عيد الغدير
جُدِّدَ العهد في سنا التبشير
يومَ جلّى وحي السَّما بالغديرِ
***
آيةٌ في السّماءِ يَصدَحُ فيها
قَبَسٌ شعَّ بالهُدى والنُورِ
***
جاءَ فيهِ الأمينُ يحمِلُ قُدساً
هو لُطفٌ من العليِّ القَديرِ
***
وبعمق الديجورِ يأتلِقُ الفَجرُ
وتبدو شمسُ الضُّحى في سُرورِ
***
ونجومُ السماءِ في غَسَقِ الليلِ
صلّت للكوثرِ الموفورِ
***
قمرٌ طلَّ في سمانا أضاها
وكساها بسِحْرهِ المُستَنيرِ
***
راحَ لحنُ الشعورِ يَشدو ابتهالاً
والقوافي تفوح بالتعبير
***
أيُّ بشرى لها الملائِكُ صُفَّتْ
تَنثُرُ الوردَ بالهنا والحبورِ
***
كَمُلَ الدِينُ بالولايةِ نهجَاً
في تَمامٍ من نِعمَةِ التبشيرِ
***
يومَ قالَ النبيُ هذا عليٌ
فهو مولىً لكلِّ فذّ غيورِ
***
فَليُبلّغ مَن في الحُضورِ سِواهُ
ليطيعوا والحقُ نعمَ النصيرِ
***
هو أمرُ الإلهِ شاء إمتثالاً
أنْ يراهُ في روعةِ التصويرِ
***
قدْ حبى اللهُ للأميرِ مكاناً
قاد فيه زمامَ كلِّ الأمورِ
***
وإمامٌ وقائِدٌ لا سواهُ
يرتقيها بعد البشير النذيرِ
***
فهوَ نهجُ القرآنِ نصَّاً وَرُوحاً
قد تجلى بآية التطهيرِ
***
قد عشقنا الوصي في الله حباً
وثبتنا على الولاء الكبيرِ
***
إنهُ نعمةُ الإله علينا
هي فيهِ تسمو بكل العصورِ
***
شغفُ الشعرِ في سناك تغنّى
نغماً عاشقاً بيوم الأميرِ
***
وتوالى لحنُ المودَّةِ شوقاً
يزدهي والهاً بوحي الشعورِ
***
أمطرَ الطرسَ بالقوافي التهاباً
رسمتهُ مشاعل التصويرِ
***
إنَّ مدحَ الأميرِ يورقُ تقوىً
ونقاءً كشُعلَةٍ من نورِ
***
وولاه أضحى هدىً وسلاماً
وأماناً مِنَ اللظى والسعيرِ
***
أصبحَ المرتضى وأمسى أميراً
لجموعٍ تَضجُّ بالتكبيرِ
***
واستقرّت على يديهِ عهودٌ
تعلنُ السمعَ في الهيام الكبيرِ
***
غيرَ أنَّ العهودَ ما أنصفتها
نوبُ الدهر في انقلاب الضميرِ
***
أخروهُ فأخّروها حظوظاً
لهمُ يالذلك التأخيرِ
***
فلو أنَ كانَ قدموهُ لكانوا
قدّموا حظهم لخيرِ مصيرِ
***
يا أميراً قد صاغهُ اللهُ بدراً
علوياً بحكمةِ التدبيرِ
***
لينيرَ الحياةَ هدياً وعدلاً
في صفاءٍ يَعُمُّ كلَّ العصور
***
وليحيا الإسلامُ فيه إماماً
وأميراً موفق الإقتدار
***
فهوَ سيفُ الرسول في كُلِّ زحفٍ
حيدريٍّ بخطوهِ المنصورِ
***
كم تهاوت بذي الفقار قلاعُ
من ذوي البأسِ ما لها من نظيرِ
***
إنَّ أمرَ الإلهِ فيهِ تجلى
بعدَ طه بحكمة التدبيرِ
***
كيفَ تخفى شمسُ الشموس إذا ما
خصّها اللهُ في عظيم الأمورِ
***
يا أميرَ الإيمانِ والصبرُ أضحى
بين جنبيك شعلةً في الضميرِ
***
وبحبِ الإلهِ تزدادُ زهواً
وعلواً جلاّهُ يومُ الغديرِ
***
كبرتْ فيكَ ما بها ازددتَ كبْرَاً
انتَ فيها قرانُ ذاتِ الصدورِ
***
فتغنَّتْ ربوعُ مكّة فخراً
يومَ عمَّ البطحاءَ دينا السرورِ
***
ورمالُ الصحراءِ ترقصُ شوقاً
بالكراماتِ والسراج المنيرِ
***
فهو عيدٌ بهِ المشاعرُ غنّت
نغمَ البشرِ للأميرِ الطهورِ
***
إنَّ حبَّ الوصيَّ فرضٌ وحصنٌ
وأمانٌ يبقى ليوم النشورِ
***
فأشيدي يا أُمة الخير عيداً
سنّهُ اللهُ في الختامِ الكبيرِ