علي الإمام الخالد
لقد فاز من والى علياً وآله
وخذل الذي قد حاد عنهم وخيبا
***
كواكب للسارين إن غاب كوكب
عن الناس منها أظهر الله كوكباً
***
هم القوم يحكي المسك نشراً حديثهم
فلله ذكر ما ألذ وأعذبا
***
وقد فرض الرحمان حبهم على
جميع البرايا في الكتاب واوجبا
***
وما كان الا بالصلاة عليهم
ليقبل فرضاً للصلاة ويكتبا
***
وكان لهم جبريل في الفضل سادساً
وهم خمسة من فوقهم مدت العبا
***
يا وجههم في الجدب يستعطر الحيا
وإن نزلوا بالماحل استنبتوا الربي
***
ولائهم ديني. وبغض عداهم
اذا اتخذ الناس ديناً ومذهباً
***
منازل وحي الله خزان علمه
واسباب من للقرب منه تسببا
***
وهم فلك نوح قد نجا كل راكب
بها وهوى من غيرها اختار مركبا
***
أبوهم علي شيد الدين سيفه
وهدم أركان الضلال وخربا
***
ببدر. وأحد. والنضير وخيبر
ويوم به حزب الضلال تحزبا
***
أذاق المنايا شيبة ثم عتبة
لديها. وعمراً. والوليد ومرحبا
***
ويوم حنين حين فرت جموعهم
ويأبى علي أن يفر ويهربا
***
وكسر أصناماً بمكة بعدما
علا من رسول الله متناً ومنكبا
***
وبات بيوم الغار فوق فراشه
يقيه المنايا لم يكن متهيبا
***
امام غدا للناكثين مجاهدا
وقفاهم بالقاسطين وعقبا
***
واتبعهم بالمارقين فمطعما
غدو للحدود المرهفات ومشربا
***
صبور لدى الشدات والهول مقبل
وقد جاوز السيل البطاح إلى الربى
***
أخ، ووصي، وابن عم لأحمد
وصهر، وصنو حين ينسب منسبا
***
ولو وجد المختار فيهم نظيره
لآخاه من بين الصحابة واجتبى
***
أبا حسن تأبى المكارم والعلا
مدى الدهر الا أن تكون لها أبا
***
مدينة علم المصطفى أنت بابها
فما كان الا منك علم ليطلبا
***
تقول سلوني قبل ما تفقدونني
أنبئكم ما بالغيوب تحجبا
***
وفي (قل تعالوا([1])) كنت نفس محمد
وان عاند الغاوي بها وتعصبا
***
وفيك أتت دون البرية: (إنّما
وليكم([2]) لم تبق للشك مذهبا
***
وفي يوم خم قد خصصت برتبة
حباك بها الباري فأوسعك الحبا
***
فاصبحت أولى من نفوسهم بهم
وفي ذاك نفى الريب عمن تربيا
[1]- إشارة إلى قوله تعالى: (قلتعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم. وأنفسنا وأنفسكم) حيث قال المفسرون أن المراد هنا من نفس النبي هو (علي بن أبي طالب عليه السلام).
[2]- اشارة إلى قوله تعالى: (إنّما وليكم الله ورسوله، والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وهم راكعون) حيث أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليهما السلام حينما تصدق بخاتمه وهو في الركوع مصليا.