكِرِ

***

وقد جلا الكرباتِ عن أحمدٍ

في كلِّ خطبٍ هائلٍ جائر

***

وكان في نُصرته سيفَهُ

يرمي به كالأسدِ الهادر!

***

فسل به «أُحداً» وسلْ بعدها

«حُنينَ» و«الأحزاب» في الغابر

***

و«خيبراً» و«البابُ» في كفِّه

تِرسٌ له في الموقف الثائر!

***

فسَيْفه كم قطَّ من جاحدٍ

مُعاندٍ، أو قدَّ من كافر!

***

سل «مرحباً» عن ضربةٍ غادرتْ

نِصْفَيه مفصولين بالباتر

***

سلْ عنه «عَمْراً» ساقُه قصَّة

ينقلها الناثر للشاعر

***

واسألْ به جِبريلَ عن قولَةٍ

رَدَّدها في صَوتِه الساحر

***

فلا فَتى إلَّا عليُّ، وَلَا

سَيْفَ سوى سيفٍ له فاقر...

***

.. تجدْ جَواباً واحداً، لم تجد

سواه، مهما جُلْت في السامرِ

***

إنَّ عليّاً نسخةُ وَحدهُ

وِذِكْره كالمثل السائر..