المرتضى
المرتضى فوق رؤى الخاطرِ
وإنَّه يسمو على الشاعرِ
***
مهما أبالغْ عند مدحي لهُ
أقِفْ لدَيه موقف القاصرِ
***
معناهُ لا يُرقى إليه، ولا
تنالُه مقدرةُ النائرِ
***
ينكفِئ الذهنُ إذا حامَ في
آفاقه كالنَّظرِ الحاسرِ
***
يرتدُّ عن آفاقه خاسئاً
أعشى لدى لألائه الباهرِ
***
يحار فيه القول حتّى ترى
به عياء المنطق الصَّاغرِ!
***
يكفيه أنْ كان أخا المصطفَى
وصِهره في نسبٍ طاهر
***
وهو وَليُّ الأمْر من بعده
وصيَّةً من قادرٍ قاهر
***
كرَّرها أحمدُ قولاً جَرى
من أوَّلِ الوحي إلى الآخِر
***
مُنذ اجْتماعِ (الدَّارِ) حين انبرَى
في دعوة للمَلأ الكافِر
***
إذ قال: إنِّي جئتكمْ بالهدى
والخيرِ، مَنْ منكم يَكن ناصري،
***
يَكُن وَزيري ووَلِيِّ بها
بعدي ويجْني صفقة الظَّافر
***
.. فأحجم الكلُّ سوى حيدرٍ
وهو فتًى ما زال في العاشرِ
***
إذ قام فيهم قائلاً: إنَّني
أنا لَها في السرِّ والظَّاهر
***
احتملُ الأعباءَ مهما تكن
بطاعةِ المأمورِ للآمرِ..
***
.. فقال: قد أُعْطيتَها دونهم
وأنتَ منها النورُ في الناظر
***
أنتَ إمامٌ وأبو سادةٍ
واحِدُهم كالقمرِ الزَّاهر
***
أئِمةُ الخلقِ إلى آخرِ الـ
ـدَّهْر بنصٍّ واضحٍ سافر
***
أنقل عنْ ربِّيَ ما قلتهُ
وحْياً، ولا أنطق عن خاطري..
***
ويوم خمٍّ قالها مفصحاً
بأمرِها في مجمعٍ زاخر
***
وبَلَّغ الأمر جليًّا ولم
يتركْ بها التَّأويل للناكر
***
بل أوقع البيعةَ في جلسةٍ
وأشهد الله على الماكِر..
***
وأكمل الدِّين، فمن ينحرفْ
يحصدْ جزاءَ النَّاكث الخَاسر
***
والويلُ للمُنْكِر من موقفٍ
بين يَدَي رَبٍّ له قادِر
***
هل يستطيعُ الشِّعرُ قولاً بهِ
وهو على «كَوْثرهِ» الثائِر
***
يقسِّم الناس، فَمِنْ مؤمنٍ
مصدِّقٍ، أو كافرٍ فاجر
***
يدفع للمؤمنين صكًّ إلى الْـ
ـجنَّة، صكَّ الفائز العابر
***
وشافعاً في أولياء له
ودافعاً للنار بالكافر..
***
إنَّ عليّاً وحدهُ أثَّل الـ
ـإسلام في عزمٍ له ظاهر
***
لولاه لم يثبت لَه قائمٌ
نراهُ في بُنيانه العامر
***
إذ دمَّر الكفر وأركانه
واقْتَصَّ من كلِّ فتًى ماكِرِ
***
وقد جلا الكرباتِ عن أحمدٍ
في كلِّ خطبٍ هائلٍ جائر
***
وكان في نُصرته سيفَهُ
يرمي به كالأسدِ الهادر!
***
فسل به «أُحداً» وسلْ بعدها
«حُنينَ» و«الأحزاب» في الغابر
***
و«خيبراً» و«البابُ» في كفِّه
تِرسٌ له في الموقف الثائر!
***
فسَيْفه كم قطَّ من جاحدٍ
مُعاندٍ، أو قدَّ من كافر!
***
سل «مرحباً» عن ضربةٍ غادرتْ
نِصْفَيه مفصولين بالباتر
***
سلْ عنه «عَمْراً» ساقُه قصَّة
ينقلها الناثر للشاعر
***
واسألْ به جِبريلَ عن قولَةٍ
رَدَّدها في صَوتِه الساحر
***
فلا فَتى إلَّا عليُّ، وَلَا
سَيْفَ سوى سيفٍ له فاقر...
***
.. تجدْ جَواباً واحداً، لم تجد
سواه، مهما جُلْت في السامرِ
***
إنَّ عليّاً نسخةُ وَحدهُ
وِذِكْره كالمثل السائر..